السبت، 3 سبتمبر 2016

اين المفر / الندية جليلة مفتوح / المغرب

أين المفر؟
يا عاشقي
بحر ورائي هنا
يموج غلا ليثأر
يزبد حمر موت
أمامي غضبا
يتوعد و يزأر
تحرق سفني
بجمر ضلع جن
وجعا يتفجر
سباحة بهوس
قراصنة أجول
بحلمي يتبخر
هذا رأسي
بصداع الكره
داخ و تكسر
كيف أرس يوما
فوق بر بزهره
زها يتحضر
زيف يعميني
طغى صدأ فوق
نحاس فتجبر
ذهب مغبر
لبريقه الرماد
يغطي و يدحر
عفن يجول
معاندا لجمال
قلب يتطهر
يراوغني هذا
الحلم بصخر
أهديه بقيتي
بأنفاسي يتعطر
بجزر هناك
تورق عرفانا
ما كان تصحر
توقف حروبي
تهلل لمقدم
غازية تطهر
أعانق أرضها
استلقي فوق
ترابها و أتعفر
تمدد فضاؤها
بزرقته لعيني
يحن و يسحر
ما بال المقت
يسود العالمين
لحب ما تسور
نجهل فوق
جهل الجاهلين
بعلم لا نتبحر
أصلي للعشق
أقيد الغل ثم
أتشمر لأنحر
ويل لمن تجاهل
همس السماء
فأفسد و تكبر
أين هذا المفر؟
جليلة مفتوح

خجل / نورة حلاب / لبنان ,,,



خجل
...........
يخبئني كل ذلك الوقت
في صدفة أفكاره
لم يحن زمن التعارف بعد
قدم لي نفسه
بعد اخذ انفاس طويلة
يشهق زفرات
الخجل والوجل
يحمل تاج ورد
أذبله المرور
ودوام الصمت
ثم قال لي
من فضلك
من اين طريق العودة؟...أسراء خليل

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

محنة الشّام في : "وطنٍ من عَجَب" لـ : لينا قنجراوي / قراءةٌ في زمنيّة النّصّ / الناقد والشاعر / شاهين دواجي / الجزائر .

محنة الشّام في : "وطنٍ من عَجَب" لـ : لينا قنجراوي / قراءةٌ في زمنيّة النّصّ / الناقد والشاعر / شاهين دواجي / الجزائر .
September 2, 2016

- محنة الشّام في : "وطنٍ من عَجَب" لـ : لينا الكنجراوي / قراءةٌ في زمنيّة النّصّ .
"وطنٍ من عَجَب"
تعالي يا صديقتي
نشعل الحطب
تحت وعاءٍ نارهُ
من حُبٍّ و غضب
قليلةٌ هي الخيرات
بعد أن حرقوا الزرع
و الماءُ نَضَب
حذارِ يا عزيزتي
من الجمر و اللهب
لن تتعبي هنا أبدا
مباركٌ لنا التعب
البعض يكون لنا
و أكثرٌ الغلال للسّحُب
امسحي يا عزيزتي عن جبينك ِ
لآلئ العرق
و دعينا نرتّلُ
آيات وطنٍ من عَجَب
ـــــــــــــ لينا الفنجراوي ـــــــــــــــ
- اليوم نحن أمام نصّ من الأدب السّوريّ المعاصر الذي ظهر بعد المحنة ،النّصّ من الشعر الوطني الذي يحكي قصة الذّات حين تفقد الأمل في كلّ شيءٍ حولها وتستمرئ الوجع حتّى يصبح هذا الوجع جزءً من يوميّاتها .
- أوّل ما يلفت في هذا التّشكيل سيميائيّة العنوان فيه من حيث اِتّسامها بخاصّيتين متنافرتين تقريبًا :
- أولاهما المسحة الغرائبيّة حيث يحيل العنوان على اللّامألوف بشيءٍ من العبثيّة التّي من شأنها اِجتذاب المتلقّين .
- وثانيتهما تعمّد خلق تنافرٍ بين العنوان وبعض دلالات النصّ حيث الدّلالة الكبرى للنّصّ تستجدي الوجد والحزن والقتامة لا الغرابة وهذا سنجد مغزاه في إحدى مآلات الأنساق التّي ترثي حال الشّام .
- ولئن كان النّصّ – كما أسلفت – يحكي قصّة الشم الجريح فإنّ الفعل الحكائي يبدأمن النهاية حيث يحيلنا عموم التشكيل على ثلاثة أزمنة :
- 1-/ زمن الشام ماقبل الفجيعة : حيث الشّام بداية الحضارة ومهبط الرسالات ومنبت المعرفة والخيرات بانواعها .
- 2-/زمن الشام في أثناء الفجيعة : حيث اليباب هو كلّ مايراه ويعيشه أهل الشّام .
- 3-/ زمن الشّام بعد الفجيعة : حيث يتعدّى الخراب من العمران المادي الى العمران البشري ( الذّات ) ، وتعيش الذات مذْ هذه النقطة مرحلة الشّتات والقلق .
- بعد هذا التّفصيل في زمن النّص يسهل علينا تحديد وجهة النصّ وهندسته الزّمنية فالشّاعرة بدأت نصّها من الزمن الثالث (زمن الشّام بعد الفجيعة) أي أنها بدأت قصّة الوجع من النهاية ، محاكيّةً بهذا تقنيّة الإسترجاع في السّرد التي سادت في القصص ذي النمط الإجتماعي خصوصًا .هذا من جهة ، من جهة مقابلة هذا الإبتداء من النّهاية وسّع مساحة "المسكوت عنه" في النص، والحقّ أنّ المسكوت عنه في هذا التشكيل "مُسَبًّبٌ" عن مجموعة عوامل تنضاف إلى عامل الزمنيّة.
- النصّ من النوع السهل الممتنع الذي يعمد الى البساطة في كلّ تمظهراته إن على مستوى الوحدات الصّغرى أو الكبرى أو الدلالة ، بالمقابل هو نصّ متشظٍّ مترامي المآلات وهو ما عبّرنا عنه بـ :"المسكوت عنه ".
- تبني الشاعرة تشكيلها على أساسٍ حواريّ أحاديّ بين سيدتين ترمقان بحسرة ما خلّفته الفتنة في بلدهما "الشّام" حيث الحضارة ركام والأشلاء متناثرة والدّم من اليوميّات ... جرّاءهذا اليباب تعيش "الذّات " أزمتها الوجودية وتحسّ العدم في أجلى صوره ، وتزداد أزمة الذات حين ينضاف إليها عجز عن التّغيير والإنعتاق من الموت ، حيث تهمس السيدة لصديقتها :
*تعالي يا صديقتي
*نشعل الحطب
*تحت وعاءٍ نارهُ
*من حُبٍّ و غضب
- هذا المقطع كافٍ لإجلاء مساحة معتبرةٍ من المسكوت عنه في النصّ حيث تحيل الخبرات الكلاميّة باِقتدارٍ على مكاناتٍ بعيدة كالآتي :
- "نشعل الحطب تحت وعاءٍ"/ عودة الحياة في الشام – جرّاء الحرب إلى البدائيّة حيث عمليّة طهي الطعام تتمّ على الحطب بدل الوسائل الحديثة .
- " تحت وعاءٍ ناره من حبٍّ وغضب" /يحيل لفظ : "الحبّ" على التضامن الحاصل بين أهل الشام زمن الفتنة ( الزمن الثّاني ) كما يحيل لفظ :" الغضب " على نفسية أهل الشام أثناء وبعد زمن الحرب أي ( الزمن الثاني والثالث ).
*قليلةٌ هي الخيرات
*بعد أن حرقوا الزرع
*و الماءُ نَضَب
- بداية من هذا المقطع تتعامل الشّاعرة مع الزمن الثّالث ( زمن مابعد الحرب ) حيث تكون سيميائيّة الإحالة الى باقي الأزمنة من أجل خدمة الزمن الثالث ، كما هو في هذا المقطع حيث تأتي على ذكر : "قلّة الخيرات" و"إحراق الزرع " و"نضوب الماء " وكأنّ القلم لم يكفها فامتشقت ريشة لترسم لنا اللوحة القاتمة بلون الجوع والموت والحداد .
- بعدها تتمركز الشّاعرة في الزمن الثالث كلّيّة لانه المقصود ومناط المسكوت عنه حين تهمس لصديقتها :
*حذارِ يا عزيزتي
*من الجمر و اللهب
*لن تتعبي هنا أبدًا
*مباركٌ لنا التعب
*البعض يكون لنا
*و أكثرٌ الغلال للسّحُب
*امسحي يا عزيزتي عن جبينك ِ
*لآلئ العرق
من وجهة نظرنا هذا المقطع من اجمل ما كتب عن محنة الشام لعدة أسباب منها :
- أ/ صعوبة الفصل بين الأزمنة عمليّا حيث يروي هذا النص كلّ مراحل الحدث قبل وأثناء وبعد المحنة .
- ب/ جمالية الإنشطار الدلالي حيث تجعل الشاعرة تعبها وصديقتها أمام تنور الخبز معادلًا موضوعيًّا للنّصب الذي أصاب أهل الشّام في بناء حضارتهم . فقد ذهب تعبهم أدراج الرّيح:
*لن تتعبي هنا أبدًا
*مباركٌ لنا التعب
- وهذا السّطر الأخير لقطة شعريّة بديعة مضمّخة بمسحةٍ عبثيّة عميقة .
- كما تجعل نهب أهل الفتنة للطّعام الذي تعده سيدات الشّام معادلا موضوعيّا لخيرات البلد التي تنهبها حيتان الفساد :
*البعض يكون لنا
*و أكثرٌ الغلال للسّحُب
عجز تامّ وذات تسكنها القتامة وتعب يفضي الى عرق عبثي وشام يتحوّل من صانع للحضارة ومعلّم للأمم الى شام يشبه الامم البدائية التي تعذر بدائيتها لوجودها في فجر التاريخ ... هذا هو العجب الذي عنونت به الشاعرة نصها بداية ، وختمته به انتهاءًا ، أي أن العجب استوطن وأصبح الخبز اليومي الذي تعدّه الشّاميات :
*امسحي يا عزيزتي عن جبينك ِ
*لآلئ العرق
*و دعينا نرتّلُ
*آيات وطنٍ من عَجَب
- شاهين دواجي /