السبت، 27 فبراير 2016

(أيا جارتي) / احمد ابو ماجن / العراق ,,,

(أيا جارتي)
تَمكنتُ من رسمِ تلكَ الشُّجون 
على رَاحتي
وايقنتُ أنَّ المَسامات دربٌ يَطل 
على مُحنتي
وَحيثُ نَظرتُ يَمينَ شِمال
تَفاقمَ جَرحي بِتيهٍ عَميق
فَمَن ياتُرى يَبعثُ الأمنيات
وَحَولي عبوسٌ يَشلُ الطَريق
أيا جَارتي خَبريني إذا 
سَمعتي بِصوتٍ
سَمعتي بِهمسٍ
سَمعتي صراخاً كَصوتِ الغَريق
أيا جَارتي لاتَظني بِما
يُتمتمُ ليلاً كمَن يَستغيث
بِجدرانِ بَيتٍ غَليظٍ عَتيق
فَتلكَ الوُرود بِحبٍ زَهتْ
على أرضِ خصبٍ بِماءٍ وَدم 
تُثيرُ الرِّياحُ خَبايا النُّفوس
سَواداً وَلا تَنتشي بِالرَّحيق
بَكيتُ مِراراً
وَلكن كَما 
بَكيتُ قديماً بِعزِ الألم
فَلا يَستطيعُ فؤادي على حيرتي
فَصَارَ العَدم
أنيسَ النَّدم
لِماذا تَتيهُ الفَيافي بِقلبٍ كبيرِ الرُّؤى
كثيرِ السُّرى
يَحلُ على مَاتَبقى بِجسمي السَّقيم
دونَ اكتراث
ألوفٌ ألوفٌ
هُمومي صِغار
تُراعي السَّكينةُ وسطَ الشَّجار
فصارتْ عُزوف 
كجيشٍ يُراهنُ كلَّ الحَياة ولايَرتهب 
من عطايا الحُتوف
فمَن يَأخذُ الجَدَّ درباً سَديد
سَيشقى وَلكن 
يُغيضُ السُّيوف
على شاطيءِ الليلِ يَرسو المَعاد
وَتَنضحُ منهُ دماءُ المِداد
بعادٌ بعادٌ
يَذلُ الألوف
فمهما تَعالتْ أنوفُ الجَفاء
يَخرُ الوِصال خريرَ العيون
كشلالِ دمعِ ثُكالى العِراق
فَيَسري على خدِ شوقِ السَّهاد
جحيمُ الفُراق
وَيبدأ ظلي يُناغي الطُّلوع
بِلفتاتِ وهم 
وَخوفٍ يَطلُ على هَامتي
كما يَنتقي المرءُ بَوحَ النَّفاق
لِينجو 
ولكن عبابُ النَّجاة
سَرابٌ يَزولُ مَع الشَامتين
فَيبقى الرِّفاق
يَرومونَ إيضاحَ مافي النُّفوس
بِحبسِ العُبوس
وَشدَّ وثاقَ الصَّباحِ الكَسير
كما كانَّ يَفعلهُ الآملين
قُبيلَ الفجر
بينَ التَّضايقِ… بينَ السَّهر
ايا جارتي
اسمعي وانصتي
لعلّّ المُنى تَستعيدُ النَّظر
لِنفسي لِروحي لِوحي الهِيام
فَلستُ مثيراً لِما في البَطر

مؤسسة فنون الثقافية العربية : قصيدة( حُلمٌ..) بقلم الشاعرة/ سلوى متولي باحثة دكت...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : قصيدة( حُلمٌ..) بقلم الشاعرة/ سلوى متولي باحثة دكت...: قصيدة( حُلمٌ..) بقلم الشاعرة/ سلوى متولي باحثة دكتوراه/ لغة عربية(أدب ونقد) كلية الآداب، جامعة القاهرة مَازال المَــوجُ يُطَارِدُنِي فَ...

قصيدة( حُلمٌ..) بقلم الشاعرة/ سلوى متولي باحثة دكتوراه/ لغة عربية(أدب ونقد)/ مصر

قصيدة( حُلمٌ..) بقلم الشاعرة/ سلوى متولي
باحثة دكتوراه/ لغة عربية(أدب ونقد)
كلية الآداب، جامعة القاهرة
مَازال المَــوجُ يُطَارِدُنِي
فَمُدِّي يَدَيـــكَ وخذينــــي
إلى قَاع النَّبــض فــــي
جُبَّةِ قَلبـِــكِ وارمينــي
............................
أحزَانُ الدنيــا تَحرقنـي
ونَبضِي الحَائِرُ يُبكينِي
لا أكثرَ من أمٍ حُلمـــي
تَضمُّ جِرَاحِي وَتَشفِيني
.............................
تُشعِرُنِي الدِّفءَ مِنَ البَردِ
وتُنير الليــــــلَ وتَهدِينِي
إنْ شَعرَت في يَومٍ خَوفِي
تُصارِعُ كَونِي وتَحمِيني
...........................
تُكَفِّنِّي بِضُلُوعِ القَلـــــبِ
وتَشُدُّ الَّرحْــلَ وَتَأتِينِـــي
لِدَربٍ يَملَؤهُ الشَّـــــوكُ
بِكُلِّ الحُـــــبِّ لِتُنجِينِي
سَاعَتها سَتهونُ الدُّنيَـــا
فَوجُودُها عِندِي يَكفِينِي

صلاة عجماء : --------------/ لؤي محسن / العراق ...

صلاة عجماء :
---------------------------
انا والغيث الحزين 
كحمامة ترتقي الصعود
محَمّلة ورود السلام 
الدعوات في صلاتنا ، مثل رجل بعكازة مرممة
لا يستطيع الحراك ، بل الدبيب الحثيث
كيف الوصول الى السماء !
الأبواب مغلّقة
لكثرةِ المساكين المشردة .
أسقفها جسور الآهين ... قصب الأهوار
الأجسادُ نائمةٌ وجارٌ مستيقظٌ ، ينتظرُ هطولَ المائدة من السماء
أتقبلُ صلاتنا في المساء والصبح نحتسي لحوم الأحياء
ونرتمي على سجادة الحرام ، ونبيذ أحمر يغني 
وشفاهٌ تلاعبُ الأنفاس 
لا ينفك غيثنا الحزين ، يسبحُ لنا نحن المجانين 
-------------------------
بقلم : لؤي محسن ..... العراق ..

يوم امس المستقبل -----------------/ للمبدع /سعد الكناني / العراق ...

يوم امس المستقبل
-----------------
لطالما هناكَ ثمةَ ضوء يأتي من تلكَ الفتحةَ
فلابدَ من صباحِِ قد بدأ
ولطالما هناكَ كسرةَ خبز في الطريقْ
فلابدَ من خيرِِ قد كثر
ولطالما هناكَ غصن يطل علينا من حديقة الجيرانْ
فلابد من جمالِِ قد ازهر
ولطالما هناكَ طيراً على الغصنِ وكَّرْ
فلابد من غناءِِ قد حضرْ
ولطالما ولطالما كانَ هناكَ امس يُفرحْ
فلابدَ من ان يأتي اليوم لكي يكون امس المستقبل
المفرحْ
.
( سعد ابوهاجر )

مؤسسة فنون الثقافية العربية : الربُّ الجديد / للمبدع كريم عبد الله / العراق ...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : الربُّ الجديد / للمبدع كريم عبد الله / العراق ...: الربُّ الجديد يسرقُ الفراشات في بيوتِ الله .. الأرغفةَ المدمّسة بضحكةِ شيطانٍ معلّقةً كالمفاتيحِ .. على واجهات المحاربين الجدد تعلّق...

الربُّ الجديد / للمبدع كريم عبد الله / العراق ...

الربُّ الجديد
يسرقُ الفراشات
في بيوتِ الله ..
الأرغفةَ المدمّسة
بضحكةِ شيطانٍ
معلّقةً كالمفاتيحِ ..
على واجهات المحاربين الجدد
تعلّقُ الحور العين نياشينهنَّ
الشتاءُ القديم
لمْ يأتِ بدفءِ المواقدِ ..
ضغطةٌ واحدةٌ على خاصرةِ الرواة ..
تشرئبُ الأغصانُ الخضرَ في ساحةِ الرجم
الشائعاتُ والحقائق
على
ألسنةِ القرابين
تندلقُ ..
رفقاء الامس
صفّقوا لصوتِ المذيع
وهوَ يبصقُ ..
كلٌّ
يُشهرُ
بيضاً
فاسداً
بأحلامِ مبرمجة

الجمعة، 26 فبراير 2016

مؤسسة فنون الثقافية العربية : دغد غة.. روح قصة قصيرة / الصحفية والقاصة / شذى ...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : دغد غة.. روح قصة قصيرة / الصحفية والقاصة / شذى ...: دغد غة.. روح قصة قصيرة شذى فرج  على مقربة من قفصه الصدري الذي هو بمثابة خط الاستواء..والتي تعتبر بالنسبة إليه منطقة "خط القلب"...

دغد غة.. روح قصة قصيرة / الصحفية والقاصة / شذى فرج / العراق .....

دغد غة.. روح
قصة قصيرة
شذى فرج 
على مقربة من قفصه الصدري الذي هو بمثابة خط الاستواء..والتي تعتبر بالنسبة إليه منطقة "خط القلب"..بدأت تزداد ضرباته المهاجرة الوئيدة..لتنبئه بأن الخطر سيداهمه في أية لحظة..هناك وبين جدران غرفتهالمستطيلة..جلس على مقربة من زوجته التي اعتادت في كل عام وبمثل هذا الوقت الاحتفال بذكرى زواجهماالثلاثين..رحلة عمر أنتجت لهما صبي وبنت..الصبي الذي أصبح يافع وغادرهما على عجل ليكمل دراسته في خارجالبلد..أما أخته فهي تنعم الآن بين أحضان أول عريس طرق أبوابها..والتي لطالما تأملت من هذا الزواج ان تغير تراتيب حياة مملة..رتيبة..عاشتها من كنف طفولتها ..نعم مملة بشكل لا يطاق ولطالما كرهتها..لذلك تراها نهجت لزيارة أهلها قي كل جمعة لتقضي ساعات طوال مع أبيها وأمها،وبرفقتها ابنتها الجميلة "حياة"..أسمتها ذلك لكونها كانت تحب الحياة كثيرا.. ومن منا لا يحبها..؟ وكم منا كان يعرف كيف يعيشها..؟ وهل حقا يا ترانا نحن الآن نعيشها..؟ 
انها تسأولات كثيرة..ربما نفقه بالإجابة عليها.. رغم مخاوفنا منها.. ولكن المهم في الأمر أننا نقضي تلك الأيامبرفقتها .. 
جلس "وليد " بالقرب من التلفاز ليدخن سيكارته التي اعتاد ان يدخنها من زمن بعيد ..فهو لم غير أي شيء ..كتلك المرأة التي رافقته "عشه الذهبي..أم الفضي..أم القش.. أم الورقي"..حتى نظاراته التي بقت على حالها منذ خمس سنوات مضت..كل مجريات هذه الرؤى من الأحداثتخطر الآن بباله بينما كان يطالع كتاب رزح بين يديه منذ فترة لـ"جيفار"بيديه وهو يتمتم مع نفسه:(كم اعشق سيرةجيفارا..؟)
بصوت خافت..منادى على زوجته الهزيلة..والتي يشوب وجهها نوع من الاصفرار اللون الذي أعطاها هوية لملامحها..وسألها مغلقا كتابه:
-"أين القهوة يا امرأة..؟"..فنهضت على عجل.. مسرعة لتحط أمامه وخلال دقائق معدودات قدح قهوته المفضل.
هي ذي تراتيب الحياة التي اعتاد "وليد" ان يعيشها معذاته..ومع ذلك فقد أرغم على الاستمتاع بها..حياة تعودها منذ سنين..من ان زوجته لا تكاد أن تتحين الفرصة.. لتركضجالسة إمام جهاز الكمبيوتر..مقلبة هناك صفحتها على التواصل الاجتماعي..مراسلة أصدقائها..هروبا من واقعها اليومي الرتيب ..منتظرة فرصة لتخلو بالسر مع حبيب لها..لتبادله أجمل الكلمات ..حالمة بأمنياتها الكثيرة التي لم تحققه بعضها على مدى ثلاثون عاما مرت على عجل بنكد..وها هي تراها الآن..تضحك..وتضحك.. وهي مندمجة دون أن تنتبه بمن يحيطها..وهنا استوقفها "وليد" ليسألهابشيء من الغضب:
-ما لذي جرى لك يا امرأة..هل جننت..؟
فردته على عجل منها 
-كلا..أبدا أنها مجرد نكته من احد الصديقات
فرد عليها مشمئزا:
-أذن فلماذا لا تضحكينا معك.. ؟
ارتبكت لحظتها.. ولم تعرف بماذا سترده.. فهي لم تكن بحنكته ودرايته لمجاراته بموقف كهذا..فقد كانت النكتةالتي طرقت إسماعها مجرد حكاية على بخيل دخل مطعما..لهذا تراها قد تلكأت بالرد عليه..ولم تكملها..بل غادرت الدردشة..مغلقة جهاز الكمبيوتر.. لتنادي على "وليد" بهمة..وهي في طريقها الى المطبخ:
- أنا.. جعت..سأجهز العشاء
هل نحتاج ان نهرب وفي كل مرة من دور نعيشه الى دور أخر ربما يكسبنا متعة الحب الكترونيا..!..فربما كان مجرد وهم أو أكذوبة نتخيل بأنها تسعدنا..وتغرينا لقضاء أوقاتمعينة ونعود ثانية لواقع ممل ورتيب ولا حياة فيه لمعنى الزوجية..فكلهما..في عالم آخر..لا يتبادلون فيها أي كلمات للعشق. 
هل نحن بحاجة الى أن نعيش تلك الازدواجية التي ملأت شخصياتنا دون أن نتوصل الى حلول لكي لا نصبح مرضى نفسيين على الأقل بتلك الازدواجية ..؟
هل "لوليد " دورا مهما في عدم دغدغة مشاعر زوجة في عيد ميلاد زواجهما الثلاثين..بعد ان مرت سنين من الجمود..حتى اعتاد من ان تلك الأعياد لم تعد تعنيه شيئا..فهو في عالمه مع "جيفارا".. وهي على الفيس تحاكي حبيبا ربما لم تراه ألا في صورة على صفحته..أو تسمع صوته خلسة..ربما كان وهم..لا تفعل ولكنها تتلذذ بالتواصل معه لأنه يشعرها بوجودها ويحاكيها عن كل مايختلج..لذتك فهي تحتاجه بعد ان اعتبرته ملاذها..الأمنوالمفرح كلما بدأت بينهما المحاكاة عن هموم لها أو شعور قارب على أن يموت فتريد إنعاشه 
هنا.. وهناك.. فقط كان "وليد..يلتقي بزوجته في ذلك البيت الصغير مبتعدان كل البعد عن مشاعر لهما أصبحت باردة وباهتة بألوانها..كم من بيوتاتنا تشبه بيت "وليد "..؟
وكم من أمراة بحثت عن ملاذ مثل زوجته..؟
وكم..وكم..وكم ..؟
تعود ضربات القلب المهاجرة "لوليد" ثانية..فيكون مركز ألإنعاش هو المكان ألأخر غير تلك الغرفة المستطيلة .. حيث لاح له إيماءات من وجهي الطبيب والممرضة المرافقين له.. ولم يعد يتذكر في هذه اللحظة بالذات سوى كتبه حبيبته التي لطالما كان يستمتع بقراءتهما مع قهوته والسيكارة..فكانت أخر ضربة لقلبه وهو يطلب أن يرى زوجته فتحضر في الحال ليقول لها ( أحبك ) رغم أنها لم تعرف كيف تحبه..!
حثت بين كفيه وراحت تبكي بمرارة لرفيق دربها لثلاثين مضت..نظر باستغراب لها.. مغمض عينيه الى ألآبد ..

مؤسسة فنون الثقافية العربية : النوافذ ُتبتسمُ مِن جديد للأفق / نص الشاعرة والصحف...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : النوافذ ُتبتسمُ مِن جديد للأفق / نص الشاعرة والصحف...: النوافذ ُتبتسمُ مِن جديد للأفق  ------------- أعتذرُ يا حبيبي ،. مِنكَ و مني و من كل النوافذ التي كان طيفُكَ يملؤها في ليالي الإنتظار لع...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : ربما..ولكن..أو قد يكون!/ قصة قصيرة / الصحيفة والكا...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : ربما..ولكن..أو قد يكون!/ قصة قصيرة / الصحيفة والكا...: ربما..ولكن..أو قد يكون! شذى فرج على طاولة في مطعم قريب لمكان عمله..جلسا سوية لتناول وجبة غذاء كانا قد اعتادا الجلوس فيها ..ورغم الضوضاء و...

ربما..ولكن..أو قد يكون!/ قصة قصيرة / الصحيفة والكاتبة / شذى فرج / العراق ....

ربما..ولكن..أو قد يكون!
شذى فرج
على طاولة في مطعم قريب لمكان عمله..جلسا سوية لتناول وجبة غذاء كانا قد اعتادا الجلوس فيها ..ورغم الضوضاء وضجت المكان المحفة حولهما..إلا ان هناك ثمة حديث ذو شجون يتحول بين الفينة والأخرى الى همهمت عتاب ..ظلت تصدر من ذلك الركن البعيد الذي انزويا به بعيدا عن مرأى الآخرين..حديث معتاد..كلماته مفعمة بالحب..وتارة عن رتابة العمل..وفي أخره تجليات لأمنيات كانا قد رسموها طيلة فترة تعارفهما منذ سنتين مضت..هذا بالإضافة الى أسماء شخوص هم الآن يركبون متون رحلة الماضي .
قبل ان ينادي هو النادل لتلبية طلباتهما همس بإذنيها..وبهدوء:
- قبل أيام وربما بضعة من الشهر على الأقل..مررت بصفحتها صدفة..وانتهي الأمر عند ذلك
-أو لما تخبرني بأنها كانت قد حضرتك قبل أسبوع؟
-نعم حدث ذلك..ولكنها تبدو أنها عادت لترفع الحضر عني..فأصبح من الممكن رؤية صفحتها..ولكن بحذر شديد
- وما الدافع الذي جعلك تزور صفحتها..؟ اهو اشتياقا..أم ان حنين مباغت قد هزك لها. .؟
- صدقيني لا هذا.. ولا ذاك..ولا أي من الذي يخطر ببالك من سوء ظنون
- وما تسميه هذا أذن..؟
- ربما شيء من الفضول
- لعلك أردت رؤية وجهها..أو تراءت لك نوع أابتسامتها وضحكتها العريضة الجميلة لتتنعم بهذه الثروة العظيمة..؟
- لا اعرف..!
سكتت برهة..وراح سيل من الدموع ينهمر بلا توقف..بينما أصرت هي على إخفائه خلف إطار نظارتها الجميلة السوداء كي لا تبدو واضحة للعيان..ولكن محاولتها هذه جاءت بالفشل ..مما اضطرها الى نزعها بكف يدها اليمنى..بينما امتد كفها الأيسر بروية متناولا كم من المناديل الورقية من صندوقه المتاخم في نهاية الطاولة لتمسح ما تبقى من دموعها التي رطبت جفونها..وتعكف بعد ذلك الى أن تمد إحدى يديها لحقيبتها مخرجة منها مرآة صغيرة..محاولة منها مسح سيل الكحل الجارف..بلونها الأسود.
أزاح كرسيه قليلا الى الخلف واضع رجليه ساق على ساق..متمتم بقليل من الكلمات علها تخفف القليل من بكائها الذي أصبح فاضح للعيان..قائلا لها بنبرة تطغي عليها الكثير من الحنين: 
-كم اكرهها.. بل وامقتها أيضا..بحيث إني لم اكره أحدا بحياتي مثلها .. لعلها وفي فترة ما ..كانت حبيبتي..أو ربما في لحظة غافلة اتخذتها عشيقة لي.. ولكن صدقيني انها قد خرجت نهائيا من حياتي..ولم اعد حتى لي الرغبة بالحديث أو الكلام معها..!
وهنا تذكر كيف كانا قد تسللا بخفية عن أنظار أصدقائهما من صفحات التواصل..ليمضيان وقتهما بعيدا بالتحدث عبر الهاتف لساعات خلت..عن السمار..العشق..والحب..والوله حتى يأذن لهما الفجر.
كان مولعا جدا بها..كان يراها أجمل الجميلات رغم انه لم يلتقي بها قط في ..كانت..بل ولا زالت قهقهات ضحكتها وصوتها الرخيم يرنان في صم شحمة أذنيه..وهكذا يستمر باستذكارها ..وكأنه يتحدث لظلها من خلال نفسه.
ربما حسنا فعل..فنحن ومن الضروري جدا بحاجة دوما للكلام لأنفسنا..وأحيانا بودنا ان نصرخ لنفز الهاجعين من غفوتهم..بصوت جدا عالي عن كل ما دار..ويدور في فلك يومياتنا الماضية المضنية بالهجران والفراق.. وباضطرار عفوي..نبوح به لا نفسنا في وحدتنا..في صمتنا ..أو ربما علنا لنفرغ جحور تلك الذاكرة المملية بإحداث جمة ..تخفيفا من وطأة أعباء عادت لتكون ثقلا وخيم في الذاكرة..والتي تحولت بالتالي الى حزمة من الشوائب أو الفيروسات..بات علينا بالفعل طردها نهائيا وعدم العودة لها مجددا كي نكف وفي نهاية الأمر عن الكلام عنها.
حياتنا مليئة بالإحداث..والناس يدخلون فيها ويخرجون بلا هوادة كلا على هواه..وكل بمسماه.
نعم ربما كانت هي حبيبته..لفترة فيما مضى..؟
وربما من يتحدث لها ستكون..نعمة لإنقاذه من وحدته المهووسة بها..؟
ربما..وربما..ولكن..قد يكون..؟

النوافذ ُتبتسمُ مِن جديد للأفق / نص الشاعرة والصحفية / شذى فراجي / العراق ....

النوافذ ُتبتسمُ مِن جديد للأفق 
-------------
أعتذرُ يا حبيبي ،. مِنكَ و مني و من كل النوافذ التي كان طيفُكَ يملؤها
في ليالي الإنتظار لعينيك . 
عُذراً لأن السنين بعيداً عنك أخذت مني ما تشتهي
ولم تترك لكَ إلاّ بقية هي كُلُ زادي و زوادتي 
بين أحضان لهفتنا لما تبقى من مسافات
أتمنى أن تشهد عبثنا و جنوننا. 
وأن أكون فيها تِلك الأنثى التي تشتهي
أن تُلطخَ غاباتُ صدرِكَ بشفاهٍ من لهب . 
عُذراً حبيبي لكل تِلك اللحظات التي ماتت
دون أن تتراقص شفاهنا على جمرِ الشغف . 
أنتَ اليوم حقيقتي التي لا مفر منها . 
هل سأكونُ حقيقتك أيضاً ؟ .

مغيب البدور / للمشرقة / جليلة مفتوح / المغرب ....

في هذه الأيام التي تقام باسم المرأة أريد فقط التفاتة لأمهات تخلى عنهن الأبناء بدور العجزة بعد أن أفنين جميل الأعمار,ومن حتى وهبت ما تملكه من متاع لمساعدتهم على الوقوف أقوياء في وجه الزمن .
من فقدت الذاكرة ومن بها أمراض خبيثة ومن خرفت ومن فقط اصبحت عبئا على الإبن وزوجته. والأدهى أن من أعطت الكثير هي من ترمى بلا رحمة. يظل الاعتراف بالجميل ثقيلا على النفس الضعيفة بشهادة علماء النفس.
مغيب البدور
تنفصلوا عني برفق
تغادروا آفاقي بقلق
أبحث عنكم حولي
أكتحل بخنجر الأرق
دمعة حبيسة بالعين
تنطق سرا بالحنق
أين كل وجه جميل
لعمري هد وسرق
أفنيت دهرا أرسم
صور حية من ورق
أم كل منكم تمثالا
لجاوا جن فنعق
قامات جميلة راحلة
سبحانك من خلق
هل تحنوا لحكاياتي
أم ابتليتم غرة برهق
شدوي بمسامعكم
بح سهوا و اختنق
يدي تغسل الأجساد
جبين مخضل بالعرق
وسواس داس بخطو
علي طويلا و سحق
بعدد أنفاسكم مت
وعشت خيال شفق
تنوح ثكلى موجوعة
موت لوليدها سرق
أعزيها وابكي كمدا
على كبد شذ ومرق
أرواح النور رحلت
بين الخلائق كالفلق
ذكرى اليوم حولي 
شوك بجلدي رشق
تذكروا من ماتت 
عمدا لتحيوا بألق
قفوا نساء ورجالا
احموني من الغرق
أتقنت بروح مركبا
لبحركم شق وخرق
مشعل طفت بكم
حميت دروبكم بنزق
بآخر المطاف علي
ارتد وخان ثم حرق
جليلة مفتوح

مؤسسة فنون الثقافية العربية : تعي دفيكي / قصة الكاتبة والشاعرة / نورا حلاب / لبن...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : تعي دفيكي / قصة الكاتبة والشاعرة / نورا حلاب / لبن...: ي العاصفة الثلجية التي اجتاحت لبنان مؤخراً بعث الرجل لزوجته ممازحاً ببوست " تعي دفيكي" فتلقى منها على الأثر رسالة هذا ما جاء فيها...

تعي دفيكي / قصة الكاتبة والشاعرة / نورا حلاب / لبنان ,,,

ي العاصفة الثلجية التي اجتاحت لبنان مؤخراً بعث الرجل لزوجته ممازحاً ببوست " تعي دفيكي" فتلقى منها على الأثر رسالة هذا ما جاء فيها ...
زوجي العزيز :
هو احد امرين ،،، او انك صرت تشكو من شح خطير في المشاعر او تعطل ميزان الحس لديك لذلك صرت تستعين" ببوست" سخيف ترسله لي في عز هذا البرد كما يفعل غيرك لتحدثني عن الدفئ وتقول لي " تعي دفيكي " ....
ماذا تظن نفسك ...عصري ،، مهضوم ،، ام انك صرت اخيرا الرجل المتعاطف الحنون ....
لعلمك يا سيدي انني انتمي لجيل العقد الخامس عند النساء ،، الذي صار اليوم وسط تلك الأجيال المعاصرة ما يسمى بالرقم الصعب و العملة النادرة ..
جيلنا الذي كان عقد زواجه منذ ثلاثة عقود وهو لم يزل بعد في عمر الورود ....
كان الزواج المبكر الموضة في ايامنا وكنا حريصات على اتباع احدث خطوطها وازياءها وقصاتها ... 
كنا في عمر الورود و كنا نواكب الموضة ومع امواجها كنا نموج ....
وكنتَ كغيرك من الرجال ، فارس الأحلام جواد يمتطي جواد ، يصهل معه ويصهل لصهيله وحين يبلغ بوابة دارنا ،،،، يشد لجامه ويكاد يفقد صوابه 
حين ترحب به عرائش الياسمين ، يستقبله عطره الفواح الرقيق وتحييه شتول الورد ويسلم عليه قوام الزنبق الأنيق .........
مددتَ لي يدك حينها فتركتها لك ببراءة عمر الطيبة والصبا ...رفعتني على جوادك ،، فجلست خلفك احتمي بظهرك واطوق خصرك لتنطلق بي حينها وردة ندية مضرّجة بالخجل والوجل ...
كنت اسمع صهيل فرسك وصهيل قلبك فيرتجف قلبي حماساً وتاثراً والفرس يعدو بنا نحو ارض الحب والفرح الموعود .......
هناك شعرت بالبرد لأول مرة حين عرفت انك تنتمي لعشيرة لا تشبه عشيرتي ....الحب عندكم مسوّر بحدود !!!!! ولا يمنح للصبية الغريبة مجاناً وله في ذلك شروط وقيود ..
وكنت اشعر بالبرد بينهم ..... وحينها كان عليك ان تقول لي " تعي دفيكي " ..ولكنك كنت تبقى صامتا كأبي الهول ..
ولم اكن سوى في الثامنة عشرة ...يافعة جدا وطيبة جدا ومستغربة جدا وسط وجوه مسطحة تجيد تبديل الأقنعة ،،، فلا اعرف الأصلي فيها من التقليد واشعر انني غريبة جدا وضعيفة جدا ....
في االثامنة عشرة ،،، كنت أحاسَب على هفواتي وكانني املك خبرة الثامنة والثلاثين وكم كنت ارتجف واشعر بالبرد ،،، وكم انتظرتك لتقول لي 
" تعي دفيكي " ..
كنت احلم ان ترفع لي رأسي حين اوشك ان انكّسه وتثبّت لي كتفي حين اود لو الوذ بالفرار ...
ولكنك وسط اهلك كنتَ الشيخ والأمير ،، كنتَ الزعيم وكان لك السمع دون تردد وكانت لك الطاعة بلا حدود .وكنت اشعر بالبرد ولم تقل لي يوماً " تعي دفيكي " ....
بعدها تعلمت ان اعتمد على نفسي فاوقد لها دفئاً من نفسي وحين جاور قلبي ذات يوم نبضاً ضعيفاً آخر غير نبضي عرفت انني انتظر مولوداً منك فتفائلت ...
اخيرا ستكون لي ...اخيرا ستعيش معي سحر اللحظة وروعة الحدث السعيد اخيرا سيصبح لنا عائلة واطفال وخصوصيات ...اخيرا سنصبح اسرة انت لي فيها السند والحامي وال................
ولكنك تركتني في توقيت النساء الأهم ......وقت الولادة وهن بين الحياة والموت .. وبحجة السفرة الطارئة والعمل الذي لا يرحم والمستقبل والمجد الذي تسعى له ....ادرت ظهرك ورحلت ومن قلبي من حينها تداعيت ....
وكانت ولادة عسيرة تركت طاقم المستشفى في عجز وحيرة ....ولم يكن يكفي صدر امي الحنون ولا ساعد الطبيب الموزون ،،، وكنت احتاجك شريانا للحياة في حين كان علي ان اهب الحياة وكنت اشعر بالبرد في عز صيف " تموز " ولم تقل لي حينها " انا هنا "وتعي دفيكي " ...
ثلاثون عاما مضت لم تتذكر خلالها مرة عيد زواجنا لتقول لي " كل عام وانت بخير " ربي يخليلي ياك " ...حتى في عيد الأم لم تكن تعايد سوى امك متناسيا انني بدوري اما. وانك بفضلي صرت ابا لثلاثة من الذكور ..ومعهم غدوت الثريا المضيئة في حياتنا بثلاثة شموع....
سواء في عيد زواجنا او في عيد الأم او في اعياد ميلادي كنتَ تستكثر علي دائماً " كل عام وانت بخير" و الله يحميلي ياك . ... 
و كثيرا ما كنت اشعر بالبرد ولم تبادرني مرة ب 
" تعي دفيكي " ....
ثلاتون عاما مضت على هذا الزواج كنت تسافر خلالها لاهثاً خلف اعمالك طامعا في انجازاتك ،،لم تتصل بي مرة لتقول لي انك نشتاقني او تفتقدني وكنت تعود دائماً محملا بالهدايا ، ممتلئ الجيوب ......................وفارغ القلب ...
وكم كنت اشعر بالأسى وانا احس انني اسكن في الجزء الخلفي من دماغك ،، واحوم دوما حول قلبك فلا تترك لي منفذا اليه عن سابق تصور وتصميم .........وكانت تسري في داخلي قشعريرة برد ولم تقل لي ابدا وقتها " تعي دفيكي " .
ثلاثون عاما مضت ...هل تعلم يا زوجي العزيز اي شوط قطعته خلالها من العذاب الصامت حين اعلم واتاكد انك تقطع في احدى نزواتك العابرة التي يقطع بها حكما معظم الرجال .... وكان علي ان اتحمل بروح رياضية ،، فاصبر بترف واتحمل باناقة لأن ما لقنتني اياه امي كان اطروحة في حسن التصرف واللياقة ....
ان للبيت اعمدة عديدة يا بنيتي هي الرجل وجسر واحد هو المرأة هو انت فلا تنسفي الجسور كي لا ينهد السقف على روؤس هؤلاء الصغار ابناؤك ..
وكنت وفية لحكمة امي وامومتي و وصية جدتي ...( الحكمة يا صغيرتي ثلثاها تغابي وثلثها فطنة) ..
هكذا كانت تردد على مسامعي ...لا حقاً حين تكررت نزواتك اضطررت للتعديل في الوصية ومسارها ...ولم تعد الحكمة في نظري تعادل ثلت فطنة وثلثان تغابي صارت باثلاثها كلها ....
التغابي ثم التغابي ثم التغابي .. لأن الفطنة كانت لدي والحمدلله تحصيل حاصل..
وكنت تظن نفسك حاذقا جدا وكنت اراك متذاكيا جدا فاتركك تعتقد انني آخر من يعلم ،،ادعك في عماك وانكفئ على نفسي ،، يرتجف قلبي ويكاد يثلج من شدة البرد ورغم ذلك ......
لم تاخذني مرة على صدرك لتقول لي انك آسف وانك اخطات " وتعي دفيكي " .
ثلاثون عاما مضت ...
امتدت شجرة العائلة ،، ومن بيتنا تفرعت ثلاثة بيوت وصار لنا باقة احفاد صاروا فرح مواسمي وصارت ضحكاتهم الدفئ الذي يسري في اوصالي .......................ولم اعد اشعر بالبرد ....
زوجي العزيز ....انتهت رسالتي ..
لم افكر في الكتابة لك يوما ولكنه ذاك البوست .
تعي دفيكي """"" كان تلك النقطة التي طفح منها الكيل ،،، فانساب البوح وتفككت سلسلة المشاعر ..
ساترك الرسالة لك جانبا واذهب للنادي حيث ينتظرني صف " الأيروبيك " ودفىء الصحبة الحلوة ورفيقاتي ...
زوجي الحبيب .....
ابواب الدار مشرعة لك ، ،، وصدر البيت يرحب بك ، تركت لك المدفأة مشتعلة والحساء الدافئ الذي تحبه على المائدة بانتظارك ...
وفي حال كنت متعبا تستطيع التمدد عل فراشك والتامل بالسقف فوقك ....
السقف مذكر اليس كذلك ؟؟؟ ولكن الوسادة التي يغرق فيها راسك وعنادك هي مؤنث ....فلا تنسى ذلك وتذكر .....دائماً تذكر ..
( نورة حلاب )) لبنان

بلا صخب أو ضجيح --------------------------/ للجميل / حميد الساعدي / العراق ...

بلا صخب أو ضجيح
---------------------------
بلا صخب أو ضجيج
تنازعني الروح أن أوجز في الرمل ِ
ذكرى التماعة سبابتي
حين أشرت الى موطن الغيم
أرهفت للرعد سمعي
كي أستبين أرتجاج المدى
وللبرق
فيه التماعة عيني
وشوق الغريب الى نظرة
في مسار ارتعاشاته للوجوم
فالدروب التي احتضنت كل هذا الهراء
لها في ارتباك الخطى
صمت أيقونة
أمسكت ظلها
ندبة فوق هام القمر
لوحدك َ
تحتاج أن ترتمي مرة
تحت سفح الخديعة
أو تقلق النجم
وهو يغازل جاراته الحانيات
تشتاق أن توقظ الحلم من غفوة
أو تسترد ببعض الحياء
أناشيد وجدك
حين انهمكتَ
تطرز للغيم أحلامه
لست المؤمل للفاقدات
ولست ابتكار المعاني
على ناصية العشق والعاشقات
الورود التي ذبلت 
كانت العمر يذوي بطيئا ً
تكبله الريح عبر اتجاهاتها
والمسافات بين احتضان الأنين
وبين التخفي توثِّقُ للجمر أحلامه
أنت احتضار الجبال
ودمع النوارس
ملح البحار التي فقدت رملها
أنت التشظي
بطعم سهام الحروف التي انطلقت 
تعبر الحلم
للضفة الباردة .
-----------------------
حميد الساعدي /العراق

الفن والناس / الاعلامية والشاعرة / ادارة فرع مؤسسة فنون علا زهير الزبيدي / العراق ...

الفن والناس 
علا زهير الزبيدي
الفن ... هو مركب من العلم والحكمة, فالعلم يقتصر على المعرفة أما الحكمة فهي آلة المنطق التي نتدارك بها الأشياء, وما بين العلم والحكمة يقف الفن .. فهو مجال الإبداع والإنتاج .. تقنية تستخدم لنشر الخير والمعرفة والمحبة ..فمن العلم (الوسيلة) ومن الفن (الغاية) ...
إذن فأن أية وسيلة علمية وأية مقدرة عملية عليها أن تترجم وتتقن فنيا لتعطي صورتها الجمالية والكمالية بالإنتاج والإبداع ...
أما الفن الثقافي فيشكل في الحقيقة جزءا أساسيا من هيكل البلد .. كما يعتبر الفن المرآة العاكسة للوجه الحضاري في ذلك البلد... بدأً من تراثه وما ارتقى إليه, ما وصل وما توصل إليه .. الفن أقوى لغة تجسد صورة الواقع وتعبر عن منطق الأشياء تعطي وجودا لما لا وجود له..
ما نعيشه اليوم من تهديدات ثقافية وتهرؤ في نسيج المجتمع , سببه انفصال الروح الحضارية عن الجسد العراقي وقطع حبل الوصال الفني فيه .. باتت بيوته الثقافية ومؤسساته الإعلامية سواء المقروءة أو المرئية وغير المرئية .. بمثابة منابر سياسية تعمل على تشويش الحقائق وتظليل هوية المجتمع الحقيقية..بسبب تدخل المال السياسي المسلوب وتوظيفه لخدمة المصالح الفئوية والحزبية ...
يمثل العراق في حقيقته موقعا رائدا لامتزاج الثقافات والحضارات مع الاحتفاظ بصبغته الرافدينية المميزة ففي الزمن الجميل كان يمثل قمرا منيرا في سماء الثقافة والفن .. بدأ من تاريخه الموسيقي مع أول قيثارة إلى اختراع العود وإضافة الوتر الخامس إلى الإيقاعات والمقامات العراقية المختلفة , تطورت الموسيقى العراقية بشكل ملحوظ بداية القرن العشرين ، ووصل عدد المطربات في أربعينيات القرن إلى ما يقارب الأربعين مطربة، ثم عرفت الموسيقى العراقية بعد ذلك العديد من الملحنين الذي رفدوا الأغنية العراقية بأجمل الأغاني .. كما يقول أحد أستاذة الموسيقى علي حسين جابر لولا وجود الموسيقى لكنت في أحد مكانين ... القبر أو مستشفى المجانين .. وذلك يدل على تأثير الموسيقى في الروح والوجدان ,أنا شخصيا بدأت أصغي للموسيقى فوجدت في ذلك لذة صغيرة أخذت تبدد غيوم الحزن والانتكاس من سمائي لتجعلها صافية بيضاء تشرق فيها مشاعري وتحلق فيها طيور أفكاري .. لتطلق طاقاتي فتمنحني قدرة أقوى على التفاعل مع الحياة. .. 
فالثقافة عملية متجددة لا تنتهي أبدا تجسدها الكلمة اللوحة التمثيل أي شكل من أشكال الفن الصادق الهادف لكننا مع شديد الأسف نعيش واقع مفقر تماما من الفن فالتمثيل أصبح خجولا جدا بسيط الأسلوب لا يرتقي لمستوى الأداء الفني والثقافي لا دور للسينما ولا عروض موسيقية ومعظم الأقلام قد استأجرت أما الحرة تصرخ وتكتب في الهواء .. بسبب ما يتعرض له البلد من ظروف متدهورة وكذلك ظهور الغطاء الديني السياسي سبب حساسية مفرطة من كلمة فن لا سيما في المجتمعات ذات الطابع الديني والقبلي أول ما تخيل له كلمة فن ( ظل للفساد). وهذا كفر شنيع بحد ذاته ..الفن حاله حال الجوانب الأخرى كالتعليم الإدارة والسياسة يحتمل أن يكون مغرضا إن أسيء استخدامه.. بينما الفن في حقيقته إشعاعا للخير والتجدد بل هو لغة التعبير عن الواقع الماضي أو الحاضر وهو بمثابة أطلاقات روحية وفكرية إنسانية.. 
نحن بأمس الحاجة اليوم إلى إحياء الفن وتشجع الناس على القراءة والثقافة .. وفهم الواقع وإعادة هيكل الدولة الحضاري وهيبة المجتمع.. بتشغيل المسارح ودور السينما وأحياء أصبوحات وأمسيات فنية فيه تعتبر مورد مالي اقتصادي, كما من شأن ذلك أن يسهم في حجب ظاهرة هجرة المواهب وتوظيف الطاقات خدمة للصالح العام ...

خيبة في عيون وطن / فراشة فنون / لينا كنجراوي / سوريا ,,,

أنا يا صديقي 
ما زلتُ أذكرُ طعم القُبَل 
أُحبُّ العناقَ
و يطيبُ لي الغَزَل 
امرأةٌ انا 
أعشقُ كثيراً أن أتدلّل 
و أفرحُ جداً 
إن بدوت بعينيكَ أجمل 
لكنها الخيبةُ و الخَجَل 
من عيونِ وطنٍ
يعيشُ بلا أمل 
و شعبٍ صادَقَ الحزن و الوَجَل 
من طفولةٍ ثكلى 
تمرّغَت في الخيام و الوحل 
و قلوبٍ جفّت 
من الدموع و الزّعل 
من حضارةٍ هُدِّمَت 
و مجتمعٍ أقلّ مصابه 
الإنحلال و العِلَل 
أنا يا صديقي 
ما أزالُ امرأةً
و الأنثى في داخلي 
تشتاقُ للإحتواءِ في رَجُل
لكني لا أقبل للإنسانِ في وجداني 
أن يُهزَمَ أو يُذَل

هل للمرأة يوم؟ / للمشرقة / جليلة مفتوح / المغرب ....

هل للمرأة يوم؟
هل للمرأة يوم واحد
أو تاريخ بذاكرة البررة؟
هل أغتال خلودي
لنزع تيجاني المقدرة؟
مخلدة ولو حل الظلام
وتعالت شعارات وأبخرة
كيف أطالب بحق
موشوم بالأزل مدمرة
لا أهان ولا أقيد إلا
بسلاسل الفجرة
لافتات مرفوعة ضعفا
وقنواتي تبدو مشفرة
لا حياة أو وجود بدوني
صورة أنا للأرض مصغرة
لن أموت وحرف + تاء
أمازيغية للأنثى الموقرة
تعلو الجباه وشما
بالنار والوجع مسطرة
بألواح بابل لبوابة عشتار
لمعابد النيل المسورة
تلامس الأمم بيدي الأعالي
وتسقط بغيابي مخدرة
كيف أطالبك وقد صنعتك
بكرامة لو ضاعت مبعثرة
يغرقك الظلام وتمسي
ذكرى رجل وخبرا
أقتلع شوكا لو ادماك
أهديك الحياة مبهرة
لست أسطورة فقط
بحكايات الجدات متنمرة
أحمل الربيع في قلبي
أموت و أحيا مظفرة
مهما عبث بساحاتي
موج الصقيع والأعاصير
والزوابع المزمجرة
أحول بأبدية وجودي
أشلاء قتلاي بذورا مزهرة
من رحم أمي الأبدية
أستمد القوة الممطرة
ولحظة الإنهاك والقهر
أدك بالقدم متبخترة
فكل خطوة ضعفت
وأثارت غبارا حولي
تحملني رحلة عودة
لأوردتها العطرة
تتناسل مني عصور
ظلمات ونهضة مثمرة
خمره أنا أسكر عذابك
اللائذ بأحضاني المدورة
من قمم الكون مودة
أرسم مروجا منتشرة
أنحث الضحكة أحلاما
أحميك فارسة متهورة
كيف أطالبك بحقي
كيف أصرخ ثائرة معبرة؟
وأنا أول الخلائق داخل
عقلك جنينا مصورة
أأحني هامتي المباركة
لتماثيل محنطة مزورة
والرب زرع جنات خلد
تحت قدمي مشجرة؟
جليلة مفتوح

ـ ضِفاف شاغِرة ــــــ/جمالل ا لعامري / العراق ,,,

ــــــــــــــــــ ضِفاف شاغِرة ـــــــــــــــــــ
أشعر بفرحٍ مُبهم القسمات 
يسقط من شرفات أحلامي
وشيء غامض يُساورني في الأفق المساوم
كإبتسامة منهكة من شهقة الأمنيات 
الفرح الذي يُخاطبني 
هو شخصية بدون اسم 
ومجهول الهوية 
يُشبه الضباب في كبد الحكايات 
إن بعض الحُلم إفتراء
وإن أغلب الأفراح هُروباً من الواقع
وبين شتائنا والربيع حِجاباً
في مناخ ينوء بالغُبار
أشبه بالخرافات
لم أبكي إحتفالاً بالنّدوب
ولا إحتفاءاً بالإنكسارات
أبكي على هامش الأبد المتجدد 
في تجاعيد الزمن
والملطّخ بأنين الذكريات
البكاء على الأطلال ، 
ليس دمعة تركتها الأوجاع 
في محراب الشقاء
تطل من شرفة العينين 
وأمسحها بكم قميصي
البكاء عذاب مفتوح 
يستعر على أمّة تُذبح كل يوم 
مهددة بالانقسامات 
عينين جاحِظتين في الفراغ
تتلألأ بضحكة وسع السماء ، 
توزِّع أهاجي الصباج 
في كل الإتجاهات 
الحُلم الذي كبُرت ملامِحه 
يشدّ رِحاله معنا 
يسافر في الرّدى 
يعبر جِبالاً من الأحزان 
فنصل الى ضِفاف شاغرة 
في ساعةٍ مُمطِرة 
ومُشرعة على كل الإحتمالات 
أنام في خميلة حُلمي
لأتخلص من دوران الضجر
ومتوالِيات الأسى
أمزج بين المآسي وماء الأمنيات
يغمرني إحساسٍ عارمٍ بالألم
وأشعر ألا مكان لي 
في سِباق الفراشات .
........................جمال العامري 24 / 02 / 2016 م

الخميس، 25 فبراير 2016

فلسفة القصيدة في جسدها الكوني / دراسة نقدية في قصيدة ( قاع الذكرى ) لباسم الفضلي ومفهموم ( النص المفتوح ) للاستاذ(محمد شنيشل فرع الربيعي)/ قراءة الشاعر / باسم عبد الكريم الفضلي * العراق

فلسفة القصيدة في جسدها الكوني / دراسة نقدية في قصيدة ( قاع الذكرى ) لباسم الفضلي ومفهموم ( النص المفتوح )
للاستاذ(محمد شنيشل فرع الربيعي)
العمق المعرفي لأي شاعرهومدى تناغمه مع لغة العصر وجعل النص المعاصرمادة إستنطاق الفكرالبشري المتموج بنظريات المعاصرة وتنازع الأضداد . إن نقطة البدء عند الشاعر دائما مجهولة، لكنها معلومة في فلسفةالكائن الحي، بمعنى أن الشاعر يؤثث فكرالمتلقي من الكائن الحي ذاته وينقل كل تساؤلاته الى ذلك الفكر، لكن هنالك تشارك كوني وطبيعة تتصدرالقوانين البشرية يقف قبالتها الشاعر أما لهدمها وإعادة بنائها، أو لفك شفرتها دون التعرض لذلك الهدم، فهي إذاً مادة خام، وهذا ديدن النص المعاصر وبالتالي هو الأساس المعرفي الذي يجد إغراقا في تأمل الجوانب الفلسفيّة العليا فين ظام الوجود . إن المادة ليست جوهر بناء في النظام الكوني، لكنها جزء مكون من الوجود، ومن وجهة نظر الشاعرالذي يبحث عن الإنسان يجد أن تلك المادة تدخل في نظامه الداخلي كفسلجة بنائية لهذا الجسد، وكما أن المادة ليست الوحيدة في هذا الملكوت العظيم، وإلا ماقيمة البحث الفكري في تقييم سلوك هكذا عنصر الى جنب المرفقات
الأخرى ؟، وكذلك مافي داخل الذات وبقية الجوانب غيرالمادية، أليس لهاعمل يضبط تفسيرا يبين علاقته بالحوادث الأسمى من النفسية والحركية والحدسية والذهنية ...؟ لا أحد ينكر أن الإنسان له حاجات مادية وجسدية يلبيها من خلال عملية فسلجة الإشباع وهذا لايعني سحب البساط الروحي منه بناءاً على حاجات تنتهي بمجرد الحصول على الرغبة، إنه يؤدي وظائفأ اخرى تلتصق بإنسانيته ووجوده، ومن هذه الوظائف هي وظيفة الفكر .قد يصطدم الشاعر بآيديولوجيات تقتحم عالمه لتحيله الى تشيّءٍ مادي أسوة بذلك العالًم، فتحاول أن تبحث لها عن موطىء قدم بعد أن تخفض جناحيها لتقترب أكثر من قلب الشاعر، فتعمد الى دراسة أنتاجه دون دراسة ذاته وكأنه في معزل عما يحصل في داخله، وفق قول الفيلسوفة الأمريكية (سوزان لانجر)،لكن تلك الأوهام مازالت على أسكفة النص تحاول الإيلاج الى عالمه منذ زمن بعيد دون جدوى، ومايحصل مجرد تكهنات غير مجدية ويبقى الشاعروالشعرذلك اللغزالمحيرالذي ينتمي لكل الموجودات دون إستثناء،فمن عصرالظاهرة المحاكاتية الإفلاطونية ،التي جوبهت بالرفض المعاصر،الى عصرالمناطقة الذين قالوا: أن الشعر إستنطاق مابداخل الشاعرمن عواطف كان الشعريتأرجح على هذه الشاكلة،لكن عصرالشعرعندنيتشه وهيدجر،
مختلف تماماعما نُظّرَ اليه في الفلسفة القديمة فازداد الشاعرمتعة في البحث به وعنه، وارتفع شأوا بأنه يعطي للجميع ولايأخذ الإ من جنسه فهو واهب الحياة بعد استكشافه اياها كباحث لايهدأ ولغيرها كأنسان يبحث عن الرقي المستمر، وفاتح بوابات اللذة الفكرية، والمتفرج على كل الآراء الفلسفية المثالية والمادية ومدارس علم النفس، والآراء مابين القبول والرفض والعلو والدنو .
فماهوالشعرومن هوالشاعر؟
سؤال على طول حركة التاريخ يبقى معلقا من وجهة نظري والإجابة عن إرهاصاته تفقده حلاوة السؤال عن تلك الماهية وتبقي على تشكيلته الفلسفية واللغزية والمطلقية. يقترب باسم عبد الكريم من الدلالة الفلسفية كثيرا من خلال بنيوية الحس في نصوصه، وتلك الدلالة لاتتعلق بالصمت من القول وإنما تستطيع أن تجعل الصوت كأداة لبيانها من خلال التوظيف الاشاراتي وفق مباني (إبن جني)، كما إن الحصرالدلالي الحسي هوالمكون الأكبرللنصوص عليه فأنه يشتغل على مساحة أوسع من الدلالة المعنوية للفظ، فالشاعرمحتاج الى صوت النقيق والصرخة لإنتاج الحس في تشكيلته الدلالية .فكرة التجسيد حولت النص الى جسد حسي، والجسد يبعث في الوجود تدفقه، والوجود في الجسد كله، ولانقصد الوعاء المباح في الشرب،وإنما
حقيقته المذهلة والمؤثرة في النسق الكوني والمتمثل بماهية الكون كجسد له ظاهر وباطن وعمق وحواس وأجهزة عضوية ...
باسم عبدالكريم يتحدث مع الجسد الكوني بعمق تجربته الشعورية فيجعله (حفرةالنقيق) وعمقه ذلك الظلام الدامس والموغل في العمق (وظلمة الأعماق) وقلبه يتمثل للشاعر إزاحة كأثر نعال متقادم ضاعت تفاصيل ملامحه
(آثارُنعالٍ متهريء القلب)
وجعل من صرخته تلك القوة غير المجدية، ولازال يعطف وينحت على ذلك الجسد ماتبقى من صنعٍ، كالبصاق، والأحداق لتكتمل أول الملامح وهي الرأس .باسم عبد الكريم لم يستقرء الجسد كوحدة متكاملة،لانه محصلة وجودية،لكنه بدأ مستنبطا ومجسدا للرأس الذي فيه حاسة السمع ( صوت النقيق ) والنظر( الظلمة ) و(الألم ) في إحمرار الشفاه و(البصاق ) الفم و( النظر) العينان ...هذه المفردات بمثابة نحتٍ كلها تؤدي الى مكونات الرأس،التي بدأ بها الشاعر ينحت صدرالقصيدة .
تتسعُ حفرةُ النقيق
وظلمةُ الأعماق...
... آثارُ نعالٍ متهريء القلب
تُحمِّرُ شفاهَ الصرخة
وبصاقٌ مخاطي
يملأ احداقَ الاعتراض
من إدراك الشاعر،هوتوضيح وضع ماهية الحس كأشارة تسود الدلالة في عناصره النسقية، وقدجمعت الأخيرة الجمل الشعرية في إتساق ذلك البعد البياضي المفتوح، أوالمسكوت عنه الذي يُعدُّ خير إشارة للمثيرات المولدة لوظيفة الحس العقلي، وبالتالي إستنطاق الدلالة الحسية .
الشاعرلايتحدث مع اللغة الوصفية،وإنما يجد ضالته في بنيتها التحويلية كونه يجد فيها طلسما سرياليا يستخدمه كمرآة لذلك الجسد وللوصول الى دقائق كونية لم تتضح حقائقها إلا في نظام السريالية .
....... ــإذهبْ الى تُخومِ المجرَّة
...........وعُدْ برأسِ التنانين..
...........لكنْ...
...........دون أن تُفلت من بينِ أصابعِنا...
وشوارعُهم
أفاعي البراءة
تخنقُخ طوات رغبتي....
............. ــ وحدَكَ إذهبْ /عُدْ
................ وحدَكَ عُدْ / إذهبْ
................. قبلَ أن يرتدَّ إلينا طَرْفُنا...
لامعنى لمحيطِ
العُزلةِ الزجاجية
فالعيونُ تَغتصِب..
لامعنى للوفاءِ
المدفوعِ الحساب
فالحبُّ لايعرفُ
لغةَ السوق
التصميم المرافق للنص،تعامل معها لشاعر وفق هندسة كونية وعندما نقول (تصميم) يعني أن هنالك قواعد ترسم نظاما،منها مُصَمِمٌ ومُصَمَمٌ، أي،إدراك العاقل لفعله، والتصميم المنبثق من غيرالعاقل ليس له قواعد بل تضارب في فعله وينهار في كون لاتعرف له بداية أو نهاية ( الإيمان، الإنسان ، السماء ) في تلك التوائم الثلاثة
المخزونة يجسد باسم عبد الكريم ماهية الروح يتوسطها المخلوق الأرضي (الإنسان) الذي تنصفه مكامن الايمان بعدعدة من الإختبارات، وكونه مخلوق سماوي يرتفع الى أماكن عليا هي في حقيقتها تكشف ثيمة العقل للعاقل، والوجود للموجود
(فالإنسانُ كذبةٌ
سماوية..
لامعنى لك
فأنت....هُمُو)
وماتلك الخطوات الموجودة فعلا إلا تحصيل حاصل لإذعان العقل لها فالإنسان السماوي ليس هوالإنسان الأرضي الذي يصنع أنظمته من الفوضى، ومادام كل شيء كلمة، فالأخيرة أوسع من أن تلمها فكرة وتحديدها في وجود .
.............. ــ لاسؤالَ ..
................. فكل شيءٍ محال
................. في غابِ الكلمة .
نفي صفة التعقل عن الأشياء، لدليل على أننا نعيش فوضى مستمرة مذ آلاف أوملايين السنين، والجرم الكبير يلتهم
الجرم الصغير، وهذايعني أن عمر الفوضى أخذ يتفاقم،لأنها الوحيدة القادرة على تنظيم ذاتها في ذاتها ! لأن التنافذ المعرفي بين المفاهيم يكون بمثابة الأضداد فينقلب كل شيء الى نقيضه .
لا معنى للإيمانِ
المُعَمَّدِ بالدُّونية
فالإنسانُ كذبةٌ
سماوية..
لامعنى لك
فأنتَ......هُمُو
.............. ــ لاسؤالَ ..
................. فكل شيءٍمحال
................. في غابِ الكلمة .
... الكونُ
يدورُعلى قَرنِ العَثِّ
فإذا ماأردتَ أن تعرفَ
لونَ الزفرةِ الآبقةِ
من بين أضلاعِ الإشتهاءِ
المحصودِ الشطآن
فانتظرْ
موجةَ القراصنة
تأتِكَ بخبرِالغدِ
الأوحدِ القَرن...
ولاتبحثْ
عن قُبلةِ لقاء
فكل الأحضانِ صماء..
وبروقُ العيونِ الزاخرةِ
بلهفةِ الابتسامات
تزمجرُ
في قُمقُمِ زَوبعتِك..
.....
لامفرّ َمن مضاجعةِ
لعنتِكَ الجديدة
فالرمادُ يحاصرُك..
... وحيدٌ أذهب
وحيدٌ أعود
وحيدٌ انضب
وحيدٌ أشرب
أنخابَ ألعاش ..يموت
المجانية ...
. . .
.. { كينونةٌ مؤجّلة .. / نثارُالزمن } ...
نسيان ... :
الوجوه
تخلعُ أبديّةَ المرايا
... تغتسلُ
بدموع القتام ...
فإلامَ يبقى الإسم
بلا إرتعاشة ..!؟
.... إنتساب .. :
الإنتظـــــــــــــار / الظِّل
مقدَّرٌ بنزوةِ الإنتحار
على فرجِ النهار
يلمُّهُ
الحضنُ السّاربُ مضمّخاً
بمنِّيِّ الصّحوة ..
.. إحتضار ... :
الورود
شفاهٌ زجاجية
سترفرفُ
فوقَ رِمسِ الفجر
..../ عُري الأنا ..بقاءٌ ازلي .. في كؤوسِ الصدى
في سُفالةِ صفحةِ الصِّدفة
.. ــ قسماتُ الأشياء .. جدرانٌ خرساء ــ
وليس هناك معاجمٌ
لآفاقِ الهديلِ المطويِّ الشراع ..
.... إنبثاق ..:
حوصلةُ الصبّارالصابيء
تنسجُ سلسبيلَ الإبتساماتِ المنفوشةِ الريش
وهاماتُ المغامراتِ الصُّفر
تخرُّ .. ،وسوفَ،على الأناملِ المخضّبة
بدماءِ المحّاراتِ المستباحةِ الشطآن ..
وقد ...
نامت،وهيهاتِ،صواريُّ الصباحاتِ المحتدمةِ الأريج
فوق
غصنِ الناي المتشدّقِ بقصصِ اللقاءاتِ المنسية
خلف
صليلِ العِناق ...
......... إنخماد .. :
الأهدابُ الأليفةُ المنافي تُلجمُ
شهقةَ الحمامةِ الوحيدة
فماغيرُ المضيِّ بمسيرةِ الألفِ لهفةٍ
تعانقُ
النبضَ المُسمَلَ
بأضلاعِ صلواتِ المطر
.....( الميلاد = رؤياغيرَمشروطة ) ..
... أينونة .. :
حداءُ زنبقةِ الوديانِ الصديانة
للزوارقِ الغريبةِ اللجة
ينسابُ من
بينِ شفاهِ الغَلَس
في هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدأةِ المهد ....
... / إنها آخرُ الممالكِ الآبقةِ بسرِّ الرغبةِ
..... المحلِّقةِ حتى تخومِ الزمانِ البِكر ( لاأثرَــ بل ــ لكن ..) ..
الدست الأول :
النقلةُ اللا أدرية .......... : ... !!؟؟
يشرع الشاعرالى نقد الواقع المزري في تفاصيله وذلك عن طريق الإنسان نفسه، الإنسان الذي قطع عن عروقه الغذاء الروحي وتحول الى كائن معطل، فجاء النص تحت عنوانين وقد إتحدا متزاوجين في جسد وجودي واحد ليكوّنا حوارا ذاتياً صامتاً. إن دعم أية جهة تهتم بالأفكار الكلاسية على أساس أنها هي البديل للمشكل التجنيسي الأدبي،إنما هو ضرب من الخيال ومعركة بين الحرية الكاسِرة لقيدها والفكر المتنازع مع الإستقراء المتغير، فتُضعِف هذه الآلية الطرفين . لأن الأتساع الكوني لايُعطي أملا بالرجوع الى ماكانت عليه الأمور.فبانت في الظهور بعدالحداثة مفاهيم هدمت سابقاتها أو قلبت دلالتها أوشُذِبت مقالتها،الأمرالذي جعل من ظاهرة التجنيس تزداد صعوبة في حمولات النظريات المستحدثة،ومن تلك التجنيسات ظهور النص المفتوح .يقول د.محمدعبدالمطلب في مقال له :"يقصد (بالنص المفتوح )ذلك النص المحدد المصدر،والمحدد المستقبل، والمحدد المعنى لكن تحديد المعنى لايوقف مجموعة التفسيرات التي تلاحقه، ولذا قيل عنه (النص المفتوح)."ينحدرالنص المفتوح من تشظي حركة النص النثري فيُنشأ كونية داخلية من الشاعر الذي يفر من عدسة الحياة الضيقة الى ماهوأبعد من ذلك،فيرى أن للوجود عدسة أكبر .والنص المفتوح ليس من
أفكارالرواية و أول من إشاعه كمصطلح هوالإيطالي (أمبرتو إيكو) في كتابه (العمل المفتوح) سنة 1962.وإنماهو(النص المفتوح) من الولادات الفلسفية العلمية التي جاء بهاالفيلسوف النمساوي كارل بوبر(1902 ــ 1994) في كتابه (المجتمع المفتوح وأعداؤه) والتي تستندعلى مبدأ (أن الخاصية المنطقية المميزة للعلم التجريبي هي إمكان تكذيب عباراته) وهذا الكلام يؤكد هدم المنهج الإستقرائي في تحديد محصلة القاعدة إذ لانهاية ثابتة للعلم .و(النص المفتوح) يوضح نمط الايديولوجيات المغلقة ويقدم البديل بالليبرالية كمجتمع مفتوح وفيما بعد وماعرف عنده بالمعرفة المفتوحةعن طريق مبدأ التكذيب في الاستقراء على عكس ماكان شائعا سابقا ..وهنالك مايسمى بـمفتوح المصدر،أوالمحتوى الحر،وهي( أن تنشركل الأعمال المشتقة من العمل الأصلي بذات الرخصة الحرة المنشوربموجبها العمل الأصلي.)وحسب رولان بارت، فهو نص مابعد الحداثوية يتسم بتعدد القراءات والتنوع في الإستجابة،لكن النص المفتوح ليس شكلا فقط،أوأن الشكل في تمرده الإسلوبي قد يساعد الى حدما في وضع التجنيس مقام الإسم،لان فيه عمق بنيوي للمفردة الواحدة وهي تؤطر نفسها بعمقها وتتحول الى قواعد في اللغة من خلال تقطيع العبارات ووضعها ضمن دائرة منزع
القوس،فتشمل مظاهر من النحو التوليدي، والتنقيط كأسلوب يحدد ويعطي قيمة فنية الى كينونة اللغة، ومثالية الدلالة،كماأن في السياقات الفنية للنص يكون هكذاعمل بمثابة عتبة للمفردة تساعد المتلقي في التخلص من التغريب المرافق للنص المفتوح وإستجلاء الدهشة والانفتاح في التأويل
نسيان ... :
الوجوه
تخلعُ أبديّةَ المرايا
... تغتسلُ
بدموع القتام ...
فإلامَ يبقى الإسم
بلا إرتعاشة ..!؟
.... إنتساب .. :
الإنتظـــــــــــــار / الظِّل
وهذا ( تمرد فني على القوالب والصيغ الجاهزة وبذلك فالتجريب والتغريب والغموض شكل من أشكال التمرد الفني،إذ ان هذاالنص يساعدعلى خلق استعارات جديدة
إذ تتحول لغة الشاعر إلى لغة ترميزية متفتحة دلالياً في آن واحد وفك شفرة النص الذي يتحول إلى سلسلة من الانزياحات) 
مقدَّرٌ بنزوةِ الإنتحار
على فرجِ النهار
يلمُّهُ
الحضنُ السّاربُ مضمّخاً
بمنِّيِّ الصّحوة ..
.. إحتضار ... :
الورود
شفاهٌ زجاجية
سترفرفُ
فوقَ رِمسِ الفجر
الأعلان عن المسكوت عنه في النص المفتوح يترك للقاريء مساحات فضاء كبيرة من الحرية وهو يتنقل بين السطور والكلمات، والعبارات،والخطوط المائلة،والرموزالرياضية والفيزياوية وغيرها،وهذا التعامل الحر مع الكلمة يجعل منها كائنا حيا له طعم ولون ورائحة
ووجه (رسم محدد)وعمر( تزامني او تزمني )،كل هذا يمثل موقفا منفعلا للخلق الفني في كتابة النص،فهواذاًغائيٌّ،يتجول في فضاء القبول اوالرفض وتمرد اوعصيان يبحث عن وسيلة جديدة للاثارة وشد انتباه القاريء .
.. ــ قسماتُ الأشياء .. جدرانٌ خرساءــ
وليس هناك معاجمٌ
لآفاقِ الهديلِ المطويِّ الشراع ..
.... إنبثاق ..:
وقد تتحول المفردة الواحدة بدل الجملة الى الاستفزاز وهذا القدر يكون بزوغ الوجه الآخر من النص المفتوح في الشعر وهو الاقتصاد المؤدي للدهشة،وتحطيم تلك الاغلفة البالية،ممايساعد في حقن عقل المتلقي بعلامات يتوقف عنده اللإستقصاء وبالتالي أستسلامه للذة الفكرية .
وليس هناك معاجمٌ
لآفاقِ الهديلِ المطويِّ الشراع ..
.... إنبثاق ..:
حوصلةُ الصبّارالصابيء
تنسجُ سلسبيلَ الإبتساماتِ المنفوشةِ الريش
وهاماتُ المغامراتِ الصُّفر
تخرُّ .. ،وسوفَ،على الأناملِ المخضّبة
بدماءِ المحّاراتِ المستباحةِ الشطآن ..
وقد ...
نامت،وهيهات،صواريُ الصباحاتِ المحتدمةِ الأريج
فوق
غصنِ الناي المتشدّقِ بقصصِ اللقاءاتِ المنسية
خلف
صليلِ العِناق ...
......... إنخماد .. :
الأهدابُ الأليفةُ المنافي تُلجمُ
شهقةَ الحمامةِ الوحيدة
فماغيرُالمضيِّ بمسيرةِ الألفِ لهفةٍ
تعانقُ
النبضَ المُسمَلَ
بأضلاعِ صلواتِ المطر
إذا كانت الغائية من القراءة هي خلق الاسئلة،فالإجابة تكون حتما من حصة القاريء،يقول الشاعرالفضلي (فتتشكل طرق من المهارب المكازمانية ( ذاتويا داخليا) بديلاًعن الواقع الوضعي المعاش( وان اثناء وقت الكتابة / القراءة ) ذلك الواقع المكبل بالممنوعات وضوابط الآيديولوجيات من كل نوع والتي تصادر حتى الحراك الداخلي للفرد (والتي تصل احيانا درجة اقامة نقاط ومحاكم التفتيش على كل فكرة وشعور يحاولان الانعتاق عن قيودها الصارمة )
.....( الميلاد = رؤياغيرَمشروطة ) ..
... أينونة .. :
حداءُ زنبقةِ الوديانِ الصديانة
للزوارقِ الغريبةِ اللجة
ينسابُ من
بينِ شفاهِ الغَلَس
في هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدأةِ المهد ....
... / إنها آخرُ الممالكِ الآبقةِ بسرِّ الرغبةِ
..... المحلِّقةِ حتى تخومِ الزمانِ البِكر ( لاأثرَــ بل ـ لكن ..) ..
الدست الأول :
النقلةُ اللا أدرية .......... : ... !!؟؟
ونعتقد أن النص المفتوح يرتبط عضويا باللغة وفنيتها وقواعدها إن جنس تحت إسم (النص المفتوح،أوالتنافذي ) لحريٌّ أن نطلق عليه (النص المشارك) على أساس كونه ينتمي لكل الأجناس الادبية،وليس عابرا لها، لكن التعريفات تحاول الاشارة الى إبعاده عن جنس النص النثري كونه مصنوع من جنس الرواية وليس من قصيدة مابعد الحداثة النثرية .المقارب المفكر يريد أن يجد له مخرجا وقوانينا ليجنسه ضمن تسارع المنظومة الأدبية،وهذاخلط مفاهيمي كبيرلأن النص المفتوح من ولادة نثرية،نص فوضوي يتقبل العبثية والجدية والوجود من كل زواياه ونخشى أن نقع في قوانين جديدة كتلك القوانين التسع لجوليا كرستيفا،لنعود من جديد الى قيد الشعر وحرب المفاهيم في أضدادها، والفوضى لاعلاقة لها بالقانون .

على باب نافذتي / فراشة فنون / المروقة لينا كنجراوي / سوريا ....

على باب نافذتي 
نثرت أنت لي 
بعضا”من أمنياتي
لامعة ”..فضية”
فحولتها لمرآةِ
صرت أرى نفسي فيها 
كل صباحاتي وأمسياتي
ولم تعد لي حاجة بها
خلفية الذكريات
وعندما رأيت وجهي كالحا”
من هول الخيبات
اشتريت حمرة شفاه„
كحل لعيني 
لآلئ وألوان زيناتي
رحت كل مساء„أرتديها
أراقص حلمي 
وأغني لنفسي :
أنا أروع السيدات
ما عدت أنتظر 
إن كنت بعينيك تراني
أم أن الضوء 
من داخلي آتِ

ملحمة .. الفتنه ./ وليد عيسى موسى / العراق ....

ملحمة .. الفتنه .
_____________________
ألسرُّ في صمتِ ألكلماتْ
وفي رعشةِ خوفِ أللحظاتْ
وتوجس خشيه الخلجات
حذر ذيوع الرغبات 
يرويها ألباعةُ ترويجاً لقصصِ سهارى ألحاراتْ
إن ذاعَ على مصراعيهِ ليغدو لهو السمراواتْ 
يتجولُ والقلب يفتقد الوعي ازقهْ ..طرقات
الحبِ لوإنتشرَ شذاه لافترش شرف الحسناوات
واحالت يومي في حزن
يتلضور اقسى الاهات 
ماجدوى أن تردَ نبعُ ألحب 
سرا تتحاشى وقح العين
ثم ..
تسردُ للقاصي والداني ..
ماكانَ من لهبٍ عذبِ .. اشواط جميم الرعشات 
وما كان والعقل تنحى يشرب نشوان الكاسات 
مذهولا لايعي من سحر قد عم وابلى الرغبات 
يقطف من ثمر العنقود اعنابا ورحيق الشهوات 
قباب قد عدت لنزال تتوثب ان مست لحظات
ودنان احمرت لهثى تتدفق خمر الحلمات
لادنيا كما تدرك دنيا ..
ولا عرفوا من عاشوا حياة .
افقلي من لك غرر
واقنع كشفا للسر
أيحلُ كشفَ المستور واباحة طهر الحرمات
أوتعلمْ حُكمَ الذي افشى اسرار العشق شذرات
في سقر يرمى ملعونا تاكله عول وآفات
أُيكون للسرِمِنْ جدوى ..
إن ذاعَ ..
أوَ تبقى ضرورة
وضمينُ خفوتِ الهمساتْ 
ستؤول وحيدا خاتمة
أثرٌ تمحوهُ ألريحَ 
لاتقربَ حيّنا لحظاتْ حتى تخرج منك الروح
لافخر أن يُصبحَ سرٌ حديثَ عمومِ الخماراتْ
يتسامرهُ المخمورون في عتمةِ صخبِ الحاناتْ . 
اكذا رغبتك تبديها 
في علن ان تشتهي ان تشفي من شفتي سخي القبلات 
كالنارِ حارقةً بها تطفى 
ثغرا ..نهدا.. جسدِا عطشٍ ..

لكانهُ قروناً ينتظرُ ..
من ياتي ..يمنحها حياة
سكراتُ ألرغبةِ تتلاشى والصمتُ يزحفُ في الغارِ
وليالٍ مرهقةُ ألحسِ 
مرعبةُ ألوحشةِ والجرسِ ..
ماعادَ الحبُ رغباتْ .. كلما شاناهُ لهُ نغشى 
ماعادَ إلابحار ملعبةً ..يصبوهُ فؤادٌ .. 
بلْ أقسى ..
ألحبُ ملحمةُ مضاءٍ
و القبلة فتنتهُ الكبرى .
الحب وجود لايفنى ..
ولا ياتي من عدم هيهات .

مؤسسة فنون الثقافية العربية : بغداد / للاستاذ / عبد الجبار الفياض / العراق ....

مؤسسة فنون الثقافية العربية : بغداد / للاستاذ / عبد الجبار الفياض / العراق ....: بغداد ألوانٌ  تيبّستْ على ألواحٍ قاتمة  تشققتْ دروباً في كفِّ فلاّح . . . لا يُريدُ الزّمنُ أنْ يعبرَ النّهرَ ثانيةً  فقد رأتْهُ الضّف...

بغداد / للاستاذ / عبد الجبار الفياض / العراق ....

بغداد
ألوانٌ 
تيبّستْ على ألواحٍ قاتمة 
تشققتْ دروباً في كفِّ فلاّح . . .
لا يُريدُ الزّمنُ أنْ يعبرَ النّهرَ ثانيةً 
فقد رأتْهُ الضّفافُ مُتجرّداً 
إلآ من أوراقِ ماء !
فهلْ يغضبُ الطّينُ حين يكونُ قصراً لحوتٍ برّيّ ؟
. . . . . 
ظمأ 
يمتدُّ لسوقٍ لا تحملُ شبعاً لطير . . .
رضابُ غيمةٍ 
انسلتْ من فراشِ شتاءٍ أخرس 
تدثّرَ بعريِ حفاة . . .
رُبَما 
لأرضٍ 
ليس فيها لعنةٌ من عاقرِ ناقة 
حيثُ تبتلعُ عقاربَها السّاعةُ 
إلى صفرٍ مشوّه . . .
لا حسابَ 
لخطواتِ رأسٍ
حملَ خُفَّ وزيرٍ على بابِ القصرِ 
يلهث . . . 
. . . . . 
كانتْ زرقاءَ 
نجومٌ عاشقة
تلتقطُ ظلَّها من على وجوهِ صبايا 
لتعودَ بنورٍ جديد 
أجملَ لوحةٍ 
خُلقتْ في أحسنِ تقوبم !
كانتْ
قبل أنْ يصبغَها دُخانُ قدورٍ 
تفورُ لحماً 
حملتْهُ وهناً على وهنٍ جنان 
وأرضعتْهُ من أثدائِها أرض . . .
. . . . . 
ليس ما كانَ 
جَدْباً 
يمصُّ لسانَ فقر
خبا في عرفهِ 
عبقُ بَلَلٍ في سيقانِ وردٍ ذابل . . .
ما طوتْهُ سنواتُ العزيز
خارطةً صمّاء 
لمنكسرِ زمنٍ أحدب 
تتسعُ ضيقاً 
لتحبسَ أنفاسَ الصبح . . . 
كذا 
تُفقأُ عيونُ النّهار 
لتزفَّ سنتَه ُمن غيرِ خضاب . . . 
كيفَ لها أنْ تُضاجعَ أضداداً 
ولا تُبشرُ بأيامِ 
يُسودُّ لها وجه ؟
في جمجمتِها 
يرقصُ لصٌّ 
يحرسه لصّ . . .
ليس للعُهرِ كلماتٌ بيضاء !
. . . . .
ليلةٌ 
هربتْ من ألف
قميصاً بلا أزرار . . .
رغبةَ مجنونٍ 
أتعبتْ قدماهُ صحراءُ وهم . . .
عاشقاً
أتخمتْهُ وعودٌ 
نصفُها 
عُصرتْ شراباً لشهريار 
ونصفُها
مع ريحٍ صفراء 
قاسمتْ بغدادَ حساءَها 
وقلبتْ لها ظهرَ المَجن . . .
. . . . . 
كيفَ لأسمٍ 
يُسلخُ 
ويَهَبُ الطّيرَ ريشاً ؟
طعنتْهُ رماح 
شطرتْهُ سيوف 
ثقبتْهُ بنادق
ويزرعُ زيتوناً إكليل غار . . .
شِعْرَاً 
لعيونِ مهواتِه . . . 
عشقاً لباسقاتٍ 
ما انحنتْ 
وجادتْ برطبٍ دون أنْ تُهَـز . . .
. . . . . 
كيف ؟
لماذا ؟
متى ؟
أين ؟
تُدفنُ في جماجمَ 
ارتطمتْ بمتاريسَ عتمةٍ مقدسة
فثـُقبتْ . . .
تجمَّد الإستفهامُ دَمَاً 
يصبغُ جفنَ الموت
بدمدمةٍ في قعرِ قُمقُم . . .
لكنّهُ
لا ينسى وجوهَ القتلة !
. . . . .
أيُّها الصَّمتُ المفتولُ بدخانِ سيكارة
ألم يوقظْكَ هذا الإحتراق ؟
هذا الإرتعاش ؟
وَهَنَ العظم
اشتعلَ المفرقان
متى تنفرجُ شفتاك ؟
فقد أصبحتِ الأعقابُ تِلالاً !
ألمْ يكُنْ سدُّ مأرب قضمةً في فمِ فار 
ونملة ٌ
وقفتْ بوجهِ نبيّ ؟
. . . . .
إيهٍ
أيُّتُها الفرعاء . . .
إنّكِ تغسلينَ جروحَ الأمسِ بدموعِ اليوم . . .
أما آنَ ليومكِ أنْ يكونَ غداً ؟
ألا يخجلُ من صفاقتهِ زمنُ الإزدراد 
ألمْ يمتلأْ كيسُ علي بابا بعد ؟
ألمْ يرتوِ سيفٌ توارثـتْهُ أيادٍ ؟
تعالتْ خفضاً 
عجنتِ الظّلامَ خبزاً لأفواهِ الصّمت .. .
ألمْ تستحِ جباهٌ تصلي في محرابكِ مُدبرة ؟
لِيكنْ . . .
لكنَّهُ
إنْ فارَ 
فلا عاصمَ لعملٍ غيرِ صالح !!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض
18/2 /2016

اوهام جياد الخزرجي ( قضبان وانسان )/ العراق ....

اوهام جياد الخزرجي
( قضبان وانسان )
تذكرت وجه ابنتي ...
رسمتها فوق جدار..
قبلت وجه الشمس..
اراك هنا ..
من لي ؟
رؤى الليل اقتادني..
اراني يقظة تستجير..
خلف قضباني وجدت الروح..
عيون تلتحف الدمع ..
قافية رافقتني ..
اسوارا مكبلة ..
اسلاك مزقت الروح..
حمامة خجلى صيرها الحنين..
تأتي مسافرة ..
اعشاش عندالشجر تناثرت..
وزئير الموت يدلي اتهامه ..
المتهم قادم..ارفع صوتك...
اين الشاهدان؟
اغلق الملف ...وحتى اشعار أخر..
غلقت الابواب..
هى راودته عن نفسه..
الحزن لاياتي الشعراء..
قمر ظلي ...
ومملكتي بلا اسوار...
ابنتي هنا ..
تنتظرني..
قضبان تراود الروح
بلا اسوار..
من لي ؟
من لي؟
بقلمي
6/2/2016