السبت، 1 نوفمبر 2014

ثورةُ الصمت الجزء الثالث لكريم عبد الله من العراق


ثورةُ الصمت
الجزء الثالث
توارتْ خلفَ حزنِ رمالٍ غارقة بأمواجِ الأسى ـــ وظلُّ مزار الفقدِ يتخفّى بلا أجنحةٍ ينطفيء
ضجيجُ الحِرابِ خلّفتهُ يحزُّ رفيفَ الشمسِ ../ ونافذةُ الذكرياتِ تطلُّ على الأفقِ ../ وحقائبُ الرحيلِ مملوءةً بحبالِ الهاوية
الأفكارُ تمدّدتْ في بئرها الآسنَ ../ أينعتْ رؤوساً للشياطينِ فوقَ هامةِ الكلماتِ ../ أسرعتْ تُرغي وتثقبُ صمتَ العسعسِ
النياقُ الضامرات يحملنَ تلويحَ الخيامِ ـــ سفنٌ تُبحرُ في دياجيرِ مدافنِ الدموع
الطريقُ ظمأُ جمراتٍ تحشُّ غاباتِ الأشتعال ../ تحملُ على أسنّتها سُلالة الفتحِ ../ عاريةً هي ألأقمارُ تؤوي النجوم
تتيهُ بليلٍ معصوبَ الشهيقِ ../ ينحتُ سرّها سورٌ محفور بحبلِ المدائن ../ يسوّرها فحمٌ على الحائطِ يرسمُ ضياعاً
في منديلها عبقُ الأحلامِ تكوّمتْ ../ وفي مجلسِ اللهوِ تكشّفَ صوتها ../ يزمجرُ رعداً يتكيءُ على ضفافِ الذاكرة
مرتدّونَ بأحلامِ الجهالةِ يتعنكبون ../ مجهولةٌ هي الوجوه تتفرّسُ أزهاراً ذابلة ../ أتعبها رحيلٌ مدمّى بالصورِ
حيرى وأفعى تزحفُ وبالفجيعةِ تتزيّنُ ../ أفقٌ منِ الشؤمِ يخيطُ النهارَ ../ ولمّا تزلْ طاعنة في حزنِ محبسها
وماذا وقدْ حاصرها ضياع مذبحٍ بهِ تتشظّى ـــ وطعناً يباغتُ قافلةً أعلنتْ خسوفها ... !
كأنَّ الفرات دم الأحداقَ حينَ ينشجُ ../ وفاضَ يستجدي يرمّمُ نسغَ الكفوف ../ ينبشُ قبراً تتقافزُ فيهِ الوطاويط
رائحةُ الأطياب تسحبُ الروحَ ../ يلمعُ الحزنُ غريباً تحتَ الثرى ../ فتجدّدُ لحنها المشقّق مواكبُ العزاء
اللوحة للصديق المبدع / فخري رطروط من فلسطين

للحرية درس ل عدنان جمعة الساعدي


(( للحريّةِ درسٌ ))
اليومَ سأكتبُ حزناً
في هُدى الفجرِ
لأرضٍ حمراءَ 
شَرِبتْ الجّرحَ
على خطى التُرابِ والريحِ
قصائدٌ خجلى
حاضرةُ مشهداً
ممتلئةٌ ..
بالنورِ والدمعِ
تتَوّسلُ ..
أجملَ الكلماتِ
لملحمةٍ ..
سُطّرتْ بحدِّ السيفِ والدمِ
بِشارةُ الأحَرارِ
واقعةُ الطّفِ
أعلنوها ..
انتصاراً على أهلِ النّبوةِ
كانت..
ملءَ العارِ والهوانِ
لزمرةٍ ..
أرتَوت من عُهرِ ذُلِّها
موقفاً ..
خَجلٌ .. التاريخُ بأجدادِهم
امتدادُ أبناءِهم الزّناةِ
علّقوا رأسَ الحسينِ على الرمحِ
ذلك الرمحُ
وأبى أن يمسحَ دمعَهُ
خرَّ باكياً
يبكي يوماً محاسَباً
الفعلُ الشنيعُ لم يفعلهُ أمامَ الله
يا أبا الأحرار
أنتَ الأرضُ
أنتَ السماءُ
صنعتَ معجزةً
درسَ حريةٍ
يتعلّمهُ الأنامُ
ملحمةٌ
شقّت السماءَ مكمنَ الأسرارِ
تبلّغُ يزيداً
إن الحسينَ مخلدٌ
الليل طال علينا
كأننا نَذرٌ للصباحِ
بصدري أعظمُ الجراحِ
بِحُبّكَ سيدَ الشهُداء
رغمَ الحواجزِ التي ابتلِينا بها
غطى الحماقةُ
ضَعَفَنا
رجعتُ بكل تعطش قلبي
أنشرُ الحبَ فيكَ
أنا الراكضُ من الطّفِ إلى الطفِ
أقسمتُ
أيا مَن تتسوّلون الشّفَقةَ
اليوم ..
اكتبُ على ترابِ هزائمكم
بأُسى كربلاء
أجملَ القصائدِ
ما قيمةُ الإنسانِ
بلا حريّةٍ
نشيدها حسين
وها أنا لكل كربلاء قد نشدتُها
عدنان جمعة الساعدي

الضوء ل خديجة السعدي من العراق


الضوء
خديجة السعدي
الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل. الهدوء يعمّ المكان والصمت يلفّ الليل في الخارج. ربما كان الشعور بالراحة النفسية ما جعلني أتهيّأ لما يشبه جلسة تأمّل. كل شيء يبدو في سياقه الصحيح. هادئة أنا ككلّ شيء من حولي. أغمضتُ عينيّ، وبعد فترة وجيزة، استرختْ أعضائي وبدأت حواسي ترتحل بعيداً، مستصحبة نشوة اللقاء بكلّ جميل. رويداً رويداً بدأ ضوء ينتشر في المكان، صانعاً فسحات يتجمع فيها كثافةً سحرية فاتنة.
أيّها الضوء الذي يصحبني حيث أكون، شكراً لك على هذا اللقاء.
ما يحيط بي يفوق الوصف. تتداخل الأشياء حتى تبدو لوحة واحدة بألوانها وشفافيتها وحرارة إحساسها. أتماهى معها حتى أمسي أكثر رقة وتمتلئ حواسي بطاقة لا حدود لها.
أيها الضوء، احتضنّي واغمرني بهدوء؛ أنا جزء منك.
أعيش دقائق الانتشاء هذه.. لكن لحظة تفكّر تبعدني. تذهب أفكاري بعيداً: ثمة أسئلة غامضة تحتاج إلى إجابة. لكن لماذا الآن؟
سأفكر في أسئلتي لاحقاً ولن أشرد بعيداً مرة أخرى. اعتذرتُ للضوء وعدتُ إليه. أنا وهو والغبطة لا تغادرني. لكن هل سيبقى الضوء يلازمني؟ حسناً، سأضع مخاوفي جانباً الآن.
أخذ الضوء يتّخذ أشكالاً مختلفة، ساحرة وغريبة، وأخذ يتسع أكثر فأكثر وتكبر مع اتساعه طاقتي. تغمرني سعادة طفولية لبقاء الضوء أطول هذه المرة، حتى مع شرودي وابتعادي عنه أحياناً. إنه معي!
أرى فراشات وطيوراً صغيرة، لكن أجنحتها كالملاقط تلتهم كلّ شيء يقترب منها. ماذا يعني ذلك؟ ثمة أيضاً نباتات وأعشاب صغيرة تشبه الملاقط هي الأخرى. ماذا يعني كلّ هذا؟ تأويلات سياسية واجتماعية مختلفة تعبر رأسي، لكنها تختفي سريعاً.
فتحتُ عينيّ ثم أغمضتهما. رأيته ثانيةً، باهراً، ساطعاً أكثر من المرة السابقة. شكرتُه ثانيةً. إني سعيدة حقاً لهذه الحالة التي أعيشها. يا إلهي، بدأت دموعي ساخنة تسيل على خديّ. أهو بكاء الفرح أم الحزن العميق؟
ازداد بكائي ففتحتُ عينيّ. مسحت دموعي بأطراف قميص نومي، ثم نهضت وشربت قليلاً من الماء. خرجت من الغرفة باتجاه الحمام، وبعد أن غسلت وجهي، رجعت إلى الفراش وتدثّرت جيداً، لأني شعرت بالبرد وبدأتْ أوصالي ترتجف. أغمضت عينيّ ثانية وأنا أسأل نفسي: هل ما زال الضوء ينتظرني؟
أيها الضوء، يا ساحري، أرجوك أن تشرق عليهم دائماً.

قراءة في قصيدة حميد الغرابي بقلم ناظم ناصر


قرأه لقصيدة الشاعر العراقي المبدع حميد تقي الغرابي ( انتصار الدم )
بقلمي :- ناظم ناصر
31\10\2014
الشاعر حميد تقي هادئ بطبعه قليل الكلام طويل التفكير غزير العلم و الثقافة دمث الأخلاق محبوب من الجميع تجده يتأمل دائما وعيناه تتكلم أكثر من لسانه وهو يعود بنا بشعره الى الأصول الأولى للشعر حيث كان الشعراء الأوائل الذين حفروا سمائهم على صخرة المجد ونحتوا كلماتهم بدمائهم ليرتقوا بالشعر وليجعلوه بعد ذلك ديوان العرب
فالشاعر ذات لغة مميزة ومفردة تجعلك تشعر بأنك تقرأ شعراً حقيقياً من شاعر حقيقي يعي ما يقول ويتفنن بأسلوبه الفذ وموهبته الراقية وقصيدته التي سنتناولها في هذا المقال كمتذوقين للشعر هي قصيدة (انتصار الدم ) و التي هي من البحر الوافر وتذكرنا بمعلقة عمرو بن الكلثوم التغلبي والقصيدة جميلة لما تحمله من رقة المعاني وعذوبة الكلمات و جزالة اللفظ ورصانة الفكرة والتسلسل المنطقي للأفكار و الموسيقى الداخلية التي يحمل رنينها الكلمات من خلال الجمل والصور التي تعبر عنها والقصيدة بمجملها تروي حكاية الأمام الحسين عليه السلام ورحيله من المدينة الى مكة ثم توجهه الى كربلاء في العراق حيث استشهد هو و أصحابه في موقعة الطف
و القصيدة تبدأ بالغزل متخذا الشاعر طريقة و أسلوب الشعراء القدامى عندما كانت قصائدهم تبدأ الغزل فهو يطلب من السيدة التي يخاطبها أن تتغنى بالأطايب و تطرب السامعين ويحدد بعد ذلك من هم الأطايب أنهم الذين أناخوا بمكة والمدينة هو الأمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام خامس أصحاب الكساء سبط النبي المختار محمد صلى الله عليه واله وسلم سيد شباب أهل الجنة و أهل بيته الذي رحل بهم من مدينة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسليما كثيرا مرغما من تسلط و تعسف السلطة الخاشمة التي كان تحكم البلاد سلطة بني أميه حيث طلبوا منه أن يبايع يزيد بن معاوية فرض الأمام الحسين عليه السلام و قال نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ويزيد فاسق شارب الخمر وقاتل النفس ومثلى لا يبايع مثله ومن ثم يذهب الأمام الى قبر جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
فصلى ركعات فلما فرغ من صلاته جعل يقول : اللهم هذا قبر نبيك محمد ( ص ) وأنا ابن بنت نبيك وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللهم أنى أحب المعروف وأنكر المنكر وإني أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحق هذا القبر و من فيه الا اخترت من أمري ما هو لك رضى ولرسولك رضى وللمؤمنين رضى ، ثم جعل يبكى عند القبر حتى إذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه فجاء وضم الحسين إلى صدره وقبل بين عينيه وقال " حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك ، مذبوحا بأرض كربلاء ، بين عصابة من أمتي ، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم في ذلك يرجون شفاعتي ، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة ، وما لهم عند الله من خلاق ، حبيبي يا حسين ان أباك وأمك وأخاك تنالها الا بالشهادة
ويبدأ الشاعر بعد هذا بوصف كيف أقفرت بيوت آل البيت من اصحبها بعد أن استشهدوا في معركة الطف حيث كانت معركة الحق ضد الباطل التي انتصر بها الدم على السيف و الحق على الباطل وكان استشهاد أبى عبد الله الحسين منارا يضيء للعالم طريق الحق وثوره مستمرة على الطغيان والباطل والفساد فقد كان شعار الأمام أنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما و أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ( ص )
وخرج الأمام و أهل بيته نحو مكة وهو يتلو ) فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين( لقد كان الموكب القليل العدد العظيم الإرادة الذي زحف به الحسين من مدينة جده الرسول الخالد محمد (ص) إلى مكة المكرمة، ليقرر هناك مستقبل المسيرة الخالدة. ولقد اجتمعت الكوكبة من آل البيت النبوي (ع) حول الحسين وسلكت درب الكفاح الطويل، فقد اصطحب الحسين (ع) معه أخوته وأبناءه وبني أخيه وجل أهل بيته
المسافة شاسعة والأرض مديدة ورمال الصحراء توقدها حرارة الشمس اللافحة وموكب الحسين (ع) يخترق قلب الصحراء ويجتاز كثبان الرمال و لوافح الحصى. وهكذا سارت كواكب الفداء وطلائع الجهاد تيمم وجهها شطر البيت الحرام لتنتهي إلى أرض الطفوف كربلاء، إلى مثوى الخالدين ومنار الأحرار
أمست المدينة موحشة تبكي سيدها الراحل والقلوب يعتصرها الأسى والنفوس يفترسها الألم
حلّ الحسين (ع) في مهبط الوحي ومدينة السلام مكة المكرمة، فنزل في دار العباس بن عبد المطلب. و سرى نبأ قدوم الحسين (ع) إلى مكة وانتشر خبر خروجه من المدينة ورفضه لبيعة الطاغية يزيد
و أنطلق الركب بعد ذلك يوم الثامن من ذي الحجة متوجها الى كربلاء في العراق حيث استشهد هو وال بيته وصحبه
وقد كان تعداد جيشه الصغير مكون من 72 فرد مقابل ثلاثون ألف مقاتل يقودهم اللعين عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي عينه الدعي بن الدعي عبيد الله بن زياد و وعده أن هو قتل الأمام الحسين أن يوليه حكم الري واستشهد أبطال الحق واستشهد الأمام الحسين عليه السلام وقطع رأسه الشريف و رفع على الرماح بعد ما داسوا على جسده بالخيل وقبل ذلك رموه بالحجارة والسهام والرماح وغار القوم على مخيم الأمام الحسين و اسروا بنات النبي و أخذوهن سبايا الى الشام
ألأَّ غَـنْي الاطـايبَ واطـرِبينا
بِـمنْ نـاخـوا بمـكةَ والـمديـنة
وردي الـصوتَ رَنَّـاتٍ بشجوٍ
وغـالي ما استَـطعتِ لهُ رنينا
ايـا سلمى فـكمْ بالـقلبِ شـكوى
اذا هـاجـتْ فـما رَقَبـتْ عيونا
ولا رَقَـبـتْ بِـمُـهجتِــنا ذِمـاراً
وقـد حَـلَّتْ كـأنَ الـمـوتَ فيـنا
مـنازلُ قـد خَـلَتْ منها شموساً
فَـكَلْـلَها الـعشـا فَـغَدتْ رهـينة
يـراوحُ صحـنَها اتـرابُ قــشٍّ
وعامِرُها مضى فَمَضتْ دفينة
وقــد كـانـتْ يُـجَـــلِلُـهـا وقـارٌ
وقــد رحلـتْ بـخـيرِ الأولـيـنا
ألأَّ يـا سَلْمُ فَلْـتَدعـي الـبواكي
فـهـلْ بـعدَ الحسـينِ لهُ بَـكـينا؟
وبعد أن ذكرنا هذا الموجز البسيط عن واقعة الطف وما جرى على الأمام أبو عبد الله الحسين وبينا مكان يقصده الشاعر في أبياته السابقة والتي بين بها كيف خلت بيوت النبوة من تلك الشموس الزاهرة
وبعد ذلك يشرع الشاعر بذكر نسب الشريف للأمام الحسين فهو من قريش هذه القبيلة والتي نسبها يرجع الى النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
فـإنْ رِمتَ الـقبائلَ ذي قـريشٌ
تـقـادَمَ عـزُّهـا فـي الـعالـمـيـنا
و أن رمت البطون فهم من هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانة
وإنْ رِمـتَ البطونَ فخيرُ بطْنٍ
بـهاشِمَ مـا وجـدتَ لـهُ قـرينــا
و جدهم سيد البشر وخير البرية محمد صلى الله عليه واله وسلم تسليما كثيرا وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
وإنْ رِمـتَ الأرومةَ من جدودٍ
فـخَــيرُ الـنـاسِ جـدهـمُ نَـبيـنـا
و أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم عليه السلام و أمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسليما كثيرا
وإنْ رمـتَ الأبـوةَ مِـنْ فِـراشٍ
فـذاكَ الـمرتضى في الـعالمينا
وإنْ رِمــتَ الــسـؤالَ فــأيُ أُمٍّ
هـيَ الـزهراءُ قد حَمَلتْ حُسَينا
وأخوه قمر العشيرة أبو الفضل العباس عليه السلام الذي كان حامل لواء الأمام الحسين (ع) في واقعة الطف وكان العباس كما قال مالك الأشتر جيش لوحده ومن شجاعته انه كشف الأعداء عن المشرعة وكان عددهم اربعة الاف من اشد المقاتلين وكان يرتجز ويقول
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ زَقَا***حتَى أُوارَى في المصاليتِ لُقَى
نفسِي لسبطِ المُصطفَى الطُهرِ وِقَا***إنّي أنَا العباسُ أغْدُو بالسِّقا
ولا أخافُ الشرَّ يَومَ المُلتقَى
وعندما وصل الى ماء الفرات وكان قلبه كجمرة نار من العطش لكنه تذكر عطش أخيه الحسين (ع) لم يشرب الماء و ملاء القربة على أمل لان يوصلها الى أخيه وأطفاله الذين لم يشربوا الماء منذ ثلاثة أيام لكنه قطعة يمينه وبعد ذلك شماله و أتته السهام من كل مكان فأصيبت عينه و ثقبت قربة الماء وضرب على رأسه بعمود حديد واستشهد بعدها
وإنْ رِمتَ الأخاءَ فذاك صوتٌ
بـهِ الـعباسُ يقـتلعُ الـحصــونا
يقول الأمام الشافعي رضوان الله عليه
يا آل بيت رسول الله حبكمُ فرضٌ من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الشأن أنكمُ من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له
فكيف قتلهم هؤلاء الظالمون ألا لعنة الله على الظالمين
وهكذا سافرنا مع الشاعر حميد تقي الغرابي في قصيده هي ملحمة بين الحق والباطل و قد أجاد الشاعر بلغته الفريدة وصوره الجميلة من تصوير محنة آل بيت النبي والظلم الذي تعرضوا له على أيدي الطغاة فكانت ثورة الأمام الحسين ثورة دائمة على الظلم و الظالمين وهي الثورة الوحيدة في العالم، التي لو تسنّى لكل فرد مهما كان معتقده وفكرته أن يقرأ أحداثها بكل أبعادها وتفاصيلها، لما تمكّن من أن يملك دمعته وعبرته
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : " إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا. "
النص
( انتصار الدم )
ألأَّ غَـنْي الاطـايبَ واطـرِبينا
بِـمنْ نـاخـوا بمـكةَ والـمديـنة
وردي الـصوتَ رَنَّـاتٍ بشجوٍ
وغـالي ما استَـطعتِ لهُ رنينا
ايـا سلمى فـكمْ بالـقلبِ شـكوى
اذا هـاجـتْ فـما رَقَبـتْ عيونا
ولا رَقَـبـتْ بِـمُـهجتِــنا ذِمـاراً
وقـد حَـلَّتْ كـأنَ الـمـوتَ فيـنا
مـنازلُ قـد خَـلَتْ منها شموساً
فَـكَلْـلَها الـعشـا فَـغَدتْ رهـينة
يـراوحُ صحـنَها اتـرابُ قــشٍّ
وعامِرُها مضى فَمَضتْ دفينة
وقــد كـانـتْ يُـجَـــلِلُـهـا وقـارٌ
وقــد رحلـتْ بـخـيرِ الأولـيـنا
ألأَّ يـا سَلْمُ فَلْـتَدعـي الـبواكي
فـهـلْ بـعدَ الحسـينِ لهُ بَـكـينا؟
فـإنْ رِمتَ الـقبائلَ ذي قـريشٌ
تـقـادَمَ عـزُّهـا فـي الـعالـمـيـنا
وإنْ رِمـتَ البطونَ فخيرُ بطْنٍ
بـهاشِمَ مـا وجـدتَ لـهُ قـرينــا
وإنْ رِمـتَ الأرومةَ من جدودٍ
فـخَــيرُ الـنـاسِ جـدهـمُ نَـبيـنـا
وإنْ رمـتَ الأبـوةَ مِـنْ فِـراشٍ
فـذاكَ الـمرتضى في الـعالمينا
وإنْ رِمــتَ الــسـؤالَ فــأيُ أُمٍّ
هـيَ الـزهراءُ قد حَمَلتْ حُسَينا
وإنْ رِمتَ الأخاءَ فذاك صوتٌ
بـهِ الـعباسُ يقـتلعُ الـحصــونا
فـقفْ بينَ الاضاحيَّ في سؤالٍ
فـهل حـلَّ الالَـهُ دماً مَـصـونا؟
-----------------------
حميد الغرابي

**** صغيرتي ****** ل عاطف حمدان محمد

**** صغيرتي ******
******************
جاءتْ الىَّ بثغرها البسَّامِ
تزرع في سنيني الأمنياتْ
تلهو وتمرح في دروبي كطفلةٍ
فتحيلني طفلاً على الطرقاتْ
أشتاقها ان فاجأتني بقبلةٍ
فأردها وأزيدها الفاً من القبلاتْ
فتقول ويحك يا حبيبي أتكتفي ؟
بالثغر منيّ وتترك الوجنات ؟؟
وأرى نسيمَ الفجرِ يلثمُ كفَّهَا
وعلى الجبينِ مواكبُ النجماتْ
وأضمُّها بينَ الضلوعِ كنسمةٍ
تجتاحُني كالنورِ في لحظاتْ
وبنظرةٍ كالبرقِ تُلهِبُ مُهجتي
فيذوبُ عمري منْ لظى النظراتْ
طفلينِ نمرحُ في سماءِ غرامِنَا
ملكٌ أنا وحبيبتي جميلةُ الملكاتْ

الضوء يتيم نص رحيمة بلقاس

الضوء يتيم
+++++
فراشة بين الظلام والسدوم
شآبيب الصمت أسدلت السدوف
شهقات تتنفس الآه
يتيم ذلك الضوء
أين النجوم ؟
مئست الجراح
تغتال النبض السقيم
ريح نعرت في المزامير
تعصف بالوهم اللئيم
الحسون على الأغصان
يغرد
والشمس تبتسم
وفراشة نشوانة
تحلق
تطير
تنعى الموت الكئيب
متيمة بالضوء
تراه يطلب قربها
يستعيد لحنا جميلا
بين مروج الضوء
الصمت يستفيق
الصوت يتراقص
فوق الجداول
ويفرح الخرير
وتنمو الأزهار من جديد
رحيمة بلقاس

و ما أبكاني ل حسين فتح الله من تونس


و ما أبْكاني
أن العُمْر يمُرُّ
و نحن كما نحن
في قطيعة
لا أنْساك
فيا ليْتك تنْساني
إني أخافُ عليك
برْد الشتاء و أنت
مُثْقلَ الوجْدان
و النوم قد هاجر مُقْلتيْك
يبْحثُ عن مُغْمَض الأجْفان
قد اجْتهدْت في الحب بأجْر واحد
فعُدْ و لك أجْران
و إنْ سألوك عن السَّقم
فأجبْ من غير لوْعة
أنَّ عظيم الحب
من روافد الأحْزان
إن مرَّ بوعْكة
زاد عن النقْصان
من غير علَّة
غيرُ وارد في خبر كان
حسين فتح الله – تونس

رجل في المرايا **** شعر / عباس باني المالكي / العراق ترجمة فرنسية / جمال الخلاصي / تونس


رجل في المرايا
****
شعر / عباس باني المالكي / العراق
ترجمة فرنسية / جمال الخلاصي / تونس

***
كثيرا ما أنسى ...وجهي
في المرايا
حين أخرج إلى الشارع
أتذكر الأحلام
التي تركتها تراقب روحي
من النافذة
لذلك لم أعد أحد بالمعجزة
لأني مرآة
تنتظر الضوء
لترى وجها
وحين اخرج إلى الصباح
أترك ملابسي
تتنزه في مكانها
كي لا يسرقوا ألوان النهار
من عري الرجل الذي كنت
وقد أودعته وجهي
ينتظرني في المرايا
قبل أن أصير الملك
****
homme aux miroirs
Abbas Bani Al Maliki
Traduction jamel jassi
Fréquemment, j’oublie mon visage
Sur les miroirs
Lorsque je sors à la rue
Je me souviens des rêves que j’ai laissés
Guettant mon âme par la fenêtre
C’est pourquoi je n’ai jamais promis quelqu’un un miracle
Puisque je suis un miroir qui attend une lumière
Pour voir un visage
Et lorsque je sors vers le matin
Je laisse mes vêtements se baladant à leur place
Pour qu’ils ne volent pas les couleurs du jour
De la nudité de l’homme que j’étais
Et que j’ai confié mon visage
Aux miroirs pour m’attendre
Avant de devenir le roi

تحليل قصيدة كريم عبد الله بقلم Azza Khazrahi

قراءة في وجع أشيب .....وكفَ عذراء
الشاعر كريم عبد الله
وجعٌ أشيبٌ .... وكفٌّ عذراء
ذاهلٌ يغرقُ الصمت في بخارِ السواقي ـــ بينما العشب يحكُّ ظهر شهيقَ سحابة
الغَبَشاتُ لا تجفلُ فوقَ عيونِ القيظ ـــ لا نديمَ يشكو ظلمةَ تناثرِ الحلم
وجعٌ أشيبٌ يحتمي بغيمةٍ بعيدةٍ ../ شاحبةً تنكسفُ في راحةٍ عذراء ../ تغطُّ بأريجٍ يئنُّ بالهواجسِ ...
يتبخترُ عشقٌ يابسٌ يدنو ...../ نائحٌ في قميصِ كوّةِ أريكةِ الرملِ ../ يشمُّ يُتمَ سريرٍ يتهجّد ...
نثيثُ شظايا ممطرة بالشهواتِ ـــ ترشُّ على أعنّةِ الشوقِ بالعناق
طاعنةٌ هي الأحلام في ذاكرةِ اللوعةِ ../ يُفزعها كلَّ حينٍ قطار طافح بالطَلق ../ وفي مفترقِ التعثّرِ صدى الإجتياح
لِمَ المواعيدُ عقيمة كاللقاءِ ../ والنزفُ يغدو غيمةً حُبلى .../ والينابيعُ تتخثّرُ بِوَهَمِ الزمرّد .... ؟
القوافلُ تسرقها بوصلةَ السباتِ ../ على معاصمِ الطريق إنتفاضة أجنحةٍ مكسّرة ../ يحلمُ الرملُ برطوبةِ عطرِ الفساتين
حبالُ العيونِ شائكةُ حولَ السواحلِ ../ تنصتُ لا تتوبَ منْ لذّة التهيّجِ ../ ترضعُ ثديَ النادبات بالفجيعةِ
لا شيءَ يضجُّ على أبوابِ الريحِ ../ تتلوّى في مقابضِ شبابيكِ التخيّلِ ../ خواتم مغشوشة معقوفةً تنبشُ بأوهامها
لعلّ المرآيا على وشكِ التسلّلِ ../ تقبّلُ رفاتَ سنينٍ تنامُ على آهةِ الطريق ../ تهزهزُ ملامحاً مغبرةً يشيّعها الحنين
مرضوضةٌ تهتفُ الفوانيس ../ خلعتْ دخانها على جرحِ جمراتها ../ وأنسلّتْ في مياهِ الإنحدار تمسحُ شيخوختها ...
هلْ يمكثُ هذا الغدُ المبعثر كالبردِ ـــ ونعاسُ نوافذ الصيف يشقّقُ مواسمَ الغيوم .. ؟
وذاكَ الحلمُ البعيد بامطارِ الحنين ../ يُجاهدُ أنوثةً تهبطُ بآخرِ الخراب .. / ينبتُ قمراً يتوهّجُ في محطاتِ الندى ...
كريم عبد الله
.
لا يستعمل شاعر الوجع الأشيب الكلمات في أصل استعمالها المعجمي كما تمَ التواضع على دلالاتها ولكنه يتمثل الكتابة الشعرية عملا في اللغة انزياحا وعدولا بها عن ذلك الأصل المتواضع عليه
واستجابة لهذا التمشي وهذه الرؤية للكتابة يعمد الشاعر كريم عبد الله الى التقريب بين مجالات متباعدة ويقتصد مسافات بينها ويختزلها لابتكار معاني خاصة اذ الوجع من حقل دلالي مرتبط بالمعاناة وأثرها أما الشيب فمنحدر من حقل دلالي وثيق الصلة بأثر السنين وسيرورتها وصيرورة الفاحم في مقتبل العمر وفي أوجه الى شيب ومشيب في آخره ومنهاه وأنه لنذير النهاية ومقدمة من مقدماتها
ولئن اقترن الشيب بالوهن فان تواشجه بحقل الوجع يكسبه دلالات جديدة فيصبح
موحيا بما تعتَق وعتَق وأضحى أشد تأثيرا وأعمق أثرا ليكون وجعا حلب من الدهر أشطره بل انه صار تربه غلبة وقوة وهكذا يفارق الشيب معناه الأصلي وما ان اقترن بالوجع حتى تحوَل الى أمارة من أمارات سطوة الوجع وغلبته اذ استبد بصاحبه مرَة واحدة في فاعلية وقوة
وأما الكف العذراء وهي في تناظر مع الوجع الأشيب فتوحي باليد البيضاء والراحة المبسوطة لطالب الملجا والاحتماء وعادة ما يختزل النماء والعطاءفي كف عذراء بيضاء مطهرة من الأدران ومن ومن آثام الاستحواذ والاطباق على الرقاب اقتيادا واذلالا واحتواء
ترى هل سيظفر من استبد به وجع معتَق وأحاط به كل الاحاطة بالمستقر والمستودع ؟
للمرء قصص وحكايات مع الطبيعة وعناصرها وكل تجلياتها فلم تخل المدونة الشعرية القديمة من وقوف على أطلال وبقايا دبار عصفت بها رياح وأزرت بها و تلاعبت بمعمرات المكان حركة رمال بين جنوب وشمأل
ودأب الشاعر المتأمل على وقوف عند المكان القفر وقد أدرك عحزه ازاء فعل طبيعة مدمرة وكانت تلك وقفة على طلل المكان وحتى الزمان له وقفته الخاصة به تنسلها نظرة ارتدادية ارتجاعية للزمن وزمان الوصل وقد ولَى يستدعي وففة حنين عنده على شاكلة
جادك الغيث اذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس
وأما فصيدة وجع أشيب ..وكفَ عذراء فلها وقفتها الخاصة بها
فالاطار طبيعي أحالت عليه كثافة حضور لمفردات تنحدر من سجل الطبيعة منها البخار والسواقي والعشب والسحابة والقيظ والغيمة ولكن المتأمل الذاهل المشدوه فقد كان جالسا عند الساقية وعند مياه كبريتية يتصاعد منها بخار فكأننا بها زفراته في عملية اسقاط للمشاعر على عناصر الطبيعة فتتلون بلون الذات في كل تجلياتها وكانت هذه الذات في احتدام داخلي جسَمته حركة البخار المتصاعد من السواقي وتصاعد هذا البخار وكل مكونات المشهد الطبيعي في حركة دائبة متواصلة تشي بها صيغة المضارع في استمراريتها وديمومتها فالعشب يحكَ ظهر شهيق سحابة
.وتزداد هذه الحركة اندفاعا واحتداما بحضور مفردات تنحدر من حقل دلالي موح بالحرارة واشتدادها كالقيظ والغبشات فالجالس على حافة السواقي المضطرمة لا يقل احتداما واضطرابا داخليا متصاعدا كما هو شأن سماء فضائه فهي تعجً حركة لصراع بين المعتم والشفاف بين سحاب ولا رطوبة تبشر بغيث يطفيء نار من صدي واشتدته علَته وغيمة ملأى ماء سلسبيل ارتواء ولكنها تمعن في التنائي وكأننا بها ضلت سبيلها وأسلمت لدرب التيه
وتتضاعف وحشة من جلس منتظرا متفكرا وتتكثف اذ لا نديم يشكو ظلمة تناثر الحلم
فقد كان الجالس عند السواقي المحتدمة بلا أنيس ولا صاحب قد يكون ممن ينشد الوحدة ويطلبها وفي أعماقه تتردد كلمات من عرف هول الرحيل وقال ذراني والفلاة بلا دليل ووجهي والهجير بلا لثام
ويستعير الشاعر من المسرح بعض تقنياته ومنها تقتيات الأضواء و يجعل الجالس عند السواقي يتضاءل حجمه ليختزل في صفة من صفاته فتسلط عليها الأضواء ولا ندركه الا في بعده هذا وتغيب عنا كل الأبعاد فاذا به وجع أشيب يطلب ماء به يطفيء نار اتقاده واضطرامه ولكن الغيمة بعيدة توارت وراء حجب انها شاحبةً تنكسفُ في راحةٍ عذراء
وتمعن الغيمة المنشودة في الاحتجاب وحجبها هواجس مربكة تحول دون تبرعم الحلم فقد احاطت هذه الهواجس بالأريج وزهرته ليكون الجمال المرجو َ رهين محبس
ومن براثن الهواجس الضارية يفلت عشق يابس بعد طول أسر وارتهان
ويسرع الخطى يتبخترُ عشقٌ يابسٌ يدنو طلبا لحضن من طال تهجده وقيام ليل الانتظار ومن تجليات شوقه العارم وانه بشوق فطري لن يعرف الأناة
والتوقف ان تسارع نسق حركة النص في اندفاع معبَر عن لهفة وتلهف وعن شوق بعد طول غياب
يشمُّ يُتمَ سريرٍ يتهجّد ...
نثيثُ شظايا ممطرة بالشهواتِ ـــ ترشُّ على أعنّةِ الشوقِ بالعناق
ولكن هذا الحلم المختلس عند الغلس كان شأنه شأن اي مطارد ما ان دنا حنى رحل او رحَل وزحزح عن مكانه وانتزع قهرا من بين أحضان منتظره ليمضي من جديد في درب التيه والتشرَد فبعد العناق افتراق قسرا وكرها لذا حضرت في النص عبارات موحية بتراجع معجم التلاقي والدنو لتحل محلها عبارات وجع القلع والاقتلاع من المنابت والجذور ويتصاعد دوي قطار الرحيل والايذان بالمغادرة والتولي
وتعقب أنس الاجتماع وحشة الافتراق والفراق بل ان الرحيل صاحبه نزف وعويل وللتعبير عن وطأته كان لزاما أن يتعير نسق الجملة وصيغتها ونمطها ليعلن التحول من التقرير الى الاستفهام المشرب تبرما وضيقا
لم المواعيدُ عقيمة كاللقاءِ ../ والنزفُ يغدو غيمةً حُبلى .../ والينابيعُ تتخثّرُ بِوَهَمِ الزمرّد .... ؟
ضيق الوجع والأنين بالتحول من أنس اللقاء الى وحشة التشرد وتسكن الحركة معلنة عن وهن دبَ بالاوصال
القوافلُ تسرقها بوصلةَ السباتِ ../ على معاصمِ الطريق إنتفاضة أجنحةٍ مكسّرة ../
والطائر لا يملك الا رقص مذبوج من الألم
وما أشد وجع انتفاضة أجنحة مكسرة
ومع ذلك لا يذوي الشغف ولا يسلم للهزيمة ويظل الحلم يجمجم بالأعماق ويكون الصراع على أشده بين نداء الوجود ومناوئيه وتحاول الأمنيات المحاصرة ايجاد منفذ لها وظلت تجاهد لفتح مقابض شبابيك التخيَل علًها تفتح نافذة منها ياتي بصيص الأمل ويدلف وظلَت في اندفاع وحركة متواصلة لتجد لها منفذا للواذ وللتطهر في منابع النور وتمسح شيخوختها وما علق بها من أدران ارض التيه ../ تتلوّى في مقابضِ شبابيكِ التخيّلِ ../ خواتم مغشوشة معقوفةً تنبشُ بأوهامها
لعلّ المرآيا على وشكِ التسلّلِ ../ تقبّلُ رفاتَ سنينٍ تنامُ على آهةِ الطريق ../ تهزهزُ ملامحاً مغبرةً يشيّعها الحنين
مرضوضةٌ تهتفُ الفوانيس ../ خلعتْ دخانها على جرحِ جمراتها ../ وأنسلّتْ في مياهِ الإنحدار تمسحُ شيخوختها
وهكذا تكون النهاية مفتوحة على احتمالات عدة اذ الاشكالية تظل مطروحة وتفتح آفاق انتظار كثيرة فى ترقب لقمر يتوهج في محطات الندى بعدما يجتاز
معتَق الوجع امتحان مغالبة الغد المبعثر كالبردِ
للفلات من ربقة مناهض الانبعاث من جديد وفي انتظار انبجاس مواسم الغيوم
واجمالا كانت قصيدة وجع أشيب ...وكفَ عذراء للشاعر العراقي الشغوف بالمسرح ودينامكيته كريم عبد الله منفتحة على مجالات ابداعية متعددة اذ انفتح النص الشعري على قوالب فنية اخرى ولا سيما المسرح واستعار منه مبدا الصراع ليقيم جدلا بين حركة النفس وتوقها للخصب والنماء والجمال واصتدامها بعوائق ومثبطات ويظل الصراع قائما والنهايات مقتوحة على أكثر من احتمال وما هذه النهاية المفتوحة الا دعوة للمتلقي لمشاركة الشاعر التفكير في ما به ينبتُ قمراً يتوهّجُ في محطاتِ الندى
بقلم الاستاذة
Azza Khazrahi

نشذب ضوضاءنا ل حبيب النايف

نشذب ضوضاءنا 
يمر كل شيء بهدوء 
سوى ضجيج 
مفتعل 
تحاول الذاكرة نسيانه 
تتقمص الفرح الهارب منها
تستعيد
لعبة جر الحبل
المنقرضة
الاصابع المرتبكة
تعد الإشارات الفارغة
في الهواء
توهم نفسها
بالاسترخاء
كعشب
بلله الندى
نتألم
كاوجاعنا
حين نودع المدن
التي فارقتنا
مرغمة
نرمم
ما ذبل منها
على قارعة العمر
نشيد جسور
ارتقائنا
من صخب الوقت
الأشجار المنتصبة
كقاماتنا
تحط عليها العصافير
بأمان
زقزقتها
نغم حالم
يغسل وجه الصبح
بالضياء

قصيدة للعباس حق علينا


( للعباسِ حقٌ علينا )
ما أجملَ العباسَ قامَ يُرّتلُ
وعن الحُسينِ مُدافعاً لا يغفلُ
هذا الإخاءُ عجزتُ عن تعبيرهِ
أأخٌ فداءَ أخيهِ – كيفَ سُيقتلُ
جفّت مفاصلهُ ولمّا أطبقت
شفتاهُ نحوَ الماءِ قال : أأقبلُ
كلا فليس الماءُ أحلى لذةً
عندي بل الحق الذي يتخللُ
فمشى يجرُ الماء -- قربتهُ فمٌ
حُرٌ وعزّتهُ بها تتمثلُ
يا روحَ زينبهِ الكريمةِ
لم تمت
أيموتُ خاطرهُ
العظيمُ الأمثلُ
عباسُ ياسرّ الحسينِ - قيامةٌ
لو بسمها كُتب القضاءُ ستعدلُ
بل كلها عدلٌ – عدالتهُ غدٌ
للأرضِ تبقى والبقاءُ مُظللُ
يا قاتلي العباس مهلاً لم يمت
ما زالَ منهُ مُقاومٌ يستبسلُ
عيناهُ والسهمُ الذي في لحظها
صلى صلاةً نورها يتأملُ
من صانعُ العباسِ من أعطى لهُ ؟
هذا الإباءَ فقيلَ ذاك الأكملُ
للطفِ صوتٌ عالميٌ صورةٌ
للخلقِ فيها قمتانِ ومحملُ
القبتانِ -- حُسينهُ وشموخهُ
والمحملُ العزمُ العليُ الأفضلُ
يا أيها العباسُ هذي سورةٌ
نزلت وللقرآنِ بطنٌ يُجهلُ
والوحيُ زينبهُ امتدادُ صمودهِ
بصمودهِ يومَ الحسابِ توسلوا - - -

قراءة في وجع أشيب ..../.وكفَ عذراء للشاعرة التونسية / عزة خزرجي ...../ الشاعر كريم عبد الله..../ العراق ......



قراءة في وجع أشيب .....وكفَ عذراء للشاعرة التونسية / عزة خزرجي .....
الشاعر كريم عبد الله
وجعٌ أشيبٌ .... وكفٌّ عذراء
ذاهلٌ يغرقُ الصمت في بخارِ السواقي ـــ بينما العشب يحكُّ ظهر شهيقَ سحابة
الغَبَشاتُ لا تجفلُ فوقَ عيونِ القيظ ـــ لا نديمَ يشكو ظلمةَ تناثرِ الحلم
وجعٌ أشيبٌ يحتمي بغيمةٍ بعيدةٍ ../ شاحبةً تنكسفُ في راحةٍ عذراء ../ تغطُّ بأريجٍ يئنُّ بالهواجسِ ...
يتبخترُ عشقٌ يابسٌ يدنو ...../ نائحٌ في قميصِ كوّةِ أريكةِ الرملِ ../ يشمُّ يُتمَ سريرٍ يتهجّد ...
نثيثُ شظايا ممطرة بالشهواتِ ـــ ترشُّ على أعنّةِ الشوقِ بالعناق
طاعنةٌ هي الأحلام في ذاكرةِ اللوعةِ ../ يُفزعها كلَّ حينٍ قطار طافح بالطَلق ../ وفي مفترقِ التعثّرِ صدى الإجتياح
لِمَ المواعيدُ عقيمة كاللقاءِ ../ والنزفُ يغدو غيمةً حُبلى .../ والينابيعُ تتخثّرُ بِوَهَمِ الزمرّد .... ؟
القوافلُ تسرقها بوصلةَ السباتِ ../ على معاصمِ الطريق إنتفاضة أجنحةٍ مكسّرة ../ يحلمُ الرملُ برطوبةِ عطرِ الفساتين
حبالُ العيونِ شائكةُ حولَ السواحلِ ../ تنصتُ لا تتوبَ منْ لذّة التهيّجِ ../ ترضعُ ثديَ النادبات بالفجيعةِ
لا شيءَ يضجُّ على أبوابِ الريحِ ../ تتلوّى في مقابضِ شبابيكِ التخيّلِ ../ خواتم مغشوشة معقوفةً تنبشُ بأوهامها
لعلّ المرآيا على وشكِ التسلّلِ ../ تقبّلُ رفاتَ سنينٍ تنامُ على آهةِ الطريق ../ تهزهزُ ملامحاً مغبرةً يشيّعها الحنين
مرضوضةٌ تهتفُ الفوانيس ../ خلعتْ دخانها على جرحِ جمراتها ../ وأنسلّتْ في مياهِ الإنحدار تمسحُ شيخوختها ...
هلْ يمكثُ هذا الغدُ المبعثر كالبردِ ـــ ونعاسُ نوافذ الصيف يشقّقُ مواسمَ الغيوم .. ؟
وذاكَ الحلمُ البعيد بامطارِ الحنين ../ يُجاهدُ أنوثةً تهبطُ بآخرِ الخراب .. / ينبتُ قمراً يتوهّجُ في محطاتِ الندى ...
كريم عبد الله
.
لا يستعمل شاعر الوجع الأشيب الكلمات في أصل استعمالها المعجمي كما تمَ التواضع على دلالاتها ولكنه يتمثل الكتابة الشعرية عملا في اللغة انزياحا وعدولا بها عن ذلك الأصل المتواضع عليه
واستجابة لهذا التمشي وهذه الرؤية للكتابة يعمد الشاعر كريم عبد الله الى التقريب بين مجالات متباعدة ويقتصد مسافات بينها ويختزلها لابتكار معاني خاصة اذ الوجع من حقل دلالي مرتبط بالمعاناة وأثرها أما الشيب فمنحدر من حقل دلالي وثيق الصلة بأثر السنين وسيرورتها وصيرورة الفاحم في مقتبل العمر وفي أوجه الى شيب ومشيب في آخره ومنهاه وأنه لنذير النهاية ومقدمة من مقدماتها
ولئن اقترن الشيب بالوهن فان تواشجه بحقل الوجع يكسبه دلالات جديدة فيصبح
موحيا بما تعتَق وعتَق وأضحى أشد تأثيرا وأعمق أثرا ليكون وجعا حلب من الدهر أشطره بل انه صار تربه غلبة وقوة وهكذا يفارق الشيب معناه الأصلي وما ان اقترن بالوجع حتى تحوَل الى أمارة من أمارات سطوة الوجع وغلبته اذ استبد بصاحبه مرَة واحدة في فاعلية وقوة
وأما الكف العذراء وهي في تناظر مع الوجع الأشيب فتوحي باليد البيضاء والراحة المبسوطة لطالب الملجا والاحتماء وعادة ما يختزل النماء والعطاءفي كف عذراء بيضاء مطهرة من الأدران ومن ومن آثام الاستحواذ والاطباق على الرقاب اقتيادا واذلالا واحتواء
ترى هل سيظفر من استبد به وجع معتَق وأحاط به كل الاحاطة بالمستقر والمستودع ؟
للمرء قصص وحكايات مع الطبيعة وعناصرها وكل تجلياتها فلم تخل المدونة الشعرية القديمة من وقوف على أطلال وبقايا دبار عصفت بها رياح وأزرت بها و تلاعبت بمعمرات المكان حركة رمال بين جنوب وشمأل
ودأب الشاعر المتأمل على وقوف عند المكان القفر وقد أدرك عحزه ازاء فعل طبيعة مدمرة وكانت تلك وقفة على طلل المكان وحتى الزمان له وقفته الخاصة به تنسلها نظرة ارتدادية ارتجاعية للزمن وزمان الوصل وقد ولَى يستدعي وففة حنين عنده على شاكلة
جادك الغيث اذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس
وأما فصيدة وجع أشيب ..وكفَ عذراء فلها وقفتها الخاصة بها
فالاطار طبيعي أحالت عليه كثافة حضور لمفردات تنحدر من سجل الطبيعة منها البخار والسواقي والعشب والسحابة والقيظ والغيمة ولكن المتأمل الذاهل المشدوه فقد كان جالسا عند الساقية وعند مياه كبريتية يتصاعد منها بخار فكأننا بها زفراته في عملية اسقاط للمشاعر على عناصر الطبيعة فتتلون بلون الذات في كل تجلياتها وكانت هذه الذات في احتدام داخلي جسَمته حركة البخار المتصاعد من السواقي وتصاعد هذا البخار وكل مكونات المشهد الطبيعي في حركة دائبة متواصلة تشي بها صيغة المضارع في استمراريتها وديمومتها فالعشب يحكَ ظهر شهيق سحابة
.وتزداد هذه الحركة اندفاعا واحتداما بحضور مفردات تنحدر من حقل دلالي موح بالحرارة واشتدادها كالقيظ والغبشات فالجالس على حافة السواقي المضطرمة لا يقل احتداما واضطرابا داخليا متصاعدا كما هو شأن سماء فضائه فهي تعجً حركة لصراع بين المعتم والشفاف بين سحاب ولا رطوبة تبشر بغيث يطفيء نار من صدي واشتدته علَته وغيمة ملأى ماء سلسبيل ارتواء ولكنها تمعن في التنائي وكأننا بها ضلت سبيلها وأسلمت لدرب التيه
وتتضاعف وحشة من جلس منتظرا متفكرا وتتكثف اذ لا نديم يشكو ظلمة تناثر الحلم
فقد كان الجالس عند السواقي المحتدمة بلا أنيس ولا صاحب قد يكون ممن ينشد الوحدة ويطلبها وفي أعماقه تتردد كلمات من عرف هول الرحيل وقال ذراني والفلاة بلا دليل ووجهي والهجير بلا لثام
ويستعير الشاعر من المسرح بعض تقنياته ومنها تقتيات الأضواء و يجعل الجالس عند السواقي يتضاءل حجمه ليختزل في صفة من صفاته فتسلط عليها الأضواء ولا ندركه الا في بعده هذا وتغيب عنا كل الأبعاد فاذا به وجع أشيب يطلب ماء به يطفيء نار اتقاده واضطرامه ولكن الغيمة بعيدة توارت وراء حجب انها شاحبةً تنكسفُ في راحةٍ عذراء
وتمعن الغيمة المنشودة في الاحتجاب وحجبها هواجس مربكة تحول دون تبرعم الحلم فقد احاطت هذه الهواجس بالأريج وزهرته ليكون الجمال المرجو َ رهين محبس
ومن براثن الهواجس الضارية يفلت عشق يابس بعد طول أسر وارتهان
ويسرع الخطى يتبخترُ عشقٌ يابسٌ يدنو طلبا لحضن من طال تهجده وقيام ليل الانتظار ومن تجليات شوقه العارم وانه بشوق فطري لن يعرف الأناة
والتوقف ان تسارع نسق حركة النص في اندفاع معبَر عن لهفة وتلهف وعن شوق بعد طول غياب
يشمُّ يُتمَ سريرٍ يتهجّد ...
نثيثُ شظايا ممطرة بالشهواتِ ـــ ترشُّ على أعنّةِ الشوقِ بالعناق
ولكن هذا الحلم المختلس عند الغلس كان شأنه شأن اي مطارد ما ان دنا حنى رحل او رحَل وزحزح عن مكانه وانتزع قهرا من بين أحضان منتظره ليمضي من جديد في درب التيه والتشرَد فبعد العناق افتراق قسرا وكرها لذا حضرت في النص عبارات موحية بتراجع معجم التلاقي والدنو لتحل محلها عبارات وجع القلع والاقتلاع من المنابت والجذور ويتصاعد دوي قطار الرحيل والايذان بالمغادرة والتولي
وتعقب أنس الاجتماع وحشة الافتراق والفراق بل ان الرحيل صاحبه نزف وعويل وللتعبير عن وطأته كان لزاما أن يتعير نسق الجملة وصيغتها ونمطها ليعلن التحول من التقرير الى الاستفهام المشرب تبرما وضيقا
لم المواعيدُ عقيمة كاللقاءِ ../ والنزفُ يغدو غيمةً حُبلى .../ والينابيعُ تتخثّرُ بِوَهَمِ الزمرّد .... ؟
ضيق الوجع والأنين بالتحول من أنس اللقاء الى وحشة التشرد وتسكن الحركة معلنة عن وهن دبَ بالاوصال
القوافلُ تسرقها بوصلةَ السباتِ ../ على معاصمِ الطريق إنتفاضة أجنحةٍ مكسّرة ../
والطائر لا يملك الا رقص مذبوج من الألم
وما أشد وجع انتفاضة أجنحة مكسرة
ومع ذلك لا يذوي الشغف ولا يسلم للهزيمة ويظل الحلم يجمجم بالأعماق ويكون الصراع على أشده بين نداء الوجود ومناوئيه وتحاول الأمنيات المحاصرة ايجاد منفذ لها وظلت تجاهد لفتح مقابض شبابيك التخيَل علًها تفتح نافذة منها ياتي بصيص الأمل ويدلف وظلَت في اندفاع وحركة متواصلة لتجد لها منفذا للواذ وللتطهر في منابع النور وتمسح شيخوختها وما علق بها من أدران ارض التيه ../ تتلوّى في مقابضِ شبابيكِ التخيّلِ ../ خواتم مغشوشة معقوفةً تنبشُ بأوهامها
لعلّ المرآيا على وشكِ التسلّلِ ../ تقبّلُ رفاتَ سنينٍ تنامُ على آهةِ الطريق ../ تهزهزُ ملامحاً مغبرةً يشيّعها الحنين
مرضوضةٌ تهتفُ الفوانيس ../ خلعتْ دخانها على جرحِ جمراتها ../ وأنسلّتْ في مياهِ الإنحدار تمسحُ شيخوختها
وهكذا تكون النهاية مفتوحة على احتمالات عدة اذ الاشكالية تظل مطروحة وتفتح آفاق انتظار كثيرة فى ترقب لقمر يتوهج في محطات الندى بعدما يجتاز
معتَق الوجع امتحان مغالبة الغد المبعثر كالبردِ
للفلات من ربقة مناهض الانبعاث من جديد وفي انتظار انبجاس مواسم الغيوم
واجمالا كانت قصيدة وجع أشيب ...وكفَ عذراء للشاعر العراقي الشغوف بالمسرح ودينامكيته كريم عبد الله منفتحة على مجالات ابداعية متعددة اذ انفتح النص الشعري على قوالب فنية اخرى ولا سيما المسرح واستعار منه مبدا الصراع ليقيم جدلا بين حركة النفس وتوقها للخصب والنماء والجمال واصتدامها بعوائق ومثبطات ويظل الصراع قائما والنهايات مقتوحة على أكثر من احتمال وما هذه النهاية المفتوحة الا دعوة للمتلقي لمشاركة الشاعر التفكير في ما به ينبتُ قمراً يتوهّجُ في محطاتِ الندى
بقلم الاستاذة
Azza Khazrahi
تونس
2014
وجعٌ أشيبٌ .... وكفٌّ عذراء
ذاهلٌ يغرقُ الصمت في بخارِ السواقي ـــ بينما العشب يحكُّ ظهر شهيقَ سحابة
الغَبَشاتُ لا تجفلُ فوقَ عيونِ القيظ ـــ لا نديمَ يشكو ظلمةَ تناثرِ الحلم
وجعٌ أشيبٌ يحتمي بغيمةٍ بعيدةٍ ../ شاحبةً تنكسفُ في راحةٍ عذراء ../ تغطُّ بأريجٍ يئنُّ بالهواجسِ ...
يتبخترُ عشقٌ يابسٌ يدنو ...../ نائحٌ في قميصِ كوّةِ أريكةِ الرملِ ../ يشمُّ يُتمَ سريرٍ يتهجّد ...
نثيثُ شظايا ممطرة بالشهواتِ ـــ ترشُّ على أعنّةِ الشوقِ بالعناق
طاعنةٌ هي الأحلام في ذاكرةِ اللوعةِ ../ يُفزعها كلَّ حينٍ قطار طافح بالطَلق ../ وفي مفترقِ التعثّرِ صدى الإجتياح
لِمَ المواعيدُ عقيمة كاللقاءِ ../ والنزفُ يغدو غيمةً حُبلى .../ والينابيعُ تتخثّرُ بِوَهَمِ الزمرّد .... ؟
القوافلُ تسرقها بوصلةَ السباتِ ../ على معاصمِ الطريق إنتفاضة أجنحةٍ مكسّرة ../ يحلمُ الرملُ برطوبةِ عطرِ الفساتين
حبالُ العيونِ شائكةُ حولَ السواحلِ ../ تنصتُ لا تتوبَ منْ لذّة التهيّجِ ../ ترضعُ ثديَ النادبات بالفجيعةِ
لا شيءَ يضجُّ على أبوابِ الريحِ ../ تتلوّى في مقابضِ شبابيكِ التخيّلِ ../ خواتم مغشوشة معقوفةً تنبشُ بأوهامها
لعلّ المرآيا على وشكِ التسلّلِ ../ تقبّلُ رفاتَ سنينٍ تنامُ على آهةِ الطريق ../ تهزهزُ ملامحاً مغبرةً يشيّعها الحنين
مرضوضةٌ تهتفُ الفوانيس ../ خلعتْ دخانها على جرحِ جمراتها ../ وأنسلّتْ في مياهِ الإنحدار تمسحُ شيخوختها ...
هلْ يمكثُ هذا الغدُ المبعثر كالبردِ ـــ ونعاسُ نوافذ الصيف يشقّقُ مواسمَ الغيوم .. ؟
وذاكَ الحلمُ البعيد بامطارِ الحنين ../ يُجاهدُ أنوثةً تهبطُ بآخرِ الخراب .. / ينبتُ قمراً يتوهّجُ في محطاتِ الندى ...
كريم عبد الله
.
لا يستعمل شاعر الوجع الأشيب الكلمات في أصل استعمالها المعجمي كما تمَ التواضع على دلالاتها ولكنه يتمثل الكتابة الشعرية عملا في اللغة انزياحا وعدولا بها عن ذلك الأصل المتواضع عليه
واستجابة لهذا التمشي وهذه الرؤية للكتابة يعمد الشاعر كريم عبد الله الى التقريب بين مجالات متباعدة ويقتصد مسافات بينها ويختزلها لابتكار معاني خاصة اذ الوجع من حقل دلالي مرتبط بالمعاناة وأثرها أما الشيب فمنحدر من حقل دلالي وثيق الصلة بأثر السنين وسيرورتها وصيرورة الفاحم في مقتبل العمر وفي أوجه الى شيب ومشيب في آخره ومنهاه وأنه لنذير النهاية ومقدمة من مقدماتها
ولئن اقترن الشيب بالوهن فان تواشجه بحقل الوجع يكسبه دلالات جديدة فيصبح
موحيا بما تعتَق وعتَق وأضحى أشد تأثيرا وأعمق أثرا ليكون وجعا حلب من الدهر أشطره بل انه صار تربه غلبة وقوة وهكذا يفارق الشيب معناه الأصلي وما ان اقترن بالوجع حتى تحوَل الى أمارة من أمارات سطوة الوجع وغلبته اذ استبد بصاحبه مرَة واحدة في فاعلية وقوة
وأما الكف العذراء وهي في تناظر مع الوجع الأشيب فتوحي باليد البيضاء والراحة المبسوطة لطالب الملجا والاحتماء وعادة ما يختزل النماء والعطاءفي كف عذراء بيضاء مطهرة من الأدران ومن ومن آثام الاستحواذ والاطباق على الرقاب اقتيادا واذلالا واحتواء
ترى هل سيظفر من استبد به وجع معتَق وأحاط به كل الاحاطة بالمستقر والمستودع ؟
للمرء قصص وحكايات مع الطبيعة وعناصرها وكل تجلياتها فلم تخل المدونة الشعرية القديمة من وقوف على أطلال وبقايا دبار عصفت بها رياح وأزرت بها و تلاعبت بمعمرات المكان حركة رمال بين جنوب وشمأل
ودأب الشاعر المتأمل على وقوف عند المكان القفر وقد أدرك عحزه ازاء فعل طبيعة مدمرة وكانت تلك وقفة على طلل المكان وحتى الزمان له وقفته الخاصة به تنسلها نظرة ارتدادية ارتجاعية للزمن وزمان الوصل وقد ولَى يستدعي وففة حنين عنده على شاكلة
جادك الغيث اذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس
وأما فصيدة وجع أشيب ..وكفَ عذراء فلها وقفتها الخاصة بها
فالاطار طبيعي أحالت عليه كثافة حضور لمفردات تنحدر من سجل الطبيعة منها البخار والسواقي والعشب والسحابة والقيظ والغيمة ولكن المتأمل الذاهل المشدوه فقد كان جالسا عند الساقية وعند مياه كبريتية يتصاعد منها بخار فكأننا بها زفراته في عملية اسقاط للمشاعر على عناصر الطبيعة فتتلون بلون الذات في كل تجلياتها وكانت هذه الذات في احتدام داخلي جسَمته حركة البخار المتصاعد من السواقي وتصاعد هذا البخار وكل مكونات المشهد الطبيعي في حركة دائبة متواصلة تشي بها صيغة المضارع في استمراريتها وديمومتها فالعشب يحكَ ظهر شهيق سحابة
.وتزداد هذه الحركة اندفاعا واحتداما بحضور مفردات تنحدر من حقل دلالي موح بالحرارة واشتدادها كالقيظ والغبشات فالجالس على حافة السواقي المضطرمة لا يقل احتداما واضطرابا داخليا متصاعدا كما هو شأن سماء فضائه فهي تعجً حركة لصراع بين المعتم والشفاف بين سحاب ولا رطوبة تبشر بغيث يطفيء نار من صدي واشتدته علَته وغيمة ملأى ماء سلسبيل ارتواء ولكنها تمعن في التنائي وكأننا بها ضلت سبيلها وأسلمت لدرب التيه
وتتضاعف وحشة من جلس منتظرا متفكرا وتتكثف اذ لا نديم يشكو ظلمة تناثر الحلم
فقد كان الجالس عند السواقي المحتدمة بلا أنيس ولا صاحب قد يكون ممن ينشد الوحدة ويطلبها وفي أعماقه تتردد كلمات من عرف هول الرحيل وقال ذراني والفلاة بلا دليل ووجهي والهجير بلا لثام
ويستعير الشاعر من المسرح بعض تقنياته ومنها تقتيات الأضواء و يجعل الجالس عند السواقي يتضاءل حجمه ليختزل في صفة من صفاته فتسلط عليها الأضواء ولا ندركه الا في بعده هذا وتغيب عنا كل الأبعاد فاذا به وجع أشيب يطلب ماء به يطفيء نار اتقاده واضطرامه ولكن الغيمة بعيدة توارت وراء حجب انها شاحبةً تنكسفُ في راحةٍ عذراء
وتمعن الغيمة المنشودة في الاحتجاب وحجبها هواجس مربكة تحول دون تبرعم الحلم فقد احاطت هذه الهواجس بالأريج وزهرته ليكون الجمال المرجو َ رهين محبس
ومن براثن الهواجس الضارية يفلت عشق يابس بعد طول أسر وارتهان
ويسرع الخطى يتبخترُ عشقٌ يابسٌ يدنو طلبا لحضن من طال تهجده وقيام ليل الانتظار ومن تجليات شوقه العارم وانه بشوق فطري لن يعرف الأناة
والتوقف ان تسارع نسق حركة النص في اندفاع معبَر عن لهفة وتلهف وعن شوق بعد طول غياب
يشمُّ يُتمَ سريرٍ يتهجّد ...
نثيثُ شظايا ممطرة بالشهواتِ ـــ ترشُّ على أعنّةِ الشوقِ بالعناق
ولكن هذا الحلم المختلس عند الغلس كان شأنه شأن اي مطارد ما ان دنا حنى رحل او رحَل وزحزح عن مكانه وانتزع قهرا من بين أحضان منتظره ليمضي من جديد في درب التيه والتشرَد فبعد العناق افتراق قسرا وكرها لذا حضرت في النص عبارات موحية بتراجع معجم التلاقي والدنو لتحل محلها عبارات وجع القلع والاقتلاع من المنابت والجذور ويتصاعد دوي قطار الرحيل والايذان بالمغادرة والتولي
وتعقب أنس الاجتماع وحشة الافتراق والفراق بل ان الرحيل صاحبه نزف وعويل وللتعبير عن وطأته كان لزاما أن يتعير نسق الجملة وصيغتها ونمطها ليعلن التحول من التقرير الى الاستفهام المشرب تبرما وضيقا
لم المواعيدُ عقيمة كاللقاءِ ../ والنزفُ يغدو غيمةً حُبلى .../ والينابيعُ تتخثّرُ بِوَهَمِ الزمرّد .... ؟
ضيق الوجع والأنين بالتحول من أنس اللقاء الى وحشة التشرد وتسكن الحركة معلنة عن وهن دبَ بالاوصال
القوافلُ تسرقها بوصلةَ السباتِ ../ على معاصمِ الطريق إنتفاضة أجنحةٍ مكسّرة ../
والطائر لا يملك الا رقص مذبوج من الألم
وما أشد وجع انتفاضة أجنحة مكسرة
ومع ذلك لا يذوي الشغف ولا يسلم للهزيمة ويظل الحلم يجمجم بالأعماق ويكون الصراع على أشده بين نداء الوجود ومناوئيه وتحاول الأمنيات المحاصرة ايجاد منفذ لها وظلت تجاهد لفتح مقابض شبابيك التخيَل علًها تفتح نافذة منها ياتي بصيص الأمل ويدلف وظلَت في اندفاع وحركة متواصلة لتجد لها منفذا للواذ وللتطهر في منابع النور وتمسح شيخوختها وما علق بها من أدران ارض التيه ../ تتلوّى في مقابضِ شبابيكِ التخيّلِ ../ خواتم مغشوشة معقوفةً تنبشُ بأوهامها
لعلّ المرآيا على وشكِ التسلّلِ ../ تقبّلُ رفاتَ سنينٍ تنامُ على آهةِ الطريق ../ تهزهزُ ملامحاً مغبرةً يشيّعها الحنين
مرضوضةٌ تهتفُ الفوانيس ../ خلعتْ دخانها على جرحِ جمراتها ../ وأنسلّتْ في مياهِ الإنحدار تمسحُ شيخوختها
وهكذا تكون النهاية مفتوحة على احتمالات عدة اذ الاشكالية تظل مطروحة وتفتح آفاق انتظار كثيرة فى ترقب لقمر يتوهج في محطات الندى بعدما يجتاز
معتَق الوجع امتحان مغالبة الغد المبعثر كالبردِ
للفلات من ربقة مناهض الانبعاث من جديد وفي انتظار انبجاس مواسم الغيوم
واجمالا كانت قصيدة وجع أشيب ...وكفَ عذراء للشاعر العراقي الشغوف بالمسرح ودينامكيته كريم عبد الله منفتحة على مجالات ابداعية متعددة اذ انفتح النص الشعري على قوالب فنية اخرى ولا سيما المسرح واستعار منه مبدا الصراع ليقيم جدلا بين حركة النفس وتوقها للخصب والنماء والجمال واصتدامها بعوائق ومثبطات ويظل الصراع قائما والنهايات مقتوحة على أكثر من احتمال وما هذه النهاية المفتوحة الا دعوة للمتلقي لمشاركة الشاعر التفكير في ما به ينبتُ قمراً يتوهّجُ في محطاتِ الندى
بقلم الاستاذة
Azza Khazrahi
تونس
2014

الخميس، 30 أكتوبر 2014

ومضة شعرية لكريم عبد الله من العراق

ضجيجُ الحِرابِ خلّفتهُ يحزُّ رفيفَ الشمسِ ../ 
ونافذةُ الذكرياتِ تطلُّ على الأفقِ ../ 
وحقائبُ الرحيلِ مملوءةً بحبالِ الهاوية

الرأيّ لقتيبة الموسوي

الرأيُّ ... رأيٌّ شفافٌ رَقيقْ
قَصدوا الوصولَ سريعاً ...
للرفاهِ ...
وأستثمارِ مَناجِم العَقيقْ
أختلفوا ... وكلُّهُم أضلوا الطريقْ 
نشبَ القتالُ بينهُم وأحتدم ...
وشبَّ في الأوصالِ الحريقْ
ماتت الآمالْ ..
في زُحمةْ تدفُقِ الرِمالْ ..
حينَ رِحلَ خيرةُ الرجالْ
ماتَ الجميع .. منهم نكداً .. ومنهم العَطشى ...
أنكبوا يراجعون ما بينهم من العُهودِ والمواثيقْ ..
آهٍ على عُشقي
لكلٍّ مِنهُم فيه رأيّا .. يعتقدون أِنّهُ الصائبْ .. والدقيقْ
في الدينِ وفي الأعرافْ ...
لا بدّ للدربِّ أذا كانَ موحِش ... مِن الرفيقْ
رجعوا وبينهُم من الودِّ أِسفافٌ ... وأسفافْ
وبانَّت على الوجوهِ لمعَاتُ المساحيقْ
ضيّعوا تجاعيدَ بيتي العَتيقْ
وأيقضوا في عُمقِ روحي ..
عُمقَ النعراتِ منَ التاريخِ السحيقْ
قتيبة فالح البوهلالة
في 2014/10/30 م

قصيدة لا احد يحمل عنك لحبيب النايف


لا احد 
يحمل عنك 
احزانك او 
افراحكً
الا 
الراسخون بالحب
والمجانين
حين تنزل براءتهم
كالدموع
على خد باهت
اختفت طراوته
استنكار على زمن
سلب منهم
المواعيد
لا احد
يعوض عن قلبك
الذي أخذته الحرب
سوى حفنة احلام
تركتها
في سلة الحب
لا احد
يصطاد
حبا
بالفخاخ
المنصوبة غفلة
للقلوب
البريئة

أرى وجهي ل ناظم ناصر من العراق


أرى وجهي في المرآة
انا في المرآة ...
ما لذي أتى بي الى هنا
و انا يجب انا كون هناك
خارج الوهم ...
انا الذاهب الى المستحيل
انا ماضي المستقبل
وأمس الحاضر
أرقب الأحلام العابرة
في ذاكرة الأيام
التي لا تقويم لها
كغيوم الكلمات التي خفقت في الخيال
و مضت بعيدا في التمني
أو ليل ترك النجوم والقمر
و غفى عند ضفة النهر
الموتى الأحياء أكثر تمسك بالزمن
..................................................ناظم ناصر
.............................................. 30\10\2014

كم أقصى لكم ؟؟؟ ل مها الحاج حسن


كم أقصى لكم ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
قِفْ يا أخي بالمسجدِ الأقْصى العَنِي
وَاسْرجْ خُيولَ الفكرِ عندَ بُراقهِ
~
وامْلَأْ يديْكَ بِحفْنَةٍ مِنْ طُهْرِهِ
وامْسَحْ وُجوهاً تَنْتشِي لِعِناقهِ
~
لَمْلِمْ حُطامَ الذّلِ من أفيائهِ
وانْثُرْ نجومَ الحقّ في آفاقِهِ
~
طَوْقُ الحمائمِ يعْتلي في قُبّةٍ
والغيْمُ يهْمِي مُعْلناً لِفُراقِهِ
~
القُبّعاتُ السّود تحْجِبُ شَمسَهُ
حتّى أطلَّ الفجْرُ بيْنَ زُقاقِهِ
~
يشْكو ظلاما دامِساً في بقْعةٍ
أسرى رسولُ الله فوقَ طِباقِهِ
~
بالله كمْ أقصى لكم يا أمّةً ؟!
دُثِرتْ كَما التاريخ في أوراقِهِ
ـــــــــــــ
مها

ذكرتُ الحبيبَ.../ قصيدة ...ز/ الشاعرة ..../ جهاد مثناني ..../ تونس ....

ذكرتُ الحبيبَ
........................................................
بشوقِ الحبيبِ أناجي الحبيبَ ++ ودمْعي أراه يرومُ النّحيبَا
تُـدَكُّ الجِبالُ إذا ما ذَكــرْتُ ++ لقاءً قريبًا وكنتُ الغريبَا
طريقي إليهِ بـنورٍ تـجلّى ++ فنعْمَ الطّريقُ أيـا مسْتَجـيـبا
إذا مـا شكوْتُ إليكَ بليلٍ ++ وهِـمتُ بِـعِشْقٍ ونِلتُ النصيبَا
يطيبُ اللّـقاءُ ونفْـسي تتوقُ ++ لقرْبٍ جليّ أراك المُجيبَا
لِنَوْحي تـنوحُ قلوبٌ أحبّتْ ++ أُصِبتُ بعشقٍ وكنتُ المُصيبَا
إذا ما احترقْتُ بنارِ الهوى ++ أحِبُّ احتراقي وأُذْكِي اللّهيبَا
ذكرتُ الحَبيبَ بلوعةِ قلْبي ++ وكانت دموعيَ كشمْعٍ أُذيبَا


فأغْرَقتُ فُـلْكي ولذْتُ بِسُكْري ++ وعطّرتُ عِشقيَ مِسكًا وطيبا
.............................................................
جهاد مثناني

21غرام....السماء من يعطي ومن يأخذ.../ مقال ..../ الكاتب والفنان ..../ سعد ناجي علوان ..../ العراق ......

شعارات

‎‎سعد ناجي علوان‎ shared his ‎صورة‎.‎

21غرام....السماء من يعطي ومن يأخذ
حينما تبتعد السينما عن السرد في طرح موضوعاتها مهما كان السرد متقنا وحديثا وعلى أية درجة من السمو كان الموضوع،فأنها ترفع قدميك عن اﻷرض بمقدار يسمح لك بالتفكير أنك اﻵن في خفة ملكوتية تمنحك حﻻوة أكثر للحياة التي تبدو مفرداتها مملة ومزعجة وفي أحيان أخرى تبدو قاتلة،، لكننا هنا نمسك بلحظة تجلي تكشف لنا ليس بواطن هذه المفردات فقط ،،، بل تساعدنا على فهم اﻷعداد الصحيحة لترتيب الشخصية التي نلبسها ونظن مرارا أنها أثقل من الجبال وما هي إﻻ أوقاتا تمر بالفوز والخسارة،، بالحب والخيانة،، والتجربة للإستعداد للقادم ليس إﻻ
يبدأ فيلم 21غرام بلقطة عري ساكنة ، عبارة عن صورة واضحة عنا جميعاً. .فﻻ شيء خفي وﻻشيء يتوقف.ﻷن الحياة يجب أن تستمر وبوتيرة تجعل منها صالحة للجميع على مختلف مشاربهم وتقاطعاتهم مع بعضهم...
وهذه رسالة الفيلم التي قدمها بشكل يشبه عجلة الحياة الخفية والتي تمسك مقاليد اﻷمور بتداعيات متتابعة وصور جميلة متﻻحقة..وجوة مختلفة..قوة وضعف...أفعال ساكنة تتبعها صور كبيرة ساكنة.. وأفعال متحركه تسبقها صور متحركة ..لكنها قد تتوقف عند واجهة البيت بسكون مهيب ومخيف..ﻷن الموت يحدث بعد أمتار لكنه في الضفة اﻷخرى يهب الحياة ﻵخر....
وهكذا يجب أن تستمر الحياة،، مع التنويه بضرورة المرور بمرحلة تطهير فﻻبد لنا ن نعرف كيف نتصالح مع أنفسنا ومع اﻵخرين في حياة جميلة وبسيطة تكمن في 21غرام. .......