الجمعة، 24 مايو 2019

مؤسسة فنون الثقافية العربية : ابن جلا في منامِهِ الأخير / عبد الجبار الفياض / ال...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : ابن جلا في منامِهِ الأخير / عبد الجبار الفياض / ال...: ابن جلا في منامِهِ الأخير ساعاتٌ   أُخفيتُها في غيابةِ نفسٍ   مالَ نجمُها نحو الغروب . . . تخطّاها على دفَّةِ أرقٍ ما كنتُ ...

ابن جلا في منامِهِ الأخير / عبد الجبار الفياض / العراق ,,,,,,,,,,,,,

ابن جلا في منامِهِ الأخير
ساعاتٌ 

أُخفيتُها في غيابةِ نفسٍ 
مالَ نجمُها نحو الغروب . . .
تخطّاها
على دفَّةِ أرقٍ
ما كنتُ أنا بالأمسِ فاعلُه . . . 
ألقى على جَسدٍ مُثقّبٍ بعيونِ الضّحايا 
خطايا بسخونةِ ما انتهتْ . . .
أنكرتُها . . .
لكنَّها 
تجرّدتْ أمامي من ثيابِ زمانِها ومكانِها . . .
عُريٌ 
لا تسترُهُ خِرقةُ ندَم . . .
لا اختباءَ خلفَ ضَعْفٍ 
كانَ بطشاً . . .
. . . . .
لستُ كذلك
لم أكنْ بقبحِ ما انتهيتُ إليه . . .
لولا أنَّهم 
نحتوني من طينةِ خوفِهم . . .
برعوا في تجميلِ عيوبي إلى حدِّ لم تكنْ !
حتى أُلقيَ في مُخيّلتيَ
أنّي ما رجمتُ للهِ بيتاً . . .
سفكتُ دمَاً 
ولو لشاة . . . 
أبدلتُ وعداً بوعيد . . .
ما أتيتُ قبيحةً 
اسودَّ لها وجهُ يوم !
. . . . .
علَّموا كفّي 
كيفَ يتبرعمُ فيها الموتُ سيْفاً 
هجرَ غِمدَه . . . 
مَنْ أكون ؟
لأمتطيَ بتراءَ من دونِ وجَل . . . 
لو تجاوزتِ الأنفاسُ مجراها بعيداً
فهي في قبضةِ يدي . . .
غلّقتْ زليخةُ الأبوابَ للعشق . . . 
غلّقتُها أنا للموت ! 
حظيتْ بنبيّ 
حظيتُ بثمارٍ حانتْ لقِطاف . . .
قدّتِ القميصَ من دُبرٍ
قددْتُهُ من كُلِّ الجّهات . . .
كنتُ مُتردّداً 
لكنَّ السّهمَ مَقتلاً أصاب 
الدَّمُ أساسُ الحُكم . . . 
. . . . .
أُفرغَ عليَّ ما أُفرغَ على ذي بَسطة . . .
ألقابٌ
نعوتٌ
ألبسونيها 
وإنْ جاءتْ فضفاضةً على بدني . . . 
عرّابٌ في جُبّةِ واعظ 
شمالاً يدعو
يميناً يؤمِّن . . .
إنَّها لحظاتُ صُنعِ إله 
تقتطعُ الزمنَ من نَفَسِ التّعساء . . .
يباركُها السّامريُّ عنِ رِضا . . .
عجلٌ بخوارٍ 
تأنسُهُ ما تشابهَ بينَ البقرِ من قرون . . .
تهتزُّ ذيولُ شبعٍ أعمى . . .
. . . . .
لم أسمعْ غيرَ صداي في جماجمَ فارغة
لا يمرُّ بها إلآ أنا 
وحكايا 
بهُتتْ في فمِ التّكرار . . .
نُفخَ في جوفي 
ما يُوصلُ لنزعِ الخُفّين !
فكنتُ فوقَ ما تعرفُهُ عنّي ثقيف
ودونَ ما أعرفُهُ أنا . . .
انزعوا عيونَكم . . .
دعوني أتعرّى 
ليسَ بوسعِ نهارِكم أنْ يراني هكذا . . .
فماذا عن ليلِكم الذي شرِبَ كأساً من جوعٍ ونام ؟
. . . . .
هِتافٌ
يختمُ يومي . . .
يجرُّني لخطوطٍ حُمرٍ في نسيجِ المنايا 
حتى تصلّبَ ما في داخلي صلَفاً 
يُصعّرُ للنّاسِ خدّاً . . .
آمنتِ الجّدرانُ قبلَ أنْ يمسَها صوتٌ . . .
ليسَ لِما يخطُّهُ قلمي بيْن بيْن . . . 
فبطشت 
لا رادَّ لسيفٍ فقيه . . .
دمُ الشّاةِ بدراهمَ 
دمُكمْ بشروى نقير . . .
لم أبخسِ الميزانَ قطْ 
مذْ أصبحتْ كفّتاهُ عندي !
فهل أطرقُ بابَ شِدادٍ غِلاظٍ وحدي؟ 
. . . . .
نُبّئتُ
أنَّي ما لا يُسمّى عندَ عُميانٍ 
يموتُ يومُهم تحتَ أقدامِهم ضارعين 
ما لَهم 
يذهبُ ودائعَ 
لا تُردّ . . .
أيُّها الشُّقاةُ بأحمالِ غيرِكم 
متى تهجرون متاحفَ الشّمعِ لمثاباتِ الشّمس ؟ 
حتامَ تحسبونَ السّرابَ بحراً ثقُلتْ شِباكُه؟
تعساً . . .
أدمنتُ اللّونَ الأحمر
أدمنتمْ رفعَ اليديْن . . .
أتراكمْ تخلعونَ عاريةَ ما نسجتْهُ العصافيرُ من أحلام؟ 
. . . . . 
إنّي 
أراني أحملُ وزراً 
قد يقصمُ ظهرَ توبةٍ 
تعاليتُ أنْ أُمسكَ لها طرفاً . . .
يستعجلُني شقٌّ موعود
مكبولاً بما جنيْت . . .
بابٌ
يُفتحُ بألفِ لسانٍ 
طالما أغلقتُهُ بسبّابةٍ 
لا تعرفُ إلآ مُبرمَ موت . . .
لكنْ
دعوني أرثُ صالحةً
علّها ترقّعُ لي فجوةً يومَ الحساب . . .
إنْ أقبلَ سامريٌّ عليكمْ يوماً 
ولو بقناطيرَ من ذَهبٍ
ردّوهُ من حيثُ أتى 
أو افصلوهُ عن الحياةِ الدّنيا . . .
لأكونَ أنا آخرَ ما صنعتْهُ أصابعُ خوفٍ 
طلاسمُ وعّاظٍ 
طاقيّةُ إخفاء . . .
وإنْ
فلاتَ عضٍّ على إصبعٍ بعد . . .
هُم . . .
ما لكمْ في مسارِ غدٍ من اسمٍ تُنادونَ به !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض 
5/ آيار /2019

مؤسسة فنون الثقافية العربية : حُروفٌ مُندَثِرة ../ نص سردي / سارة زوين / العراق ...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : حُروفٌ مُندَثِرة ../ نص سردي / سارة زوين / العراق ...: حُروفٌ مُندَثِرة .. تتحركُ في أعماقي   رغبةٌ تصمُتُ من خلالِها اللّغة الكونية... فأنا امرأةٌ تعرف أسرار العالم... أنا الغيوم أنا ا...

حُروفٌ مُندَثِرة ../ نص سردي / سارة زوين / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

حُروفٌ مُندَثِرة ..
تتحركُ في أعماقي رغبةٌ تصمُتُ من خلالِها اللّغة الكونية...
فأنا امرأةٌ تعرف أسرار العالم...
أنا الغيوم أنا الواحة أنا البحر والجمال...
قلبٌ يشعر، عقلٌ يُفكر، و دُموعٌ لاتنهمر
أنا الّتي لاتسمح لنفسها أن تكون خسارةً ثمينة
أنا الّتي تختلف الى ذلك الحد...
أستطيع أن أبتسمَ لكَ وأجلِسَ بجانبك و أنا لا أعرِفُكَ و لا يُهمُّني ماتقول عني
أنا امرأةُ القسوة...
إمرأةٌ خسِرت الحرب و انتصرت قسوتها...
أنا بِكُلِّ تواضعي أُخبرُكَ بأنّني حصيلةُ نقاء قلوبٍ لن تجدها اليوم...
أنا الخطأ والغفران
أنا العقل والمنطق...
يسعدني أنني مازلت أُمارس الهرب من الخوف والحزن بِكُلِّ اتقان...
أنا امرأةٌ خُلقت من صحراء...
إمرأةٌ لم يعرف أحدٌ قِيمَتَها حتى الان.
بقلمي. Sara Zwain

مؤسسة فنون الثقافية العربية : ابنة الرّيح / نص سردي/ جميلة بلطي عطوي / تونس,,,,...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : ابنة الرّيح / نص سردي/ جميلة بلطي عطوي / تونس,,,,...: ابنة الرّيح ما ظننتُنِي يوما أركبُ محفّة الرّيح أنا ابنة الطّين أنهل عرق الأرض في أناة ومودّة . تلك الأرضُ بسمرتها تلوّنُ بشرتِي ، تكت...

ابنة الرّيح / نص سردي/ جميلة بلطي عطوي / تونس,,,,,,,,,,,,,

ابنة الرّيح
ما ظننتُنِي يوما أركبُ محفّة الرّيح أنا ابنة الطّين أنهل عرق الأرض في أناة ومودّة . تلك الأرضُ بسمرتها تلوّنُ بشرتِي ، تكتبنِي بحبرها السرّي في أقانيم الحياة ، ترسُمني في وريد الأيّام بذرة ، تضخّني في رحم السّحاب قطرة .
أنا سليلة الرّكض ألبسُ في قدميَّ سياط الجُهد ، به أركلُ المثبّطات ، أتجاوزها . على صدر الأفقِ أعلّق حُلمي قلادة من درّ تبهر الناظرين . أنا نجم لا يعرف الضّباب إليه طريقا ، لا تقدر عليه الدّورة الزّمنيّة ، وحده على مرمى الأمنية يصنع دائرة الوقت ، حركة لولبيّة تسقي البداية أمطار الوصول . في عمق المجرّة تتسعُ دائرتي على جنباتها تشعّ القناديل ، تُزهر حولها الورود ، تتجمّع فراشات الطّيف والطّير بصدح بأحلى المواويل.
أنا ابنة الرّيح ، كائنٌ جَموح ، سلسبيل يهطلُ من عمق الذّاكرة ، يستعرض محطّاتِي . رغم العناء تُشرق في طريقي شمس لا كالشّمس ، اعتدال الطّقس هنا يجعل مراوح الرّضا تهتزّ ، تربّتُ على الحُلم الوردي ، منه أرتشفُ جُرعة ، أسقي أصولي فيُونعُ في قدميّ الطّيب . أنا ابنة الرّيح كتبتُ تاريخ ميلادي بعبق الرّوح. عبر الأثير أسْري نفحة تُلهم الوجْد ، تلهبُ المجْد ، أراني في حُضن الكون كائنا يملك كلّ شيء ، نَفسٌ ، نبضٌ ، رَفّة ضمير تُعمّد سُمرتي ، تغسلُ طيني فيولدُ من حوض الصّفاء جنينٌ نصفه بشر وباقيه خلطة سحرية تسقط عنه الأنين .
أنا والرّيح وخطوة الصّدق نُلامس جوهر الطّين، نسقيه شربة بعث فيستيقظ من سبات الخاملين ، بكلتا يديه يحضنُ سمرة أرضه ، يشمّ ريح الحنطة المباركة ، يلوّح للأمل الواعد على كتف الغد ، يبتسم وحوله ترقص أنساغ السّنين.
تونس ....18 /5 / 2019
بقلمي ...جميلة بلطي عطوي

مؤسسة فنون الثقافية العربية : أنفاس الياسمين / شعر د. محفوظ فرج / العراق ,,,,,,,...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : أنفاس الياسمين / شعر د. محفوظ فرج / العراق ,,,,,,,...: أنفاس الياسمين / شعر د. محفوظ فرج الليلُ تَنهَّدَ من أنفاسِ ( اليسمين ) الغافي   بين الشفتين   بين الرمل المترامي عند ضفافِ ...

أنفاس الياسمين / شعر د. محفوظ فرج / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,

أنفاس الياسمين / شعر د. محفوظ فرج
الليلُ تَنهَّدَ من أنفاسِ
( اليسمين ) الغافي 
بين الشفتين 
بين الرمل المترامي عند ضفافِ الثرثار 
وأزرارِ شباك الصيادين
على الجهةِ اليمنى من جسرِ الشهداء 
تستيقظُ نورُ الشمس
فجراً
فيبوحُ الجوريُّ الرابضُ تحتَ القمصان
بأسرارِ العشق الغائر
حتى النسغِ يغني لجذورِ الليمون
بعينِ التمر
أولُ لحنٍ غنته صبايا أوروك
قرباناً للمعبد
أول قافيةٍ يتفتحُ فيها
قدّاح الايحاءُ على أدراجِ الزقورة
النحلُ يعافُ خلاياه
يهوي فوقَ بساتينك
يهربُ في عسلِ الملكاتِ
إليك
تتخطينَ على أرصفةِ الكرخ
ملاكاً تتسمَّر من فتنته
حدقاتُ عيون حمام الزاجل
يلقي برسائله
في عرض النهر
ويفقدها السلطان
الليلُ يؤثثثُ مخدعها
الطافي
من طميِ السيلِ المترعِ
بالرائحةِ البغدادية
وعلى بعدٍ تسمعُ اصداءَ
لمقامٍ منصوريّ
يصدحُ يوسفُ فيه
ببهوِ المتحفِ
كنتُ لمحتُ جدائلها بزحامٍ
بين صبايا
تتمعَّنُ في الكتبِ الملقاة
بأرصفةِ المتنبي
ورمقتُ الشجنَ البصريَّ بعينيها
فأدمنتُ الترحال
إلى المدن الموسومةِ بالوشم
الآشوريِّ
أفتِّشُ عن ديرٍ تخفي كل معالمهِ
ألأشجارُ
يلتفُّ عليه النهرُ
وتأوي في الظاهرِ أطيارُ الهجرة
بين ثنايا منعطفاته
في التأويل
أنا من يأوي لغناءٍ لم تعْهَدْهُ الذاكرةُ
السامرائية
أنا من يستنطقُهُ العشبُ النابتُ
بمسامعه يلقي ناقوس الجرف المبحوح
تراتيل العودة

د. محفوظ فرج

الخميس، 23 مايو 2019

مؤسسة فنون الثقافية العربية : البوح الوجداني النابض في قصيدة " لا تلمني " للشاعر...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : البوح الوجداني النابض في قصيدة " لا تلمني " للشاعر...: البوح الوجداني النابض في قصيدة " لا تلمني " للشاعرة التونسية " أحلام بن حورية " بقلم: هاشم خليل عبدالغني – الأردن...

البوح الوجداني النابض في قصيدة " لا تلمني " للشاعرة التونسية " أحلام بن حورية " بقلم: هاشم خليل عبدالغني – الأردن,,,,,,,,,,,,,,,,,

البوح الوجداني النابض في قصيدة
" لا تلمني " للشاعرة التونسية " أحلام بن حورية "
بقلم: هاشم خليل عبدالغني – الأردن
القصيدة :-
لا تلمني
إن أنا سلّمت أمري
إن أنا مزّقتُ عمري
إن أنا كسرتُ مرآتي القديمة
ودخلت في الشظايا
واختفيت
ﻻ تلمني
إن أنا شيّدت قصرًا في الشّعورِ
وسكنت في الزوايا
في ثريّات السّماءِ
في الورودِ
أحتسي خمرَ الوجودِ
ونقشت كرسيّ الإمارة
واعتليت
ﻻ تلمني
إن أنا رصّعت تاجي بالزّمردْ
وتربّعت على العرش أغرّدْ
ووضعت على رأسي تيجان التمرّدْ
وكتبت دستور الوصال
ورقصت بين أحضانك أنتَ
واكتفيت
ﻻ تلمني
عندما ودّعت أيّامي الخوالي
وقطعت كلّ أوصالي
عندما أقفلتُ أبوابَ التحدّي
وفتحتُ لك قلبي
ورميتُ مفتاحي إليك
ثم جئت أُعلن حُبّي أمامك
وانحنيْت
الشاعرة أحلام بن حورية من مدينة حمام الأغزاز بولاية نابل - تونس - معلمة متقاعدة حديثا بعد مسيرة 35 سنة. ناشطة فـي المجتمع الــمدني مــع منظمــات حقـوق الإنسان وجـمعيات وشبكات مدنية مستقلة ، حققت في السنوات الأخيرة ، حضورا قويا في عدد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية محليا وعربياً .
كتبت ولحّنت وغنّت أناشيد للأطفال ، كانـت مشرفة عــلى مجلّتين مدرسيتين " جـوهرة " و " سنــابل الامتياز" شـاركــت بكتاباتها في برامج إذاعية تعنى بالثقافة والأدب ونشرت إنتاجها الأدبي ببعض المجلات والجرائد المحلية والعربية .
شاركت بــداية أفريل 2019) بمهرجان القــلم الـحر للإبـداع العــربي فــي دورتـه التاسعة بمصر وتحـصلت عـــلى المـركز الأول فـي شعـر الفصحى . كــمـا شــاركت فــي أيـام قـــرطاج الشعرية 2019 إلى جــانب مشاركات في تظاهرات ثقافية بعدّة مناطق من الجمهورية التونسية.
أحلام بن حورية شاعــرة فــاعلة وناشطة على الساحــة الثقافية التونسية ، قــصائدها رومانسية حــالمة وجدانية عاطفية ، إنها شاعــرة مسـكونة بالــحلم والشــمس، قـصـائدها متنوعـة الأغراض، تفيض إحساسا صادقًا وألفاظًا جزلة سهلة، وصور شعرية محفوفة بخيال مجنح واسع.
وفـقــت الشاعرة فـي اختيار عـنوان القـصيدة " لا تلـمني " فـالقـارئ يشكل مـن خلال العنوان انطباعا أوليا عن القصيدة ،( فالـعــنوان بنية دلاليــة يـمــكن الـولــوج منه لـتجسد النص ، فالعــنوان ليس اشتمالياً حـرفياً بل هــو عـنوان رمز وتلميح ، يحدد مضمون النص، ويغري القارئ بقراءته ، وهو الظاهر" أي العنوان " الذي يدل على باطن النص ومحتواه ) .
في قصيدة " ﻻ تلمني " للشاعرة المتألقة أحـلام بن حـورية يُوضع المتلـقي أمــام ملامـح نص فيه لمـحة مــن معـاناة ذاتية ،كما نجحت الشاعرة في رسم لوحة من البـوح النابض تماهى فيهــا الفني والــوجداني ، ملــتمسة بسلاسة اللوحــة النفــاذ إلى قلـب الحبيب عبر رسائل خاص موجة ..
لا تلـمني .. رسائل الــحبيب للحبيب تلتمس الشاعــرة مــن خلالها أن يتفهم الحبيب موقف ومشاعــر وأحــاسيس الحبيبة ، تــظهر فيهــا الشاعــرة مــا حبسته فــي قلبها لأيام عديدة ، .. وتشير إلى الـتغير الجوهري الناتج عن قدرات عقلية وانفعالية مما جعلها تواجـه مشاكل الحياة والزمن بطريقة جـديدة مثـلى ، فعمدت لمراجـعة ومواجهة نفسها وتغير نمط سلوكــها بكثير من المسئولية.. وصولا للهدف المــنشـود (الحـب المـتبادل بــين الطــرفين وسيــادة الانسجــام والاحــترام بينهما عــن طــريــق التفاهم ) .
ابتداءً بلسان المحبة العاشقــة تــقول الشاعرة : لا تلـمني وتعذلني بما قمت به من قـول أو فعــل غيـر مـلائمين ، أو إن استسلمــت وخـضعــت للأمــر الواقــع فــي شأني الــخـاص ( الاستسلام هو التخلي عـما كان وعــدم الثــقة بـــما يــكون ) ومـزقت قلبي و وعـذبت نـفسي وضاع عمري ، وصرت أنا نفسي لا اعرف ماذا افعل !!! وحطمت وهشمت كل ذكرياتي القديمة ، وتشققت قطعاً صغيرة متفرقة نتيجة انفجار عاطفي انفعــالي علــى درجة عالية من الشدة، تفتت مــن خـلاله إلـى جسيمات متطايرة في الأفق .. وتواريت .
" لا تلمني
إن أنا سلّمت أمري
إن أنا مزّقتُ عمري
إن أنا كسرتُ مرآتي القديمة
ودخلت في الشظايا
واختفيت "
تتابع الشاعرة على لسان الحبيبة الطلب مــن الحبيب أن لا يوجه لها الــلـوم والعــتاب... لأنها أشـادت وأحـكمت بـناء بيتٍ فخــمٍ ( قصر ) مــن الآمــال والأمـانــي والأحـلام المتجــددة ، داخل الشعــور الإحـساس و الإدراك ، وأقـامت فــي ركــن مـا فـيه ، فـالــحـبيبـة تـحس بحــالـة نفــسية ايجابيـة، دلالــة عــلى الشعــور بــالسعـادة و زوال المتاعــب والــهمــوم والانسجــام والشعــور بالأمان والاطــمئنان ، .. أخــذت الأحـلام الحبيـبة بـعـيداً ، فــأحست بأنـها أمـيرة تربـعـت عــلى كرسي الإمارة ..
" ﻻ تلمني
إن أنا شيّدت قصرًا في الشّعورِ
وسكنت في الزوايا
في ثريّات السّماءِ
في الورودِ
أحتسي خمرَ الوجودِ
ونقشت كرسيّ الإمارة
واعتليت "
تستمر الشاعــرة "على لسان الحبيبة " في مخاطبة الحبيب .. لا تلمني إن أنا تحدثت عن أحلام تحققت وأخرى ما زالت على قائمة الانتظار ، وهل ستتحقق حقا ؟ أم ستظل كـما هي مجـرد أحــلام عــبرت ! وتضـيف لا تـلـمني إن زينـت تــاج المـلـك بالجواهر والحجارة الكريمة ، وتربعت على عرش الحب ملكة متوجة ، أغني حـبك الــذي مــلأ جنبات قلــبي حتـى أنه لم يدع لغيرك مكاناً .
لا تلمني أيضاً إن أنا شققت عصا الطــاعة وأعـلنت العصيان والتمرد على العادات والتقاليد التي تقتل الحب والجــمال وسر التميز والتــنوع والإبداع ، وقــمت بوضع مجموعةُ الــقواعِــد الأساسيــة التي تُبيِّن شــكل دولة الـــحب و الــوصال ( اجتماع الحبيب بالحبيب ومبادلته الحب ) وضممتك لصدري ورقصت منتشية على أنغام الموسيقى والغناء .. واكتفيت بك عن غيرك وقنعت .
" ﻻ تلمني
إن أنا رصّعت تاجي بالزّمردْ
وتربّعت على العرش أغرّدْ
ووضعت على رأسي تيجان التمرّدْ
وكتبت دستور الوصال
ورقصت بين أحضانك أنتَ
واكتفيت "
الهدف النهائي من كل هذه التغيرات التي طالبت بها الشاعرة "عــلى لسـان الـحبـيبة " بــأن لا يلــومها ولا يعـاتبها ، توضحه الشاعرة في المقطع الأخير من القصيدة . .. فتقول :
لا تلمني ولا تعاتبني خاصة عندما تركت وتخليت بصورة
قطعية جازمة عن مواقفي ومفاهيمي القديمة ،لا تـلمني عندمـا أغلقت وسددت أبواب المخاطر والانكسار، وواجهتها وتغـلبت عليها ، لكي أصل لهدفي وغايتي.. فتحت لك قلبي ودفتر حياتي لتسكن فــيه ، بعــد أن وثقت بك وألقيت لك بمفتاح قلبي ، بعد أن اجتزت الأبواب جميـعا. وأعــلنت حـبي وجــاهـرت بـعشقي ورغبتي فيك ، تجديداً لأحلامي وآمالي وأمنياتي...انحنيت أمامك احتراماً وإجلالا.
" ﻻ تلمني
عندما ودّعت أيّامي الخوالي
وقطعت كلّ أوصالي
عندما أقفلتُ أبوابَ التحدّي
وفتحتُ لك قلبي
ورميتُ مفتاحي إليك
ثم جئت أُعلن حُبّي أمامك
وانحنيْت"
ختاماً .. جاءت القصيدة في أربعة مقاطع .. كل مقطع بـدأ بكلــمة ( لا تلمني ) وانتهى أيضــا بكــلمة واحـدة (اختفيت ، اعتليت ، اكتفيت ، انحنيْت) ، لـــها عــلاقة بالتوجـه الـــدلالـي للمقـطع الشعري ، استعملتها الشاعــرة لبيان الــدلالـة العــامـة للمقطع ، " لأن قــدر المعـنى يتعلق بقدر الــلفظ ، فلــكل منهما أهمية في تكوين جمالية النص " ... فالكـلمة الأخيرة في نهايـة كل مقطع ، ( تختزل الكلام فتوصـله للمتلقي بصـدق وجــداني وفني عميقين ). فــي تناسب بين اللغة والسياق ، كــما نجـحت الشاعرة في تحقيق انسجام تام بين الألفاظ والمعنى، وقد أشــار قدامة بن جعفر إلى هذا التناسب بين لغة الشعر وموضوعـــها بقوله "ولما كان المذهب في الــغزل إنمــا هو الرقـة واللطافة والشكل والدماثة، كان مما يحتاج إليه أن تكون الألفاظ لطيفة مستعذبة، مقبولة غير مستكرهة " .
أخيراً .. تحية لشاعرة الصفاء والنقاء والإحساس العزيزة ابنة تونس أحلام بن حورية . .. متمنياً لها مزيداً من الإشعاع والتألق .

مؤسسة فنون الثقافية العربية : قراءة متمهلة في نص الشاعر / وهاب السيد / نصوص خاف...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : قراءة متمهلة في نص الشاعر / وهاب السيد / نصوص خاف...: قراءة متمهلة في نص الشاعر / وهاب السيد ________________________ نصوص خافتة 1 خافتة هي الامكنة , دون بهائك , والحضور .. 2 بلا عي...

قراءة متمهلة في نص الشاعر / وهاب السيد / نصوص خافتة / لادارة مؤسسة فنون الثقافية الاستاذة وهيبة محمد سكر / جمهورية مصر العربية ,,,,,,,,,,,,,

قراءة متمهلة في نص الشاعر / وهاب السيد
________________________
نصوص خافتة
1
خافتة هي الامكنة ,
دون بهائك , والحضور ..
2
بلا عينيك ,
لا وجدٌ , وكلمات حب , فوق المصاطب الذابلة !
بلا ضياء وجهك , خافتة كالزاويا , هي الامكنة !
3
بلا عينيك , باحة المتنبي , بلا لقاء ,
اصابعك الهادلة ,,
4
يلهبني الان ياحبيبتي شوقٌ
الى عينيك , وذاك الانتظار ....
............
يرى الشاعر أمكنته خافتة الضوء دون حضور الحب والحبيبة وبهائها ولايرى بدون عيناها كأنما يستدعيها بالروح/ لاشعر لاكلمات ومظلمة هي الزوايا والأمكنة/ ديدن الشاعر تلك الأماكن / وعيون الحبيبة نبراسه / يجتاحه في لجظة وجد لهيب شوق لتلك العينان/ عيون بغداد حبيبته المتمكنه من كل الزوايا في نفسه وذاته / مازال الشاعر في نصوصه يخاطب حبيبته بغداد والوطن من خلالها يرى الحياة وتُلهمه الشعر والكتابة فلاحب سوى حب الوطن /وكيف رأى المتنبي العبق بالثقافة ورواد الشعر والكتابة والفن يراه خاويا دون حضورها في ذاته العاشقة
رأيت في النصوص أن حب الوطن يستغرقه فلاحب عنده ولا عشق الا عشق وطنه الغالي المستقر في كيانه منذ أمد بعيد
تحياتي وتقديري للشاعر وهاب السيد اتحفنا بهذا النص الباذخ العبير والعطر والحب الكبير الصادق فالوطن ديدنه يتمثله في حبيبته المستقرة في جوف وجدانه
/ الشاعرة وهيبة سكر ادارة المؤسسة فنون الثقافية العربية /

مؤسسة فنون الثقافية العربية : يوسف لن يعود دراما بنكهة رمضانية اصيلة / ممثل مؤسس...

مؤسسة فنون الثقافية العربية : يوسف لن يعود دراما بنكهة رمضانية اصيلة / ممثل مؤسس...: يوسف لن يعود دراما بنكهة رمضانية اصيلة عرض قناة سبيدة الفضائية الكوردية خلال 16 ايام رمضانية ، 16 حلقة متتالية من المسلسل الدرامي يو...

يوسف لن يعود دراما بنكهة رمضانية اصيلة / ممثل مؤسسة فنون الثقافية الاستاذ بشتويان عبد الله / اربيل / العراق ,,,,,,,,,,,,,

يوسف لن يعود دراما بنكهة رمضانية اصيلة
عرض قناة سبيدة الفضائية الكوردية خلال 16 ايام رمضانية ، 16 حلقة متتالية من المسلسل الدرامي يوسف لن يعود . المقتبس من قصة للكاتب التركي عزيز نسين الذي تتمتع كتابتة بالنقد الاجتماعي والمفارقة والسخرية اللاذعة. وتم تحويل القصة المقتبسة الي سيناريو مسلسل درامي من كتابة واخراج الفنان والمخرج الكوردي لقمان خلال النشيط والذي لايمر رمضان الا بوجود عمل او مسلسل درامي لة. وقد شارك في مسلسل يوسف نخبة مميزة وممتازة من رواد التمثيل الدرامي من كل المدن الكوردية . ويتميز اعمال لقمان غريب بنكهه وخصوصية خاصة فهو يولي اهتماما كبيرا بالاصالة والتراث والتاريخ. بالاضافة الي الاكسسوارات الشعبية ، بحيث يعطى للمشاهد اجواءا خاصا واحساسا فريدا بلماضي. وكل اعماله لها نكهاتها الخاصة . وكان مسلسل يوسف لن يعود مسلسلا بطعم ونكهة رمضانية خالصة . ومن النوع الذي يهتم بة المشاهد الذي يحب ان يتابع اعمالا محلية ذات طابع شعبي واجتماعى.. تحية لكل العاملين في المسلسل الذى متع المشاهد بمتابعته.