دراسة تحليلية للشاعرة والناقدة السورية مرشدة جاويش عن نصي ( ارتقاب البعث الاول )
النص:
{ ارتقابُ البعثِ الأول }
عندما ....
يستشري اليقينُ
الناصعُ القلب...
فإنّهُ يفوحُ حقيقةً
صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارخةً ( انتِ )
................................... بوجهِ العالم
هدنةُ الإنفناءاتِ المطرَّزة
................... بتباريحِ المهد
آنَ أزلُ
اغانيها المُسابِقة
فراشاتِ أوتارِها
فلقدِ إبتدأَ
... بعدَ سُباتِ الأيامِ الهاربةِ القسمات
عيدُ اكتشافِ الذات
............... لأول مرة
فلماذا تتيهُ
غرابيلُ المكابرة ..؟؟
وهل يقومُ
شاهدُ الآمالِِ المجذومةِ
.... في صدَويةِ الإنسلاخِ المتملِّقِ
.... أمجادَ الإفتتان
إلّا
على جرحِهِ
فنارَ أفئدةٍ
...... تُضَيِّعُ
أناشيدَ الفجرِ النّدي
... ــ انتهى الثَّواء.. وليُحَصحِصِ النشور .. ــ
بين غمغماتِ العُبابِ الغافي
في عيونِ ناياتِ الشروقِ الأزلي
.................. لهَذَرِ الوحشةِ المألوفة ...
...( زمانكِ و ..إحتضاري )
ولا من قبسٍ يورقُ
في إبتسامةِ إنطفاءِ الأثر ...
../ كؤوسُ الصحو .. حائماتٌ حول غدِ الأرتقاب المُر
.. كان .. يكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
العناد
أناملَ من ورق
تنحتُ
في جلمودِ الوعد
حلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً دان ..........
لنشيدِ الأحضان
المحصودةِ الشفاه ..
..............................
الدراسة مرشدة جاويش:
يستهل مبدعنا نصه بالقنوط الآسر لايتقن من خلالها لغة التعايش فلا أمل ....هو يأس مكنون في مدى الوجود ...
في ترقب للانتفاض بيقين أكيد مع كل الخذلان ...فإن الحقائق لاتغتال الأمل المبين ...
فبين الدال والمدلول هنا معانقة بالهدنة التي تطرز حلم الفراشات بعد ركود مستغرقة بالذات الناهضة المشيرة لمدى تلاحم روح المبدع مع حدثية الآخر او الأخرى بمزامنة غير مزمكنة انما عتب على شواهد ضيعت الآمال لتفنى من جديد بدعوة لعدم المكابرة بتلامس العمق الوجداني بصور مجسمة بتصاعدية ترابط التبدلات ...
وبمكونات ضمنية مع الظاهرية تؤثث لعوالم الامس والحاضر والغد بجعل الحدث الشعري ممكنا" طالما الإيفاء الوجداني قد تم عبر وتيرة متصاعدة تؤدي دورها بمصداقية للانبعاث من جديد ...
بمصداقية متوالية ومؤثرة وخاطبة للوجد والعقل معا" ...
من خلال الغوص في معالم النفس والاحساس بالانا الاخرى ...والحفرعلى المستويين الدلالي والنفسي ..
نص تتجلى فيه اصابع تشكيلية محترفة تبرز من خلالها آلية الشعر الذي يدل على ثقافة ووعي شديد وعميق فالنص فيه بالفعل تحولات مدركة واخرى مضمرة وتبقى المضمرة رهن الاحتمالية القائمة بين الكائن والمكنون من جهة وبين الكلمة والمتلقي من جهة اخرى سواءاجتزنا مرحلة التأمل أم لا او تنحينا عن خاصية التأمل إلى التدوين فإننا نبقى ضمن واقعية شعرية متحدة مع الكائن الانساني الوجودي في حلقة تتسع وتضيق وفق معطيات تقلبات الانا بين بين والوجود المحيط بالاشارة لصفات وطباع تحنت لايصال المعنى العام في انتظار الحلم المؤمل ...
بتأثيث بلاغي وحركية الفعل ترسم ملامح الماضي لتؤثث للآتي بنبوءات تشكل ملامح النص الاجمالية وترجيات واوصاف تعطي قيمة التفعيل الدلالي المنتمي إلى أتون الذات الشاعرة بحيث يصبح حراكها حراكا" حداثيا" مميزا" من جهة وذا فعالية ايجابية لها احلام منتظرة من جهة اخرى
والنص إجمالا" يحفر في الممكن ويشكل معالم منتمية للذات الشاعرة وتستعين من خلال الاستعارات الموجودة بالوصف والحسيات اللفظية والبرانية لإستكمال الصورة المطلوبة والرجاء المراد لإيصالها للمتلقي ...
أبدعت النص بكل ابجدية الابداع الحقيقي ولم تعتمد الاقتصاد اللغوي للتعبير عن الفكرة وبرغم الجمل القصيرة ببعض مفاصل النص انما انحازت على تكثيف اللحظة الشعرية وهذا ماتحقق بامتياز ..
تحولات اخرجت النص عن الاعتيادية الى حديث بوحي اعتمدت تدوير الجمل من اجل اظهار تلك الذات المعتنقة للحالة بترابطات لغوية لصالح الفكرة ...