مؤسسة فنون الثقافية العربية : "بحدسِ الفراشِ " / أحمد بوحويطا - أبو فيروز - ال...: قصيدة بعنوان "بحدسِ الفراشِ " أنا و الغدُ إبنكِ ، لنا الغروبُ المُشتهى قولي أُحبكَ ... يُضيءُ اللَّيلَكُ ليلَكِ و يدفأُ ...
السبت، 6 يناير 2018
"بحدسِ الفراشِ " / أحمد بوحويطا - أبو فيروز - المغرب -
قصيدة بعنوان "بحدسِ الفراشِ "
أنا و الغدُ إبنكِ ، لنا الغروبُ المُشتهى
قولي أُحبكَ ...
يُضيءُ اللَّيلَكُ ليلَكِ و يدفأُ المَكانْ
بحدسِ الفراشِ أطيرُ لأفعلَ لا لأسألَ
عطرُكِ جاسوسٌ أمْ كابوسٌ في القصيدةِ ...!
غيمٌ يغيِّبُ غيماً و الغدُ يلعَنُ صحوَنا
أصيرُ بعدَ البياتِ غيمةً تظللُ " أغماتَ "
دخلتُ حلْمكِ خِلسةً ، قلتُ دعيهِ يبدأُ
دعيهِ يهزأُ قليلاً من خوفهِ ، بينَ ذراعيكِ
تغفو بناتُ آوى و يهدأُ خوفُ الكَمانْ
بحدسِ الفراشِ أصيرُ - أنا الحبقُ - إبنَ الغمامْ
أطيرُ إلى حيثُ أمي تُعدُّ للغدِ جدائلَها
بحدسِ الفراشِ أشمتُ من قمرٍ
يهزأُ بي ، رآني أُغني لِليلايَ سُدى
بوسعِ الحمامِ أنْ يوقظَ في الصباحِ هديلَهُ
كي يطيرَ بي شرقاً ، أُكملُ أنا غداً رحيلَهُ
حينَ تجهشينَ بإسمي كاملاً
و حينَ تضحكينَ يغيرُ رأيَه في حزنِهِ الحمامْ
بوسعِنا أن نُعلقَ نجمةً تُضيءُ السرابَ
ليلةً ليلةً ، نُصححُ عيوبَ النوارسِ
بوسعِنا أنْ نبدأَ حيثُ انتهى صهيلُ الحِصانْ .
يا فراشُ علِّمنا من حدسكَ و قلْ لنا
كيفَ تقطرُّ فضةَ الندى من عروقِ البيانْ ...؟
و كيفَ لنا أن نمدحَكْ ، دون أن نجرحَكْ ...؟
لا وِصايةَ في الحبَّ
عليكَ ما علينا يا فراشُ فكن كما نشاءُ
لنا لغةٌ و تاريخٌ يمضغانِ نعناعاً و قاتْ
هل بوسعِنا أن نرى ما تراهُ مناةْ ...؟
و هل بوسعِنا أن تطلَّ على غيبِنا ...؟
كي نعرفَ ما الحبُّ ، ما الشعرُ ، ما الزمانْ ...؟
- أحمد بوحويطا
- أبو فيروز
- المغرب -
مؤسسة فنون الثقافية العربية : باسم عبد الكريم الفضلي {التجنيس والنوع الادبي لنص ...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : باسم عبد الكريم الفضلي {التجنيس والنوع الادبي لنص ...: قراءة نقدية/ للأديب الناقد العراقي باسم عبد الكريم الفضلي {التجنيس والنوع الادبي لنص / ضجيج ضوء} للاديب الشاعر والقاص المغربي ـ حسين ال...
باسم عبد الكريم الفضلي {التجنيس والنوع الادبي لنص / ضجيج ضوء} للاديب الشاعر والقاص المغربي ـ حسين الباز ـ النص ( ضجيج ضوء ) **********"*********
قراءة نقدية/ للأديب الناقد العراقي
باسم عبد الكريم الفضلي
{التجنيس والنوع الادبي لنص / ضجيج ضوء}
للاديب الشاعر والقاص المغربي ـ حسين الباز ـ
النص ( ضجيج ضوء )
**********"*********
..أسدل عليه الستار،،يحب النور معاقرة الظلام لينطفئ،ضجيج مكرومغناطيسي يتسرب لأذنيه ، كان شعاع ضوء خافت يعبر شق نافذته،، أخذ يتقلب بين الروح والجسد، فقد البوصلة إلى روحها..!
_تعري لأراك موطني..! (قال لها)
_ لا موطن بصدرك لجسدي.!(ردت عليه)
..العشق جسد ممتد على سرير، يأوي الرعشة، ينبض القلب،يطيل عمر الوقت، دائم
العطش، يهوى الهمس و اللمس ...!
.. ضوء متسرب لضميره،، خفقان أشرعة العرف تتدلى،، يجذف للريح بأجنحة متكسرة ، على رضابه انتحر الكلام موجة لليم،، أضاع شفاهها..!
..غرف سرمدية بنوافذ للأمل مشرعة،، و لا يبزغ منها غير ضجيج أمس،، كل الأقدار
مترصدة، واقفة دونما كلل،لا تعبق باليائس، بالمنتحر، بالفاشل، تقف له سدا منيعا،،
تقلب مواجعه، تفتح الأبواب غرة،، يمر من يمر، و تقفل..!
..ما يعكر صفو الضمير فهو ضجيج،، و لو كان خرم ضوء من عتمة إبرة..!
_حسين الباز/المغرب_
....................................
الدراسة :
********
القراءة الأولية لهذا الأثر الأدبي ، تكشف لنا عن خصائص بنيته الفنية التالية :
1 ـ توفر عنصر الموضوع : وهو مستمد هنا من ثقافة الكاتب
2 ـ وجود فكرة : اساسها وجهة نظر الكاتب وموقفه من الحياة بما فيها من متناقضات ومشكلات انسانية متعددة ( فكرية ، سوسيولوجية ، سياسية .. الخ ) ، يريد الكاتب ايصالها للمتلقي
3 ـ سردية الاسلوب، ببنية لغوية متعددة العناصرمثل/ التكثيف الوصفي والصوري، أنسنة الأشياء، الخيال ، الرمز ،الإيماء والتلميح
4 ـ وحدة الحدث ، والمكان والزمان ،
5 ـ تحقق عنصر الحبكة ، وان بنوعها ( المفكك ) فلهذا قصدٌ دلالي كما سأوضحه لاحقاً
6 ـ وجود عنصر الصراع ، وهو هنا داخلي ( معتمل في اعماق الشخصية المحورية في النص )، وهو صراع ادّى بتشابكه الى خلق ( عقدة ) ، مهيمنة على عموم النص ( عقدة ممتدة) / بلا حل ( نهاية مفتوحة ) ، لغاية سأتطرق اليها لاحقاً ايضاً
7 ـ وجود شخصية / بطل القصة : المشار اليه بضمير الغائب المتصل مرةً ، كما في
( عليه ، أذنيه ، نافذته ،ضميره ، رضابه ، له ،مواجعه ) ، والضمير المستتر بتقدير/ هو، مرةً اخرى كما في الفعلين ( اخذ ، فقدَ )،
7 ـ وجود الحوار ( وان كان يتيماً ) المكثف الاشارات وبازاحات حادة
8 ـ سطح النص متعدد المقاطع ، بأطوال مختلفة / تعددية الايقاعات البصرية
ان توفر كل هذه الخصائص الفنية ، في هذا الاثر الادبي ،تجعله متقاطعاً لغةً فنية
وبنيةً اسلوبية مع هذه الاجناس الادبية :
* قصيدة النثر فهي بإيجاز : قطعة نثرية موجزة ، موحّدة، ، بإيحائيه غير محدودة ، لها إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على تتابعية الألفاظ ، وتكاملية الصور .
*الخاطرة الشعرية لانها : تعبير عما يجول في خاطر الكاتب ورَوعه من مشاعر وعواطفَ خاصة بالكاتب ( انفعالاته الوجدانية ) ،في شكلٍ أدبي يكثر فيه استخدام التزويق اللفظي والتصوير المكثف ، والايحاء ، فهي وليدة لحظتها، حيث انها تُكتبُ عند حدوث الشيء أوبعده بقليل . والغاية منها التأثير على مشاعر المتلقي ، لذا فانها
يمكن ان تُلقى منبرياً لإحداث ذلك التاثير بصورة اسرع واوسع.
* الأقصوصةً : كونها غاية بالقِصَر في الغالب ، لاتتجاوز كتابتها سطراً
واحداً او اسطراً قليلة ،فهي أشبه بالومضة ،الخاطرة او اللقطة القصصية ، وعناصربنيتها الأسلوبية : الإيحاء ، شدة التكثيف و الأختزال .
غائية مضمونها ، يغلب عليها طابعَا السخرية ( الهجاء اللاذع و الفكاهة السوداء ) والمفارقة ( جمع المتضادين / النقيضين )، ليشكلا اهم مركبات بنية رسائلها الخطابية المنتقدة للظواهر والاحداث (العامة / الخاصة ) السلبية والاستلابية للمعاني الانسانية .
لوجود كل هذه التقاطعات البنيوية و الخطابية ، فإن التجنيس الأدبي لذلك النص هوانه ( قصة قصيرة )
وبغية التعرف على نوعها سأقوم بتحليل نصها اعلاه وتفكيك اشاراته وبنيته الدلالية :
وسابدأ بعتبة القصة / عنوانها ( ضجيج ضوء ) :
القراءة السطحية للجملة بدلالتها النحوية تشير الى / شبه اضافة ، فالمفردتين نكرتين تولَّدَ من تقاربهما معنى شبه معلوم ، فالضجيج غير معروف المصدر ولادرجة شدته وكذا الضوء ،الذي جهلنا لونه بالاضافة لما سبق ، كما ان هذين المتضايفين لم تنشأ بينهما اية علاقة معرفية ، تاريخية او آلية ، مما يحققها التضايف الحقيقي ، كما ان حذف (المبتدأ) من جملة ( العتبة )..زاد من ضعف تخصيص الخبر ( ضجيجُ ) بما بعدها ( ضوء ) ،اما الدلالة المعنوية للاشارتين / ضجيج ، ضوء فتفكيكهما :
ـ ضجيج : دال مدلوله اللغوي : جعجعة ، ضوضاء عالية من الأصوات غير المفهومة
غير مرغوب فيها ، وهي اشارة إحالية خارجية ( خارج السياق النصي ) ، سياقها
العلمي / علم البيئة يحدد دلالته : انه من ملوّثات البيئة / التلوث الضوضائي
المقاربة الدلالية : فوضى / عدم اتساق صوتي يثير النفرة والانزعاج
ـ ضوء : دال مدلوله : النور ، فضوء الشمس : ما يشيعُ منها من الانبلاج حتى المغيب
وهي اشارة احلية خارجية ايضا ، سياقها العلمي / الفيزياء يعرفه :
هو طاقة مشعة تجعل الاشياء مرئية ،اي انه مسؤول عن حاسة الإبصار.
المقاربة الدلالية : انتظام / اتساق اشعائي يُسبب الرؤية ( لولا انتظام الاشعاع لما حدث الابصارالواضح )
بتجميع الدلالات المتحصلة من التفكيك :
فوضى / لااتساق صوتي مسموع + انتظام / اتساق اشعائي مرءٍ = تقابل نقيضين
المعنى الظاهر للعتبة : لا دلالة معنوية لها / لغة بيضاء
اما تاويل المعنى العميق لها :
الضجيج والضوء مثيران متباعدان ، لحاستين مختلفتين / السمع والبصر ، شبه تضايفهما في العتبة ، اخرجهما لغةً من السياق الدلالي المعنوي ، الى لاسياقية ايحائية ، رسَمَ / شكّل صورةً ( صوت مرئية ) خيالية منفلتة من منطقية الوعي ، بإحداث تداخل ( تراسل ) حسي ، بين اشارتين مختلفتي الدلالة مما يجعل العتبة ميتاواقعية القصد ، عبثية الرسالة ، لاتمثل مفتاحية نصية للقارئ ، مما يوحي اليه انه سيدخل عالم قصة مختلفة موضوعاً وفكرة مع ما عرفه سائداً من مضامين ورؤى فيما قرأه من قصص قبلها ،وان البنية الدلالية لهكذا عنوان ( ضجيج ضوء ) متقاطعة مع المألوف ، لغةَ ، اتساقاً دلالياً و تركيبيا ،و مارقةً من حدود جمالياتها الفنية ، و هذا التركيب العبثي للعتبة وما تبعثه من ايحاء هو من خصائص القصة السريالية ،فهل نحن امام قصة من هذا النوع ؟ سأعرض ادناه ،على عجالة، الخصائص الفنية لبنية القصة
السريانية ، ومن ثم اقوم بعقد المقارنة بينها وبين الخصائص الفنية لقصتنا التي ستحددها قراءتي اياها لاحقاً . فان تحقق التقارب بينهما ، فهذا يعني ان القصة سريالية ، وان لم ، فسيكون لقصتنا تصنيف نوعيٌّ اخر .
خصائص بنية القصة السريالية :
1 ـ مواضيع القصص السريالية وهيكليتها الفنية :
تدور حول ابراز التناقض في الحياة الواعية ، و التحرر من سيطرة العقل ومنطقية احكامه وقياساته الفكرية ( الايديولوجيا ) في التعاطي مع الاخر الموضوعي ، لذا فليس هناك (مواضيع) وفق ماهو محدد في الفن القصصي المعروف ، وعناوينها لا تمت بصلة اليها ( عتبة اللاعتبة ) فهي هذيان ، في عوالم غرائبية منفلتة الخيال ، كاسرة لحدود الواقعي / اللاواقعي ، لاهيكلية فنية لها ، اذ لاوجود لوحدة العمل الادبي ، ان هو إلا مزاج انفعالي يسود فضاء القصة، ومقدمتها / المطلع ، منقطع عما بعده ولايمهد له ، لانهاية ، عموم الشكل فوضى بنائية لايفهم منها شيئا الا بتأويل اشاراتها و رموزها انطباعيا بعيدا عن كل منهجية تحليلية
2ـ افكار واحداث القصة :
البحث عن ( الحقيقة)، باللجوء الى اللاوعي / اللاعقلانية ، فهي عندهم مكبوتة في اعماق النفس البشرية قابعة في العقل الباطن للفرد وأحلامه وذاكرته ، و إبعاد اي وجود للعالم الخارجي / الآخر( الجمعي والافكار الموروثة) ، فهي افكار منغلقة ، لاتواصلية ، لامعنى لها غرائبية الاشارات والدلالة فهي مثلا تؤنسن غير العاقل و الفاقد الحياة ، وبالعكس ، وتُنطقُ ما لاينطق ، الخ
3ـ اللغة وبنيتها الفنية :
تلقائية آلية دون تدخل الوعي ، متدفقة بلا منطقية او انتظام سياقي لغوي او دلالي فهي خارج نطاق الجماليات والاخلاقيات وضوابط الرقيب الداخلي ( الانا العليا ) او الخارجي ( الاحكام والقياسات المؤسساتية ) الممثلة بالقواعد والمعجمية اللغوية ، لذا فهي ترفضها وتثورعليها من خلال افقادها معناها، وهدم سياقاتها الزمكانية والصوتية ( لاايقاعات منتظمة وفوضوية نبرية / صوت الحروف في الكلمة) وغيرها ، وكسر علاقة الدوال بمدلولاتها
ومن خصائصها الدلالية :
العبث، الفوضى،الهدم، العدمية،التضاد ، اعتماد التداخل الحسي والخروج بالواقعي الى مافوق الواقعي وبالعكس ، لرسم صورها
4ـ بؤرة ثيمة القصة السريالية ( موقفها من الاخر ) : رفض العالم و النظام الاجتماعي
لانهما يصادران ( الحقيقة ) ويكبلان الوجود الفردي باغلال أحكامهما وقياساتهما العقلية الاخلاقية القامعة لحريته الكاملة
قراءة بنية القصة بقصد تحديد خصائصها الفنية :
تبدأ القصة بجملة فعلية مبنية للمجهول :
* "أسدل عليه الستائر"
القراءة السطحية لبنيتها النحوية :
الاشارة الفعلية / أُسدل : دالة حدثية ماضوية البدء مستمرة الحضور انياً
دلالة على تواصل الاثر وديمومة حدوثة /
المقصود بإشارة (الضمير المتصل / الهاء ) مؤجل الهوية ، غير محدد الملامح
قراءتها العميقة ( التحتانية ):
مطلع او مقدمة القصة غير مفهوم ، غامض ، لايمهد او يؤسس لبناء توقعٍ ما، لما
سيلي من احداث/ بداية توحي بالتمرد على هيكلية البناء القصصي المتعارف عليها .
مما يقربها من الخصيصة السريالية رقم /1 ( المقدمة لاتمهد لما بعدها )
ثم تأتي بعدها العبارة :
* "يحب النور معاقرة الظلام لينطفئ "
فراءة سطحها :
الاشارتان / يحب ، معاقرة ، احاليتان خارجيتان ، سياقهما الاجتماعي ينسبهما الى جملة الافعال الانسانية ( مع اعتبار ان الانسان ارتقى بمفهوم الحب من مرتبة الحاجات
الغرائزية البحتة ،الى مصاف العواطف ، مما لم يغادره الحيوان )، الكاتب اذاً قام ( بأنسنة) ماهوغير حي / النور ، بجعله يشارك الانسان فعلَين من أفعاله الحصرية ( يحب ، معاقرة من / يعاقر ) ،
القراءة التحتانية : النور بدلالاته المتعددة يبحث عن الانطفاء /اي نقيضه ، عن طريق الهروب بالمعاقرة / عاقر : فعل تحولي من الواقع الى اللاواقع باللجوء الى وسيلة واعية ( تناول الخمر) ، الصورة هنا :
غير منطقية مركبة من ركنين متقابلين / لاواقعية المعنى
مقاربة القراءتين معنوياً :
لاعلاقة سببية او ارتباطية بين العبارتين السابقتين ، حيث لايوجد مسوغ لإعتبار ذلك الضمير المتصل يعود على ( النور ) ، فالإنسدال يكون على مصدر النور لا ( عليه )
وهنا تقارب ملموس مع ذات الخصيصة السابقة ( لاوجود للوحدة الفنية ) وكذلك مع
الخصيصة 2 ( انسنة غير العاقل او الحي) و3 ( الخروج بالواقعي الى اللاواقعي ، الهدم )
واذا ما حللنا سطح بنية العبارة الثالثة :
" ضجيج مكرومغناطيسي يتسرب لأذنيه " .
نجد ان الاذنين تحولتا لجهاز استقبال اصغر موجات الاتصال ، يتسرب ضجيجها اليهما من لامكان !! مع مجهولية المصدر، و الفحوى ، مما يغرق العبارة بالغموض / خلل واضح في بُنيَتَيها النحوية والدلالية / افتقاد العبارة للجمالية التعبرية
كما أن علو صوت و نشازية وقع حروف مفردة ( مكرومغناطيسي ) ، لاسيما اصوات حروفها ( الكاف ، الغين ، الطاء ) في سياق العبارة الصوتي ،سبب نفور و فوضى ايقاعية مع صوت ( الجيم / اخر حرف في المفردة التي قبلها ) ،حيث طغى صوت الكاف على صوت الميم قبلها ، وكذلك التعثر النغمي الذي تستشعره الاذن عند الانتقال من الوقف عند اخر حروفها ( الياء الساكنة ) الى انسيابية الصوت عند تلفظ ( الياء ،التاء وسين / المتتاليات والمتحركات بذات الحركة / الفتحة ) في المفردة التي بعدها / يَتَسَرب
مع كثرة التوقفات الايقاعية الداخلية بين حروفها ( وجود الوقف بالسكون بين كل حرفين فيها وكما يلي بعد فك تشديد يائها قبل الاخير : مكْروْمغْناْطيْسيْيةْ )، هذه التوقفات المطفئة لإنسيابية نطقها تجعل بنيته صوتية ( اعني سلوب إيّاه )مضطربة الاتساق بشكل تمجه اذن القارئ / لاجمالية ايقاعية
القراءة العميقة :
لاجمالية تعبيرية + لاجمالية صوتية ( فينولوجية ) = تركيب دلالي صوتي مشوّه وغير مفهوم المعنى ، وصورة رسمها خيال منفلت من كل ضابط او مقياس جمالي او فني .
وهذه القراءة متقاطعة مع ذائقة المتلقي ،
هنا تقارب شديد مع الخواص 2( غرائبية الاشارة والدلالة ) و3 ( هدم السياق
الصوتي / فوضوية نبرية )
وتستمر قراءتنا لتصل العبارات المتتالية :
* " كان شعاع ضوء خافت يعبر شق نافذته " ،"أخذ يتقلب بين الروح و الجسد "،" فقد
البوصلة إلى روحها..!"
البنية الدلالية :
الاشارة / خافت متعارضة مع الاشارة / يعبر = ضعف البنية التركيبية / حبكة العبارة مهلهلة
فعبور ( شق ) يتطلب شدة الشعاع
الاشارتين / الروح ، / الجسد : معرفتان غير مخصوصتين ، فتعريفهما (بأل) لم يزل
مجهولية من يعودان عليه ؛ جسد وروح من ؟ مع فقدان الترابط الدلالي بين هذه العبارة
والعبارة التي قبلها / كسر الترابط الحدثي ،
الاشارتين / البوصلة ، روح : أحاليتان خارجيتان ،سياق الالى الفيزيقي متعارض مع سياق الثانية الميتا فيزيقي / الغيبي ( الروح مفردة افتراضية الدلالة، غير علمية )
الاشارة ( ها) / ضمير الغائبة المتصل : دال ( حَرْفي ) بلا مدلول / لااحالة داخلية ماقبلية ولا مابعدية ، تحدد ماهية الغائبة التي يعود عليها / ضعف البنية النحوية ، وانعدام الترابط الدلالي مع العبارة ماقبلها
العبارات الثلاث فيها تقارب بين مع الخصيصة 2 / لاتواصلية دلالية، لامعنى لها ،
والخصيصة 3( لا منطقية ، لا انتظام سياقي لغوي او دلالي / هدم / تضاد )
وما ان نستأنف قراءتنا حتى يباغتنا هذا المقطع الحواري :
_تعري لأراك موطني..! (قال لها)
_ لا موطن بصدرك لجسدي.!(ردت عليه)
فنتفاجأ ببنية لغوية عقلانية الاتساق ، مترابطة دلالياً مما يجعلها متعارضة مع لاواقعية بنى الحدث ، وعبثية الدلالات المعنوية ،في مجمل لغة المقاطع السابقة
فالاشارة ( المحاورة) تعني لغةً :
الديالكتيك / الجدل المنطقي ، بين طرفين ،يدافع كلا منها من خلاله عن وجهة نظره
في موضوع ما ، حيال الاخر، اي انها فعل عقلاني تشاركي غائي اختار الكاتب للتدليل عليه طرفين / اشارتين ، خارجيَّتي الإحالة / سياق معجمي ، هما :
ــ محاوِر(هو) / الاشارة( قال) : من فعل القَوْل وهو : الكلام / اللفظ ، قال به اللسان على ترتيب .
الترتيب = السياق / الانتظام العقلاني ، وهو مقابل الفوضى / فهو غير سريالي
ــ محاوِرة (الضميرالمستتر/هي) ، فاعل ( ردتْ على ) ،وهذه اشارة فعلية مركبة من:
ردَّ + تاء التأنيث + على
حيث تعدى الفعل بحرف الجر ( على ) الذي( حدد معناه) وجعله فعل اجابة ، لذا اصبحت دلالته :
رَدَّ ت عَليه : أجابَتْهُ
المقاربة الدلالية للمحاورة اعلاه :
جدلية منطقية غائية = هو / عاقل + هي / عاقلة ( لان إنتفاء صفة العقلانيه عن احدهما ينفي صفة المنطقية عن المحاورة) فتفقد معناها ،مما يعني ان الجدلية منطقية وليست سريالية.
فهل اراد الكاتب ان يختبر لاانطباعية قراءتنا، و موضوعية تحليلنا لمقاطع القصة ،
فجاء بهذا المقطع ككابح ، لنحد من سرعة تكوين قناعاتنا النهائية في تحديد نوع قصته
ومدى سريلتها من عدمه ، واذا ما فرغنا من قراءة مقاطعها اللاحقة ، وقد تحصلنا منها على ذات التقاربات مع القصة السريالية ( كما حصل مع المقاطع السابقة ) ،فهذا يستدعينا الى اعتبار ذلك المقطع ( بؤرةَ القصة ) / كونه يشكل اضيق مجالاًتعبيرياً يختزل بكثافة رؤية الكاتب ( الكاتب هنا حاضر في القصة بدور الراوي بدلالة استخدامه الضمائر الغائبة المتصلة والمستترة للمذكر والمؤنث كما تطرقتُ لذلك قبل قليل ) مما سيمكننا تحليلها / تفكيكها ، لاحقاً ، من توليد مقاربات دلالية تسهم ، من خلال تضادياتها / تواصليتها ، مع التقاربات المقطعية اعلاه، في تعرفنا على ملامح موضوع القصة والاستدلال على فكرتها ومعناها النهائي ، مما يجعلنا اكثر موضوعية عند تحديد نوعها .
و سأقوم بقراءة مقاطع الجزء مابعد البؤري ادناه ، قراءة يصح معها تعميم نتائجها
ومقارباتها الدلالية والمعنوية ، على باقي مقاطع القصة ، لتشابه البنى اللغوية والاسلوبية بينها ، الا ماتقتضيه الحاجة للاستشهاد ببعض فقراتها في القسم الاخير من الدراسة :
(..العشق جسد ممتد على سرير، يأوي الرعشة، ينبض القلب،يطيل عمر الوقت، دائم
العطش، يهوى الهمس و اللمس ...!) :
"لسهولة الاشارة لكل مقطع ساقوم بترقيمه بوضع/ حرف م ورقم يدل على تسلسله في هذه
القطعة كما يلي : المقطع الاول : م1 / الثاني : م2 ....الى اخر مقطع / م6"
اولا - القراءة التحليلية للبنى الدلالية :
أ - م1
تفكيك الاشارة / العشق :
هو دال حسي فرعي ( مُنتَج ) ، يوحي بدال اصيل ( منتِج ) له مركب :
عاشق + معشوق
له اكثر من مدلول منها :
*مدلول لغوي فرعي معناه : شعور جارف بالمحبة نحو ( محبوب ما ) ، يوحي بمدلوله اللغوي الاصيل : الحب بعنف وشدة
دالة الحب = شعور تشاركي ( متبادل) بين المحب والمحبوب معاً ، كل منهما ينتجه ( يولّده ) في وجدان الاخر
المقاربة المعنوية :
العشق مُنتَج عاطفي ( انفعال شعوري ) ينتج عن:
مثير / باعث له ( معشوق )+ مستجيب / مستلم له ( العاشق )
*مدلول إحالي خارجي / سياق علمي ( سايكو ـ بايولوجي ) :
يُعرَّف علمياً: هو توتر انفعالي داخلي في الذات الانسانية ( تولُّدُ إثارةً الغريزة الجنسية تزيح الاستقرار/ باعثة للتوتر) بسبب شدة شهوة (حاجة شديدة لاشباع تلك الغريزة ) عاشق/ مثار جنسياً ، لنيل المراد ( بلوغ الاستقرار الداخلي المزاح)
من خلال اتصاله ( مواقعته جنسياً ااشباع حاجته تلك ) بالمعشوقة / المثيرة / المسببة لاثارته بعينها الدلالة المعنوية : عاشق (محب ) + معشوق (محبوب) = عشق (شعور مفرط بالمحبة )
- المعنى المكوَّن من اعادة تركيب الدلالات المتحصل عليها من التفكيك :
هناك خلل في بنية الدلالة التركيبية للمقطع المذكور ( م1 )، مردّه عدم تناسقية مدلول
( العشق ) الفرعي والاصلي الخارجيين ( الخارجي ( شدة الشهوة لنيل المراد ..) وكذلك مقاربتهما المعنوية ( نيل المراد من المعشوق / دوام السعي واستمرارية المحاولة للوصول لحالة الاشباع الغريزي ) ، مع الاشارتين ( ممتدّ / متمطٍ : خمول وكسل ) و ( سرير / الانطفاء الحركي )
المذكورتين في سياق هذه البنية ، فهما متضادتان .
وبنيةً اسلوبية مع هذه الاجناس الادبية :
* قصيدة النثر فهي بإيجاز : قطعة نثرية موجزة ، موحّدة، ، بإيحائيه غير محدودة ، لها إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على تتابعية الألفاظ ، وتكاملية الصور .
*الخاطرة الشعرية لانها : تعبير عما يجول في خاطر الكاتب ورَوعه من مشاعر وعواطفَ خاصة بالكاتب ( انفعالاته الوجدانية ) ،في شكلٍ أدبي يكثر فيه استخدام التزويق اللفظي والتصوير المكثف ، والايحاء ، فهي وليدة لحظتها، حيث انها تُكتبُ عند حدوث الشيء أوبعده بقليل . والغاية منها التأثير على مشاعر المتلقي ، لذا فانها
يمكن ان تُلقى منبرياً لإحداث ذلك التاثير بصورة اسرع واوسع.
* الأقصوصةً : كونها غاية بالقِصَر في الغالب ، لاتتجاوز كتابتها سطراً
واحداً او اسطراً قليلة ،فهي أشبه بالومضة ،الخاطرة او اللقطة القصصية ، وعناصربنيتها الأسلوبية : الإيحاء ، شدة التكثيف و الأختزال .
غائية مضمونها ، يغلب عليها طابعَا السخرية ( الهجاء اللاذع و الفكاهة السوداء ) والمفارقة ( جمع المتضادين / النقيضين )، ليشكلا اهم مركبات بنية رسائلها الخطابية المنتقدة للظواهر والاحداث (العامة / الخاصة ) السلبية والاستلابية للمعاني الانسانية .
لوجود كل هذه التقاطعات البنيوية و الخطابية ، فإن التجنيس الأدبي لذلك النص هوانه ( قصة قصيرة )
وبغية التعرف على نوعها سأقوم بتحليل نصها اعلاه وتفكيك اشاراته وبنيته الدلالية :
وسابدأ بعتبة القصة / عنوانها ( ضجيج ضوء ) :
القراءة السطحية للجملة بدلالتها النحوية تشير الى / شبه اضافة ، فالمفردتين نكرتين تولَّدَ من تقاربهما معنى شبه معلوم ، فالضجيج غير معروف المصدر ولادرجة شدته وكذا الضوء ،الذي جهلنا لونه بالاضافة لما سبق ، كما ان هذين المتضايفين لم تنشأ بينهما اية علاقة معرفية ، تاريخية او آلية ، مما يحققها التضايف الحقيقي ، كما ان حذف (المبتدأ) من جملة ( العتبة )..زاد من ضعف تخصيص الخبر ( ضجيجُ ) بما بعدها ( ضوء ) ،اما الدلالة المعنوية للاشارتين / ضجيج ، ضوء فتفكيكهما :
ـ ضجيج : دال مدلوله اللغوي : جعجعة ، ضوضاء عالية من الأصوات غير المفهومة
غير مرغوب فيها ، وهي اشارة إحالية خارجية ( خارج السياق النصي ) ، سياقها
العلمي / علم البيئة يحدد دلالته : انه من ملوّثات البيئة / التلوث الضوضائي
المقاربة الدلالية : فوضى / عدم اتساق صوتي يثير النفرة والانزعاج
ـ ضوء : دال مدلوله : النور ، فضوء الشمس : ما يشيعُ منها من الانبلاج حتى المغيب
وهي اشارة احلية خارجية ايضا ، سياقها العلمي / الفيزياء يعرفه :
هو طاقة مشعة تجعل الاشياء مرئية ،اي انه مسؤول عن حاسة الإبصار.
المقاربة الدلالية : انتظام / اتساق اشعائي يُسبب الرؤية ( لولا انتظام الاشعاع لما حدث الابصارالواضح )
بتجميع الدلالات المتحصلة من التفكيك :
فوضى / لااتساق صوتي مسموع + انتظام / اتساق اشعائي مرءٍ = تقابل نقيضين
المعنى الظاهر للعتبة : لا دلالة معنوية لها / لغة بيضاء
اما تاويل المعنى العميق لها :
الضجيج والضوء مثيران متباعدان ، لحاستين مختلفتين / السمع والبصر ، شبه تضايفهما في العتبة ، اخرجهما لغةً من السياق الدلالي المعنوي ، الى لاسياقية ايحائية ، رسَمَ / شكّل صورةً ( صوت مرئية ) خيالية منفلتة من منطقية الوعي ، بإحداث تداخل ( تراسل ) حسي ، بين اشارتين مختلفتي الدلالة مما يجعل العتبة ميتاواقعية القصد ، عبثية الرسالة ، لاتمثل مفتاحية نصية للقارئ ، مما يوحي اليه انه سيدخل عالم قصة مختلفة موضوعاً وفكرة مع ما عرفه سائداً من مضامين ورؤى فيما قرأه من قصص قبلها ،وان البنية الدلالية لهكذا عنوان ( ضجيج ضوء ) متقاطعة مع المألوف ، لغةَ ، اتساقاً دلالياً و تركيبيا ،و مارقةً من حدود جمالياتها الفنية ، و هذا التركيب العبثي للعتبة وما تبعثه من ايحاء هو من خصائص القصة السريالية ،فهل نحن امام قصة من هذا النوع ؟ سأعرض ادناه ،على عجالة، الخصائص الفنية لبنية القصة
السريانية ، ومن ثم اقوم بعقد المقارنة بينها وبين الخصائص الفنية لقصتنا التي ستحددها قراءتي اياها لاحقاً . فان تحقق التقارب بينهما ، فهذا يعني ان القصة سريالية ، وان لم ، فسيكون لقصتنا تصنيف نوعيٌّ اخر .
خصائص بنية القصة السريالية :
1 ـ مواضيع القصص السريالية وهيكليتها الفنية :
تدور حول ابراز التناقض في الحياة الواعية ، و التحرر من سيطرة العقل ومنطقية احكامه وقياساته الفكرية ( الايديولوجيا ) في التعاطي مع الاخر الموضوعي ، لذا فليس هناك (مواضيع) وفق ماهو محدد في الفن القصصي المعروف ، وعناوينها لا تمت بصلة اليها ( عتبة اللاعتبة ) فهي هذيان ، في عوالم غرائبية منفلتة الخيال ، كاسرة لحدود الواقعي / اللاواقعي ، لاهيكلية فنية لها ، اذ لاوجود لوحدة العمل الادبي ، ان هو إلا مزاج انفعالي يسود فضاء القصة، ومقدمتها / المطلع ، منقطع عما بعده ولايمهد له ، لانهاية ، عموم الشكل فوضى بنائية لايفهم منها شيئا الا بتأويل اشاراتها و رموزها انطباعيا بعيدا عن كل منهجية تحليلية
2ـ افكار واحداث القصة :
البحث عن ( الحقيقة)، باللجوء الى اللاوعي / اللاعقلانية ، فهي عندهم مكبوتة في اعماق النفس البشرية قابعة في العقل الباطن للفرد وأحلامه وذاكرته ، و إبعاد اي وجود للعالم الخارجي / الآخر( الجمعي والافكار الموروثة) ، فهي افكار منغلقة ، لاتواصلية ، لامعنى لها غرائبية الاشارات والدلالة فهي مثلا تؤنسن غير العاقل و الفاقد الحياة ، وبالعكس ، وتُنطقُ ما لاينطق ، الخ
3ـ اللغة وبنيتها الفنية :
تلقائية آلية دون تدخل الوعي ، متدفقة بلا منطقية او انتظام سياقي لغوي او دلالي فهي خارج نطاق الجماليات والاخلاقيات وضوابط الرقيب الداخلي ( الانا العليا ) او الخارجي ( الاحكام والقياسات المؤسساتية ) الممثلة بالقواعد والمعجمية اللغوية ، لذا فهي ترفضها وتثورعليها من خلال افقادها معناها، وهدم سياقاتها الزمكانية والصوتية ( لاايقاعات منتظمة وفوضوية نبرية / صوت الحروف في الكلمة) وغيرها ، وكسر علاقة الدوال بمدلولاتها
ومن خصائصها الدلالية :
العبث، الفوضى،الهدم، العدمية،التضاد ، اعتماد التداخل الحسي والخروج بالواقعي الى مافوق الواقعي وبالعكس ، لرسم صورها
4ـ بؤرة ثيمة القصة السريالية ( موقفها من الاخر ) : رفض العالم و النظام الاجتماعي
لانهما يصادران ( الحقيقة ) ويكبلان الوجود الفردي باغلال أحكامهما وقياساتهما العقلية الاخلاقية القامعة لحريته الكاملة
قراءة بنية القصة بقصد تحديد خصائصها الفنية :
تبدأ القصة بجملة فعلية مبنية للمجهول :
* "أسدل عليه الستائر"
القراءة السطحية لبنيتها النحوية :
الاشارة الفعلية / أُسدل : دالة حدثية ماضوية البدء مستمرة الحضور انياً
دلالة على تواصل الاثر وديمومة حدوثة /
المقصود بإشارة (الضمير المتصل / الهاء ) مؤجل الهوية ، غير محدد الملامح
قراءتها العميقة ( التحتانية ):
مطلع او مقدمة القصة غير مفهوم ، غامض ، لايمهد او يؤسس لبناء توقعٍ ما، لما
سيلي من احداث/ بداية توحي بالتمرد على هيكلية البناء القصصي المتعارف عليها .
مما يقربها من الخصيصة السريالية رقم /1 ( المقدمة لاتمهد لما بعدها )
ثم تأتي بعدها العبارة :
* "يحب النور معاقرة الظلام لينطفئ "
فراءة سطحها :
الاشارتان / يحب ، معاقرة ، احاليتان خارجيتان ، سياقهما الاجتماعي ينسبهما الى جملة الافعال الانسانية ( مع اعتبار ان الانسان ارتقى بمفهوم الحب من مرتبة الحاجات
الغرائزية البحتة ،الى مصاف العواطف ، مما لم يغادره الحيوان )، الكاتب اذاً قام ( بأنسنة) ماهوغير حي / النور ، بجعله يشارك الانسان فعلَين من أفعاله الحصرية ( يحب ، معاقرة من / يعاقر ) ،
القراءة التحتانية : النور بدلالاته المتعددة يبحث عن الانطفاء /اي نقيضه ، عن طريق الهروب بالمعاقرة / عاقر : فعل تحولي من الواقع الى اللاواقع باللجوء الى وسيلة واعية ( تناول الخمر) ، الصورة هنا :
غير منطقية مركبة من ركنين متقابلين / لاواقعية المعنى
مقاربة القراءتين معنوياً :
لاعلاقة سببية او ارتباطية بين العبارتين السابقتين ، حيث لايوجد مسوغ لإعتبار ذلك الضمير المتصل يعود على ( النور ) ، فالإنسدال يكون على مصدر النور لا ( عليه )
وهنا تقارب ملموس مع ذات الخصيصة السابقة ( لاوجود للوحدة الفنية ) وكذلك مع
الخصيصة 2 ( انسنة غير العاقل او الحي) و3 ( الخروج بالواقعي الى اللاواقعي ، الهدم )
واذا ما حللنا سطح بنية العبارة الثالثة :
" ضجيج مكرومغناطيسي يتسرب لأذنيه " .
نجد ان الاذنين تحولتا لجهاز استقبال اصغر موجات الاتصال ، يتسرب ضجيجها اليهما من لامكان !! مع مجهولية المصدر، و الفحوى ، مما يغرق العبارة بالغموض / خلل واضح في بُنيَتَيها النحوية والدلالية / افتقاد العبارة للجمالية التعبرية
كما أن علو صوت و نشازية وقع حروف مفردة ( مكرومغناطيسي ) ، لاسيما اصوات حروفها ( الكاف ، الغين ، الطاء ) في سياق العبارة الصوتي ،سبب نفور و فوضى ايقاعية مع صوت ( الجيم / اخر حرف في المفردة التي قبلها ) ،حيث طغى صوت الكاف على صوت الميم قبلها ، وكذلك التعثر النغمي الذي تستشعره الاذن عند الانتقال من الوقف عند اخر حروفها ( الياء الساكنة ) الى انسيابية الصوت عند تلفظ ( الياء ،التاء وسين / المتتاليات والمتحركات بذات الحركة / الفتحة ) في المفردة التي بعدها / يَتَسَرب
مع كثرة التوقفات الايقاعية الداخلية بين حروفها ( وجود الوقف بالسكون بين كل حرفين فيها وكما يلي بعد فك تشديد يائها قبل الاخير : مكْروْمغْناْطيْسيْيةْ )، هذه التوقفات المطفئة لإنسيابية نطقها تجعل بنيته صوتية ( اعني سلوب إيّاه )مضطربة الاتساق بشكل تمجه اذن القارئ / لاجمالية ايقاعية
القراءة العميقة :
لاجمالية تعبيرية + لاجمالية صوتية ( فينولوجية ) = تركيب دلالي صوتي مشوّه وغير مفهوم المعنى ، وصورة رسمها خيال منفلت من كل ضابط او مقياس جمالي او فني .
وهذه القراءة متقاطعة مع ذائقة المتلقي ،
هنا تقارب شديد مع الخواص 2( غرائبية الاشارة والدلالة ) و3 ( هدم السياق
الصوتي / فوضوية نبرية )
وتستمر قراءتنا لتصل العبارات المتتالية :
* " كان شعاع ضوء خافت يعبر شق نافذته " ،"أخذ يتقلب بين الروح و الجسد "،" فقد
البوصلة إلى روحها..!"
البنية الدلالية :
الاشارة / خافت متعارضة مع الاشارة / يعبر = ضعف البنية التركيبية / حبكة العبارة مهلهلة
فعبور ( شق ) يتطلب شدة الشعاع
الاشارتين / الروح ، / الجسد : معرفتان غير مخصوصتين ، فتعريفهما (بأل) لم يزل
مجهولية من يعودان عليه ؛ جسد وروح من ؟ مع فقدان الترابط الدلالي بين هذه العبارة
والعبارة التي قبلها / كسر الترابط الحدثي ،
الاشارتين / البوصلة ، روح : أحاليتان خارجيتان ،سياق الالى الفيزيقي متعارض مع سياق الثانية الميتا فيزيقي / الغيبي ( الروح مفردة افتراضية الدلالة، غير علمية )
الاشارة ( ها) / ضمير الغائبة المتصل : دال ( حَرْفي ) بلا مدلول / لااحالة داخلية ماقبلية ولا مابعدية ، تحدد ماهية الغائبة التي يعود عليها / ضعف البنية النحوية ، وانعدام الترابط الدلالي مع العبارة ماقبلها
العبارات الثلاث فيها تقارب بين مع الخصيصة 2 / لاتواصلية دلالية، لامعنى لها ،
والخصيصة 3( لا منطقية ، لا انتظام سياقي لغوي او دلالي / هدم / تضاد )
وما ان نستأنف قراءتنا حتى يباغتنا هذا المقطع الحواري :
_تعري لأراك موطني..! (قال لها)
_ لا موطن بصدرك لجسدي.!(ردت عليه)
فنتفاجأ ببنية لغوية عقلانية الاتساق ، مترابطة دلالياً مما يجعلها متعارضة مع لاواقعية بنى الحدث ، وعبثية الدلالات المعنوية ،في مجمل لغة المقاطع السابقة
فالاشارة ( المحاورة) تعني لغةً :
الديالكتيك / الجدل المنطقي ، بين طرفين ،يدافع كلا منها من خلاله عن وجهة نظره
في موضوع ما ، حيال الاخر، اي انها فعل عقلاني تشاركي غائي اختار الكاتب للتدليل عليه طرفين / اشارتين ، خارجيَّتي الإحالة / سياق معجمي ، هما :
ــ محاوِر(هو) / الاشارة( قال) : من فعل القَوْل وهو : الكلام / اللفظ ، قال به اللسان على ترتيب .
الترتيب = السياق / الانتظام العقلاني ، وهو مقابل الفوضى / فهو غير سريالي
ــ محاوِرة (الضميرالمستتر/هي) ، فاعل ( ردتْ على ) ،وهذه اشارة فعلية مركبة من:
ردَّ + تاء التأنيث + على
حيث تعدى الفعل بحرف الجر ( على ) الذي( حدد معناه) وجعله فعل اجابة ، لذا اصبحت دلالته :
رَدَّ ت عَليه : أجابَتْهُ
المقاربة الدلالية للمحاورة اعلاه :
جدلية منطقية غائية = هو / عاقل + هي / عاقلة ( لان إنتفاء صفة العقلانيه عن احدهما ينفي صفة المنطقية عن المحاورة) فتفقد معناها ،مما يعني ان الجدلية منطقية وليست سريالية.
فهل اراد الكاتب ان يختبر لاانطباعية قراءتنا، و موضوعية تحليلنا لمقاطع القصة ،
فجاء بهذا المقطع ككابح ، لنحد من سرعة تكوين قناعاتنا النهائية في تحديد نوع قصته
ومدى سريلتها من عدمه ، واذا ما فرغنا من قراءة مقاطعها اللاحقة ، وقد تحصلنا منها على ذات التقاربات مع القصة السريالية ( كما حصل مع المقاطع السابقة ) ،فهذا يستدعينا الى اعتبار ذلك المقطع ( بؤرةَ القصة ) / كونه يشكل اضيق مجالاًتعبيرياً يختزل بكثافة رؤية الكاتب ( الكاتب هنا حاضر في القصة بدور الراوي بدلالة استخدامه الضمائر الغائبة المتصلة والمستترة للمذكر والمؤنث كما تطرقتُ لذلك قبل قليل ) مما سيمكننا تحليلها / تفكيكها ، لاحقاً ، من توليد مقاربات دلالية تسهم ، من خلال تضادياتها / تواصليتها ، مع التقاربات المقطعية اعلاه، في تعرفنا على ملامح موضوع القصة والاستدلال على فكرتها ومعناها النهائي ، مما يجعلنا اكثر موضوعية عند تحديد نوعها .
و سأقوم بقراءة مقاطع الجزء مابعد البؤري ادناه ، قراءة يصح معها تعميم نتائجها
ومقارباتها الدلالية والمعنوية ، على باقي مقاطع القصة ، لتشابه البنى اللغوية والاسلوبية بينها ، الا ماتقتضيه الحاجة للاستشهاد ببعض فقراتها في القسم الاخير من الدراسة :
(..العشق جسد ممتد على سرير، يأوي الرعشة، ينبض القلب،يطيل عمر الوقت، دائم
العطش، يهوى الهمس و اللمس ...!) :
"لسهولة الاشارة لكل مقطع ساقوم بترقيمه بوضع/ حرف م ورقم يدل على تسلسله في هذه
القطعة كما يلي : المقطع الاول : م1 / الثاني : م2 ....الى اخر مقطع / م6"
اولا - القراءة التحليلية للبنى الدلالية :
أ - م1
تفكيك الاشارة / العشق :
هو دال حسي فرعي ( مُنتَج ) ، يوحي بدال اصيل ( منتِج ) له مركب :
عاشق + معشوق
له اكثر من مدلول منها :
*مدلول لغوي فرعي معناه : شعور جارف بالمحبة نحو ( محبوب ما ) ، يوحي بمدلوله اللغوي الاصيل : الحب بعنف وشدة
دالة الحب = شعور تشاركي ( متبادل) بين المحب والمحبوب معاً ، كل منهما ينتجه ( يولّده ) في وجدان الاخر
المقاربة المعنوية :
العشق مُنتَج عاطفي ( انفعال شعوري ) ينتج عن:
مثير / باعث له ( معشوق )+ مستجيب / مستلم له ( العاشق )
*مدلول إحالي خارجي / سياق علمي ( سايكو ـ بايولوجي ) :
يُعرَّف علمياً: هو توتر انفعالي داخلي في الذات الانسانية ( تولُّدُ إثارةً الغريزة الجنسية تزيح الاستقرار/ باعثة للتوتر) بسبب شدة شهوة (حاجة شديدة لاشباع تلك الغريزة ) عاشق/ مثار جنسياً ، لنيل المراد ( بلوغ الاستقرار الداخلي المزاح)
من خلال اتصاله ( مواقعته جنسياً ااشباع حاجته تلك ) بالمعشوقة / المثيرة / المسببة لاثارته بعينها الدلالة المعنوية : عاشق (محب ) + معشوق (محبوب) = عشق (شعور مفرط بالمحبة )
- المعنى المكوَّن من اعادة تركيب الدلالات المتحصل عليها من التفكيك :
هناك خلل في بنية الدلالة التركيبية للمقطع المذكور ( م1 )، مردّه عدم تناسقية مدلول
( العشق ) الفرعي والاصلي الخارجيين ( الخارجي ( شدة الشهوة لنيل المراد ..) وكذلك مقاربتهما المعنوية ( نيل المراد من المعشوق / دوام السعي واستمرارية المحاولة للوصول لحالة الاشباع الغريزي ) ، مع الاشارتين ( ممتدّ / متمطٍ : خمول وكسل ) و ( سرير / الانطفاء الحركي )
المذكورتين في سياق هذه البنية ، فهما متضادتان .
ب - من / م2 ... الى / م6 :
- لاملامح للبنية الزمنية ، ماخلا مراوحة اشارات ( الآن) / يأوي ، ينبض ، يطيل ، يهوى) بدلالات ماقبلية المعاني، بجمودية ايحائية / لارمزية ، وانعدام الزمن في / م1
- لا ايحائية اشاراتية ، خواء الدلالات اللغوية ،
ثانياً ـ عدم اتساق البنية الدلالية السياقية :
اللاتماثل / لاتقارب الدلالي بين اشاراتها ، كما في :
العشق ( حسي غير مرءٍ ) / جسد ( مادي مرءٍ)
العشق ( اشارة لحركة مستمرة ) / ممتد ( اشارة للكسل والخمول )
العشق ../ يأوي الرعشة = لارابط دلالي ، علاقة كيفية بين اشارتين متباعدتي
الدلالة تضادية مع الاحالة الخارجية السياق العلمي المذكور اعلاه :
العشق / الرعشة = فعل / نتيحة : العشق يسبب الرعشة عند التعبير عنه جنسياً
ثالثاً - فوضى البنية الصوتية :
الايقاع النبري للحروف المهموسة الاكثر تكرارا في مفردات المقاطع الستة وهي: ( س ، ق . ش )
ليس على نسق نغمي منسجم مع ايقاع تلك المجهورة :
( ل ، ، د ، ط ، ع ، ر )
على سبيل الاستشهاد : كما في ( العشـ/ق/ /جـ/ـسد ) توالي ( القاف ـ الجيم ) وقْعٌ صوتي ثقيل ممجوج ،
مع خنق الصوت ( قمع الاسترسال وتوالي الايقاع ) بكثرة الوقف بالتسكين :
لو كنبتا مفردات ستة المقاطع كما نافظها ( تكرار الحرف المشدد وحذف همزة الوصل وكتابة نون ساكنة بدل حركة التنوين ) فستظهر تلك الوقفات المقطعة للسياق الصوتي لغاية عبثية لاتخدم الترابط ( الصوت معنوي ) للمفردة ، وعموم سياقها المقطعي ، وتهدم جمالية تعانق البعدين ( المرئي / المسموع ) لصورها المتخيلة ،وهذا ما ستوضحه كتابة تلك المفردات كمايلي :
(..الْعِشْقُ جَسَدُن ممْتدُدُنْ علىْ سريْرِنْ، يأْوِرْ رَعْشَهْ، ينْبضُلْ قلْبْ،يطيْلُ عُمْرلْ وقْتْ،
دائمًلْ عَطشْ، يهوَلْ همْسَ ولْ لَمْسْ ...!)
نجد تقارب البنى اعلاه مع خصائص اللغة القصية السريالية التالية :
- خصيصة رقم ا : التحرر من سيطرة العقل واحكامه المنطقية / لاوحدة فنية للعمل الادبي / لاهيكلية فنية
- خصيصة رقم 2 : غرائبية الاشارات والدلالة / لامعنى
- خصيصة 3 : اللغة لامنتظمة نحوياً ولاسياقياً / خارج نطاق المعجمية المعنوية ، والجماليات البلاغية / لاسياق زمكاني / فوضوية بنيتها الصوتية
وهذا التقارب مع مضمون وهيكلية القصة السريالية وبنيتها اللغوية ، سيجده القارئ
في باقي مقاطع القصة حتى نهايتها المفتوحة المنسجمة مع لامضمونها و( لاعتبة) عتبتها ،
وهذه التقاربات هي ذات ماتحقق مع المقاطع السابقة ،
قراءة تفكيكية تكميلية لبؤرة القصة :
عطفاً على ماتوصلت اليه ، فيما تقدم ، من مقاربة دلالية لحوارية البؤرة ،
ساقوم بتفكيك بنية اشاراتها ومن ثم اعادة تركيب الدلالات للحصول على مقاربات معنوية تساعدنا في تحديد معناها التحتاني ، مما سيمكننا من التعرف على ملامح موضوع القصة والاستدلال على فكرتها ومعناها النهائي ، وهذا سيجعلنا اكثر موضوعية عند تحديد نوعها
كقصة قصيرة : .
- لاملامح للبنية الزمنية ، ماخلا مراوحة اشارات ( الآن) / يأوي ، ينبض ، يطيل ، يهوى) بدلالات ماقبلية المعاني، بجمودية ايحائية / لارمزية ، وانعدام الزمن في / م1
- لا ايحائية اشاراتية ، خواء الدلالات اللغوية ،
ثانياً ـ عدم اتساق البنية الدلالية السياقية :
اللاتماثل / لاتقارب الدلالي بين اشاراتها ، كما في :
العشق ( حسي غير مرءٍ ) / جسد ( مادي مرءٍ)
العشق ( اشارة لحركة مستمرة ) / ممتد ( اشارة للكسل والخمول )
العشق ../ يأوي الرعشة = لارابط دلالي ، علاقة كيفية بين اشارتين متباعدتي
الدلالة تضادية مع الاحالة الخارجية السياق العلمي المذكور اعلاه :
العشق / الرعشة = فعل / نتيحة : العشق يسبب الرعشة عند التعبير عنه جنسياً
ثالثاً - فوضى البنية الصوتية :
الايقاع النبري للحروف المهموسة الاكثر تكرارا في مفردات المقاطع الستة وهي: ( س ، ق . ش )
ليس على نسق نغمي منسجم مع ايقاع تلك المجهورة :
( ل ، ، د ، ط ، ع ، ر )
على سبيل الاستشهاد : كما في ( العشـ/ق/ /جـ/ـسد ) توالي ( القاف ـ الجيم ) وقْعٌ صوتي ثقيل ممجوج ،
مع خنق الصوت ( قمع الاسترسال وتوالي الايقاع ) بكثرة الوقف بالتسكين :
لو كنبتا مفردات ستة المقاطع كما نافظها ( تكرار الحرف المشدد وحذف همزة الوصل وكتابة نون ساكنة بدل حركة التنوين ) فستظهر تلك الوقفات المقطعة للسياق الصوتي لغاية عبثية لاتخدم الترابط ( الصوت معنوي ) للمفردة ، وعموم سياقها المقطعي ، وتهدم جمالية تعانق البعدين ( المرئي / المسموع ) لصورها المتخيلة ،وهذا ما ستوضحه كتابة تلك المفردات كمايلي :
(..الْعِشْقُ جَسَدُن ممْتدُدُنْ علىْ سريْرِنْ، يأْوِرْ رَعْشَهْ، ينْبضُلْ قلْبْ،يطيْلُ عُمْرلْ وقْتْ،
دائمًلْ عَطشْ، يهوَلْ همْسَ ولْ لَمْسْ ...!)
نجد تقارب البنى اعلاه مع خصائص اللغة القصية السريالية التالية :
- خصيصة رقم ا : التحرر من سيطرة العقل واحكامه المنطقية / لاوحدة فنية للعمل الادبي / لاهيكلية فنية
- خصيصة رقم 2 : غرائبية الاشارات والدلالة / لامعنى
- خصيصة 3 : اللغة لامنتظمة نحوياً ولاسياقياً / خارج نطاق المعجمية المعنوية ، والجماليات البلاغية / لاسياق زمكاني / فوضوية بنيتها الصوتية
وهذا التقارب مع مضمون وهيكلية القصة السريالية وبنيتها اللغوية ، سيجده القارئ
في باقي مقاطع القصة حتى نهايتها المفتوحة المنسجمة مع لامضمونها و( لاعتبة) عتبتها ،
وهذه التقاربات هي ذات ماتحقق مع المقاطع السابقة ،
قراءة تفكيكية تكميلية لبؤرة القصة :
عطفاً على ماتوصلت اليه ، فيما تقدم ، من مقاربة دلالية لحوارية البؤرة ،
ساقوم بتفكيك بنية اشاراتها ومن ثم اعادة تركيب الدلالات للحصول على مقاربات معنوية تساعدنا في تحديد معناها التحتاني ، مما سيمكننا من التعرف على ملامح موضوع القصة والاستدلال على فكرتها ومعناها النهائي ، وهذا سيجعلنا اكثر موضوعية عند تحديد نوعها
كقصة قصيرة : .
[ ــ تعرَّي لأراكِ موطني..! (قال لها) ]
(هو ) / وفق قراءة تحليلية لتلك البؤرة :
اشارة لأي غائب ( الغياب هنا مقصود لغرض التعمبم وعدم حصر القصد بمخاطب محدد )
- التعري : خلع الملبوس / مايحجب الجسد ، التجرَّد منه . التخلَّصَ .
وهو اشارة للتخلي عن شئ ملحوظ او محسوس / التخلي عن خلق او عادةٍ ما
- ضمير المخاطبة / الكاف ، له دلالة رمزية بدليل تعدد اشاراتها :
هي عارية = وطن مرءٍ
اذاً / هي محجوبة = وطن محجوب
بازاحة المتغير والابقاء على الثابت بكون معنى الرمز:
هي = وطن
لكن / هي ضمير يعود على كائن حي وهو زائل (بالموت) غير دائم ، على العكس من الوطن
لذا ( هي ) هنا = قيمة مطلقة وبما انها لاترى الا بالتخلي عما يحجبها ( وهذا الفعل يحتاج ارادة بالتخلص من الحجاب ) فالمقاربة الدلالية تكون :
هي = ثورة
القراءة بالارتكاز على هذه المقاربة
( هو ) يبحث عن وطن عارٍ عن كل ما يحجبه عنه ، ومن مرادفات هذا الفعل / يمنع ، يصد ، يَحْرم
فمن يمنع هذا الغائب عن الوطن ويحرمه منه ؟ هنا تتولد مقاربة دلالية اخرى :
هو العاشق لوطنه = مثيرباعث لقلق ( اخر ) فيحرمه من معشوقه/ يُغيّبه عنه
ومن يملك ارادة التغييب عن الاوطان لابد ان يكون سلطوي / زعيم اوحاكم طاغٍ ( فهو يحارب عشاق الوطن والوطن في عرفه ملك له وحده )
بإختزال المقاربة :
هو = دعوة للثورة على الطغاة
فتكون المقاربة القرائية لماقاله ( لها ) :
هو ( يدعوها ) لخلع جلباب الخنوع والخور ، والثورة على حكامٍ طغاة يذلون الوطن
والناس ، ويطبل ويزمر لهم اعوانهم و اتباعهم ويعلون ضجيج (المفردة العتباتية الاولى ) زعيقهم مسبيحين بإسمه ، مهللين لملاحم بطولاته وامجاده ، فهو ضوء( المفردة العتباتية الثانية ) الحق والعدالة ، يشع امناً ومحبة ، فيبدد ظلمات الخوف
فتجيبه متعجبةً ( ! ) بقصد استفزازه :
[ ـ لا موطن بصدرك لجسدي.!(ردت عليه) ]
النفي يقلع اليقين من جذوره بالحرف ( لا ) الذي ينفي جنس المنفي بعده ( موطن )
فهي تشك ان يكون قادراً على حمايتها ( من الدلالات المقابلة للتعري / التجرد مما يقي الجسد) ،فهو ( غائب ) / الغياب مكافئوه الدلالي : ترك المكان
ولانه عاشق مثير لحنق من امتلك الوطن ( المقاربة الدلالية اعلاه ) ، فغيابه كان اضطراراً لا اختياراً .. لكنها ... عدَّته هروباً :
المقاربة الدلالية /
عاشق تخلى عن معشوقه = خذلانه وخيانته اياها
الشاهد النصي (فقدَ البوصلةَ الى روحها )
فان تعرت له عما يحجبها ، وبانت لعينيهِ بكل تفاصيل اسرارها ، لن يكون مؤتمناً على عهدها، فعشقه ( الاشارة اليه : صدرك / مستودع المشاعر) غير جديران يكون دريئةً وملاذاً لها يمنع عنها من يصادرها ويستبيحها ، فهو عشق لايجيد القُبل / مقاربته :
ترجمة الشعارات الى افعال :( على رضابه انتحر الكلام .....، أضاع شفاهها..! )
لتبقى اسيرة زنازين سماسرة عهر الطغاة :
(..غرف سرمدية بنوافذ للأمل مشرعة،، و لا يبزغ منها غير ضجيج أمس،)
وبين ( قال .. ) و ( ردت عليه ) تستمر جدلية الثورة المؤجلة ، وتظل ابواب الرهان على قدوم بروميثيوس ، لاتُفتح إلا لمن ينهش جسدها في تلك الغرف الزنزانية :
( تفتح الأبواب غرة،، يمر من يمر، و تقفل..! )
تحديد نوع القصة :
علينا الاقرار ان الكاتب تعمد زرع تلك ( البؤرة ) في جسد قصته المتشظي دلاليا ، اللامنتمي لعقلانية وهيكلية الفن القصص ، وجماليته الفنية ، ليرسم لها ملامح نوعٍ قصصي جديد ، اميل الى تسميته ( القصة مابعد السريالية ) ، فهي بسائر عناصرها الفنية ، و ادواتها التعبيرية وبنيتها الاسلوبية ، ترتدي لبوس السريلة للنفاذ من حواجز الرقيب الذي يُخدع بعبثية مظهرها الخارجي ، وجنون ثرثرتها اللغوية، المفككة عبارةً ، الممسوخة دلالةً ، المقطعة سياقاً، الآفلة زماناً وتزمناً ، على متون خرائب هيكلها الفني ، فيرفع لها عارضة ممنوعاته، لتجتاز حدود محرماته بهدوء ، دون ان يجد حاجةً لتكليف عيونه بتقصي سجل حُسنِ ( سيرتها وسلوكها ) ، ولاتدقيق اوراقها الثبوتية ، فلا خوفاً من مضمونها ولا افكارها على المؤسسات السلطوية ، او شمولية الحكام ، فدوالها شاردةٌ مدلولاتها من المعاجم ، عدمية المعنى ،عبثية ، منغلقة ، لاتواصلية ، مضيَّعَةُ العنوان فلا عتبة لها، لابداية ولانهاية ، تنفذ بأمان .. لتدخل الوعي فتبوح له بسرها الرافض لكل ما في الحياة من زيف وخداع ، ومصادرة للاوطان والانسان ،
(هو ) / وفق قراءة تحليلية لتلك البؤرة :
اشارة لأي غائب ( الغياب هنا مقصود لغرض التعمبم وعدم حصر القصد بمخاطب محدد )
- التعري : خلع الملبوس / مايحجب الجسد ، التجرَّد منه . التخلَّصَ .
وهو اشارة للتخلي عن شئ ملحوظ او محسوس / التخلي عن خلق او عادةٍ ما
- ضمير المخاطبة / الكاف ، له دلالة رمزية بدليل تعدد اشاراتها :
هي عارية = وطن مرءٍ
اذاً / هي محجوبة = وطن محجوب
بازاحة المتغير والابقاء على الثابت بكون معنى الرمز:
هي = وطن
لكن / هي ضمير يعود على كائن حي وهو زائل (بالموت) غير دائم ، على العكس من الوطن
لذا ( هي ) هنا = قيمة مطلقة وبما انها لاترى الا بالتخلي عما يحجبها ( وهذا الفعل يحتاج ارادة بالتخلص من الحجاب ) فالمقاربة الدلالية تكون :
هي = ثورة
القراءة بالارتكاز على هذه المقاربة
( هو ) يبحث عن وطن عارٍ عن كل ما يحجبه عنه ، ومن مرادفات هذا الفعل / يمنع ، يصد ، يَحْرم
فمن يمنع هذا الغائب عن الوطن ويحرمه منه ؟ هنا تتولد مقاربة دلالية اخرى :
هو العاشق لوطنه = مثيرباعث لقلق ( اخر ) فيحرمه من معشوقه/ يُغيّبه عنه
ومن يملك ارادة التغييب عن الاوطان لابد ان يكون سلطوي / زعيم اوحاكم طاغٍ ( فهو يحارب عشاق الوطن والوطن في عرفه ملك له وحده )
بإختزال المقاربة :
هو = دعوة للثورة على الطغاة
فتكون المقاربة القرائية لماقاله ( لها ) :
هو ( يدعوها ) لخلع جلباب الخنوع والخور ، والثورة على حكامٍ طغاة يذلون الوطن
والناس ، ويطبل ويزمر لهم اعوانهم و اتباعهم ويعلون ضجيج (المفردة العتباتية الاولى ) زعيقهم مسبيحين بإسمه ، مهللين لملاحم بطولاته وامجاده ، فهو ضوء( المفردة العتباتية الثانية ) الحق والعدالة ، يشع امناً ومحبة ، فيبدد ظلمات الخوف
فتجيبه متعجبةً ( ! ) بقصد استفزازه :
[ ـ لا موطن بصدرك لجسدي.!(ردت عليه) ]
النفي يقلع اليقين من جذوره بالحرف ( لا ) الذي ينفي جنس المنفي بعده ( موطن )
فهي تشك ان يكون قادراً على حمايتها ( من الدلالات المقابلة للتعري / التجرد مما يقي الجسد) ،فهو ( غائب ) / الغياب مكافئوه الدلالي : ترك المكان
ولانه عاشق مثير لحنق من امتلك الوطن ( المقاربة الدلالية اعلاه ) ، فغيابه كان اضطراراً لا اختياراً .. لكنها ... عدَّته هروباً :
المقاربة الدلالية /
عاشق تخلى عن معشوقه = خذلانه وخيانته اياها
الشاهد النصي (فقدَ البوصلةَ الى روحها )
فان تعرت له عما يحجبها ، وبانت لعينيهِ بكل تفاصيل اسرارها ، لن يكون مؤتمناً على عهدها، فعشقه ( الاشارة اليه : صدرك / مستودع المشاعر) غير جديران يكون دريئةً وملاذاً لها يمنع عنها من يصادرها ويستبيحها ، فهو عشق لايجيد القُبل / مقاربته :
ترجمة الشعارات الى افعال :( على رضابه انتحر الكلام .....، أضاع شفاهها..! )
لتبقى اسيرة زنازين سماسرة عهر الطغاة :
(..غرف سرمدية بنوافذ للأمل مشرعة،، و لا يبزغ منها غير ضجيج أمس،)
وبين ( قال .. ) و ( ردت عليه ) تستمر جدلية الثورة المؤجلة ، وتظل ابواب الرهان على قدوم بروميثيوس ، لاتُفتح إلا لمن ينهش جسدها في تلك الغرف الزنزانية :
( تفتح الأبواب غرة،، يمر من يمر، و تقفل..! )
تحديد نوع القصة :
علينا الاقرار ان الكاتب تعمد زرع تلك ( البؤرة ) في جسد قصته المتشظي دلاليا ، اللامنتمي لعقلانية وهيكلية الفن القصص ، وجماليته الفنية ، ليرسم لها ملامح نوعٍ قصصي جديد ، اميل الى تسميته ( القصة مابعد السريالية ) ، فهي بسائر عناصرها الفنية ، و ادواتها التعبيرية وبنيتها الاسلوبية ، ترتدي لبوس السريلة للنفاذ من حواجز الرقيب الذي يُخدع بعبثية مظهرها الخارجي ، وجنون ثرثرتها اللغوية، المفككة عبارةً ، الممسوخة دلالةً ، المقطعة سياقاً، الآفلة زماناً وتزمناً ، على متون خرائب هيكلها الفني ، فيرفع لها عارضة ممنوعاته، لتجتاز حدود محرماته بهدوء ، دون ان يجد حاجةً لتكليف عيونه بتقصي سجل حُسنِ ( سيرتها وسلوكها ) ، ولاتدقيق اوراقها الثبوتية ، فلا خوفاً من مضمونها ولا افكارها على المؤسسات السلطوية ، او شمولية الحكام ، فدوالها شاردةٌ مدلولاتها من المعاجم ، عدمية المعنى ،عبثية ، منغلقة ، لاتواصلية ، مضيَّعَةُ العنوان فلا عتبة لها، لابداية ولانهاية ، تنفذ بأمان .. لتدخل الوعي فتبوح له بسرها الرافض لكل ما في الحياة من زيف وخداع ، ومصادرة للاوطان والانسان ،
ـ باسم عبد الكريم الفضلي / العراق ـ
5 / ك2 / 2018ر
5 / ك2 / 2018ر
تعليق وشكر:
وكأني بك أيها الناقد العبقري تستنطق الحرف كيما يبوح لك عن كنهه..! وكأني بك تروض اللغة فتقدم لك ولاءها بتعريها عن (حجابها) : شفراتها ورموزها وإشاراتها وألغازها...
فوصلت بتحليلك العبقري لمعرفة جنسها (قصة سريالية) وهذا ما اختلفت فيه مع الناقد نجيب العوفي الذي استنتج بمفهومه الخاص بأنها عبارة عن (نص) أو (خاطرة) على حد قوله، /الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية/ ولكنه بقي بالنسبة لها (للقصة السريالية) بعيد الفهم والدراية (وهذا ليس بغريب عن كثير من المدارس التي تعتبر السريالية أو الفانتازية مجرد أدب الرتبة الثانية) وهذا أكبر غلط لأن هذا النوع الأدبي (السريالي) عميق لدراسته وتحليله ويحتاج لبدل جهود فكرية ومعرفية (عن رصيد ثقافي واسع) للولوج إلى فك أسراره (الغرض الذي استخدم من أجله) وغالبا ما يكون هذا السر/الشفرة وراء رسالة ما يود الكاتب إيصالها للمتلقي الجيد في خفاء...
كان الحوار في القصيصة (ضجيج ضوء) مقحما عن قصد /وعي تام وبحضور (العقل/الراوي) وهو الحوار و المحور، الحاضر /الغائب، البطل/المتمرد على الواقع.. وكان الحوار هو المقود بحيث يعقلن اللاشعور ليتجه به في النهاية إلى فتح سؤال (خرم إبرة) وتركه مفتوحا للقراءات المتعددة..
بعبقريتك المعهودة كأديب قارئ متمرس مددت قارب النجاة لهذا النص بالذات ولباقي مجموعتي القصصية (السريالية) وأوصلته بيد أمينة نزيهة إلى بر الأمان/ إلى ما بعد السريالية.
شكري العميق الأعز باسم عبد الكريم الفضلي وامتناني لمجهودك القيم الذي أضاف ولا زال يضيف للبنك الثقافي رصيدا فكريا جديدا.. شكري وتقديري الخالصين للأديب العراقي الباسم الباسل...
وكأني بك أيها الناقد العبقري تستنطق الحرف كيما يبوح لك عن كنهه..! وكأني بك تروض اللغة فتقدم لك ولاءها بتعريها عن (حجابها) : شفراتها ورموزها وإشاراتها وألغازها...
فوصلت بتحليلك العبقري لمعرفة جنسها (قصة سريالية) وهذا ما اختلفت فيه مع الناقد نجيب العوفي الذي استنتج بمفهومه الخاص بأنها عبارة عن (نص) أو (خاطرة) على حد قوله، /الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية/ ولكنه بقي بالنسبة لها (للقصة السريالية) بعيد الفهم والدراية (وهذا ليس بغريب عن كثير من المدارس التي تعتبر السريالية أو الفانتازية مجرد أدب الرتبة الثانية) وهذا أكبر غلط لأن هذا النوع الأدبي (السريالي) عميق لدراسته وتحليله ويحتاج لبدل جهود فكرية ومعرفية (عن رصيد ثقافي واسع) للولوج إلى فك أسراره (الغرض الذي استخدم من أجله) وغالبا ما يكون هذا السر/الشفرة وراء رسالة ما يود الكاتب إيصالها للمتلقي الجيد في خفاء...
كان الحوار في القصيصة (ضجيج ضوء) مقحما عن قصد /وعي تام وبحضور (العقل/الراوي) وهو الحوار و المحور، الحاضر /الغائب، البطل/المتمرد على الواقع.. وكان الحوار هو المقود بحيث يعقلن اللاشعور ليتجه به في النهاية إلى فتح سؤال (خرم إبرة) وتركه مفتوحا للقراءات المتعددة..
بعبقريتك المعهودة كأديب قارئ متمرس مددت قارب النجاة لهذا النص بالذات ولباقي مجموعتي القصصية (السريالية) وأوصلته بيد أمينة نزيهة إلى بر الأمان/ إلى ما بعد السريالية.
شكري العميق الأعز باسم عبد الكريم الفضلي وامتناني لمجهودك القيم الذي أضاف ولا زال يضيف للبنك الثقافي رصيدا فكريا جديدا.. شكري وتقديري الخالصين للأديب العراقي الباسم الباسل...
حسين الباز/المغرب
مؤسسة فنون الثقافية العربية : برد الغياب !! / وهيبة محمد سكر / مصر,,,,,,,,,,,,,...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : برد الغياب !! / وهيبة محمد سكر / مصر,,,,,,,,,,,,,...: برد الغياب !! ________ ما أوجع برد الغياب كلي يئن إليك يحن إلى دفئ منك يأتي يلسعني سياط غيابٍ بخناجر النأى...
برد الغياب !! / وهيبة محمد سكر / مصر,,,,,,,,,,,,,
برد الغياب !!
________
ما أوجع برد الغياب
كلي يئن إليك يحن
إلى دفئ منك يأتي
يلسعني سياط غيابٍ
بخناجر النأى والجوى
الشوق حنين وتشظي
أذوب في أتون قهري
تنتفض أركاني وولعي
ماعاد للنوم كرىً فيني
تقطع مهجتي أنت أنت
أنت لي ماكنت قبل لي
لي يوما ممتلئة بك حد
بك شجنا وذوب مراد
أناديك لم تجبني لروحي
روحي إليك بك أنت
ماشاب مني ولهاً فلبي
شهوتي أنت بك منك
بك أحتقن ألتهب أتوه
أحب الحب منك أأت
أعشق التداني منك
تتمدد في دمي تؤرقني
تؤرقني فيك تولهاً عذبا
تولها مالهفتي بك منايَّ
إلا دمدمة الوريد والدم
تولعا فيك والمطر يهمي
المطر والريح عاصفة
عاصفة نوافذي ترتج
ترتج البيوت ترتعد
ترتعد الابواب ابوابي
الموج عال يجتاح شطي
يجتاح الشط مني يغرق
كما قلبي الملتاث حد
حد الجنون والذهاب
النار تودي بي أيامي
الايام تفر من تاريخي
سراب رمل أموت إليك
اموت شوقا وهيامي لك
تعال انثرني قُبلٍ غمراً
قُبل تغمرني تطيرني
بفيض منك أفض كنهرٍ
لاتغفل عني أتوب إليك
أتوب إليك ياكل ذنوبي
ياكل ذنوبي ومعصيتي
عنك لاأتوب ابدا لااتوب
توسدتك روحا سامقة
توقدت فيك نارا تحيط
نار ترعى بالكون كوني
ورجة الريح ترجني
ترجني رجا يزلزلني
لم يعد بي احتمال
احتمال الجوى والنوى
انت الجنون اذا جن الليل
اذا جن الليل مني اناديك
وبرد وسادتي قطبيٌّ
وشرياني توقد عشقا
احضني بروحك احتو
احتو مني الدم وكلي
من هناك ارسل بعضا
بعضا منك يا بعضي
يلهيني ياكل كلي مني
ربما اشبع ارتو منك
ارتو بخيالك حرارة
خنجر البرد يذبحني
نار فيَّ ترعى لاترعوي
حبيبي ارتعد إليك بك
اليك ارتعد شوقا ودما
تعالَ صغيرتك طفلتك
صغيرتك تذهب جنونا
تذهب جنونا منك لك
بدونك لاحياة لانبض
لانبض في فؤادي بك
بقلم وهيبة سكر
الخميس، 4 يناير 2018
مؤسسة فنون الثقافية العربية : بهجة الألوان /وسام السقا / العراق ,,,,,,,,,,,,
مؤسسة فنون الثقافية العربية : بهجة الألوان /وسام السقا / العراق ,,,,,,,,,,,,: بهجة الألوان أميرة جمعت من الوان الطيف جماله، فطرزته بثوبها الفتان، واقتبست لوجهها من نور الصباح وروعته التألق والبهاء، وجاءت تطرق باب ال...
بهجة الألوان /وسام السقا / العراق ,,,,,,,,,,,,
بهجة الألوان
أميرة جمعت من الوان الطيف جماله، فطرزته بثوبها الفتان، واقتبست لوجهها من نور الصباح وروعته التألق والبهاء، وجاءت تطرق باب الحنان تستعطف الحب لينير فؤادها، فقامت ولملمت لوازم الحرية، خلعت قشور الزغب، مزقت شرنقة الأيام، وتحولت إلى فراشة ربيع، حلقت بجمالها نحو مفاتن الكون لتحصد أضواء النجوم من عرش الأحلام. ألوان أجنحتها سحر من الطبيعة، وكيانها يحمل أطناناً من الفرحة والسعادة والحنان، والكثير من الأمل والصبر، وتسللوا عبر شعاب عينيها الزرقاوين دموعاً تساقطت حباتها في وعاء مملوء بأوراق زهور الربيع المبهجة، والتحمت نكهات الأمل بحبات الدمع وتعطرن بنسائم الزهر، فتفجر صرح الامتزاج وتحول المكون إلى سحر القبل وإكسير حب العاشقين، ولكن الفراشة ضلت في حيرة من أمرها، تحدث نفسها وتقول؛ هل المحلول يصلح للقلوب القاسية؟ ضحك الزمان وقال بصوت عالٍ ليس هناك أمل فيهم، فالقلوب متحجرة والأدمغة بالية والأجساد المتجمدة هؤلاء لا تقطنهم أرواح الحب، وقال عذراً أيتها الفراشة هناك قلوب بيضاء وجميلة تنتظر في طوابير لتنال حبة أو عطرا من ذلك الأكسير، هلمي أليهم ودعك من الحطام، فالقلوب تحتاج إلى السعادة والحب، وتحتاج الشفاه للضحكة والبسمة، فبهجة الألوان تسر العيون.
بقلم // وسام السقا - العراق
أميرة جمعت من الوان الطيف جماله، فطرزته بثوبها الفتان، واقتبست لوجهها من نور الصباح وروعته التألق والبهاء، وجاءت تطرق باب الحنان تستعطف الحب لينير فؤادها، فقامت ولملمت لوازم الحرية، خلعت قشور الزغب، مزقت شرنقة الأيام، وتحولت إلى فراشة ربيع، حلقت بجمالها نحو مفاتن الكون لتحصد أضواء النجوم من عرش الأحلام. ألوان أجنحتها سحر من الطبيعة، وكيانها يحمل أطناناً من الفرحة والسعادة والحنان، والكثير من الأمل والصبر، وتسللوا عبر شعاب عينيها الزرقاوين دموعاً تساقطت حباتها في وعاء مملوء بأوراق زهور الربيع المبهجة، والتحمت نكهات الأمل بحبات الدمع وتعطرن بنسائم الزهر، فتفجر صرح الامتزاج وتحول المكون إلى سحر القبل وإكسير حب العاشقين، ولكن الفراشة ضلت في حيرة من أمرها، تحدث نفسها وتقول؛ هل المحلول يصلح للقلوب القاسية؟ ضحك الزمان وقال بصوت عالٍ ليس هناك أمل فيهم، فالقلوب متحجرة والأدمغة بالية والأجساد المتجمدة هؤلاء لا تقطنهم أرواح الحب، وقال عذراً أيتها الفراشة هناك قلوب بيضاء وجميلة تنتظر في طوابير لتنال حبة أو عطرا من ذلك الأكسير، هلمي أليهم ودعك من الحطام، فالقلوب تحتاج إلى السعادة والحب، وتحتاج الشفاه للضحكة والبسمة، فبهجة الألوان تسر العيون.
بقلم // وسام السقا - العراق
مؤسسة فنون الثقافية العربية : التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -2- محمد...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -2- محمد...: التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -2- محمد خصيف يفتقد تاريخ المثقف العربي إلى الاستمرارية وتتخلله "الحلقة المفقودة"...
التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -2- محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,
التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -2-
محمد خصيف
يفتقد تاريخ المثقف العربي إلى الاستمرارية وتتخلله "الحلقة المفقودة" التي أشرنا إليها في مقال سابق. ترى أين تتمركز بالضبط هذه الحلقة؟
إن تاريخنا الثقافي يبنى على تاريخ الأسر التي حكمت العالم العربي/الإسلامي عبر التاريخ، فنقول مثلا الشعر الأموي والأدب العباسي وهكذا، وحينما يصنف المؤرخون الثقافة والفكر العربيين على شاكلة التصنيف الأوروبي أي بالفترات الزمانية، نجدهم يقسمان هذا التاريخ إلى فترتين تاريخيتين: "الثقافة العربية في العصور الوسطى والثقافة العربية في العصر الحديث".
انطلاقا من هذا التصنيف يغيب "العصر القديم" الذي لا تقل أهميته على مستوى المرجعية الفكرية والثقافية والمجتمعية وحتى الإيديولوجية. فغيابه يجعل تلك القرون الوسطى العربية "تفتقد الطرف الآخر الذي يبرر وسْطويتها". تحدثنا في مقال سابق عن الازدواجية المؤلمة التي يعاني منها المثقف العربي، التي تجد لها أرضا خصبة في التصنيف التاريخي للثقافة العربية، ففي الوقت الذي نؤرخ فيه للقرون الوسطى تجدنا نستعمل التاريخي الهجري وحينما ننتقل الى العصر الحديث، عصر النهضة العربية، نستعمل التاريخ الميلادي. تاريخ القرون الوسطى يزامن القرنين السابع أو الثامن الهجريين (القرن الخامس عشر الميلادي)، وعصر النهضة العربية يبدأ مع بداية القرن التاسع عشر، ومن تم ندرك غياب فترة تاريخية ممتدة من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر الميلاديين، وهذه الفترة هي التي تشكل الحلقة المفقودة وغيابها يخلق "ثغرة مشوشة في الوعي العربي".
الخلاصة أننا كعرب نعيش تاريخا "ممزقا" على مستوى الفكر والثقافة والفن وبالتالي على مستوى الوجود. إنه تاريخ يتطلب منا إعادة كتابته وتأريخ فتراته بكل دقة وموضوعية ومنهجية.
إن الفكر الغربي لم يعش نفس الوضعية المأساوية التي عانى منها الفكر العربي وما يزال، لم يفقد أية حلقة من حلقات سلسلة مساره التاريخي. فالفكر الغربي لم يشهد استعمارا يمزقه ولا استغرابا يواجه استشرا قا، يفتت صفحات تاريخه. حقيقة كانت هناك ثورات سياسية وثقافية وفنية شهدتها أقطار أوربا، لكنها انتهت بها إلى الوحدة ولمِّ الشمل، ثورات نبعت شرارتها من عمق أرض أوروبا نفسها، و كانت تلك الثورات تؤطرها نظِّريات فلسفية ويُنظِّر لها مفكرون خلقوا لتلك المهمة وكأنهم أنبياء: عصر النهضة وما لحق به من نظريات حول الأنسنة والحرية والرؤى المثالية، وعقلنة المنظور وإخراجه من الإمبيرقية، ثم عصر الأنور وما ارتبط به من عقلنة ديكارتية وأفكار روسو وفولتير ومنتسكيو وكنط وهيغل واللائحة طويلة... ثم أحداث القرن التاسع عشر وثوراتها العلمية واختراعاتها التكنولوجية ، والانفتاح على ثقافات أمم وحضارات كانت منسية وممسوحة من صفحات تاريخ الإنسانية، فجاءت الحداثة الفنية* التي تنبأ بميلادها هيغل في "جماليته" حينما تحدث عن موت الفن. وظهر فنان الحياة الحديثة حسب تعبير بودلير، الذي يتميز بالفردية والحرية في التعبير والمبادرة والثورة على التقاليد الأكاديمية والعمل الجماعي والاستسقاء من أغوار آبار أمم غير أوروبية... كل تلك الأحداث التي شكلت الثورات الفنية لم تبرز إلى السطح، بعد سبات ثقافي Hibernation culturelle، لم يكن هناك ما يجعلها تخلد إلى النوم كما خلد الفكر العربي طيلة ستة قرون إلى الأحلام في الظلام. الفن الحديث كان مستيقظا يقظا، واعيا حينما غمس رأسه يرشف من مياه الحضارات التي بات يظنها عكرة، لكنه عرف كيف يصفي ما يشرب.
يدعي مؤرخو الحداثة الأوروبية أنها شكلت قطيعة مع الماضي الثقافي والفني الأوروبيين لتبني ذاتها انطلاقا من معايير وضعتها لنفسها. ربما أن هذا يصدق على الحداثة في ميادين غير الفن، أما الحداثة الفنية الغربية فقد اتخذت لنفسها مرجعيات ماضوية، ترتبط بتراث أمم غير أوروبية، فنجدها تحارب على سطح الأرض وفي نفس الوقت تسلح ذاتها من معادن وخامات تحت أرضية، تثور على سياسة الصالونات والقواعد التي كانت سلاحا في أيدي الأكاديمية الفنية تقرع به الرؤوس، فإما ترد المقرَع رأسُه إلى الصواب والطريق المستقيم أو تطرقه بقوة فتقتله بصفة نهائية، وفي ذات الوقت تفتح صدرها لما يتناثر عليه من كنوز الحضارات التي كشفت الستار عنها: الأقنعة الإفريقية والمنحوتات الطوطمية والرسوم اليابانية Estampes japonaises، والخطوط الصينية... وشيء آخر قلما يذكره المؤرخون الفرنسيون على الخصوص لتعنتهم وشوفينيتهم المفرطة، وهو الفنون العربية الإسلامية.
إن "الثقافة الأوروبية الحديثة في بداية أمرها (كانت) إعادة إنتاج للثقافة العربية الإسلامية. وإذن فحضور الثقافة العربية الإسلامية في التاريخ الثقافي العالمي "الأوروبي" حضور مؤسِّس، وليس مجرد حضور الوسيط المؤقت." إن تاريخ الفن العالمي يوفر لنا شهادات فنانين غربين عديدين تأثروا كثيرا وكثيرا بالفن الإسلامي وجماليته، ولا تقف المؤثرات عند الخط العربي وحسب، بل تصل إلى سبر أغوار جمالية الفن الإسلامي،*** وبالمناسبة يمكن استحضار التكوينات الهندسية عند فكتور فزاريلي Victor Vasarely(1906-1997)، واللون الصرف والشكل الصرف المتحررين المستقلين عن المضامين التشبيهية، عند فسيلي كاندينسكي Vassili Kandinsky (1866-1944)، وبول كلي Paul Klee (1879-1940)، وجميع رواد التجريد بنوعيه الهندسي والغنائي. ثم الفضاء الممدود إلى ما لانهاية كما هي تكوينات الفن التجريدي الإسلامي المبنية أساسا على ثنائية الفراغ مقابل الفضاء العامر وما أسماه ألكسندر ببادوبول وA. Papadopoulos ** (l’horreur du vide)، أي الفزع من الفراغ، الذي يشكل مكونا رئيسيا وأساسيا في جمالية الفن الإسلامي، فكل هذه مفاهيم اعتمدها الفن الحديث الأوروبي، وكما أشرت قلما يذكرها كتابه ومؤرخوه ونقاده. فنجدهم يذكرون ما استفادته التجارب التشكيلية العربية من فنانيهم الحداثيين ولا يعترفون بما أعطاه الفن الإسلامي للفن الحديث!
إن تاريخنا الثقافي يبنى على تاريخ الأسر التي حكمت العالم العربي/الإسلامي عبر التاريخ، فنقول مثلا الشعر الأموي والأدب العباسي وهكذا، وحينما يصنف المؤرخون الثقافة والفكر العربيين على شاكلة التصنيف الأوروبي أي بالفترات الزمانية، نجدهم يقسمان هذا التاريخ إلى فترتين تاريخيتين: "الثقافة العربية في العصور الوسطى والثقافة العربية في العصر الحديث".
انطلاقا من هذا التصنيف يغيب "العصر القديم" الذي لا تقل أهميته على مستوى المرجعية الفكرية والثقافية والمجتمعية وحتى الإيديولوجية. فغيابه يجعل تلك القرون الوسطى العربية "تفتقد الطرف الآخر الذي يبرر وسْطويتها". تحدثنا في مقال سابق عن الازدواجية المؤلمة التي يعاني منها المثقف العربي، التي تجد لها أرضا خصبة في التصنيف التاريخي للثقافة العربية، ففي الوقت الذي نؤرخ فيه للقرون الوسطى تجدنا نستعمل التاريخي الهجري وحينما ننتقل الى العصر الحديث، عصر النهضة العربية، نستعمل التاريخ الميلادي. تاريخ القرون الوسطى يزامن القرنين السابع أو الثامن الهجريين (القرن الخامس عشر الميلادي)، وعصر النهضة العربية يبدأ مع بداية القرن التاسع عشر، ومن تم ندرك غياب فترة تاريخية ممتدة من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر الميلاديين، وهذه الفترة هي التي تشكل الحلقة المفقودة وغيابها يخلق "ثغرة مشوشة في الوعي العربي".
الخلاصة أننا كعرب نعيش تاريخا "ممزقا" على مستوى الفكر والثقافة والفن وبالتالي على مستوى الوجود. إنه تاريخ يتطلب منا إعادة كتابته وتأريخ فتراته بكل دقة وموضوعية ومنهجية.
إن الفكر الغربي لم يعش نفس الوضعية المأساوية التي عانى منها الفكر العربي وما يزال، لم يفقد أية حلقة من حلقات سلسلة مساره التاريخي. فالفكر الغربي لم يشهد استعمارا يمزقه ولا استغرابا يواجه استشرا قا، يفتت صفحات تاريخه. حقيقة كانت هناك ثورات سياسية وثقافية وفنية شهدتها أقطار أوربا، لكنها انتهت بها إلى الوحدة ولمِّ الشمل، ثورات نبعت شرارتها من عمق أرض أوروبا نفسها، و كانت تلك الثورات تؤطرها نظِّريات فلسفية ويُنظِّر لها مفكرون خلقوا لتلك المهمة وكأنهم أنبياء: عصر النهضة وما لحق به من نظريات حول الأنسنة والحرية والرؤى المثالية، وعقلنة المنظور وإخراجه من الإمبيرقية، ثم عصر الأنور وما ارتبط به من عقلنة ديكارتية وأفكار روسو وفولتير ومنتسكيو وكنط وهيغل واللائحة طويلة... ثم أحداث القرن التاسع عشر وثوراتها العلمية واختراعاتها التكنولوجية ، والانفتاح على ثقافات أمم وحضارات كانت منسية وممسوحة من صفحات تاريخ الإنسانية، فجاءت الحداثة الفنية* التي تنبأ بميلادها هيغل في "جماليته" حينما تحدث عن موت الفن. وظهر فنان الحياة الحديثة حسب تعبير بودلير، الذي يتميز بالفردية والحرية في التعبير والمبادرة والثورة على التقاليد الأكاديمية والعمل الجماعي والاستسقاء من أغوار آبار أمم غير أوروبية... كل تلك الأحداث التي شكلت الثورات الفنية لم تبرز إلى السطح، بعد سبات ثقافي Hibernation culturelle، لم يكن هناك ما يجعلها تخلد إلى النوم كما خلد الفكر العربي طيلة ستة قرون إلى الأحلام في الظلام. الفن الحديث كان مستيقظا يقظا، واعيا حينما غمس رأسه يرشف من مياه الحضارات التي بات يظنها عكرة، لكنه عرف كيف يصفي ما يشرب.
يدعي مؤرخو الحداثة الأوروبية أنها شكلت قطيعة مع الماضي الثقافي والفني الأوروبيين لتبني ذاتها انطلاقا من معايير وضعتها لنفسها. ربما أن هذا يصدق على الحداثة في ميادين غير الفن، أما الحداثة الفنية الغربية فقد اتخذت لنفسها مرجعيات ماضوية، ترتبط بتراث أمم غير أوروبية، فنجدها تحارب على سطح الأرض وفي نفس الوقت تسلح ذاتها من معادن وخامات تحت أرضية، تثور على سياسة الصالونات والقواعد التي كانت سلاحا في أيدي الأكاديمية الفنية تقرع به الرؤوس، فإما ترد المقرَع رأسُه إلى الصواب والطريق المستقيم أو تطرقه بقوة فتقتله بصفة نهائية، وفي ذات الوقت تفتح صدرها لما يتناثر عليه من كنوز الحضارات التي كشفت الستار عنها: الأقنعة الإفريقية والمنحوتات الطوطمية والرسوم اليابانية Estampes japonaises، والخطوط الصينية... وشيء آخر قلما يذكره المؤرخون الفرنسيون على الخصوص لتعنتهم وشوفينيتهم المفرطة، وهو الفنون العربية الإسلامية.
إن "الثقافة الأوروبية الحديثة في بداية أمرها (كانت) إعادة إنتاج للثقافة العربية الإسلامية. وإذن فحضور الثقافة العربية الإسلامية في التاريخ الثقافي العالمي "الأوروبي" حضور مؤسِّس، وليس مجرد حضور الوسيط المؤقت." إن تاريخ الفن العالمي يوفر لنا شهادات فنانين غربين عديدين تأثروا كثيرا وكثيرا بالفن الإسلامي وجماليته، ولا تقف المؤثرات عند الخط العربي وحسب، بل تصل إلى سبر أغوار جمالية الفن الإسلامي،*** وبالمناسبة يمكن استحضار التكوينات الهندسية عند فكتور فزاريلي Victor Vasarely(1906-1997)، واللون الصرف والشكل الصرف المتحررين المستقلين عن المضامين التشبيهية، عند فسيلي كاندينسكي Vassili Kandinsky (1866-1944)، وبول كلي Paul Klee (1879-1940)، وجميع رواد التجريد بنوعيه الهندسي والغنائي. ثم الفضاء الممدود إلى ما لانهاية كما هي تكوينات الفن التجريدي الإسلامي المبنية أساسا على ثنائية الفراغ مقابل الفضاء العامر وما أسماه ألكسندر ببادوبول وA. Papadopoulos ** (l’horreur du vide)، أي الفزع من الفراغ، الذي يشكل مكونا رئيسيا وأساسيا في جمالية الفن الإسلامي، فكل هذه مفاهيم اعتمدها الفن الحديث الأوروبي، وكما أشرت قلما يذكرها كتابه ومؤرخوه ونقاده. فنجدهم يذكرون ما استفادته التجارب التشكيلية العربية من فنانيهم الحداثيين ولا يعترفون بما أعطاه الفن الإسلامي للفن الحديث!
هوامش:
* يعود لفظ الحداثة إلى القرن التاسع عشر، وإلى استعمال جمالي قبل أن يكون استعمالاً فلسفياً أو استعمالاً سياسياً واجتماعياً. وأول من استعمل كلمة "حداثة" هو الشاعر الفرنسي شارل بودلير(1821-1867) في مقال له نشر بجريدة لوفيغارو عام 1863، بعنوان "رسام الحياة الحديثة"، وكانت تخص فناناً ورساماً هو ﯕيزكنستنتان Guys Constantin)
**باحث جمالي، صاحب كتاب L'Islam Et L'Art Musulman
EditionCITADELLES & MAZENOD, 1999.
EditionCITADELLES & MAZENOD, 1999.
*** كتب الدكتور عبد الكبير الخطيبي: "بدأت أوروبا تكتشف تدريجيا هذا التراث الكلاسيكي العربي الإسلامي ونحن لا ننس المعرض العالمي بفيينا (1873) الذي كان مسرحا لاكتشاف حضارة مغايرة. ومن تم أيضا ينبع سحر الفنانين الذين رحلوا نحو شرقهم كإميل غرابي إلى مصر سنة 1869 وكلود رنوار إلى الجزائر سنتي 187961882، وفاسيلي كندنسكي إلى تونس بين 1904 و 1905، وإلى مصر وسوريا وتركيا سنة 1931، وموريس دوني إلى الجزائر وتونس والشرق الأوسط في ما بين 1907 و 1910، وألبير ماركي الذي قام بزيارات عديدة للمغرب والجزائر بين 1911 و 1945، وبول سينيك إلى تركيا سنة 1907، وهنري ماتيس الذي زار المغرب لعدة مرات منذ 1912، وبول كلي إلى تونس سنة 1914 ومصر 1928، وأوغست ماك مع بول كلي إلى تونس، ودايرك ووترز إلى المغرب 1913، وروول دوفي إلى المغرب 1925، وأوسكار كوكوشكا إلى تونس والجزائر ومصر والشرق الأوسط بين 1928 و 1930" (عبد الكبير الخطيبي- الفن العربي المعاصر، مقدمات، ترجمة فريد الزاهي – شبكة قامات الثقافية ( http://www.qamat.org/909vb/showthread.php?t=779
اعتمدنا في كتابة هذا المقال على مؤلف الجابري:
د. محمد عابد الجابري. (2009). نقد العقل العربي 1، تكوين العقل العربي،(الإصدار الطبعة العاشرة، ). بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية،.
اعتمدنا في كتابة هذا المقال على مؤلف الجابري:
د. محمد عابد الجابري. (2009). نقد العقل العربي 1، تكوين العقل العربي،(الإصدار الطبعة العاشرة، ). بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية،.
مؤسسة فنون الثقافية العربية : على تخوم الوجع ****************/ صالحة بورخيص / تو...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : على تخوم الوجع ****************/ صالحة بورخيص / تو...: على تخوم الوجع **************** أسير بقلبي الموجوع نحو المحطّات الباردة... هناك أجلس وحيدة تتقاذفني الحيرة... لماذا انا هكذا؟ ...
على تخوم الوجع ****************/ صالحة بورخيص / تونس ,,,,,,,,,,
على تخوم الوجع
****************
أسير بقلبي الموجوع نحو المحطّات الباردة...
هناك أجلس وحيدة تتقاذفني الحيرة...
لماذا انا هكذا؟
بل لماذا أصبحت هكذا؟
تصارعني امواج الغربة في زمن ما عاد يتّسع للطّيبين؟
و ابكي على وطني؟
على معتقداتي...
على تراثي الجميل...
على تاريخي المجيد...
أبكي على عروبتي الضائعة...
أبكي على ثرواتي المهدورة تصبّ في جيوب الأعداء...
في بنوك الخائنين...
و ابكي على تغلغل الخيانة في ضمائر الملوك و الأمراء...
في ضمائر الحكام...
و ابكي وحدتي...
أبكي تشرّد شعبي...
أبكي ضعف حالتي...
أبكي الذين يمرّون من أمامي...
قد أثقل الأملاق ممشاهم...
أنظر اليهم أبكيهم...
انظر اليهم أرثيهم...
أين كنتم؟
و أين كنا نائمين؟
على تخوم المحطات ابكي نفسي...
ابكي من حولي...
ينظرون اليّ...
و معي يبكون بالمحطات الباردة...
صالحة بورخيص
الأربعاء، 3 يناير 2018
مؤسسة فنون الثقافية العربية : أميري..../ اميرة صليبي / سوريا ,,,,,,,,,,,,,,,
مؤسسة فنون الثقافية العربية : أميري..../ اميرة صليبي / سوريا ,,,,,,,,,,,,,,,: أ ميري لاتدّعي كبرا وأنت كبير أنت الذي أهوى فأنت أمير إن كنت لاتدري بما قد حل بي إفتح فؤادي أنت فيه خبير دع عن...
أميري..../ اميرة صليبي / سوريا ,,,,,,,,,,,,,,,
أميري
لاتدّعي كبرا وأنت كبير
أنت الذي أهوى فأنت أمير
إفتح فؤادي أنت فيه خبير
دع عنك لومي أنت تعلم مالهوى
قمرٌ تربع عرش روحي واستوى
وتعود تسألني وهل قلبي ارتوى
القلب روحي. والجناح يطير
لامست مذ رأيتك هاهنا
وشعرت أنك في فؤادي مزمنا
قد صرت لي في كل بارقة منى
لم أدر أنك للوجود عبير
ماعدت أعرف كيف قد علقتني
من ذلك الحين الذي أرّقتني
خذني إلى عينيك فيها غْفٍنٍي
دعني بدفئك في يديك حرير
أنت الذي ملك الوجود وماتزل
في سحر عينيك المدامة والغزل
ماملّ قلبي فيك يوما واعتزل
وتضيءعتمي والظلام. تنير
بقلمي أميره صليبه
مؤسسة فنون الثقافية العربية : مع هطول العام الجديد ٢٠١٨.. اتقدم للجميع باسمى آيا...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : مع هطول العام الجديد ٢٠١٨.. اتقدم للجميع باسمى آيا...: مع هطول العام الجديد ٢٠١٨.. اتقدم للجميع باسمى آيات التهاني والفرح .. ودعوتي لكم بحضور توقيع كتابي (اطلق سراح ضفيرتي) في مقر اتحاد الادباء ...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : ألتحم بذاتي !! / وهيبة محمد سكر / مصر,,,,,,,,,,,
مؤسسة فنون الثقافية العربية : ألتحم بذاتي !! / وهيبة محمد سكر / مصر,,,,,,,,,,,: ألتحم بذاتي !! ___________ وألزم ذا الركن باب اوصده بيني وبين الحياة أصمت أدخل انزوي في ذاتي اتعمق عقلي أتساءل صفحتي ...
ألتحم بذاتي !! / وهيبة محمد سكر / مصر,,,,,,,,,,,
ألتحم بذاتي !!
___________
وألزم ذا الركن
باب اوصده
بيني وبين الحياة
أصمت أدخل
انزوي في ذاتي
اتعمق عقلي
أتساءل صفحتي
أعيد تشكيل الكلمة
أمر على الياء
قبل الواو
والالف تناور
تختفى الوجوه
ذاكرتي بيضاء
اتسمع خطوات
قدر آت
سمعي بصير
أرى النور
من صدري عاليا
أبصر
صمتي بعيد
أرحل عمقا
أبحث عني فيَّ
هدوء الصمت
سكون الروح
انبثاق اتساق
لاوجود
بل وجد
اتساع المدى
الرؤيا عارمة
أطفئت القلب
طيرت الحب
أفقا رحبا
مامداي مدى
بل سماء
بقلم وهيبة سكر
الاثنين، 1 يناير 2018
مؤسسة فنون الثقافية العربية : المرأة الفراشة / سامية خليفة / لبنان ,,,,,,,,,,,,
مؤسسة فنون الثقافية العربية : المرأة الفراشة / سامية خليفة / لبنان ,,,,,,,,,,,,: المرأة الفراشة أَنصتُ إلى خفْقِ نبضاتِ قلبي كمْ تتسارعُ في رهبةٍ تتنقَّلُ في وجفٍ تستدلُّ على ركن لحمايةٍ أنا المراةُ الفرا...
المرأة الفراشة / سامية خليفة / لبنان ,,,,,,,,,,,,
المرأة الفراشة
كمْ تتسارعُ في رهبةٍ
تتنقَّلُ في وجفٍ
تستدلُّ على ركن لحمايةٍ
أنا المراةُ الفراشةُ
علّقتُ على جناحيَّ الآمالَ
لكن الآمالَ طارتْ
محلّقةً
سابقَتِ الجناحينِ
وأنا هويْتُ
أنا المرأةُ الفراشةُ بريئةٌ
كالجنين المتقوقع في دائرةِ الرُّحمِ
يحسبُ أنَّهُ سيبقى
محورا للحنان
كم خابتِ الظُّنون!
تقوقَعْتُ حيثُ الضوء المبهرُ
فاحترقت
أيّها الغائبُ
كيف سأعثرُ عليكَ
بين صخبِ الوجوهِ
والرّوح أمست بلا ملامح
أنا المرأةُ الفراشةُ
صرتُ كطفل يعشقُ الدوائرَ
هي خربشاتٌ
قد تكونُ
قطعَ حلوى....دراهمَ أو قبلاتٍ
أو صدرَ أمٍّ فقدَها ذاتَ حربٍ
أنا كمثلِ هذا الطفلِ
أكتبُ اسمَكَ في الهواءِ
وأقرأُ عليهِ التعاويذَ
مخافةَ فقْدٍ
يوم أينعَ حبي
قطفتُ من كفِّكَ
وردةً نديةً
خبأْتُها بين جنَباتِ قَلبي
مخافةَ ذبولٍ واندثارٍ...
تكثرُ الوجوهُ الكاسرةُ
وجهُكَ يكسرُ كلَّ الوجوهِ
يكسرُ رؤيتها في هدأة الليل
يعلو صخبُ الرّيحِ
ٌتنقلُ أسرارَ العاشقينَ هو ذا لونُ العشقِ الخمريّ قد اختبأ في تلافيفِ العتمةِ
وأنا المرأةُ الفراشةُ
أهربُ من ضجيجِ الأصداءِ
خائفةً من أن تفضحَ سرَّه
هو ذا لونُهُ المفعمُ بالحنينِ
المرقَّطُ ببياضِ الرّوحِ المنتشي بنبيذِ الوجدِ
إليهِ ألوذُ.
سامية خليفة -لبنان
مؤسسة فنون الثقافية العربية : .دمعة وابتسامة..../ نص ولوحة / للتشكيلية والكاتبة ...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : .دمعة وابتسامة..../ نص ولوحة / للتشكيلية والكاتبة ...: .دمعة وابتسامة.... كلما نظرت الى الفؤاد ازداد حزني ايها الورد ذابت اوراقك. .وشحب لونها..... اين ذاك البريق ؟؟؟؟ وأين ذ...
.دمعة وابتسامة..../ نص ولوحة / للتشكيلية والكاتبة / كوثر محمد / العراق ,,,,,,,,,,
.دمعة وابتسامة....
كلما نظرت الى الفؤاد
ازداد حزني
ايها الورد ذابت اوراقك.
.وشحب لونها.....
اين ذاك البريق ؟؟؟؟
وأين ذاك العطر؟؟؟
نهايتنا تقترب من اللاشيء
وعصا سحرية نرتجيها!!!!!!
اين الماضي رحل
ولما الحاضر يكتأب
وهل للمستقبل موت
حياة ازدواجية.......
تسخر بوقاحة من امسنا
وتتلون بحاضرنا
وتتربص بمستقبلنا
وأناس ليسوا ببشر
ارتدوا اقنعة الملائكة ....
والسنتهم تفضح شخص
الشيطان فيهم..... ...هم تلبسوه
وسعوا ليكونوا أمراء في حاشية الشيطان.....
ذهب بريق البشر الخالص
ولم يتبقى إلا ظلمة النفوس البشعة ...
وتمضي الاعوام وتأتي اعوام......
ومازلت انظر الى الفؤاد
بحزن ...
كوثر محمد حسين
اواخر أيام......2017
اللوحة لأبو الأوس الفنان علي عليوي
مؤسسة فنون الثقافية العربية : من أكذوبة الحياة إلى عالم الموت / مها الشعار / سور...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : من أكذوبة الحياة إلى عالم الموت / مها الشعار / سور...: من أكذوبة الحياة إلى عالم الموت كل من هم حولي غادروني .لعب بهم الخريف لعبة الفصول فتساقطوا تباعاً دون إذن او حتى وداع ،بقيت...
من أكذوبة الحياة إلى عالم الموت / مها الشعار / سوريا ,,,,,,,,,,,,
من أكذوبة الحياة إلى عالم الموت
كل من هم حولي غادروني .لعب بهم الخريف لعبة الفصول فتساقطوا تباعاً دون إذن او حتى وداع ،بقيت وحيدة على غصن يابس لا أدري ربما كان يستعذب بقائي كما كنت استعذب عنه الرحيل .
كل الأغصان التي كانت حولي تضج بالحياة ، أوراقها مصابة بالغرور فلا نظرة إلي ولا حتى زيارة تخفف عني وحدتي ، في المساء كانت نسمات الهواء تلعب بين أغصان هذه الشجرة كانت تساعد العشاق على الإلتقاء فتقترب الأوراق من بعضها ويحضن كل حبيب حبيبته ، كنت اسمع صوت الحفيف الناعم المملوء غزلاً ،انظر إليهم بحزن كا امرأة أربعينية غادرتها الحياة مبكرة ولعبت بتفاصيل جمالها فحولتها لعجوز تنتظر الموت .
هذا القمر وحده من كان ينظر إلي دائماً ينير عتمة ليلي لم أكن أعطيه أي اهتمام فهو لا رأي له ياتيني تارة وتارة يذهب وأنا أكثر ما أكر فيه هو غيابه المتكرر ،وفي الصباح تأتيني الشمس اعتقد أنها مغرمة به فربما لمحته من بعيد ينظر إلي أو ربما حدسها أخبرها بأن هناك أخرى في حياته فكانت ترسل أشعتها على وجهي تحرقني بها لاورقة تحميني منها ولا ظل يشفق على حالي فيبعد غيرتها عني فأنا التمس لها عذرا فطعم الغيرة مر ولطالما تذوقته خاصة عندما أرى عصفورين على غصن أخر يغردان لحن العشق أمامي ، كم تمنيت لو يلتقيان عندي على هذا الغصن اليابس ولكنه مكشوف لا ورقة غيري يتوارون خلفها فربما كانوا كما كل العشاق يلتقون خلسة ، على الأرض كنت ألمحه أراقبه أحفظ جيداً تحركاته انه الرجل الوحيد في هذا المنزل فهو مثلي تماما لعبت بخطوط وجهه الأيام وتناثرت خيوط الثلج الأبيض على شعره ، كنت اشعر بشيء غريب عندما كان يجلس تحت الغصن الذي أعيش فيه ويهز بكرسيه فيضرب الأغصان وتهتز الأوراق فأرقص بفرح غامر .
رائحة دخانه كانت دائماً تحرقني ورائحة النعنع فيه يشعرني بالانتعاش هل هو الحب ،لطالما تحدثوا عن حب الإنسان للطبيعة وكم سمعت من القصص والروايات عن ذلك ولم يعطوا اهتماماً لمشاعر من هم فيها ..هل هناك أحد من الطبيعة أحب بشراً مثلي ..لا أريد أن اهتم ولكن كل ما اعرفه انه يحبني فنظراته الدائمة لي كانت تخبرني بذلك .
بعد شهور اقترب الخريف انه فصل الوداع سأودع أوراقاً اعتدت على رؤيتها وسأفتقد له فهو سيلتزم في منزله يجلس أمام مدفأته التي تلتهب مثلي فانا أراقبه جيدا من خلف نافذته ارميه بنظرة شوق اخفي فيها برودة غيابه .
في ليلة باردة غاب عنها القمر ، وغاب هو عن بيته ، أضواء ملونة تضرب عيوني تارة تنير وتارة تنطفئ أظنها زينة الميلاد وها قد اقترب رأس السنة كنت انتظر قدومه فربما كان يقضي ليلته مع أصدقائه وبعد طول انتظار استسلمت للنوم لأستيقظ على شيء يهزني فتحت عيني انه هو يتسلق على سلمه الخشبي يحمل في يديه شريطاً ملوناً وحبلاً من الأضواء الصغيرة .
يالله انه يصعد إلي يريد تزين هذه الشجرة نعم انه أول مرة يفعلها هل من اجلي يالسعادتي فقد خرقت بحبي له قوانين الطبيعة ..اقترب مني...... دبيب الحنين يلعب بدقات قلبي .. شعرت بأظافره على وجهي حولتني لمسة يديه إلى شعلة نار ..أطبق على عودي بشدة واقتلعني من الغصن قلبي بدأ ينبض ببطئ ولأول مرة اشعر أني بحاجة للهروب .. وبعدها وبكل برود تركني .
كل شيئ حولي يدور تارة ألمح الأرض وتارة المحه هو ، رغم خفة وزني إلا أن دموعي أثقلتني فجعلتني ارتطم على الأرض بقسوة تشبه قسوته ، كم افتقدت حينها للشمس فأنا محتاجة لنار غيرتها كي تجفف دموعي وأهرب قبل أن أراه مجدداً أمامي ، فلا أمان أمام ظلم البشر ولا قانون يحميني منهم .
من ألمي يغمى علي ، ريح تحركني تجعلني افتح عيني لأجد نفسي بين يديها تحملني بعيداً من أكذوبة الحياة إلى عالم الموت .
كل من هم حولي غادروني .لعب بهم الخريف لعبة الفصول فتساقطوا تباعاً دون إذن او حتى وداع ،بقيت وحيدة على غصن يابس لا أدري ربما كان يستعذب بقائي كما كنت استعذب عنه الرحيل .
كل الأغصان التي كانت حولي تضج بالحياة ، أوراقها مصابة بالغرور فلا نظرة إلي ولا حتى زيارة تخفف عني وحدتي ، في المساء كانت نسمات الهواء تلعب بين أغصان هذه الشجرة كانت تساعد العشاق على الإلتقاء فتقترب الأوراق من بعضها ويحضن كل حبيب حبيبته ، كنت اسمع صوت الحفيف الناعم المملوء غزلاً ،انظر إليهم بحزن كا امرأة أربعينية غادرتها الحياة مبكرة ولعبت بتفاصيل جمالها فحولتها لعجوز تنتظر الموت .
هذا القمر وحده من كان ينظر إلي دائماً ينير عتمة ليلي لم أكن أعطيه أي اهتمام فهو لا رأي له ياتيني تارة وتارة يذهب وأنا أكثر ما أكر فيه هو غيابه المتكرر ،وفي الصباح تأتيني الشمس اعتقد أنها مغرمة به فربما لمحته من بعيد ينظر إلي أو ربما حدسها أخبرها بأن هناك أخرى في حياته فكانت ترسل أشعتها على وجهي تحرقني بها لاورقة تحميني منها ولا ظل يشفق على حالي فيبعد غيرتها عني فأنا التمس لها عذرا فطعم الغيرة مر ولطالما تذوقته خاصة عندما أرى عصفورين على غصن أخر يغردان لحن العشق أمامي ، كم تمنيت لو يلتقيان عندي على هذا الغصن اليابس ولكنه مكشوف لا ورقة غيري يتوارون خلفها فربما كانوا كما كل العشاق يلتقون خلسة ، على الأرض كنت ألمحه أراقبه أحفظ جيداً تحركاته انه الرجل الوحيد في هذا المنزل فهو مثلي تماما لعبت بخطوط وجهه الأيام وتناثرت خيوط الثلج الأبيض على شعره ، كنت اشعر بشيء غريب عندما كان يجلس تحت الغصن الذي أعيش فيه ويهز بكرسيه فيضرب الأغصان وتهتز الأوراق فأرقص بفرح غامر .
رائحة دخانه كانت دائماً تحرقني ورائحة النعنع فيه يشعرني بالانتعاش هل هو الحب ،لطالما تحدثوا عن حب الإنسان للطبيعة وكم سمعت من القصص والروايات عن ذلك ولم يعطوا اهتماماً لمشاعر من هم فيها ..هل هناك أحد من الطبيعة أحب بشراً مثلي ..لا أريد أن اهتم ولكن كل ما اعرفه انه يحبني فنظراته الدائمة لي كانت تخبرني بذلك .
بعد شهور اقترب الخريف انه فصل الوداع سأودع أوراقاً اعتدت على رؤيتها وسأفتقد له فهو سيلتزم في منزله يجلس أمام مدفأته التي تلتهب مثلي فانا أراقبه جيدا من خلف نافذته ارميه بنظرة شوق اخفي فيها برودة غيابه .
في ليلة باردة غاب عنها القمر ، وغاب هو عن بيته ، أضواء ملونة تضرب عيوني تارة تنير وتارة تنطفئ أظنها زينة الميلاد وها قد اقترب رأس السنة كنت انتظر قدومه فربما كان يقضي ليلته مع أصدقائه وبعد طول انتظار استسلمت للنوم لأستيقظ على شيء يهزني فتحت عيني انه هو يتسلق على سلمه الخشبي يحمل في يديه شريطاً ملوناً وحبلاً من الأضواء الصغيرة .
يالله انه يصعد إلي يريد تزين هذه الشجرة نعم انه أول مرة يفعلها هل من اجلي يالسعادتي فقد خرقت بحبي له قوانين الطبيعة ..اقترب مني...... دبيب الحنين يلعب بدقات قلبي .. شعرت بأظافره على وجهي حولتني لمسة يديه إلى شعلة نار ..أطبق على عودي بشدة واقتلعني من الغصن قلبي بدأ ينبض ببطئ ولأول مرة اشعر أني بحاجة للهروب .. وبعدها وبكل برود تركني .
كل شيئ حولي يدور تارة ألمح الأرض وتارة المحه هو ، رغم خفة وزني إلا أن دموعي أثقلتني فجعلتني ارتطم على الأرض بقسوة تشبه قسوته ، كم افتقدت حينها للشمس فأنا محتاجة لنار غيرتها كي تجفف دموعي وأهرب قبل أن أراه مجدداً أمامي ، فلا أمان أمام ظلم البشر ولا قانون يحميني منهم .
من ألمي يغمى علي ، ريح تحركني تجعلني افتح عيني لأجد نفسي بين يديها تحملني بعيداً من أكذوبة الحياة إلى عالم الموت .
مؤسسة فنون الثقافية العربية : جاء العيد .../ عباس باني المالكي / العراق ,,,,,,,,...
مؤسسة فنون الثقافية العربية : جاء العيد .../ عباس باني المالكي / العراق ,,,,,,,,...: جاء العيد ... وأنا كل هذا ... افلاكي تبدل مواسمها من فصول عينيك.. أطرد عشبة الفراغ ببنفسج أزهار كفك فأي عيد يأتي وأنت ترسمين أم...
جاء العيد .../ عباس باني المالكي / العراق ,,,,,,,,,
جاء العيد ...
وأنا كل هذا ...
افلاكي تبدل مواسمها من فصول عينيك..
أطرد عشبة الفراغ ببنفسج أزهار كفك
فأي عيد يأتي وأنت ترسمين أمطار المسافات بعناقيد الهواء
فلا أعرف هل أفرح وأنا العطشان لمواسم أضلاعي التي تفتقدك
دعيني أحضنك كاللؤلؤ وهو ينام في حضن المحار أو كالشرفة التي يبللها المطر
لا تقيسي المسافة ما بين وجه النهار وحنين اللهفة إليكِ
أعد أيامي خارج أعيادك ... تحاصرني بأحلام غائبة في عيني ..
يمسح عشقك ملامح مسافات بعدك .. فتطيب الأيام بانتظاري لك
أتذكرك كالندى الذي يفزع من عطش الصباح حين يأتي خاليا من همسك
أكتبك قصيدة لا تنتهي حروفها وقد استطابت كل اللغات لأسمك
جاء العيد ...
وعيدي متوقف عن فرحه إلا حين تكونين أنت أوله
أجعلي من المدى كفك لأدخل في زحام عمري لأجد المعجزة بلقائي بك
تعالي كعطر الأزهار الواقفة بين حنايا الفردوس وأعطي الربيع لأشجار قلبي
تعالي كضوء الحلم القريب من دروب يدي وهي تتلمس شعرك
أعيدي إلي الحنين كأنه القمر حين يختفي الضوء عن دفء نافذتي
فلا تشدني غير ضحكتك التي أعاند بها كل أحزان الأرض
فكم وقفت مبهورا بليل شعرك المتناثر على وجهي قبل أن تنطفئ النجوم
جاء العيد ..
وأنا لا يعطر مسافاتي سحرا غير التذكر بفتنة عينيك .
دائما أسافر إليك بالحلم كأنه أصبح شرائع الفراق البعيد عنك
وقد خفق قلبي بهواك حتى لامس وجهي بأجنحة أنفاسك
أصمت لأعيد انتظاري إليك .. لعلك تأتين قبل مساء المطر
وقبل أن تبرد الدروب الى كفيك ، ترسمني القشعريرة كاليتيم خارج بيوت الله
فيتعالى وجهك بأسماء الدفء كمواسم الصيف الوحيد عن زمنه
أنت كل هذا المدى الأخضر من الكبرياء ...
أنفاسك كشرائع كل هذه العصور من موج بحار لم تألفها أنفاسي
تعالي بدلي مواسم كل أعيادي بأفراحك ..فالعيد الوحيد عندي في عواصم عشقك
دعي الأزهار تحتشد في كفي لآتيك بباقة روحي المغادرة دائما إليك
المغادرة إليك ...
جاء العيد وأنا لا عيد لي إلا حين أكون معك .
مؤسسة فنون الثقافية العربية : تسلل / هادي دراويل / تونس ,,,,,,,,,,,,
مؤسسة فنون الثقافية العربية : تسلل / هادي دراويل / تونس ,,,,,,,,,,,,: يتسلل بين ثنايا الظلام اليها يتلمس الحب منها ما منعته قربته اليهــا ***** للعشق فحيح قاتل ماحق للهوى جسد لونه فاقـع ريح...
تسلل / هادي دراويل / تونس ,,,,,,,,,,,,
يتسلل بين ثنايا الظلام
اليها يتلمس الحب منها
ما منعته قربته اليهــا
*****
للعشق فحيح قاتل ماحق
ريح عطره غزو ساطع
*****
يتسلل بين ثنايا الظلام
اليها يطلب الوصل منها
ما صدته بل شدته اليها
القاتل يرتوي من فِيــهَا
يغتصب النور من عينيها
يفتك بالسّر بين نهديهـــا
انه لا يتعب ينتصب عليها
*****
يتسلل بين ثنايا الظلام
ينزع ثوبه المرصع بالحرير
يقتني الاشواك من ذات السرير
يلثمها فتصرعه بلحضها الشرير
*****
يتسلل بين ثنايا الظلام جريحا
لن يعود اليها بائسا
لا يرتجي عفوا منها
قتيلا لن ينتظر حياة معها
و يتسلل بين الظلام الى الظلام
-------------
صريع الظلام
هادي دراويل
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)