الخميس، 26 سبتمبر 2019

لقاءات / محرر ومراسل صحيفة فنون الثقافية ذو الفقار عبد الحسين / الأديب والكاتب المسرحي والإعلامي عبا الجبوري / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,



الادباء والكتاب الرواد عموماٌ هم صناع جمال الحرف والكلمة والرأي الصريح ..ومن المؤكد أن يتشرف الأديب أو الإعلامي الشاب عندما يقف الى جنب رائد من رواد الثقافة ، أو يكتب معه حواراً صحفياً او يجري تحقيقاً عن شخصية إنسانية حية لا زالت تعطي الكثير بشكل يومي . خصوصاً إذ كان الرائد المبدع من القامات التي تركت بصمات كبيرة في الساحة الثقافيةوالفنية . وأنه الفخر عندما أسطر كلماتي بروح الحب والتقدير إلى الأنسان الذي تربطني به رابطة الطالب باستاذه . حوارنا اليوم مع أحد الرواد الكبار .قامة العطاء الفكري المثقف غير الأعتيادي هو الأديب والكاتب المسرحي والإعلامي عضو اتحاد الادباء والكتاب العرب وفي العراق وعضو نقابة الصحفيين العراقيين وعضو نقابة الفنانين المركز العام الأستاذ الدكتور عباس الجبوري . ليحدثنا عن مسيرته الأدبية والإعلامية الحافلة بالنشاطات قرابة النصف قرن من الزمن . فأهلاً وسهلاً بهِ .
حاوره / ذوالفقار عبد الحسين
* يزيدنا كبير الشرف بالروح الأبوية التي يحملها لنا ، أن نجري حوارنا مع الدكتور الاديب الفنان عباس الجبوري ..
لن نستطع أن نضيف لنعرّف بشخصيته ..
لنقول من هو الأستاذ عباس الجبوري وهو غني عن التعريف . قامة ثقافية أدبية كبيرة عرفها الشارع العراقي والعربي والديالي منذ القرن الماضي .
* أستاذي نبذة عن حياتك الأدبية الحافلة بالعطاء والنجاحات نبدأها
في أي عام كان انتماء الدكتور إلى اتحاد الادباء والكتاب .
# في الحقيقة كان انتمائي إلى اتحاد الأدباء في بداية الثمانينات عن طريق الكتابة في مجلة الطليعة العربية ثم كانت لي مشاركات في اتحاد أدباء وكتاب ديالى واخر محاضرة لي كانت ( أضواء على المسرح الجاد ) في هذا الشهر * من أي الأبواب دخلت إلى عالم الفن والصحافة والإعلام . كانت بدايتي بهواية الفن التشكيلي ثم انعطفت على المسرح في عام 1959 ودخلت عالم الصحافة عن طريق الشاعر كريم راضي العماري والصحفي قيس لفته مراد وكتبت في صحف المنار والجمهورية والثورة والتآخي وغيرها ولا زلت أكتب في صحف الشرق وديالى والدستور العراقي والنهار وجدار والصحف العربية والمجلّات المختلفة بالإضافة إلى عشرات المنتديات الثقافية على التواصل الاجتماعي
*هل يوجد اختلاف بين شعراء وكتاب القرنين الأخيرين وشعراء وكتاب القرون الماضية من ناحية الحداثة وغيرها .
# قطعاً هناك وجه الاختلاف بين شعراء القرنين ، التقرب الصورة أكثر هناك اختلاف بين شعراء الثمانينات وشعراء هذا الجيل في ذائقة الشعراء وذائقة الجمهور..فالشاعر يبحث عن متنفس لذاته في فتره الثمانينيات
لأنه يستهدف المتلقي النخبوي ، وهم قلة والآن شاعر المليون وألف شاعر في الساحة
والمبدعون تضرروا بسبب كثرة الشعراء وقلة الشعر. ..
وشعراء هذا الجيل يحاولون الوصول لتصفيق الجمهور عبر فراغهم وفي كلتا الحالتين ،الجمهور الذواق موجود والشاعر الذكي موجود والذائقة موجودة لكنها تعاني وعكة صحية
والاهم من ذلك بين الجيلين هناك غصون مثمرة واليوم تفرعت .
وما يميز جيل الثمانينات انه اصبح مثلاً للجيل الحالي ..
* رأيك كأديب كبير في القصيدة النثرية هل تعكس حالة سلبية ام إيجابية على الثقافة والأدب العربي .
#استاذ ذوالفقار عندما نتناول القصيدة النثرية بمعنى نتحدث عن الإبداع الأدبي، ثم تأتي خصائصُ الشعر ، فتميِّز بدورها بين النثر الأدبي والشعر ، على أن نفهم "المخيلة" في كلام الشاعر ،بمعنًى أوسع يدخل فيه الوجدان ودِفؤُه، والصياغة اللغوية وسحرها، والبِنية الفنية وما تَخلقه في النفس من متعة، وشأنه إشاعةُ الشعور بالنشوة لدى القارئ...
وعلى هذا الأساس نستطيع أن نَخلُص إلى أن النظم أي- موسيقا الشعر - يعتبر من المقاييس الأساسية التي تُميِّز فن الشعر عن فن النثر، ولكن على شرط بديهي، هو ألا نعتبر النظم مقياس التفرقة الوحيد بين الفنَّين .. والحداثة في الشعر هي إيجابية لأن
ثم إن الوسائل البلاغية التي يشير إليها - من جناس وسجع، وترصيع وموازنة، وطباق وتَورية، وما إلى ذلك - قد عادت مرةً أخرى، فاستولَت على عقول بعض الشعراء الحداثيِّين أنفسهم لتُضفي على شعرهم شيئًا من الفتنة..!
* من هم الشعراء والكتاب الذين تأثر بهم الأستاذ عباس الجبوري .
#كنت شغوف في بداياتي بقراءاتي لكتاب مخضرمين معروفين مثل طه حسين والعقاد وعلي الوردي ، ومن الشعراء نازك الملائكة وجبران خليل جبران وعبد الرزاق عبدالواحد ولميعة عباس عمارة والسياب ونزار قباني ، ثم بدأت اتخاذ خط لنفسي ليعكس تجربتي الذاتية .
المختلفة بصورة صحيحة بما يثير استقرار الأديب أو الشاعر في انطلاق أكبر ومسيرته بخطى ثابتة.
* هل يمكننا أن نعرف عدد المسرحيات التي شاركت بها والتي كتبتها وأخرجتها وعرضت على المسرح ..والمسرحيات التي لم ترى النور إلى الآن ..
# شاركت في أعمال كثيرة كممثل في بداية حياتي الفنية بعدة فرق مسرحية ،منها فرقة مسرح بغداد وفرقة المسرح الحر وفرقة مسرح التربية وفرقة مسرح بعقوبة وفرقة مسرح المجددين وفرقة مسرح ديالى ومؤسس فرقة المسرح الطلابي وقدمت 9 اعمال وكان نظيرا لها فرقة المسرح الطلابي التي أبدع فيها الفنان القدير قيس البارودي ، ثم أسست فرقة المسرح الريفي في بداية السبعينات وقدمت عروضا مميزة واوبريت عرس الكاع وانهت عملها عام 1979.حيث كتبت في تلك الفترة 43 مسرحية إلى الفرقة الريفية وأخرجت معظم نتاجاتها...ثم كتبت الى مسرح الدراما والجاد والرمزي والشعبي 18 من مسرحية ،ثم كتبت مسلسل درامي ب32 حلقة لم يرى النور بسبب تكاليف الإنتاج .
* هل لك مشاركات فنية او ادبية خارج العراق
#أكيد قدمت عدة بحوث ودراسات في مجال السلم العالمي والأهلي ، والفلسفة ، وفلسفة الإعلام، وحقوق الانسان إلى الجامعات العربية والدولية ..وشاركت في تقديم مسرحيات من تأليفي لمخرجين في ماليزيا وطاشقند والجزائر وتونس وآخرها قدمت مسرحية من تأليفي في مهرجان فاس في المغرب بعنوان - حلم إمرأة- إلى جانب نشاطي في العراق.
* ماهي معاناة المسرح الديالي اليوم وهل هو حافل بالنشاطات كما كان سابقاً # المسرح هو أبو الفنون ،فن جماعي راقي ،ويعتبر المسرح هو بيت من بيوت الفنانين ..الفن المسرحي في محافظة ديالى يكاد يكون متواضع نسبياً مقارنة مع بعض المحافظات الأخرى، وما يؤخذ عليه أنه لم يستطع أن يخلق طقساً مسرحياً دائماً في المحافظة، لأسباب يدركها الفنانون أنفسهم.. وهذا بصراحة يعود إلى ضعف الإمكانيات التي تقدم للمسرحيين والتي تكاد تكون شبه معدومة .
إضافة أن حالة الآنحسار التي يعيشها هذا المسرح في المحافظة مرهونة بوجود أسماء محددة، وفي حال غابت هذه الأسماء، ، وكأنما ستشكل غياباً يصعب تعويضه، أما عن السبيل لتطوير المسرح، اولاً انطلاق الشباب المسرحي الجديد وإبراهيم على العمل المنتج ، ثم الاهتمام وتقديم الدعم الحكومي مادياُ ومعنوياً لنقابة الفنانين والإنفتاح على تشكيل فرق عاملة فعلاً واحترام المسرح وقدسيته، وعدم التعامل معه من قبل البعض على أنه فن تسلية وتهريج دون إد راك لدوره الثقافي والاجتماعي .والنظر إليه بموضوعية واعية خصوصا وأن المسرح الديالي بدأ بالإنحسار منذ عشرين عاما ،الا من الأعمال ذات النتاج الأكاديمي لطلبة المعاهد والكليات ومشاركات النشاط المدرسي ، ومهرجان أيام ديالى المسرحي السنوي بصفحاته الأربع ، أما المسرح الجماهيري فلا وجود له إلا ما يسمى بالمسرح التجاري والذي لا يمت للمسرح الجاد والملتزم بأية صله ، وهدفه ذو اتجاهين الربح المادي أولا على حساب إفساد الذوق العام ، والثاني متنفس مادي للممثلين الذين وجدو لقمة العيش منه .
* ما هي معاناة الأديب العراقي اليوم وما هو المطلوب من الحكومة المركزية حتى ترضيه # د.ذو الفقار ..العراقي لديه حس غريب . انه يرى آمتلاك الاديب والشاعر العراقي كتلة من الأحاسيس العاطفية والجمالية. وهذا يؤكد وجود نهضة رائعة لكتاب وشعراء لافتة للنظر حيث يولد شعراء بهذا الكم الجميل وينهض من وسط هذا التراكم الذي يعيشه جراء الأحداث التي مرت.. ويعني ان المشهد الثقافي في خير وتجديد ،وان ينبوع الشعر لدينا لا ينضب والإبداع ينبع من وسط الاحزان .
وإذا أتينا إلى المشهد الثقافي الديالي ...انك تعلم مدى فرحتي حين اذهب إلى اتحاد الأدباء في ديالى لأماسية الجميلة ونرى ونسمع نشاطات ثقافية وأدبية تقام اسبوعيا ، مما يعني اننا بخير . والمتابعون للنشاط الثقافي يسبحون في ملكوت افكارهم..ولكن عددعهم لا يرتقي الى ظاهرة الوعي الحقيقي الذي يعيشه الأديب والشاعر من التزام حيث يرضع المهتم الشعر والأدب مع حليبه اليومي والصحيح أن العراق بلد الشعراء والأدباء ..وقد تتذكر اغنية الفنانة فيروز .
* اقرب شاعر أو كاتب توفى وابكاكَ .
# شقيقي الشاعر فاضل الجبوري
والشاعر حسين مردان ،
والفنان سليم البصري والكاتب محي الدين زنكنة والكاتب الفذ سعد محمد رحيم الاحتفالية السنوية لوكالة بلالاما الإخبارية الدولية . واخر مقالة لي .
*.آخر موضوع أو مقالة كتبتها أو تحت اليد .
وآخر مسرحية انتهيت منها .
# مسرحية الملك بلالاما حاكم مملكة أشنونا، وهي من المسرح الملحمي..وستقدم في الاحتفالية السنوية لوكالة بلالاما الإخبارية الدولية .. واخر مقالة لي
* القصيدة التي تميزها إلى نفسك ،وآخر قصيدة لك.
# القصيدة المحببة إلى نفسي كتبتها في نهاية التسعينات وكانت من ضمن ديواني الأول
{ليت القصائد جمر}
هي ( مدينتي)
مدينتي ....
كنا ببستاينها
نتعلمُ ماهيَّةَ الابتسامِ
وصيرورةَ الحلمِ
يتماهى مع الأنغام
كانت ترتل
فيفرشُ في كفِّها
الأصيل ، عمرَهُ
و يقيم الصلاةَ
تخِفُ بهِ الروح ُ
تغشاهُ غيبوبةُ الوردِ
اللهُ يسكبُ ماءَ جنتِهِ
على القلوب
من ذا يُطهِّرُ ما تخثَّر
من حليبِ الروحُ
في ُلغتي
أطَعِّمُها بنكهة مدينتي
بتربتها الفرحِ المقيم
يستطيلُ
هيَ الندى
همسٌ تَقَدَّسَ نَايـُهُ
الليل الطويل
وبراءتها المستحيلِ
تجوبُ أوردتي
أُسافرُ بينَ عينيها
فتمارسُ سِحرَهَا العسليَّ
على نهر خريسان
َسيداً ليمام عينيها
وينام الوَقتُ ..
بعقوبةُ
عيناكِ يمطرُ كونُها
في حقلِ روحي نجمةً
تمدّني أفقاً خصيباً
آهِ يا أم البرتقال
أبصرُ أنهارَك تسجدُ
في الروح
أذوبُ في الوردِ
المخبّأِ في جسورك
سأنحني والبرتقال
لدمعَكِ
مغرقاً بين ظلوعي
بأوجاعِ السنابلِ
أنحني
ومن ثقلِ التهجُّدِ
لعينيك أنثني
على بابِ قلبي
زمانٌ جديدٌ من الركضِ
والأمنياتِ،
وعلى شرفاتك فتحت قلبي
وفي العمر نحلٌ
حولَ اختيارِ الأغنيات
وإيقاعِ صبحٍ يموّجُ
من سنا حروفك ..
لأستخرجَ من نواةِ صباحِك
مدىً للخيال ...
وآخر قصيدة كتبتها يوم 25 تموز 2019 هي
(تفضحنا السنوات )
تفضحنا السنوات
فتأتي على
على صهوة الحلم مكبلة
تنام على ضفاف الأساطير
بالرؤى .
بالشذى .
بالندى .
بالدموع السجال
هي ذي باقة للتناقض
حين تجيئك راكضة للوراء .
فتفضحها الفلسفات
تراكمات الحب
تعود إلى واقع من ضباب .
يخاصمها العمر ثانية
يتفنن في ترك بعض التجاعيد في وجهها
سنة قد مضت
ثم عام وها نحن نرجع للبدء ثانية
يا ترى ، كيف أبدأ خيط الحكاية
كيف أجيء...
وفي القلب شرح كبير
يحاصرني بالتريث
يهمس لي ..
أنت تعشقها ..أتأوه أسترجع الآن بعضا من النفس ....
بعضا من الوقت
في زمن ضائع
أتأمل الخاتم الفضي
في اليد ... أتفحصه
أفرك عيني فيه
أراها مسيجة بالأوردة
موغلة في الإرهاق
فأغمض عيني ثانية
أتسلح بالنوم
بعضا من الوقت
كي أبدأ الآن
رحلة بحث تفاجئني
في المنام .. فتسألني
كم من العمر ضيعت
في البحث عني ؟
ثم هذي الأنامل ليست لوضع الخواتم
بل لحساب قد تبقى من العمر
زرع أفلت شطأه
أسألها :
ولم لا تكون لما قد مضى ؟
ثم أدرك أن السؤال جنون
وأن الرجال إذا ما أحبوا
أشد جنونا ..
وعند الصباح
وهي راقدة جنبي
تمنحني بلطف ...
كلمة ..صباح الخير
يا عمري ...
أتراجع ...طفلاً
إلى سن البراءة.
* كلمة توجهها الى جمهورك الكريم بشكل عام والشباب بشكل خاص .‎..؟
ان المتابعة للجانب الثقافي محبب والى المهتمين أصبح حالة ملزمة في الغواية والأستنباط ..كذلك
إن ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻨﺢ ،
والمثقفون ﻛﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻳﻔﺘﺤﻮﻥ ﻛﻞ ﻗﻠﺐ ﺑﺤﺴﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ واقلامهم
ﻭﺭﻭﻋﺔ ﻣﺸﻮﺭﺗﻬﻢ ﻭﻛﺮﻳﻢ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ
فاﻷﺧﻼﻕ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ....ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻔﻮﺡ ﻣﻨﻚ ﻋﻄﺮ ﺃﺧﻼﻗﻚ وكلمة حق تقولها بتواضع ....
وكلمتي الاخيرة :
الشباب الواعي عماد الأمة وأداة نهوضها الحضاري ، والشعراء والأدباء الشباب بعطائهم هم سدنة الثقافة وانهم امانة وعرس في الافاق المستقبلية، إن فاح عبير كلماتهم اشرقت الدنيا .. لأن أقلام الشباب شعلة وعواطف
، تنضح من جمال أرواحهم ..إنهم مشاريع
محبة وامل وإبداع .
وشكري وتقديري إلى الإعلامي الرائع الشاب د. ذو الفقار عبد الحسين لإنسيابية حواره الممتع امنياتي له بالتقدم الدائم لأثراء الكنز الصحفي بكل ما هو جميل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق