الرجل والمرأة ومعايير الرجولة والشجاعة
يوسف رشيد الزهيري
الذكر والانثى هو التصنيف الذ
ي صنفه القران الكريم حين خاطب البشرية جمعاء ذكورا واناثا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}ٌيوسف رشيد الزهيري
الذكر والانثى هو التصنيف الذ
وتبعا للتركيب الفسيولوجي ، فهنالك فوارق جسدية وهورمونية بالنسبة للذكر والانثى اما من ناحية الصفات العامة يوصف الذكر بالرجل والانثى بالمرأة حين يبلغ عندهما الكمال الروحي والاخلاقي والجسدي في الحكمة والتصرف المسؤول والعقلانية أما الرجل الحقيقي فهو الذي يثبت جدارته في تولي الأمور إذا أُسندت إليه مسئولية وهو الصبورعلى الشدائد وهو الجاد في العمل وهو القادر على الإحتواء ، فالرجولة ليست بياناً للنوع و لكنها خصائص ومميزات لكل ذكر اتسم بالطباع الحميدة والشرف والامانة والشجاعة في المواقف التي اشارت اليها الايات القرانية في مواضع الرجال إذا إكتسبها الذكر يصبح رجلا وهذه اسمى غاية في الوصول للمثالية للانسان
اما الأنثى يتوقف تعريفها عند الإنتهاء من وصف الجسد إنما المرأة فهي المجموعة من الصفات التي تعطي لهذا الجسد قيمة حقيقية في الاخلاق الحميدة ومراعاتها لحقوق زوجها واسرتها والمحافظة على عفتها وسترها وشرفها والمحافظة على دينها الذي يجعل الرجل يشعر بأن هناك شيئا يستحق حقا العناء من أجله ، والضعف الجميل الذي يجعل الرجل يشعر بدوره في حمايته ، هي معين لا ينضب من الحنان ، و هي التي تستطيع أن تدير منزلا و تحتوي رجلا و تربي جيلا عظيما هي التي تختلف عن الرجل شكلا و موضوعا فلا ترتدي ردائه و لا تمشي مشيته و لا تتحدث مثله و لا تشبهه.بكل الصفات فالرجل يوصف رجل ما ان اشترطت به ادوات وصفات الرجولة والمرأة امرأة توصف ايضا كرجل ما ان توافرت بها شروط المراة الصالحة الناضجة التابعة للرجل المطيعة المتطهرة كما اشار اليها القران الكريم في عدة مواضع ومواقف كما جاء ايضا في وصف معنى المرأة هي زوجة الرجل وان ما يقال امراة تعادل الف رجل فهذا مفهوم ربما غير منصف بالرغم من ان هذا التوصيف مجازي يطلق من الناحية اللغوية على الرجل والمراة
وإن صفات الرجولة هنا تشمل الذكر والأنثى وقد عرف التاريخ الإسلامي نساء أرجل من العديد من الذكور التي توفرت لهم صفة الذكورة ولم تتوفر لهم صفة الرجولة حسب المعايير الاخلاقية والتشريعية الوارد ذكرها في كتاب الله سبحانه وتعالى
ويبقى وصف الرجل والمراة كتوصيف من الناحية اللغوية والمنطقية والتعريفية فهما صفتان متعادلتان متكاملتين كتعاقب الليل والنهار بالقوة المثالية وسماتها لمن يحمل صفاتها ان كان ذكرا او انثى بالغا حكيما شجاعا ومقداما وجسورا لكلا الجنسين.
بينما كلمة المرأة معناها في اللغة مختلف تماما فكلمة المرأة في معنى العلو والارتفاع من جهة ومعنى الإنسانية من جهة أخرى فمبنى هذه الكلمة على ذلك بكل مدلولاتها اللغوية والمنطقية في الكمال والمروءة والعفة والتضحية والبسالة والكرم والشجاعة والعديد من المزايا والفضائل التي انعم الله بها على الكثير من النساء والذي تساوى دورهن وبطولاتهن مع مواقف الرجال
"واذكر قصة الاعرابي الذي اراد ان يتزوج فاشترط زواجه ان تكون من يتزوجها امراة كما يقال عن فلان رجلا " وليس هنالك ابلغ من لسان العرب حديثا في زمن الجاهلية .فدور الرجل ومكانته لا يقل عن دور المراة ومكانتها فالرجل الكامل يتساوى مع المرأة الكاملة في الدور الاخلاقي والديني والاجتماعي والمواقف الجسيمة هي المعيار الحقيقي لمقاييس الشجاعة والبطولة والرجل والمراة كلاهما ليس مقياسا او معيارا للشجاعة بل المواقف الحقيقية الرجولية لكلا الجنسين يشكلان المقياس الحقيقي للشجاعة وهنالك تفاوت نسبي بينهما عبر مراحل التاريخ في نساء اثبتن جدارتهن وقوتهن في ظروف ومواقف عديدة في الشجاعة وبين رجال اثبتوا جدارتهم وقوتهم وليس المقصود والمراد بالقوة الجسمانية فحسب بل بقوة الايمان والعزيمة والصبر والاتكال على الله سبحانه وتعالى وكانوا جديرين ان يتصفوا بالشجاعة . سواء كان مفهوم الشجاعة المتعدد في الطرح والاراء او المواجهة او التصرف الحكيم والشجاع .ومن هنا يكمن مفهوم معيار الشجاعة بانه موقوف ومحكوم بنمط ونوع الموقف وليست هنالك معايير خاصة تثبت بان المعيار الحقيقي للشجاعة هي تكمن في نوع الجنس البشري او وصوله الى درجة الكمال الحتمية وان كانت تعني كلمة رجل كصفة دالة للرجولة وانها تدل على انها صفة نادرة الكمال ،لكن الكمال وحده لله وكل شيء في الكون نسبي من مفاهيم الجمال والعلم وكل ما يحيط بنا .في نسب متفاوتة وان كانت الرجولة معيارا حقيقيا للشجاعة ! فهل تكون المرأة معيارا للجمال ؟ وبجمال يوسف الصديق يتساقط حياء كل جمال الجميلات الفاتنات ،فهل يعد هذا معيارا حقيقيا امام هزائم الرجال في الحروب وانتصارالنساء؟
حقيقة المواقف وحدها جديرة ان تكون معياراومقياسا للنجاح والشجاعة بالنسبة للرجل والمراة وتحددها القيم والفضائل الاخلاقية من مخرجات تلك المواقف في اعلى المراتب الانسانية .كن رجلا شجاعا يحترمك الاخرين وتفرض هيبتك وقوتك ومكانتك وسلطتك....
كوني امراة شجاعة يحترمك الاخرين وتفرضين هيبتك وقوتك،ومكانتك ،وسلطتك ،وقد تختلف بعض المعايير والمفاهيم والاختلافات في المجتعات من حيث مفهوم سلطة الرجل، والمراة في المجتمع وخاصة في المجتمع العربي كون المجتمع العربي اكثر ذكورية مما هو رجولي ومثالي وينظر الى المرأة بمنظار يختلف عن رؤية المجتمعات الاخرى من حيث المنظور الفكري والديني والاجتماعي والقبلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق