السبت، 27 ديسمبر 2014

قصيدة بعنوان سرد صوفي للشاعر العراقي عادل الغرابي


سَرْدٌ صُوفِيٌّ
................
سَأَقُصُّ مَا قَدْ كَانَ مِنكِ وَمَا جَرَى
وَأُزَاوِلُ الصَّلَــــوَاتِ عَنْـــكِ تَصَبُّـــرَا
فَأبلُ هَذِي الدَّارَ فَيضًا مَـــنْ دَمِي
وَأُلَـــــوِّنُ الجُـــدْرَانَ لَــــوْنًا أَحمَـرَا
وَأَسُــوقُ مِنْ قَلَقِي العَتِيدِ لَوَاعِجًا
حُبْــلَى بَنَـــارِ الاصْطِبَارِ إِلَى الوَرَى
يَـــا مَنْ جَعَلْتِ التِّينَ وَالزَّيْتُونَ فِي
طورِي البَهِيِّ مِنَ الصَّفَاقَةِ مُصْحِرَا
إِنِّي بِإِكْسِيــــرِ التَّبَــدُّلِ جَــاهِـــلٌ
أَحْتَاجُ عُمْرَ شُعَيْــبَ كَيْ أَتَحَضَّـــرَا
أَلْقَى إِلَهُ الشِّعْــرِ فِي رَوْعِي رُؤىً
قَدَّتْ قَمِيــصَ اللَّيْلِ حِيـــنَ تَـــأزَّرَا
وَبِحَيثُ أَنَّ شُعَاعَـــهُ يَجْتَـــاحُنِي
حَتَّى أَخَالَ اللَّيْلَ صُبْـــحًا مُسْفِرَا
أَنَا مُذْ عَشِقْتُكِ وَالضَّيَاعُ يَصِيحُ بِي
إِنِّي حَلِيفُكَ كَيْ يُجَـــافِيَكَ الكَرَى
قَـــارُونُ وَالخُيَـــــلاءُ كَانَـــا نَبْـــتَةً
فِي أَرْضِكِ الجَدْبَاءَ حَيْـــثُ تَجَذَّرَا
إِذْ أَثْمَرَا شَـــوْكـاً فَكُنْــتِ كَطَبْعِهِ
يَا بِئْسَ مَا كَــــانَا إِلَيْـــكِ وَأَثْمَرَا
كَمْ كُنْتِ تَجْتَرِّينَ لَهْفَــةَ خَافِقِي
كَمْ كُنْتُ مَخْدُوعَ الفُـــؤَادِ مُغَرَّرَا
فَجَنَيْتُ مِنْ غُصَصِ الغُرُورِ مَصَائِبًا
كَانَتْ وَمَا زَالَتْ بِصَـــدْرِيَ خِنْجَرَا
وَلَطَالَمَا حَاوَلْتُ نِسْيَــــانَ الهَوَى
وَلَمَــاكِ وَالنَّهْدَيْنِ كَيْـــفَ تَكَـــوَّرَا
سُحْقًا لِثَغْرِكِ حِينَ ذُقْتُ رِضَابَهُ
أَوَ كَــانَ شَهْداً صَافِيـاً أَمْ سُكَّرَا
لا تَقْتُلِي طَيْفِي إِذَا مَا اخْضَرَّ مِنْ
نَسَمَاتِكِ العَذِبَاتِ وَانْهَمِرِي قِرَى
فَالوَأْدُ مِنْ شِيَمِ الرِّجَالِ وَلَمْ أَخَلْ
ـ
إِنَّ النِّسَـــاءَ يَئِدْنَ طَيْفًا أَخْضَـــرَا
وَلَقَدْ نَسِيتُ الحُوتَ فِي البَحْرِ الَّذِي
أَبْحَــرْتِنِيـــهِ قَسَــــاوَةً فَتَحَــــرَّرَا
شَيْطَانُكِ المَعْتُــــوهُ يَكْسِرُ عُزْلَتِي
لِيَفِيضَ مِنْهَا الشِّعْرُ صَوْبَكِ أَنْهُرَا
لَمْ أَسْتَطِعْ صَبْراً وَعَرَّابُ الهَوَى
مِنْكِ اسْتَجَــــارَ بِتَابِعِيهِ وَحَذَّرَا
تَشْتَاقُ طَعْمَ السَّيْفِ قَافِيَتِي الَّتِي
صَدِئَتْ بِدِهْلِيـــــزِ الجَفَاءِ لِتُنْحَرَا
وَلِذَا سَأُعْلِنُ قِصَّــــةً وَقَصِيدَةً
صُوفِيَّةَ الأَنْبَـــاءِ عَنْـــكِ لِتُخْبِرَا
أَهْلَ الغَـــــرَامِ بِأنَّنِي مُتَصَوِّفٌ
جَحَدَ الطَّرِيقَةَ فِي هَوَاكِ وَأَنْكَرَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق