و اختارت الغروب
تسوقها رجلاها خارج البيت وغشاوة المرض تنسدل على ملامح وجهها كما ينسدل ستار الليل بعد أن يودّع خيوط الشمس المضيئة، لم تعد تنسج من الأحلام أردية الجمال كما كانت تفعل، تلتفت يمينا ثم شمالا، يصدع روحها اليأس وسمْعها التوتّرات القادمة من الشوارع الكبيرة المنغمسة في وهج السراب المثقل بغمام الزحام لتقرّر اقتصار الطريق عبر الأزقّة المتخفّية..
تواصل السير من زقاق إلى آخر، كم هي واهية مثل خيوط العنكبوت التي لا تقدر على مقاومة أخفّ النسمات، تنخفض درجات حرارة جسدها المُرْهَق ليتجمّد بريقه، لا نسائم للسعادة بل غمّ يستقرّ بالأعماق ليغتال لحظات الفرح وما الفرح في حياتها سوى قنطرة لرجع صدى الآلام..
خطوات منهارة وعينان غائرتان وروح يحوم اليأس حولها كما تحوم النسور حول الطريدة لتنهشها فكلّما تضيق حالها بما تحس يسرع قلبها ليلوك نفس النبض ينطّ فزعا بداخله...
ها هي تصل المدينة الخارقة لقوانين البشر تنشد بعض سكينة بين النيام، إنها تبحث عن مكان تدفن فيه الوجع المتغلغل في حبال الجسد تغلغل الماء في جذور الشجر.
تقترب منها وتتنفّس الصُّعداء ثم تُسند رأسا مكبّلا باليأس على الجدار الفاصل بين عالمين، عالم الأحياء وعالم الأموات، ما أروع هذه الحياة التي تسلخ عن جلدها الأدران وتنزع عن صدرها الشعور بأنين الخوف والألم، تلتفت إلى القبور تعُدّها، ترى كم سيكون رقم قبرها عند مواراتها التراب؟
ولا زالت تتساءل وتُواسي نفسها حتى داعبها النعاس فغابت مع الأرواح المحلِّقة حولها..
صالحة بورخيص
تسوقها رجلاها خارج البيت وغشاوة المرض تنسدل على ملامح وجهها كما ينسدل ستار الليل بعد أن يودّع خيوط الشمس المضيئة، لم تعد تنسج من الأحلام أردية الجمال كما كانت تفعل، تلتفت يمينا ثم شمالا، يصدع روحها اليأس وسمْعها التوتّرات القادمة من الشوارع الكبيرة المنغمسة في وهج السراب المثقل بغمام الزحام لتقرّر اقتصار الطريق عبر الأزقّة المتخفّية..
تواصل السير من زقاق إلى آخر، كم هي واهية مثل خيوط العنكبوت التي لا تقدر على مقاومة أخفّ النسمات، تنخفض درجات حرارة جسدها المُرْهَق ليتجمّد بريقه، لا نسائم للسعادة بل غمّ يستقرّ بالأعماق ليغتال لحظات الفرح وما الفرح في حياتها سوى قنطرة لرجع صدى الآلام..
خطوات منهارة وعينان غائرتان وروح يحوم اليأس حولها كما تحوم النسور حول الطريدة لتنهشها فكلّما تضيق حالها بما تحس يسرع قلبها ليلوك نفس النبض ينطّ فزعا بداخله...
ها هي تصل المدينة الخارقة لقوانين البشر تنشد بعض سكينة بين النيام، إنها تبحث عن مكان تدفن فيه الوجع المتغلغل في حبال الجسد تغلغل الماء في جذور الشجر.
تقترب منها وتتنفّس الصُّعداء ثم تُسند رأسا مكبّلا باليأس على الجدار الفاصل بين عالمين، عالم الأحياء وعالم الأموات، ما أروع هذه الحياة التي تسلخ عن جلدها الأدران وتنزع عن صدرها الشعور بأنين الخوف والألم، تلتفت إلى القبور تعُدّها، ترى كم سيكون رقم قبرها عند مواراتها التراب؟
ولا زالت تتساءل وتُواسي نفسها حتى داعبها النعاس فغابت مع الأرواح المحلِّقة حولها..
صالحة بورخيص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق