الأربعاء، 29 أغسطس 2018

حرقة الفراق / فطوم عبيدي / تونس ,,,,,,,,,,,,,,,

حرقة الفراق ينتشر لهيبها
حرقة الفراق ينتشر لهيبها,
يزعج أنين الوجع سكينة الليل الحزين,
يأتي طيف الموت خفية و القمر كئيب,
بين أجنحة الليل يتمدد جسد الفقيد.

عزيز العائلة تأخذه المنية,
لهيب الفراق يشتعل في أفئدة الأنفس,
قريب يرحل ونواح يحل أليما,
عويل النسوة يمزق أحشاء الصمت.

يقبل المعزون من كل صوب و من كل حدب,
و تنصب خيمة خارجية للرجال لتقبل التعازي,
وتدخل النساء البيت لتغزي أهل الراحل,
تتداخل الدموع و قبلات التحية.

و كثيرا ما يصل ملح الدموع إلى الشفتين الباكيتين,
و صاحبتهما تقبل معزية الخدين,
وتقبل النساء كل أفراد العائلة ,
مفردات التعاطف تنطق بالتعازي.

قريب العائلة يرحل,
و تسافر الأفئدة,
لتنزل ببيت الفقيد يوم العيد,
و يذبح خروف العيد و يصبح فداءا لروح الفقيد.

يسافر الأقرباء على أجنحة الليل,
و يحل ركبهم ببيت الميت,
يقدمون التعازي,
ويرددون خصال الفقيد.

يسمع ترتيل القران الكريم,
من حين لأخر يصمت الجميع إجلالا لقراءة القران,
ومن حين لأخر تخطي الصيحات آيات صورة
أو حزبا ما, و تأتي بعض النسوة يقدمن الشراب و الطعام.

زوجة الراحل ترتدي لباسا حزينا,
وقد صنع الدمع على خديها نهرا مدرارا,
تختنق الدموع بين ثنايا الحنجرة,
وتنفجر الأحزان باكية ,وحرقة الفراق راسية الأوتاد في عناد.

© فطوم عبيدي
23..
8.2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق