الأحد، 14 أكتوبر 2018

حوار بين شهريار و شهرزاد تمليه القريحة الآنية /ألف ليلة و ليلة / الليلة الحادية عشر/ فطوم عبيدي / تونس ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

حوار بين شهريار و شهرزاد تمليه القريحة الآنية
ألف ليلة و ليلة
الليلة الحادية عشر

تنبس شفاه إحدى سكان القصر: آه ما أجمل فناء قصر شهريار. و نافورة الماء تصافح عطر المساء. هنا تجلس الحسناء شهرزاد بجانب جلالة سلطان الزمان و المكان.
الإطار الملكي يسحر العين العاشقة للجمال الساحر.
شحرور البلاط يشدو . فيعطي للجو رومانسية أخاذة و حالمة .

يلتفت شهريار لشهرزاد قائلا:
-أنا مشتاق لمعرفة بقية الحكاية.
-حسنا جلالة السلطان سأواصل.
تروي شهرزاد:
-تركنا ليلة البارحة الحكاية عند مشهد السلطان المستبد و هو مذعور. بعد أن أستمع إلى أبنته الأميرة و هي تصيح.
-نعم عزيزتي و هو كذلك
تواصل شهرزاد
يدخل الملك غرفة الأميرة الشابة و الجميلة . فيراها جالسة على السرير. يبدو في عينيها خوف.
-ما بك أميرتي ؟

تصمت الأميرة الجميلة. ثم ترد على أبيها جلالة الإمبراطور:
-كنت نائمة و عشت كابوسا مفزعا.
-كيف كان ذلك يا بنيتي؟
-بينما كنت نائمة. و حلمت بان قصرنا تداهمه المياه من كل الإطراف. و أنت تكاد تغرق. فاثر في ذلك المشهد فصحت حتى اليقظة.

يذعر السلطان و يخاف ويتمتم : ربما سيحصل لي مكروها. و تنقبض نفسه. ثم يتمالك. و يواصل كلامه قائلا:
-روّحي على نفسك و اجلسي قليلا في شرفتك . و استنشقي قليلا من الهواء النقي.
-حسنا جلالة الملك تجيبه الحسناء بصوت خافت و مرتبك.
-صغيرتي يبدو انك نمت مباشرة بعد الأكل.
-كلا جلالة الملك لقد طالعت كتابا لإحدى الحضارات القديمة لمدة ساعتين تقريبا . و ذلك بعد أن تناولت وجبة العشاء. ثم نمت بعدها
-حسنا عزيزتي
-بعد أن تروحي قليلا على نفسك في الشرفة .عودي للنوم لان لديك في الصباح درس الموسيقى . و يحب أن تنهضي باكرا. لتحضري نفسك. لان أستاذ هذه المادة سيأتي غدا .
-حسنا أبي جلالة الملك
تجلس الأميرة الشابة في الشرفة . و يلتحق الملك بجناحه للنوم هو كذلك.

وفي الحقيقة لم يكحل النوم جفنيه. من جهة يجد نفسه يراجع حديثه . الذي قد تبادله مع أبنته. و من جهة أخرى يفكر كيف يكون أكثر حزما مع الرعية. ثم يتمتم قائلا:
أيصدق كابوس ابنتي و تتقاذفني أمواج المياه العاتية في يوم ما؟
ربما رب السماء يريد معاقبتي لعدم عدلي مع الرعية ولانتزاعي لأراضيهم بالقوة. و ربما أيضا أرادت السماء تحذيري لست ادري؟
ثم يجذب الغطاء فوق رأسه في سرعة جنونية و يبقى يهذي تحت غطائه.

هنا تصمت شهرزاد و تقول جناب السلطان أكمل بقية الحكاية غدا بعد إذنكم.
آه وددت لو اعرف البقية.
-حسنا ستعرفها غدا جناب الملك.
-كما أردت حضرة الملكة لا أريد أن أرهقك أكثر.
شكرا جزيلا-

ينام شهريار و بجانبه شهرزاد تحت ضوء هادئ وخلاّب.
© فطوم عبيدي
13.10.2018
يتبع
١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق