السبت، 22 نوفمبر 2014

الفكر و دوره الفاعل في حياة الإنسان العاقل [ مع الورقة الخامسة و الثلاثون من كتاب نظرية النطق بقلم يحيى محمد سمونة].../ الكاتب ,,,,/ يحيى محمد سمونة .....


الفكر و دوره الفاعل في حياة الإنسان العاقل [ مع الورقة الخامسة و الثلاثون من كتاب نظرية النطق بقلم يحيى محمد سمونة]
فارق بينهما مع معرفة سر إصرارك على وجود فارق بينهما؟!
قلت له: هذا ما كنت أود التنبيه إليه منذ فترة، و ها هو سؤالك يدفعني للحديث عن ذلك و بارك الله فيك
قلت: في لغة العرب التي نزل بها الوحي الإلهي فإن العقل: من عقل الشيء بمعنى ربطه- لمنعه من تفلت وانعتاق- و خطام الناقة يقال له عقل فهو يعقلها من تسيب. وقد حاولت في نظرية النطق استخدام هذا اللفظ - أي العقل - على أنه هو الأمين على مستودع الذاكرة البشرية بحيث أنه يعقل الأمثلة المكتسبة المودعة في الذاكرة ويمنعها من تفلت، لأنها - أي الأمثلة المكتسبة - لو تفلت من ذاكرة المرء غدا غير عاقل فهو عندها إما مجنون أو قد أصابه الخرف أو كان ممن فقد الذاكرة [ رب قائل يقول لكن واحداً من هؤلاء الذين ذكرت تجده يعرف طريق العودة إلى البيت فكيف لنا أن نفسر ذلك؟! فأقول لهذا: المرجع في ذلك الأمثلة الفطرية التي أودعها الله في ذاكرة أبينا آدم عليه السلام و توارثناها نحن البشر عنه، فكل من فقد العقل لسبب أو لآخر فإنه يمضي إلى مستقره بفعل الأمثلة الفطرية غير المكتسبة المودعة في ذاكرته المتوارثة، أي إنما تتفلت من ذاكرة المرء الأمثلة المكتسبة فحسب ]
قلت: و في مسألة إنشاء الإنسان لعلاقاته كافة فإن العقل يأخذ دور الممول أو الرافد الذي يرفد الفكر بأمثلة مكتسبة مما سبق إيداعه في الذاكرة حتى إذا لم يكن في الذاكرة ثمة أمثلة مكتسبة وقع عندها المحظور و بات المرء غير قادر على إنشاء علاقة سديدة و يعامل عندها على أنه المعتوه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق