الأربعاء، 11 فبراير 2015

منذ ما قبل نوح ,,,أنا وأنت لعبة السنين / تراتيل ادارة مؤسسة فنون الثقافية / القديرة جانيت لطوف/ سوريا ....

منذ ما قبل نوح ,,,أنا وأنت لعبة السنين 
======================
جثتان أنا وأنت !!
لم ينقذنا الطوفان 
مرميتان على رصيف هجره القدّيسون منذ عهد نوح
ترك الحب على مآذن الروح وصيته الأخيرة
وأعلن ال رحل
أربكتنا الجهات فلم نجد في عتمة المدى
لنا قبر يلمّنا ناسكين أو كافرين
أنت التقيّة النقيّة والمسكونة بألف روح ملعونة
وأخرى شقية
لم تكوني يا روحي يوما رغيفاً صالحاً للأكلِ
فلم تتقاسمك السكاكين
على مصاطب الذبح على الهوية !!
حين صاحت المآذن حيّ على الطعام ... حيّ على الطعام!!!!
و أعلم أن زادي من التقوى
لا يكفي للمائدة
على شرف السلطان
وإن الجوع صلاة الأطفال
ومهنة الفقراء في الدول النامية
بعد أن أحرق الربيع أعناق السنابل
لتنام أكفّ الحصاد يتيمة عارية
تحلم بفتح جديد ونصر من الله مبين
وأنا المتمردة على شرياني الراعف
منذ الجمعة الحزينة
و سبت بلا نور بلا قيامة
تكتنف عتمةُ الأسرار موتَه
وجرحي الممتد من توسّلات عشتار
وحزن جلجامش ورداء يوسف
وجَلدْ عظامَ الخليفة المرواني
إلى آفة الدين والأفيون في العصر الحديث
أداويه بالنقيع العربي
فأقرأ عليه سورة الفتح
أرش فوقه قليلاً من إنجيل
وبعض مراهم من سفر الملوك
فيترأى لي طيف عشرون مليون عنق
مصلوبة على ظهر جمل
يدوس بخفيه الهمجيين
ثمانية عشر ألف جيل قادم
يقوده أشعيا أو نحميا ... لم أعد أذكر
لكني أذكر حوله القوم مهللين
الله أكبر .. الله أكبر
سبحان من سخّرنا له وما كنا غافلين
اتذكرين لقاءنا الأخير؟
مضى عليه مئة ألف ضحية
ولازلت تصلين أنت صلاة الإستسقاء
ولازلت أنا أعدّ الأسماء
وأبحث عن وجهي بين الأشلاء
ورفات المدن المغلوبة على عفتها
فلما أتيت اليوم ؟
وكلّ شيء فيّ يموت إلا الموت نفسه
يعرّش على أصابع القصيدة
ويلتهم صوتي المخنوق
لم أعد صالحاً للحب بعد أن انتهت صلاحية
الشعراء
حين وقفوا شهود زور على سفاح الساطور والرصاص
ليحبل ريش الحمام بالإثم
وتطهى الجماجم بالنار
ويلطخ الغزاة الأزهار بالدم
منذ ما قبل نوح وأنا
أقاوم
أقاوم
لأجل كل من ماتو بسفر التكوين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق