شيماء زعرور وقصيدة الومضة – الدّهشة :قصيدة الومضة أو الدّهشة – كما يحلو للبعض تسميتها – هي مشهدٌ أو إحساسٌ شعريٌّ أو موقفٌ سريعٌ يُصاغُ بألفاظ قليلةٍ وهي لونٌ من الشّعر المتّسم بالتّجديد . هي اقتصادٌ في اللّفظ محكومٌ بحياة العصر . روّادُها كُثرٌ : مظفّر النوّاب ، أحمد مطر، أدونيس وغيرهم ....
البعضُ لا يتقبلها ويرى فيها تقليداً للشّعر الإنكليزيّ أو اليابانيّ ، والبعضُ الآخر يرى فيها امتداداً للحداثة في القصيدة العربيّة . وهي تتّسم عموماً بالتّفرد والخصوصيّة والاقتصاد في اللّفظ و الصّورة .
وكما يتمايز شعراء الشّعر التقليديّ أو شعر التفعيلة أو شعر النّثر فيما بينهم يتمايز شعراؤها فيما بينهم أيضاً فمنهم المبدع المحلّق ومنهم المقلّد الّذي مازال يتخبط لا يلوي على شيء .
ومن خلال متابعتي لشعرائها حظيتُ بشاعرة تونسيّة صغيرة عمراً كبيرة ٍ في عطائها الشّعريّ وهي الشّاعرة شيماء زعرور .
تشابكت عند شاعرتنا الحالة الوجدانيّة وتراكمات ثقافيّة أتت من خلال قراءاتها والتي تظهر جليّاً في نصوصها ، إضافة إلى خيال مبدع محلّق . وهذا كلُّه خلق نصاً رائعاً مكثفاً يعطيك بكلمات قليلة ما كانت تعجز عن تحقيقه نصوص بعشرات الأبيات أو المقاطع المعتمدة على الاسترسال السردي ورومانسيّة طافحة .
تقول في إحدى ومضاتها : أبكي / وانقر على صورتي الضّاحكة على جداري الفايسبوكي..... الكلُّ يخونني / حتّى الوجه الّذي خلته لي .
باختصار هنا أرادت نقل حالة من الألم والحزن ( إحساس ) بسبب خيانة الكلِّ ( موقف ) .
وتقول في أخرى : " الغريب أخ الغريب " / يا صاحبي / لا تسبق زماني / تريّث قليلاً / سأحمل تابوتي وألحقك .
الحقُّ أنّ هذا النصّ يختصر الكثير من الكلام ويوجزه ويرسله للعقل فيعمل فيه ، يهزّه كثيراً ثمّ يدعه غير متماسك " الغريب أخ الغريب " كلنا اليوم غرباء في أوطاننا عن أوطاننا ، غرباء في مشاعرنا وأحاسيسنا ، غرباء في انتمائنا ، غرباء عن أنفسنا في الكثير من الأحيان . ومادام الغرباء أخوة في زمن التشتّت و الضّياع لكل شيء جميل ، فالموت مصير محتوم .
وفي ومضة أخرى تقول : هي ليلى / أضاعت قيسها / وأضاعت فرصة أن يأكلها الذّئب .
في الحكاية " قيس أحبّ ليلى " وفي حكاية أخرى " أراد الذئب أن يأكل ليلى التي حملت الزّاد إلى جدّتها في الغابة . وأنت بين الحكايتين تقف حائراً في خاتمتها " أضاعت فرصة أن يأكلها الذئب " .
- أهي عقوبة ليلى التي فقدت حبيبها إلى الأبد ؟
- وهل هي فرصةٌ ألاّ يأكلها الذئب ؟ !
نعم . هي فرصةٌ لنا جميعاً ( مادمنا فقدنا الحبّ حب قيس لليلى ) أن نُسارع إلى الموت لأنّ الحياة لم يعد لها قيمة . شيماء من خلال نصّها رمت حجر الفكرة في بحيرة المعنى واتّسعت الدّوائر دوائر المعنى ، وهذا دور قصيدة الومضة / البرق/ إضافة إلى إحداث علاقات جديدة بين الكلمات غير معهودة وغير منطقيّة .
لن أطيل كثيرا لكنّ الموضوع يستحق منّا وقفة متأنية للنظر في هذا اللون الشعريّ المبهر للعقل ، وأنا على يقين أنّ الكثير لايؤمنون به لكنّي على يقين أيضاً أنّه سيحتلّ له مكانة تحت الشمس ليست بالضيّقة أبداً .
البعضُ لا يتقبلها ويرى فيها تقليداً للشّعر الإنكليزيّ أو اليابانيّ ، والبعضُ الآخر يرى فيها امتداداً للحداثة في القصيدة العربيّة . وهي تتّسم عموماً بالتّفرد والخصوصيّة والاقتصاد في اللّفظ و الصّورة .
وكما يتمايز شعراء الشّعر التقليديّ أو شعر التفعيلة أو شعر النّثر فيما بينهم يتمايز شعراؤها فيما بينهم أيضاً فمنهم المبدع المحلّق ومنهم المقلّد الّذي مازال يتخبط لا يلوي على شيء .
ومن خلال متابعتي لشعرائها حظيتُ بشاعرة تونسيّة صغيرة عمراً كبيرة ٍ في عطائها الشّعريّ وهي الشّاعرة شيماء زعرور .
تشابكت عند شاعرتنا الحالة الوجدانيّة وتراكمات ثقافيّة أتت من خلال قراءاتها والتي تظهر جليّاً في نصوصها ، إضافة إلى خيال مبدع محلّق . وهذا كلُّه خلق نصاً رائعاً مكثفاً يعطيك بكلمات قليلة ما كانت تعجز عن تحقيقه نصوص بعشرات الأبيات أو المقاطع المعتمدة على الاسترسال السردي ورومانسيّة طافحة .
تقول في إحدى ومضاتها : أبكي / وانقر على صورتي الضّاحكة على جداري الفايسبوكي..... الكلُّ يخونني / حتّى الوجه الّذي خلته لي .
باختصار هنا أرادت نقل حالة من الألم والحزن ( إحساس ) بسبب خيانة الكلِّ ( موقف ) .
وتقول في أخرى : " الغريب أخ الغريب " / يا صاحبي / لا تسبق زماني / تريّث قليلاً / سأحمل تابوتي وألحقك .
الحقُّ أنّ هذا النصّ يختصر الكثير من الكلام ويوجزه ويرسله للعقل فيعمل فيه ، يهزّه كثيراً ثمّ يدعه غير متماسك " الغريب أخ الغريب " كلنا اليوم غرباء في أوطاننا عن أوطاننا ، غرباء في مشاعرنا وأحاسيسنا ، غرباء في انتمائنا ، غرباء عن أنفسنا في الكثير من الأحيان . ومادام الغرباء أخوة في زمن التشتّت و الضّياع لكل شيء جميل ، فالموت مصير محتوم .
وفي ومضة أخرى تقول : هي ليلى / أضاعت قيسها / وأضاعت فرصة أن يأكلها الذّئب .
في الحكاية " قيس أحبّ ليلى " وفي حكاية أخرى " أراد الذئب أن يأكل ليلى التي حملت الزّاد إلى جدّتها في الغابة . وأنت بين الحكايتين تقف حائراً في خاتمتها " أضاعت فرصة أن يأكلها الذئب " .
- أهي عقوبة ليلى التي فقدت حبيبها إلى الأبد ؟
- وهل هي فرصةٌ ألاّ يأكلها الذئب ؟ !
نعم . هي فرصةٌ لنا جميعاً ( مادمنا فقدنا الحبّ حب قيس لليلى ) أن نُسارع إلى الموت لأنّ الحياة لم يعد لها قيمة . شيماء من خلال نصّها رمت حجر الفكرة في بحيرة المعنى واتّسعت الدّوائر دوائر المعنى ، وهذا دور قصيدة الومضة / البرق/ إضافة إلى إحداث علاقات جديدة بين الكلمات غير معهودة وغير منطقيّة .
لن أطيل كثيرا لكنّ الموضوع يستحق منّا وقفة متأنية للنظر في هذا اللون الشعريّ المبهر للعقل ، وأنا على يقين أنّ الكثير لايؤمنون به لكنّي على يقين أيضاً أنّه سيحتلّ له مكانة تحت الشمس ليست بالضيّقة أبداً .
أسامة حيدر 6/9/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق