قصة قصيرة
بعنوان ( كلمة القدر لاتُكرر).
بآخر فروع المنطقة حيث الشارع الذي حملَ خطواتهنّ معاً لأيامٍ طوال، كان هناك بيت لم يسبق أن رأتهُ (ياسمين) لكنّها، وجدت منه بيتاً لجيرانهم لاتعرف كيف ومتى قد انتقلوا ليسكنوا فيه؟! فأخذت من جهةِ اليمين خاصّتها مرمى لبصرها، لم يكن أيّ وصفٍ كافٍ لما شاهدته أهي صاعقة؟ واقعة؟ حلم؟ حقيقة؟ أم بُشرى؟!!
منى صديقة الطفولة بوجهها الذي ينافس البدر وشعرِها الأشقر الذي كانت تربطه إلى الخلف كذيل حصان، لتفصح عن دوران حدقاتِ عينيها العسليتين، كلّ ذلك جاء بأجزاء ثوانٍ من الدهشة وهي تنظر غير مُصدّقة ومتوجّسة وخائفة ممّا ترى فهي تائهة بين فرحة اللقاء وبين الرهبة من عودة الموتى، لم تنبس (ياسمين) ببنت شفة بينما راحت (مُنى) تكلمها عن خطيبها (عادل) بدون أي مقدمات للترحيب أو السؤال وهي تقفزُ فرحاً بتطور العلاقة بينهما، وبسرعة راحت ياسمين تسترجع شريط الذكريات، بأنّ الصديقة قد تزوجت عادل فعلاً !! إذن: هذا حُلم أكيد أنا أحلم قالت ياسمين.
وقاطعت لهفة الصديقة وضحكاتها رنّ جرس البيت ليعلن صوتاً خشناً خلف الباب عن وجود شخص ما، أدركت ياسمين للحظات أنّ المشهد مُكرّر وقد حدث هذا سابقاً بالفعل،دَخل الطارقُ إلى البيت بعد أن عجز عن سماع الرد، فتفاجأت بأنّ الطارق كان والدها هي وليس والد منى كما كان في الأمس البعيد وهذه أوّل مخالفة وكانت كبشرى بأن هناك تغييرا قادما، وراحت تخبره بلهفة مجنونة عماحدث معها، في بادئ الأمر لم تجد إلى المسايرة منه حتى تسرب الشكّ إلى نفسها بأنّ الصديقة قد تكون لامرئية له حتى أقسم بأنّه يراها لكن إن كانت النهاية ستُكرر فما الفائدة من المحاولة، أصرّت على أن لاتُضيع فرصة المحاولة على الخنوع والخضوع للنهاية المحتمة هنا أدركت بأنّ الأمر حقيقي وأنها لَفرصة بأن تدفع الموت عن فقيدتها التي نعتها لسنواتٍ طوال، إنّه القدر يُهديها عجباً لم يُهدِ لغيرها، أخذت ممسكةً بكتفيّ منى وهي تُحذّرها وتنبّئها بما سيحدث:
منى إذا طلب منكِ أبوكِ ان تأكلي شيئاً من صنع يديه فلاتأكليه أرجوكِ ، قطّبت منى حاجبيها مستغربة!! أجابتها لإنّ الأكل المُعدّ مسموم، مسموم يامنى،
وقبل أن تسألها عن معرفتها بالأحداث قالت: لإنّكِ عائدة من الموت فقط ثقي بي أرجوكِ لاأريد أن أخسركِ مرةً أخرى،
طاوعتها الصديقة وقد تحوّل السكون لها هذه المرة بدأت تهرول ياسمين إلى داخل البيت وهي تجمع التقارير الطبيّة المركونة منذُ سنين والتي شخّصت موت صديقتها مسمومة والمتّهم الأب، لعل هناك من يصدق جنونها إن أخبرت أحداً بعودة الراحلة،، خرجت إلى الشارع وراح الجيران يهلّلون ويساندونها لموقفها وكلّهم ثقة بأنّها ستكون الخلاص لمنى وراحت تتوسط الشارع وأبيها وصديقتها وهي تحيطها بذراعيها خوف أي طارئ قد يأخذها عنوةً منها جذبها صوت امرأتين ترتديان أثواباً بلون أحمر غامق وكأنّهن حوريّات هاربات من الجنّة تلوّحان بإشارة الوداع، لم تعرف أهو وداع لبداية جديدة؟ أم وداع لولادة أمل جديد؟؟
وقبل أن يردّ طرفها إلى مرافقتها، رنَّ مُنبّه الجوّال لتستيقظ ياسمين بعد أحد عشر عاما من الواقعة.
3/6/2018
هنـــد العميـــد/العــــراق.
بعنوان ( كلمة القدر لاتُكرر).
بآخر فروع المنطقة حيث الشارع الذي حملَ خطواتهنّ معاً لأيامٍ طوال، كان هناك بيت لم يسبق أن رأتهُ (ياسمين) لكنّها، وجدت منه بيتاً لجيرانهم لاتعرف كيف ومتى قد انتقلوا ليسكنوا فيه؟! فأخذت من جهةِ اليمين خاصّتها مرمى لبصرها، لم يكن أيّ وصفٍ كافٍ لما شاهدته أهي صاعقة؟ واقعة؟ حلم؟ حقيقة؟ أم بُشرى؟!!
منى صديقة الطفولة بوجهها الذي ينافس البدر وشعرِها الأشقر الذي كانت تربطه إلى الخلف كذيل حصان، لتفصح عن دوران حدقاتِ عينيها العسليتين، كلّ ذلك جاء بأجزاء ثوانٍ من الدهشة وهي تنظر غير مُصدّقة ومتوجّسة وخائفة ممّا ترى فهي تائهة بين فرحة اللقاء وبين الرهبة من عودة الموتى، لم تنبس (ياسمين) ببنت شفة بينما راحت (مُنى) تكلمها عن خطيبها (عادل) بدون أي مقدمات للترحيب أو السؤال وهي تقفزُ فرحاً بتطور العلاقة بينهما، وبسرعة راحت ياسمين تسترجع شريط الذكريات، بأنّ الصديقة قد تزوجت عادل فعلاً !! إذن: هذا حُلم أكيد أنا أحلم قالت ياسمين.
وقاطعت لهفة الصديقة وضحكاتها رنّ جرس البيت ليعلن صوتاً خشناً خلف الباب عن وجود شخص ما، أدركت ياسمين للحظات أنّ المشهد مُكرّر وقد حدث هذا سابقاً بالفعل،دَخل الطارقُ إلى البيت بعد أن عجز عن سماع الرد، فتفاجأت بأنّ الطارق كان والدها هي وليس والد منى كما كان في الأمس البعيد وهذه أوّل مخالفة وكانت كبشرى بأن هناك تغييرا قادما، وراحت تخبره بلهفة مجنونة عماحدث معها، في بادئ الأمر لم تجد إلى المسايرة منه حتى تسرب الشكّ إلى نفسها بأنّ الصديقة قد تكون لامرئية له حتى أقسم بأنّه يراها لكن إن كانت النهاية ستُكرر فما الفائدة من المحاولة، أصرّت على أن لاتُضيع فرصة المحاولة على الخنوع والخضوع للنهاية المحتمة هنا أدركت بأنّ الأمر حقيقي وأنها لَفرصة بأن تدفع الموت عن فقيدتها التي نعتها لسنواتٍ طوال، إنّه القدر يُهديها عجباً لم يُهدِ لغيرها، أخذت ممسكةً بكتفيّ منى وهي تُحذّرها وتنبّئها بما سيحدث:
منى إذا طلب منكِ أبوكِ ان تأكلي شيئاً من صنع يديه فلاتأكليه أرجوكِ ، قطّبت منى حاجبيها مستغربة!! أجابتها لإنّ الأكل المُعدّ مسموم، مسموم يامنى،
وقبل أن تسألها عن معرفتها بالأحداث قالت: لإنّكِ عائدة من الموت فقط ثقي بي أرجوكِ لاأريد أن أخسركِ مرةً أخرى،
طاوعتها الصديقة وقد تحوّل السكون لها هذه المرة بدأت تهرول ياسمين إلى داخل البيت وهي تجمع التقارير الطبيّة المركونة منذُ سنين والتي شخّصت موت صديقتها مسمومة والمتّهم الأب، لعل هناك من يصدق جنونها إن أخبرت أحداً بعودة الراحلة،، خرجت إلى الشارع وراح الجيران يهلّلون ويساندونها لموقفها وكلّهم ثقة بأنّها ستكون الخلاص لمنى وراحت تتوسط الشارع وأبيها وصديقتها وهي تحيطها بذراعيها خوف أي طارئ قد يأخذها عنوةً منها جذبها صوت امرأتين ترتديان أثواباً بلون أحمر غامق وكأنّهن حوريّات هاربات من الجنّة تلوّحان بإشارة الوداع، لم تعرف أهو وداع لبداية جديدة؟ أم وداع لولادة أمل جديد؟؟
وقبل أن يردّ طرفها إلى مرافقتها، رنَّ مُنبّه الجوّال لتستيقظ ياسمين بعد أحد عشر عاما من الواقعة.
3/6/2018
هنـــد العميـــد/العــــراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق