رباط من نوع أخر ...
قصة قصيرة بقلم الأديبة د. هيام حسن العماطوري / سوريا
قضت الأقدار أن يلتقيا على حين غرة ، أرتعشت الأطراف وافترت الشفاه ، ورقص القلب على معزوفة الحب الخالد ، كانت تلوح الأكف بالسلام و تحتضن الراحات الرقيقة ..طبع عليها قبلة عشق أبدية .. أخذت تزيل عقدة ربطة الشعر لضفيرة شقراء أرقها الغرام ، وتلفها حول معصمه الوارف بالرجولة والشباب ، فكان للقدر رأي أخر ، قدر لهما الفراق ، مرت الأيام تتلوها الأعوام ، والشوق ينبض بالقلوب الصامتة ، غرق في الغربة أكثر ، فيما هي التوت ذاوية المشاعر ملتهبة بعشق قديم أكل عليه الدهر وشرب ، حينها كانت تقاوم اضطهاداً من نوع خاص يسلبها الإرادة ، فتسقط بعد جدال وسجال وعراك مرير أسيرة الإنصياع والإذعان لا لوم فهي بنظر المجتمع ضلع قاصر ، أمست سجينة حالة اجتماعية وفي خانة الزوجة الثانية سقط اسمها ملتاعاً دون رحمة ، أنذاك والغربة تطحن الحبيب الهارب من الجور والفقر يعود حين تبسمت له الحياة عن فرج قريب ، عائد لحضن الضيعة التي صرخ فيها صرخة الولادة ، وشهدت في عنفوانه جديلة شقراء وعيون لامعة مفعمة بالحب ، أذبلها الوجد والشوق ، وربطة الشعر الملفوفة على المعصم رباط ووثاق وعهد وئام لأخر الأيام ، ما عاد لمكان اللقاء رهجة ، ولا للوقت متعة ، أصاب حبهما انفصام وترهل وزيهايمر أجتاح كل أطراف القلب ، مر صدفة أمام منزل الأحباب تغيرت الأحوال ما عاد الياسمين يعربش على الجدران ، و لا دالية العنب مورقة ، بيد الوقت شتاء ، والوقت نهاية اللقاء لوحت بيد ٍ متعبة ، وابنتها تمسك بأطراف ثوبها ، وعيونها كما أمها لامعة وشعرها مجعد أشقر يتماوج تحركه النسمات برفق ، فات وقت اللقاء ، والنهاية كتبت من لحظة الفراق ، سقطت من العين دمعة وأعتصر القلب شعور غامض بذات اللحظة تجمع الوجد بأكوام من سلال ورد راحلة ، مع قطار تاه في الزحام عن السكة ،ة لضياع يدنو من الأعماق ، وصرخة مكتومة لحب صامت قضى الله له الموت البطيء ، سلام لحب أحتل القلب أعوام ، سلام لوجد أرق العيون والمنام ، سلام لأخر نبض في العروق كتبته لهما الأيام ..أنطوت الصفحة على سؤال تلح به الصغيرة من هذا الجميل يا ماما..دون إجابة بقي ّ السؤال حائراً معلق مع أطراف الغيم يسرح في الفضاء دون جواب إلا الفؤاد بكى بحرقة تلفها الوحشة والصمت القاهر .ثم أجهش القلب بالنحيب حد العويل ...
( تمت)
الخميس ٢٠١٨/٨/٩
قصة قصيرة بقلم الأديبة د. هيام حسن العماطوري / سوريا
قضت الأقدار أن يلتقيا على حين غرة ، أرتعشت الأطراف وافترت الشفاه ، ورقص القلب على معزوفة الحب الخالد ، كانت تلوح الأكف بالسلام و تحتضن الراحات الرقيقة ..طبع عليها قبلة عشق أبدية .. أخذت تزيل عقدة ربطة الشعر لضفيرة شقراء أرقها الغرام ، وتلفها حول معصمه الوارف بالرجولة والشباب ، فكان للقدر رأي أخر ، قدر لهما الفراق ، مرت الأيام تتلوها الأعوام ، والشوق ينبض بالقلوب الصامتة ، غرق في الغربة أكثر ، فيما هي التوت ذاوية المشاعر ملتهبة بعشق قديم أكل عليه الدهر وشرب ، حينها كانت تقاوم اضطهاداً من نوع خاص يسلبها الإرادة ، فتسقط بعد جدال وسجال وعراك مرير أسيرة الإنصياع والإذعان لا لوم فهي بنظر المجتمع ضلع قاصر ، أمست سجينة حالة اجتماعية وفي خانة الزوجة الثانية سقط اسمها ملتاعاً دون رحمة ، أنذاك والغربة تطحن الحبيب الهارب من الجور والفقر يعود حين تبسمت له الحياة عن فرج قريب ، عائد لحضن الضيعة التي صرخ فيها صرخة الولادة ، وشهدت في عنفوانه جديلة شقراء وعيون لامعة مفعمة بالحب ، أذبلها الوجد والشوق ، وربطة الشعر الملفوفة على المعصم رباط ووثاق وعهد وئام لأخر الأيام ، ما عاد لمكان اللقاء رهجة ، ولا للوقت متعة ، أصاب حبهما انفصام وترهل وزيهايمر أجتاح كل أطراف القلب ، مر صدفة أمام منزل الأحباب تغيرت الأحوال ما عاد الياسمين يعربش على الجدران ، و لا دالية العنب مورقة ، بيد الوقت شتاء ، والوقت نهاية اللقاء لوحت بيد ٍ متعبة ، وابنتها تمسك بأطراف ثوبها ، وعيونها كما أمها لامعة وشعرها مجعد أشقر يتماوج تحركه النسمات برفق ، فات وقت اللقاء ، والنهاية كتبت من لحظة الفراق ، سقطت من العين دمعة وأعتصر القلب شعور غامض بذات اللحظة تجمع الوجد بأكوام من سلال ورد راحلة ، مع قطار تاه في الزحام عن السكة ،ة لضياع يدنو من الأعماق ، وصرخة مكتومة لحب صامت قضى الله له الموت البطيء ، سلام لحب أحتل القلب أعوام ، سلام لوجد أرق العيون والمنام ، سلام لأخر نبض في العروق كتبته لهما الأيام ..أنطوت الصفحة على سؤال تلح به الصغيرة من هذا الجميل يا ماما..دون إجابة بقي ّ السؤال حائراً معلق مع أطراف الغيم يسرح في الفضاء دون جواب إلا الفؤاد بكى بحرقة تلفها الوحشة والصمت القاهر .ثم أجهش القلب بالنحيب حد العويل ...
( تمت)
الخميس ٢٠١٨/٨/٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق