الاثنين، 11 أبريل 2016

نصــب الانتصــار/ د. المفرجي الحسيني / العراق

نصــب الانتصــار
_________________________

تناهى إلى سمعي
إنك تعشقين غيري
اعتكفت ، وكتبت قصائد لك
عانيت ألم الأسر
وقاسيت عذاب السجن من أجلك
كتبت أبياتاً من الشعر، بسيطة
استهوتني، وغنيتها
هي مفضلة عندي
وأعشقها وأرددها كل يوم
تحت سكون الليل
يعلو أزيز وصفير مفزع
يقترب فوق الشوارع
فوق البيوت
يهتز، ينخفض
أقام الشعب تمثالاً ونصباً للانتصار
كان يظنه سيخلد ذكراه عبر العصور
يقترب ، ويقترب العواء والصفير
تحت جنح الظلام
ويزيل نصب الانتصار
إني أعلم أن الشعب مخلد على مرّ العصور دون نصب
نصرنا يكفيه السفر من عصر لعصر
لكن سوف يصل اليوم
يستيقظ الناس على إطلاقات المدافع
وسماء مشحونة بالطائرات
يتخيل أنها عودة الغزاة
لكن يقيناً انه عيد الانتصار
وتدوي في المزارع جرارات
وفي المعامل مكائن وآلات
ويعيد النخل أعثاقه والرمان والكروم
والزرزور والعصفور يشدو على أشجار الحمضيات
والشوارع تُبلط
والطرق تعبق بالإسفلت الحديث
أين الحقيقة في الكلمات
في الخطابات ...
في الإعلانات ... ؟
عن السلام يتحدثون على المنابر
عن السلام يتحدثون في مؤتمرات السلام
وعلى صفحات الصحف الصفراء
يعدّون في السرّ أنفسهم للحرب
ويزداد الاهتمام
تفضحهم أبواقهم الكاذبة
ومخططات الاغتيالات
إنها ساعة الاحتضار
ساعة الذكريات

ساعة المحاولات
إنها ساعة الظلمات
ساعة احتضار التسلي والحفلات
إننا في ساعات الليل نواصل تلاوة الفرقان
___________________
د . المفرجي الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق