قصة قصيرة: ( فنجان إعتذار)
تحضر فنجان قهوته ذلك الصباح وهي تضع كمادات الثلج بين الفنة والأخرى على وجهها المنتفخ من آثار ضربه لها ليلة الأمس.هكذا هو دائما ومنذ أكثر من عشرين سنة لم يتغير ،يعشق رسم الكدمات على وجهها اللطيف ،كما يحب سماع شهيق دموعها المحترقة في أعماقها قهرا وذلا .لقد صبرت كثيرا وربما هذا الصباح ستضع آخر قطرة صبر عنها لتستريح.
وضعت فنجان القهوة أمامه وجلست تراقبه بصمت ..خاطبته في نفسها : لماذا تحتقرني؟ ألم تيأس بعد من ظلمك وقهرك لي ؟ .
وبينما تحاور نفسها وتنظر إليه ،توقف عن الشرب ،أمسك يدها قبلها قائلا: أعتذر منك عزيزتي لما حدث مني ليلة أمس ،صحيح أني أتهور أحيانا لكنني أحبك.
سمعت كلامه وهي تنظر إليه في يأس وكأنها تود أن تقول له أصمت ..لكنها لم تنطق بل سافرت بمخيلتها تتصفح كتاب حياتها معه صفحة صفحة ..أزيد من عشرين سنة من العذاب تمر أمام عينيها ومضات سريعة ،تغرق عينيها بالدموع.. لماذا تبكي عزيزتي ؟ سألها وهو يحاول أن يمسح دموعها بيديه.
قالت له : منذ أن عرفتك وأنت تعتذر ،لكن اليوم أنا من سيقدم إعتذاره.
شرب آخر قطرة من فنجانه ..وضعه جانبا قبل أن يسألها: ماذا تقصدين بكلامك؟ لماذا تقدمين إعتذارك؟فأنا من أساء معاملتك .
قالت له : صدقني لم أجد حلا آخر غيره..فإذا كان العالم يعتبر ظلمك لي أمرا عادلا فإني أرى ما فعلته بك الآن لهو العدل بعينه.
حاول جاهدا أن يفهم ما قالته ،فقد شعر من نبرة صوتها و حدة نظراتها وشحوب وجهها ،أن في الأمر سر خطير.
هم بالوقوف لكنه شعر بدوار رهيب فجلس من جديد ،جحظت عيناه وبدأ بالتعرق ،إرتجفت جميع أطرافه..ألم حاد في معدته..يصرخ في وجهها :ماذا وضعتي لي في فنجاني؟
أجابته :قلت لك لم أجد حلا آخر غيره.
لطالما حذرته بوضع السم له وإنهاء حياته إن هو إستمر في الإساءة إليها..لكنه لم يكترث ولم يكن يعرف أن رصيد صبرها سينفذ ذلك الصباح.
جلست تشاهده وهو يفارق الحياة أمام عينيها..لم تبكي عليه ..لم تندم على ما فعلته ..بل إنها لم تنتظر منه حتى أن يقبل إعتذارها.
نادية فتحي/ المغرب
تحضر فنجان قهوته ذلك الصباح وهي تضع كمادات الثلج بين الفنة والأخرى على وجهها المنتفخ من آثار ضربه لها ليلة الأمس.هكذا هو دائما ومنذ أكثر من عشرين سنة لم يتغير ،يعشق رسم الكدمات على وجهها اللطيف ،كما يحب سماع شهيق دموعها المحترقة في أعماقها قهرا وذلا .لقد صبرت كثيرا وربما هذا الصباح ستضع آخر قطرة صبر عنها لتستريح.
وضعت فنجان القهوة أمامه وجلست تراقبه بصمت ..خاطبته في نفسها : لماذا تحتقرني؟ ألم تيأس بعد من ظلمك وقهرك لي ؟ .
وبينما تحاور نفسها وتنظر إليه ،توقف عن الشرب ،أمسك يدها قبلها قائلا: أعتذر منك عزيزتي لما حدث مني ليلة أمس ،صحيح أني أتهور أحيانا لكنني أحبك.
سمعت كلامه وهي تنظر إليه في يأس وكأنها تود أن تقول له أصمت ..لكنها لم تنطق بل سافرت بمخيلتها تتصفح كتاب حياتها معه صفحة صفحة ..أزيد من عشرين سنة من العذاب تمر أمام عينيها ومضات سريعة ،تغرق عينيها بالدموع.. لماذا تبكي عزيزتي ؟ سألها وهو يحاول أن يمسح دموعها بيديه.
قالت له : منذ أن عرفتك وأنت تعتذر ،لكن اليوم أنا من سيقدم إعتذاره.
شرب آخر قطرة من فنجانه ..وضعه جانبا قبل أن يسألها: ماذا تقصدين بكلامك؟ لماذا تقدمين إعتذارك؟فأنا من أساء معاملتك .
قالت له : صدقني لم أجد حلا آخر غيره..فإذا كان العالم يعتبر ظلمك لي أمرا عادلا فإني أرى ما فعلته بك الآن لهو العدل بعينه.
حاول جاهدا أن يفهم ما قالته ،فقد شعر من نبرة صوتها و حدة نظراتها وشحوب وجهها ،أن في الأمر سر خطير.
هم بالوقوف لكنه شعر بدوار رهيب فجلس من جديد ،جحظت عيناه وبدأ بالتعرق ،إرتجفت جميع أطرافه..ألم حاد في معدته..يصرخ في وجهها :ماذا وضعتي لي في فنجاني؟
أجابته :قلت لك لم أجد حلا آخر غيره.
لطالما حذرته بوضع السم له وإنهاء حياته إن هو إستمر في الإساءة إليها..لكنه لم يكترث ولم يكن يعرف أن رصيد صبرها سينفذ ذلك الصباح.
جلست تشاهده وهو يفارق الحياة أمام عينيها..لم تبكي عليه ..لم تندم على ما فعلته ..بل إنها لم تنتظر منه حتى أن يقبل إعتذارها.
نادية فتحي/ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق