السبت، 24 أغسطس 2019

حفلة أرق .. قصة قصيرة / بان الخيالي / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


حفلة أرق .. قصة قصيرة / بان الخيالي

ما تزال الريح في الحديقة تحتفظ بالأصوات والضحكات وأريج العطور الغالية والكراسي أفلتت اصطفافها وبقيت 
تهامس بقصص الليلة الحافلة، أعقاب السكائر قبعت بغيظ مع قشور الفاكهة المستوردة تستمع للسكون يعزف بأمواجه معزوفة جديدة،
صراصير الحقل فقط لونت الأصوات المكتومة بنبراتها العالية، كانت الأضواء تتابع انطفاءها حتى الوشل، فقد انفضّ الحفل الساهر منذ ساعات وآوى الجميع (السادة والخدم) لأسرتهم بلا نقصان وفي إحدى غرف الدور الثاني كانت عينا الملياردير المستلقي بلا نوم تصرخان غيظا تحت جفونه المنتفخة فالأستاذ (رفيق) اخبره وهو يقطع قطعة اللحم بالتوابل الهندية وسط طبق يضج بألوان الخضار، أن أسهم شركة (عظيم بك) حققت أرباحا هائلة هذه المرة مما سيجعلها تتقدم على شركتهم بمراحل وعلى الضفة الأخرى من سرير الشوك كانت عينا زوجته السيدة (لباب) تبرقان حنقا لأن ابنتها الوحيدة لم تستمل ابن الجنرال (حازم) كما فعلت الساذجة (هدى) ابنه السيدة (عالية) ورغم إنها لا تعرف من أصول الاتيكيت ما يعينها على معرفة أن الآنسة يجب أن تشبك (بروش) الورد في عروة ثوبها بالمقلوب لا كما تفعل هي، كان ابن الجنرال جليسها كل الوقت.
في الجناح المقابل كانت (سارة) تتقلب على سريرها بخيبة وحزن ف(حنان سامي) ارتدت ثوبا بنفس تصميم ردائها فأحرقت المفاجئة التي أعدتها لإغاظة من دعتهن من زميلاتها في الكلية أما (ساهر) فقد كان يحترق كمدا في سريره فوالده يرفض استبدال سيارته هذه السنة بأخرى حديثة، وهو ما سيخفض رصيده من إعجاب زميلاته في الجامعة ويزيد من رصيد (وسيم ابن المقاول حامد).
وحدها (ساهية) الخادمة نامت وعلى شفتيها ابتسامة قريرة بعد أن غسلت أكداس الصحون ومسحت بهمة البلاط مرتين وتأكدت من إطفاء كل المصابيح، ففي الثلاجة كيس كبير يحتوي بقايا الطعام الذي ستأخذه غدا لأطفالها الجياع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق