أوَ تدري يا أبتِ
كم صارَ عددُ أخوتي؟
أرجوكَ أخبرني
فأنا صلبتُ ذاكرتي
على أوتادِ لهفتي
جواز َ سفرٍ
لن تطالهُ أمنيتي
جميلٌ أنني
ما زلتُ أحفظ بالترتيب
أسماءهم
كما وردت في دفترِ العائلةِ
لأبدأ كل صباح ٍ
إليهم رحلتي
رسائل محبةٍ
عبر َ صواري الشبكةِ
في المساء ألتمس ُ ردوداً
تحول جمرها المسافات
إلى حروفٍ باهتةٍ
البعض منها
ما زال بلغتي
و الغالبية ينطق
بألسنةٍ غريبةٍ
أعيد قراءتها
بصبرٍ و يأسِ
يقيناً أنهم
لن يكونوا للوطن سوى
بطاقات سفرٍ
و مسكّنَ آلامٍ
لسعادتي
قبل نومي
أرسمُ على وسادتي
حكايا عُمْرٍ
عن ضجيج حياةٍ
أنعشَ طفولتي
كبرتُ
و بعدت المسافات بيني
و بين حشائش مهجتي
زادت وحشة الحروف
حرقة دمعتي
على خدٍّ
توحّدَ من لظى الجاز ِ
حلَّ مكان المزمار
و الدبكةِ
لأنكفئ إلى ذاتي
ألعن ُ كلَّ دروب الطموح
و السفر ِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق