الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

الخيانة الأدبية/تأملات نقدية / حسين الباز / المغرب ,,,,,,,,,,


..مجرد التساؤل عن ما جدوى التأملات النقدية الأدبية زمن الإنتكاسات والحروب يعتبر خيانة.
أوليس الأجدر بنا التساؤل عن سبب هذه الإنتكاسات التي أتت عن أخطاء سوسيو ثقافية بالدرجة الأولى، قبل أن تكون لها أسباب وعوامل أخرى في جميع الميادين وجب إعادة النظر فيها من جديد وكلها تجتمع حول محور الأدب، فمنه تتخرج النخبة المسيرة للمجتمعات العربية؟ وتتجلى الخيانة الأدبية أحيانا بالتواطؤ والتحالف وأحيانا أخرى بالتكاسل والتخاذل، وغالبا ما تتأتى بانعدام روح الهوية.
1/تسييس الأدب: بشكل ما من الأشكال، وفي ظرف ما من ظروف الإحتلال الذي عايشه العالم العربي، كان لتسييس الأدب هدفا نبيلا في البداية مغزاه تأدية رسالة التحرير، من هنا تفرعت الكتل السياسية تسيرها نخبة مثقفة سرعان ما انقسمت بعد الإستقلال إلى نخب سلطوية وأخرى معارضة، ولا يزال التعارض والتشابك بينهما حول المناصب السياسية حتى أهملت رسالة الأدب الحقيقية، واختلط الأمر بين ما هو أدبي وما هو سياسي، فقام التناحر والتنافر بدل التناغم والتفاهم، وصار التواطؤ والتحالف مع الأجنبي حتى بإقحام أفكاره إلى أدبنا المعاصر، فبينما التزمت النخب الإستقلالية التشبث بالأدب القديم حد العبادة، تعرت النخب الإشتراكية على أهواء الأدب الحديث حد النزيف، والأولى كان عدم إقحام تاريخنا الأدبي في تلك الصراعات السياسية، وتركه يتطور تدريجيا لينمو انطلاقا من فروعه.
2/منهجة الأدب: انطلاقا مما سبق ذكره، انحرف مغزى الأدب وانشطر إلى قواعد ثابتة بيتت لها خطط مرسومة لاستخدامه كورقة قمار فوق طاولة كازينو السياسة، وأضحى له مراقبون ومسيرون شكلوا "لوبيا" صعب المراس، يرحب بالزبون/الكاتب الرديئ التابع للمنهج ويهمش الزبون/المبدع الجيد الحر، وأضحت الجامعات تخرج باحثين لا مفكرين، وكتبة لا مبدعين، ونسخ طبق الأصل ممنهجة وموزعة على أطر إيديلوجية ضيقة.
3/تمييع الأدب: بانحرافه عن مجراه الحقيقي،
وأي خيانة للأدب أعظم حين يصبح شعاره:
"كي تكون كاتبا إدفع ثمن النشر والعضوية"، حتى دور النشر التي ساهمت بشكل كبير في الغرب بتلميع أدباء كانوا مهمشين، فهي عند العرب ساهمت بشكل كبير في تمييع دور الأديب ليصبح دوره موسميا، و أي خيانة للأدب أقسى حين تقام الندوات لا لأجل عيونه وإنما للإطمئنان عن صندوق ماله بتأدية فاتورة العضوية ثمن بطاقة كاتب؟
وأخيرا وليس آخر، إن تأملاتي قد تصبح يوما نظريات، ولا تسع مقالتي سوى لفتح أنابيب الأسئلة العطشى قد تحث رمق الباحثين لملء جوفهم بالفضول.
_حسين الباز/المغرب_

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق