( ذاكرة الوشم في شعر وليد حسين )
قراءة : ثامر الخفاجي
عندما يكون الشعر هو الملاذ والمستودع الأمين للشاعر وهو يبث فيه خلجات روحه وبوح حرفه مما يدور حوله .. حبا. . بغضا .. شغفا .. املا ..احباطا وقد يكون أحدها يأخذ بتلابيب حرف الشاعر وقد يتردد كثيرا كي يبثها حتى تكتمل عنده الفكرة ومضمون القصيدة عندها تكون القصيدة هي عشقه الثمين الذي يفوز به بعشق قرائه حيث يقول الشاعر وليد حسين في نص ( ثمة سؤال ص57)
هنالك فسحة للتغيير
أتأمل المكان فيحيلني إلى الطهارة
لكي ارتشف عبق الرسالة
لمحمد كوني
إن المساحة الواسعة التي يمتلكها الشاعر وليد حسين ومديات سهام حروفه وهي تترك وشما في ذاكرة قرائه كفيلة أن تحقق له سبقا في عالم جمال الكلمة يليق بشعره فيورد في نص ( وشم الذاكرة ص27)
نقود إلى الخيبات أشبال حاسر
لننآى بلا رأس وتلك مصائر
إذا عرفنا أن للشعر وظيفة إجتماعية قد لايدرك الكثيرون ممن يكتبون الشعر مع الأسف دورها وأهميتها .
إن الشاعر يعبر بإلهام عما يدور حوله وما يسود مجتمعه من ميول وتطلعات وآمال وأحلام وهنا نصل إلى نقطة التقاطع بين شاعر يجيد توظيف أفكاره التي اوقدتها تجاربه لتكون مادة خصبة في تقديم الواقع وإعادة تشكيله وصياغته فالشاعر وليد حسين يحاول توظيف حرفه في رسم شكل المجتمع الذي يريد ليوظف فرشاة حرفه في رسم هذه الصورة الجميلة في نص ( يا أيها العباس ص51)
طف تلوح
قد ثوى طف
متسربلا بالقتل .. يا نزف
أودى بشبل أي معجزة
قامت له الآيات تصطف
غالبا ما يكون العنوان هو العتبة التي من خلالها نستطيع أن نسبر غور النص لنستنطق حروف القصيدة لنعرف القصدية من الرسالة التي أراد فيها الشاعر أن يؤلب مشاعرنا فيها لتتماهى مع أبعاد النص ورؤاه كما رسمها الشاعر .
الشاعر وليد حسين يؤكد على اللغة المطواعة التي ترسل بالجمال الى فضاءات نصوصه حيث يؤكدها لنا في نص ( حمى الإنتظار ص95)
بحمم الإنتظار
كنت منزويا خلف الأفق
مكتفيا
بالتحليق في سماوات زرقاء
إن القوة المبدعة تتجاوز التخيل كما يقول علماء النفس فالشاعر إذ يتميز بقوة البصيرة وعمق النظر والقدرة على إكتشاف الصلات الخفية هو المعول عليه في ربط عناصر النص ربطا عضويا وهذا ما لمسته هنا في نص الشاعر وليد حسين ( أيها العابرون ص91)
لن تجد كلمات لطقوسك السومرية
لكي يحملها السحاب
لموطنك الأصلي
فالحكايات باتت مستنسخة
وانت معبأ باللاهوت
إن صدق الشاعر في كتابة النص يعني إخلاصه في التعبير عن مشاعره وآرائه ولكن ليس نقلا حرفيا للواقع المادي بل للتعبير عن حقيقة هذه الانفعالات وهذا ما نقرأه للشاعر وليد حسين في نصه ( دنا قمر ص85 ) :
وبي قلق تورط فيك
عشقا. .
فأضحى البين دائرة اغتيالي
افتش عن رحيل دون سبيل
يشاطرني ..
بلا هتك اعتزالي
الشاعر وليد حسين إستطاع أن يحول صياغة العتبة الأولى للديوان وهو العنوان ( وشم بالذاكرة ) كونه يمثل الواجهة الاولى التي تجذب إنتباه القاريء بل العتبة الاولى التي وظفها الشاعر بحسه اللماح الى عناصر ورؤى وعتبات عدّة تشد انتباه القاريء للبحث عن هذا الوشم الذي التصق بذاكرته (الشاعر) فقدم أنموذجا من التساؤلات الجديرة بالتقديم منها ما شكله ؟ ما لونه ؟ ما سره ؟ ما تكتنزه الذاكره التي التصق بها هذا الوشم الذي أراد به وليد حسين أن يقول لنا الكثير من تجاربه وانفعالاته ومشاعره وحتى رؤيته في وضع خارطة جديدة في كتابة النص ، إذ أنه جعل حتى من الإهداء في مقدمة الديوان عتبة تشد القاريء إليها بل وكأنها الأيقونة التي تحمل الكثير من الأسرار بل هي مفتاح لكل ما لم نستطع تفسيره في بعض نصوصه بعد دعوته لاخوته علي وخالد ومحمد حيث يقول في هذه الكلمات القليلة التي تقول الكثير وتضج بألف سؤال وسؤال أجاد الشاعر وليد حسين صياغتها ليجعل الكرة في ملعب القاريء للإجابة عنها باهدائه الذي لن يقل جمالا في إثارة شغف القاريء ليضيف عتبة قلما يوظفها شاعر أو كاتب في مقدمة ديوانه أو كتابه يستفز بها القاريء في مواصلة القراءة ففي ( الإهداء ص5 )مقدمة ديوانه يقول :
إلى إخوتي
علي
خالد
ومحمد
البيت الذي ترعرعنا فيه
لم يعد قادرا على الإجابة
عن أسئلة كانت تضج بنا
للشاعر وليد حسين بصمة واضحة في تأطير نصوصه بلغة أجاد تطويعها في بث شجونه وأحلامه ورؤاه العميقة في فيما يجب ان يكون عليه هم الشعراء وكما يراها هو في نص ( خجلى جفوني ) :
مهما تمادت جباه
في مناسكها
فلم أجد غير نصح فاز بالمحض
فذاكرة وليد حسين بوشمها الذي بات علامة فارقة في لغته الشعرية بأريج المشاعر التي تحن الى لقاء الحبيبة تفضحها نصوصه مرة كما في نصه ( عند مواقد للحب ص97 ) :
كنت أقلب صفحات أيام
تلتحف الوجع
محاولة مني
أن أرسم لشفتيك ضحكة
بأصابع مرتعشة
ما أقسى العمر يمر سريعا
وأخرى تحكي وجعا أثقل كاهل شاعرنا وهو يحلم بمعجز أن يحل بموسم حيث يقول في نص آخر ( وجعي ترابي ص33 )
لكنني قلق
لماذا غر بي ؟
هلا يحيد عن الطريق الأسلم
ما أجمل هذا الوشم الذي التصق بذاكرة الشاعر ليثرينا بكل هذا العزف على السطور حيث تتزاحم الصور بانتقالات مموسقة بين الألم والأمل بين الحب والرحيل بين الروح والوطن بعتبة ديوان تترك وشما في ذاكرة قرائه كما تغنى في
(نص مظلومة الثغر ص45 ) :
مظلومة الثغر ..
لو عضت نواجذها وردا
لسال لنا من ريقها العسل
يا مزنة فوق ذاك الشوك
نازقة ..
مهما تراكم جرح
فالهوى دول
الشِّعر: ثورة الكلمة في شعر وليد حسين ثورة والقافية لغة تستصرخ الشاعرية في حروفه وهي تترجم ملامح الخير في الوجود لتكشف لنا ما في أعماق ذاتية الشاعر الذي يرسم لنا بأساليبه البلاغية معبرا عن مشاعره وأحلامه وآماله لتجيب على كثير من التساؤلات التي تعلق بذهن القاريء وهو يتأمل هذا الوشم الجميل في ذاكرة وليد حسين .
قراءة : ثامر الخفاجي
عندما يكون الشعر هو الملاذ والمستودع الأمين للشاعر وهو يبث فيه خلجات روحه وبوح حرفه مما يدور حوله .. حبا. . بغضا .. شغفا .. املا ..احباطا وقد يكون أحدها يأخذ بتلابيب حرف الشاعر وقد يتردد كثيرا كي يبثها حتى تكتمل عنده الفكرة ومضمون القصيدة عندها تكون القصيدة هي عشقه الثمين الذي يفوز به بعشق قرائه حيث يقول الشاعر وليد حسين في نص ( ثمة سؤال ص57)
هنالك فسحة للتغيير
أتأمل المكان فيحيلني إلى الطهارة
لكي ارتشف عبق الرسالة
لمحمد كوني
إن المساحة الواسعة التي يمتلكها الشاعر وليد حسين ومديات سهام حروفه وهي تترك وشما في ذاكرة قرائه كفيلة أن تحقق له سبقا في عالم جمال الكلمة يليق بشعره فيورد في نص ( وشم الذاكرة ص27)
نقود إلى الخيبات أشبال حاسر
لننآى بلا رأس وتلك مصائر
إذا عرفنا أن للشعر وظيفة إجتماعية قد لايدرك الكثيرون ممن يكتبون الشعر مع الأسف دورها وأهميتها .
إن الشاعر يعبر بإلهام عما يدور حوله وما يسود مجتمعه من ميول وتطلعات وآمال وأحلام وهنا نصل إلى نقطة التقاطع بين شاعر يجيد توظيف أفكاره التي اوقدتها تجاربه لتكون مادة خصبة في تقديم الواقع وإعادة تشكيله وصياغته فالشاعر وليد حسين يحاول توظيف حرفه في رسم شكل المجتمع الذي يريد ليوظف فرشاة حرفه في رسم هذه الصورة الجميلة في نص ( يا أيها العباس ص51)
طف تلوح
قد ثوى طف
متسربلا بالقتل .. يا نزف
أودى بشبل أي معجزة
قامت له الآيات تصطف
غالبا ما يكون العنوان هو العتبة التي من خلالها نستطيع أن نسبر غور النص لنستنطق حروف القصيدة لنعرف القصدية من الرسالة التي أراد فيها الشاعر أن يؤلب مشاعرنا فيها لتتماهى مع أبعاد النص ورؤاه كما رسمها الشاعر .
الشاعر وليد حسين يؤكد على اللغة المطواعة التي ترسل بالجمال الى فضاءات نصوصه حيث يؤكدها لنا في نص ( حمى الإنتظار ص95)
بحمم الإنتظار
كنت منزويا خلف الأفق
مكتفيا
بالتحليق في سماوات زرقاء
إن القوة المبدعة تتجاوز التخيل كما يقول علماء النفس فالشاعر إذ يتميز بقوة البصيرة وعمق النظر والقدرة على إكتشاف الصلات الخفية هو المعول عليه في ربط عناصر النص ربطا عضويا وهذا ما لمسته هنا في نص الشاعر وليد حسين ( أيها العابرون ص91)
لن تجد كلمات لطقوسك السومرية
لكي يحملها السحاب
لموطنك الأصلي
فالحكايات باتت مستنسخة
وانت معبأ باللاهوت
إن صدق الشاعر في كتابة النص يعني إخلاصه في التعبير عن مشاعره وآرائه ولكن ليس نقلا حرفيا للواقع المادي بل للتعبير عن حقيقة هذه الانفعالات وهذا ما نقرأه للشاعر وليد حسين في نصه ( دنا قمر ص85 ) :
وبي قلق تورط فيك
عشقا. .
فأضحى البين دائرة اغتيالي
افتش عن رحيل دون سبيل
يشاطرني ..
بلا هتك اعتزالي
الشاعر وليد حسين إستطاع أن يحول صياغة العتبة الأولى للديوان وهو العنوان ( وشم بالذاكرة ) كونه يمثل الواجهة الاولى التي تجذب إنتباه القاريء بل العتبة الاولى التي وظفها الشاعر بحسه اللماح الى عناصر ورؤى وعتبات عدّة تشد انتباه القاريء للبحث عن هذا الوشم الذي التصق بذاكرته (الشاعر) فقدم أنموذجا من التساؤلات الجديرة بالتقديم منها ما شكله ؟ ما لونه ؟ ما سره ؟ ما تكتنزه الذاكره التي التصق بها هذا الوشم الذي أراد به وليد حسين أن يقول لنا الكثير من تجاربه وانفعالاته ومشاعره وحتى رؤيته في وضع خارطة جديدة في كتابة النص ، إذ أنه جعل حتى من الإهداء في مقدمة الديوان عتبة تشد القاريء إليها بل وكأنها الأيقونة التي تحمل الكثير من الأسرار بل هي مفتاح لكل ما لم نستطع تفسيره في بعض نصوصه بعد دعوته لاخوته علي وخالد ومحمد حيث يقول في هذه الكلمات القليلة التي تقول الكثير وتضج بألف سؤال وسؤال أجاد الشاعر وليد حسين صياغتها ليجعل الكرة في ملعب القاريء للإجابة عنها باهدائه الذي لن يقل جمالا في إثارة شغف القاريء ليضيف عتبة قلما يوظفها شاعر أو كاتب في مقدمة ديوانه أو كتابه يستفز بها القاريء في مواصلة القراءة ففي ( الإهداء ص5 )مقدمة ديوانه يقول :
إلى إخوتي
علي
خالد
ومحمد
البيت الذي ترعرعنا فيه
لم يعد قادرا على الإجابة
عن أسئلة كانت تضج بنا
للشاعر وليد حسين بصمة واضحة في تأطير نصوصه بلغة أجاد تطويعها في بث شجونه وأحلامه ورؤاه العميقة في فيما يجب ان يكون عليه هم الشعراء وكما يراها هو في نص ( خجلى جفوني ) :
مهما تمادت جباه
في مناسكها
فلم أجد غير نصح فاز بالمحض
فذاكرة وليد حسين بوشمها الذي بات علامة فارقة في لغته الشعرية بأريج المشاعر التي تحن الى لقاء الحبيبة تفضحها نصوصه مرة كما في نصه ( عند مواقد للحب ص97 ) :
كنت أقلب صفحات أيام
تلتحف الوجع
محاولة مني
أن أرسم لشفتيك ضحكة
بأصابع مرتعشة
ما أقسى العمر يمر سريعا
وأخرى تحكي وجعا أثقل كاهل شاعرنا وهو يحلم بمعجز أن يحل بموسم حيث يقول في نص آخر ( وجعي ترابي ص33 )
لكنني قلق
لماذا غر بي ؟
هلا يحيد عن الطريق الأسلم
ما أجمل هذا الوشم الذي التصق بذاكرة الشاعر ليثرينا بكل هذا العزف على السطور حيث تتزاحم الصور بانتقالات مموسقة بين الألم والأمل بين الحب والرحيل بين الروح والوطن بعتبة ديوان تترك وشما في ذاكرة قرائه كما تغنى في
(نص مظلومة الثغر ص45 ) :
مظلومة الثغر ..
لو عضت نواجذها وردا
لسال لنا من ريقها العسل
يا مزنة فوق ذاك الشوك
نازقة ..
مهما تراكم جرح
فالهوى دول
الشِّعر: ثورة الكلمة في شعر وليد حسين ثورة والقافية لغة تستصرخ الشاعرية في حروفه وهي تترجم ملامح الخير في الوجود لتكشف لنا ما في أعماق ذاتية الشاعر الذي يرسم لنا بأساليبه البلاغية معبرا عن مشاعره وأحلامه وآماله لتجيب على كثير من التساؤلات التي تعلق بذهن القاريء وهو يتأمل هذا الوشم الجميل في ذاكرة وليد حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق