الجمعة، 16 نوفمبر 2018

نَبَضاتُكَ يا قلبُ ترهقُني ../ نص سردي / كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي / العِراقُ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

نَبَضاتُكَ يا قلبُ ترهقُني ..
.....................................

يا أيّها القلبُ النابضُ بدَفَقاتِ الحنينِ وخَفَقاتِ اللوعَةِ كُفّ عنْ دَقِّ أجراس الوصالِ ونواقيسِ الإتصالِ واخرسْ صيحاتكَ التي شقّتْ صَمْتَ السنوات الثِقالِ فقدْ تعالىٰ لهاثُ الأنفاسِ وتوالىٰ مسلسلُ الشَهَقاتِ وتدفّقَ الدَمُ يغلي في جسدٍ أنهكَهُ الخمودُ وتفجرتْ مشاعرُ كادتْ تخبو وأشجانٌ كادتْ تندرسُ وما عادتْ مساحاتُ التجاهلِ والإهمالِ تتسعُ للمزيدِ ، أوْصِدْ أبوابَكَ بوجهِ الريحِ واغلقْ نوافذَ الشوقِ البلهاء .. فلَمْ يكنْ أزيزُكَ في صدري لحناً تطربُ لهُ الأشواقُ ولا نياحُكَ ونشيجُكَ معزوفةً تصغي لها الأرواحُ أوْ تستسيغها الأذواقُ ، أَسَفي على فراغِ كأسي بعدَ ما سقيتُكَ سائِغاً من كاساتِ نَبْضي وحُبِّي فكَمْ بلّلتُ جَوىٰ لظاكَ من معينِ ريّي ورويي حتى حَلّ بِيَ الظمَأَ وماتَ غَرْسي وزرعي اليومَ لا سلوى ولا عزاءَ لكَ به تواسيني بعدَ توالي شروخُ الأَلَمِ وطَعَنات الجزعِ لكي تبقى تلكَ الصيحاتُ مخنوقةً مصلوبةً على جذوعِ الذكرى وأعمدةِ النسيانِ ، هيهاتْ أنْ تكون نداءاتُكَ تعنيني ولا هَمَساتُكَ وتوسلاتُكَ تثيرني فلا عزاءَ للمشاعِر ولا عزاءَ للقلوب .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق