الجمعة، 11 يناير 2019

إطلالة على قصيدة (صهيل الأشواق ) للشاعرة " بسمة الهواري " هاشم خليل عبدالغني -الأردن ,,,,,,,,,,,,,,,,,

إطلالة على قصيدة (صهيل الأشواق )
للشاعرة " بسمة الهواري "
هاشم خليل عبدالغني -الأردن
إن المتمعن في عنوان قصيدة ) صهيل الأشواق ) للشاعرة " بسمة الهواري " يلاحظ أن صهيل الأشواق ، صهيل عالٍ صوته يسمع من مسافة بعيدة تارة، وتارة يكون صهيلاً صافيا ناعما، إنه صهيل الأشواق في ساحة الأشواق . شوق نزعت إليه النفس وحركه الهوى ، هوى نفس عاشقة، تواقة للقاء الحبيب .
الشاعرة "بسمة الهواري" في هذا النص تغازل لحظاتها ومواجعها وآهاتها وزفراتها ومأمولها بحس فني جمالي مبهر ، أخاذ وٱسر ....فيما يلي إطلالة على الجو العام للقصيدة :
في جو من الحيرة والاضطراب لاذ الموج ( الحبيب ) بالفرار، هارباُ من نار الحنين بعد أن التهبت جمرته وفقد منعته وقدرته على الصمود. ..ولكن هل سيكتب الموج على رمال الشاطئ .... أن بين الموج والموج شهادة ميلاد أو موت أو قبلة أو قصيدة ؟!
نلاحظ أن الشاعرة ضمنت قصيدتها بعض المصطلحات العلمية مثل ( مجرات و مدارات ) ....على حافة وجوانب الصمت الساكن وعلى وشك السقوط فيه ، إذا نظرنا من علٍ تتراءى لنا بقع بيضاء من الخسران وعدم تحقق الأمل مما كان يرجى ، كناية عن إخفاقه وفشله وعدم فوزه بما كان متوقّعًا ومركز ومحور مجرياته اختفت واستترت ..بكل نعومة ورقة أشعلت الحرائق في أحلامنا وآمالنا الضبابية . بنزِفَ نّاي مبحُوح يصهل صهيل الشوق الحَارق.
"الموج الهارب
من جمر الحنين. .
يسكب الساعات
على حافة الصمتِ
حول مجرّات الخيبة
ومدارات الغياب..
يُشعل الضباب
فيمدن الحرائق
بريش الناي الحزين.."
بعد هذا الحريق وبعد حرق السفن على شواطئ الهجر والهروب والنكران .. تتمنى الشاعرة على الموج (الحبيب) "مستخدمة حرف التمني ليت ويستخدم هذا الحرف غالبا للمستحيل" ... ولتأكيد صدقها وعمق حبها ( للحبيب ) تخاطبه قائلة : ليتك تفرش راحتك للحب والعشق في وسط قلبي وتلون اضطراب نبضي بألوان العشق والوله
" ليتكَ ..
تَبسُط راحة الحب
في عُقر قلبي
وتلوّن فوضى
نبضي
بألوان الشوق.."
في المقطع التالي تعود الشاعرة مرة ثانية ملتمسة ومتمنية من حبيبها ، أن يغطي ويطمس بعصبته ( قطعة قماش) الزمن ويوقفه عن الدوران ، لنأخذ ...لنسرق من الزمن خفية وعلى حين غِرَّة وفي غير انتظار ما تخيَّلنه وتصوَّرنه مما وقع في الذِّهن من خاطر.
وتقول الشاعرة بنبرة يائسة مستسلمة لا شيء في هذه الدنيا يتبعني ويطاردني إلا الحزن ، وقليل من صهيل ذكريات ماضية أكتب بها أشعاري وذكرياتي.
" ليتكَ..
تعصِّب عيون الوقت
لنسترق
في غفلة منه
الوهم..
وحدهُ الحزن
يتلُوني..
وبعض صهيل
يرسم كلماتي.."
نص بسمة الهواري (صهيل الأشواق) نص يخاطب الوجدان والقلب مفعم بجيشان العاطفة ، تمارس من خلاله طقوساً عشقيه خاصة في تمازج روحي وجسدي وهمس آسر ... بسمة الهواري شاعرة واعدة تشق طريقها إلى الأمام بخطوات واثقة وواعية ، أتمنى لها مزيداً من الإبداع والتألق .
هاشم خليل عبدالغني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق