السبت، 23 مارس 2019

صفات المبدع / مقالة / حسين الباز / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,

صفات المبدع / مقالة
الأدب هو من يصنع صاحبه وليس العكس لأن الأسلوب هو شخصية الأديب ، هو بطاقة تعريفه من خلاله تعرف هويته وميوله وفكره، وتدرك نفسيته هل هي سليمة أم مريضة؟ وهل نهجه التجديد أم التقليد؟
وصفات المبدع عديدة أكتفي بذكر ثلاثة:
1/ غروره خلال تأدية العمل الفني بحيث يكون في حالة الإمتثال الذاتي، فيبرز قدر المستطاع نرجسيته المستترة في مكامن النفس، فتجده مفتخرا بأدائه بكل ثقة ، بنبله ، بكرمه ، بشجاعته ، بل وحتى في قمة الإحباط تجده رافعا رأسه لاعنا تارة ، ومتمسكا بالأمل تارة أخرى ، وحين انتهاء العرض يخجل من تواضعه أمام المتلقي، فينحني برأسه باسطا يديه اعتذارا واحتراما ، مرحبا بالنقد سواء أكان معه أم ضده.
2/ الجرأة الفنية بحيث لا تألق لمبدع متملق ، رابت للأكتاف ، جابر للخواطر ، خائف من العواقب ، وإلا فهو إنسان عادي ، مسير ومؤطر وممنهج ، لا دور له إلا في مواسم الأعياد والتكريمات .
3/ القدرة على امتلاك القلوب قبل العقول بأدبه ، ليبدو ملاكا يمشي على الأرض ، أو كتحفة نادرة لا شبيه لها ، غريب الأطوار ليس كما البشر.
وكل صفات المبدع لا تصنع ، إنما تكتسب عن حب الفن والتفاني في الإبداع والتضحية بمغريات الحياة من أجله.
حسين الباز / المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق