الجمعة، 24 مايو 2019

أنفاس الياسمين / شعر د. محفوظ فرج / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,

أنفاس الياسمين / شعر د. محفوظ فرج
الليلُ تَنهَّدَ من أنفاسِ
( اليسمين ) الغافي 
بين الشفتين 
بين الرمل المترامي عند ضفافِ الثرثار 
وأزرارِ شباك الصيادين
على الجهةِ اليمنى من جسرِ الشهداء 
تستيقظُ نورُ الشمس
فجراً
فيبوحُ الجوريُّ الرابضُ تحتَ القمصان
بأسرارِ العشق الغائر
حتى النسغِ يغني لجذورِ الليمون
بعينِ التمر
أولُ لحنٍ غنته صبايا أوروك
قرباناً للمعبد
أول قافيةٍ يتفتحُ فيها
قدّاح الايحاءُ على أدراجِ الزقورة
النحلُ يعافُ خلاياه
يهوي فوقَ بساتينك
يهربُ في عسلِ الملكاتِ
إليك
تتخطينَ على أرصفةِ الكرخ
ملاكاً تتسمَّر من فتنته
حدقاتُ عيون حمام الزاجل
يلقي برسائله
في عرض النهر
ويفقدها السلطان
الليلُ يؤثثثُ مخدعها
الطافي
من طميِ السيلِ المترعِ
بالرائحةِ البغدادية
وعلى بعدٍ تسمعُ اصداءَ
لمقامٍ منصوريّ
يصدحُ يوسفُ فيه
ببهوِ المتحفِ
كنتُ لمحتُ جدائلها بزحامٍ
بين صبايا
تتمعَّنُ في الكتبِ الملقاة
بأرصفةِ المتنبي
ورمقتُ الشجنَ البصريَّ بعينيها
فأدمنتُ الترحال
إلى المدن الموسومةِ بالوشم
الآشوريِّ
أفتِّشُ عن ديرٍ تخفي كل معالمهِ
ألأشجارُ
يلتفُّ عليه النهرُ
وتأوي في الظاهرِ أطيارُ الهجرة
بين ثنايا منعطفاته
في التأويل
أنا من يأوي لغناءٍ لم تعْهَدْهُ الذاكرةُ
السامرائية
أنا من يستنطقُهُ العشبُ النابتُ
بمسامعه يلقي ناقوس الجرف المبحوح
تراتيل العودة

د. محفوظ فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق