الخميس، 21 مايو 2015

مازال في رقبتي ثأر ينتظر.../ قصيدة الشاعر / عبد اللطيف رعري / المغرب ...

مازال في رقبتي ثأر ينتظر...
+++++++++++++++++
++++++++++++++++++++
++++++++++++++++++++++++++++
لا تنمو الاعشاب في صدفاتي عارية
ولا تحلو الانغام في مقاماتي إلا على حزينأشاطر الموج انسيابه المترع على خواء القلب
حتى يلحس شغف العيون
أطاوع جفوني الشاردة في قفص الاتهام
حتى تلحق سرب الحمام
لا سلطة لليل على تسكعي بين ضفاف الكلمات
ولا هوس يدلني لرجعتي المفترضة
لاستظل بظل حبة رملٍ هاربة من صفع الهجير
واستحم كما تشاء العذارى بفيض الكأس
فغناي على صدى العويل يحملني لمنبتي
وتهواني الظلال حين أقاسمها تقبيل الحدود
وحين تقاسمني شرودي في آخر العتمة
ومناي تتسلل بين جفوة الحبيب وعمق المصادفة
لترمي وجنتي بسواد الاغوار النارية
لمّا أسأل الطير كيف يراود الريح عاريا
و الزهر كيف يداري النهر جاريا
وكيف تعلو السماء وحفنة الضباب في قبضتي
والنجوم الضاوية وهجها على لساني
ومدار الكواكب الراسية في كفي
يحفر حروف عشق نسيناه
كيف تورطّ الفجر بذيل الليل مجبرا
على مصافحة آخر نجمة ثملة
ففي سكون الليل تختبئ حرقة الشوق
وتنمو الاوجاع زاهدة في البقاء
لتؤثث مواسم الهروب بعيدة عن عين الشمس
فكل الألوان أسقطت أوراقها في مزاهر الوحل
وعلت على سطح ألفتنا قسمات حزينة
وكان على ظهورنا ثوب عذاب
ملأت الكليمات فتحة أنينه
وأسكتته ترددات صدى المحيط
وغاب عن ثغرها أسيل الكلام
لا فناء للوجود
لا فناء لعذابي
لا فناء لي بين عيونكم
أمّا عيوني سأعيرها ما تبقى من عمري للشمس
وسأبدد أهوالي للريح وأستريح
والبدّة في المألوف أهديه للهذيان عن آخره
حتى ألملم مواعيدي في سلة الخوف
وأحزم شطآن هواي بعروقي
وأبيت الليل بين صخرة وصخرة
حتى تمر العاصفة
وانفض مأساتي تحت التراب
واطعم خمس حمامات بيضاء بلساني
وأزيل شوكة شؤمي من أخمص قدمي
أمّا عراء صدري للريح ستتولاه الطيور
لا تخلو الاعطاب من طرقاتي لمّا أسكن جنوني
ولا تلد ذكرياتي العاقرة سوى خواتم للنسيان
وتشع في أدراجي سقطة جسد نحيل
مقروءات فنجاني لا تهمني
تنبؤاتي للآتي خاطئة
وأعذاري لمملوكي واهية
أيّ الامهات حبلى بساكنتي في غياب الامل
أسقيها مدادي لتطفو فوق أشعاري
اكسيها تلاوين صفحاتي قبل تطايرها
أهديها شهواتي كلما خانتني القصيدة
أشاطر الريح صفيره ولا أغلق الاثقاب
وأهادن السراب ولا انخدع لمائه
وأزاوج اليمنى باليسرى واحكم قبضتي على جنوني
أستبيح كهولتي في عز صولتي
أستبيح زنازين الوحشة في تشردي
حتى تمر العاصفة ....
وأبني من قشها سفينتي وأبحر في عيون مهدئتي...
أيّ الحالمات من بنات جيلي
وتطل الان على انجذابي بعين باكية
لم يسقط وهجها نبراس الحرية
أرسم بريق جنوني بين حلمها وبين صيحة الفجر
أعصر لهفتي لخناجري في يسراها
وأعيد جريان الاوقات الى ساعاتها الاولى
فلا بداية للحزن
ولا نهاية........
سأجبر النفس على الرحيل وراء الاحمر
سأركن ارتجالي في قبور رمادية
وأرشها برشفتي الاخيرة من كأس مماتي
مازال في قفاي نقطة دم لغسل بؤبؤ العين
ومازال بين أضلعي صِفاق يحجبني عن النار
ومازال في رقبتي ثأر ينتظر...
وعلى كتفي رشاش زوّدته آلهة الهيام
بسيل من الكلمات ....
ومازالت سبابتي تلين على الشهادة امام محراب تمردي
أيّ النبرات الهائجة تتلاشى معها تخيلاتي
وتنبطح لها كثلة جسدي المتخمة بالقرف
فلن يشطأ زرعي سنابل مبتورة
ولن يقطع لساني رقابا مكسورة
ولن يشفي غليلي كأسا مخمورة
وأصفاد غدركِ أيتها الاعشاب تتغنى بالعذاب
سأهادن الرحيل بالاغتراب
وأعشعش في صمتي بالصراخ
وأمدّ يدي للحريق
وأشابه هروب المدى عند الاصيل
لكن أن أفك قبضة جنوني من عزلتي
فذاك محال ...

بقلم عبد اللطيف رعري/فرنسا 20-05-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق