الأحد، 17 مايو 2015

تلك الرسالة الزرقاء كانت بخط يديها/ نص / الشاعرة والكاتبة / علا التميمي / العراق .....

ل
تلك الرسالة الزرقاء كانت بخط يديها
................................
وكان الحل إنهما يفترقان بعد قصة حب تحدث بها الأهل والأصحاب والجيران بدت عليهما لعنة الحب ، أُصيبا بها حتى الخذلان هي أميرته الجميلة وهي المدللة الأصيلة ، سألتها ما الذي أودى بحبكما ؟ فأجابتني بضحكة مريضة صفراء ، ودمعها تمطره حدّ الهذيان ويداها ترتعشان باردتين مثلجتين تريد أن تكتب آلاف الجمل كي تُعبر عن حبهما الخاسر ، نادتني يا عليا ، فأجبتها .. ما بك يا حبيبتي ، ذاك الجمال الساحر أين نُفي ؟ وتلك الابتسامة 


عريضة ما الذي عصف بها حتى أُعْيـت ْ ؟ لاشكّ أنهُ العشق وأعراضهُ ، فتساءلت في نفسي ، أ هكذا هو وفاء النساء ؟ وقتها عرفت طيبة القلب والعفوية المعبرة بالقول .. مرسالها بخط يدِها تقول به أودعتني خنجرَ الهجرِ ..وحللت بي ّ الخُذلان .. خرجتُ أحملُ بيدي ّ مرسالَها إليهِ ... الحب يوئد القلبَ في لحظات خضوع ، ووجنتاها كانتا تتطهران بالدموع ، هل هو الجالس فوق الكرسي الخشبي ؟ نعم هو وقد ملأهُ دخانُ سيجاره .. ولحيته السوداء اخفت من ملامحه الكثير .. عجبا أهكذا يُضعِفُها الحبُ ؟ كنتُ أظنه يجعلها أكثر تحملاً .. كنت أظنه يبدّلها بعد غياب ، رآني وشفتاه ترتجفان تريدان نجدتهُ ، فأَشَرتُ بيدي إلى رسالتها .. الضعف دبّ فيه ، رجلاهُ لم تعدا تَحْمِلانه وقف يُقَبِل رسالتها متشوقا ، يشمُّ عطرها بين السطور وبانت فيها كلماتها .. لِم َ هجرتني يا حبيبي ؟ وعلام تركتني ليقتلني نحيبي ؟ هنا علمتُ مدى قسوتها وذُلّها ، فحبهُا أتعبه ومزقه ،كان يشكو بمرارةٍ وعيناهُ غائرتان ، عبوس ، اضمحلت ملامحه وشعر لحيته مبللٌ بالدموع .كيف لي أن انجدها من شكواهُ الممزقة .. تمنيت لحظتها أن أُصفَ له ما أصابها من ضعفٍ ، شَرُد بالي ... ربااااااااااااااااااه ما الحل وكيف لهما أن يُرمما الفجوة التي كبرت بينهما .. ما الحل والعقل تَغيّب منهما ... يثوران .. ينفعلان .. شكا لي .. شكت لي والشكوى مزقت الوصال بينهما ... هل هي التي رمت بحبه أم هو العابثُ فَضَيّعَها.. ويلاه حزنه يُدميني .. وهي الضعيفة حالها يبكيني .. واقتدته امسك بيديه نقصد غرفتها .. ومن بعيد ..سمعنا صراخ ونحيب ..يخرج من حجرتها ..نعم ذلك الصراخ كان من حجرتها .. رأيت نعشَها يُرفع فوق الأكتافِ .. يا حبيبتي .. هذا غريمك يداه بين يدي ّ ..طالَعني بسؤالٍ ، أهذا النعش المرفوع فوق أكتافهم لها ؟ أجبته ودمعي يرد سؤاله نعم لها .لها ..لها .. يصرخ ..يندب ..ودموع عينيه اغرورقت فاستعجلته المنية .. وهكذا أمسيا شهيدين عاشقين فرقتهما وحشية الأعراف .. وكل ما تبقى منهما رسالتها الزرقاء ..........بقلمي علا التميمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق