العشقُ الكبير
في جوفِهِ
قلبان
هي
وهذا الذي على مرآتِهِ
رأى الوجودُ عينيهِ تبصرانَهُ . . .
ما افترقا وقد حلَّ بينهما سيْف
ظلامٌ
لم يرَ كفٌ اصبعَه . . .
عاصفةٌ
تنتهي نسمةَ صبحٍ . . .
فهل الصبحُ عشق ؟
. . . . .
إذْ يتسلّلُ الموتُ . . .
لا يعرفُ أيُّهما يُصيب ؟
تتلاشى كبرياؤُه
صاغراً يرتدُّ ‘ . . .
فإنْ تمكَّنَ منْ أيٍّ
فالشّمسُ لا تُقبر . . .
ليسَ عندَهُ ما يَخافُ منه
عندَهُ ما يُخافُ عليه !
. . . . .
لا يدري لم تذكّرَ ذاكَ الإغريقيّ الذي عاقبَهُ الإلهُ بوسيدون لعشقهِ لأثينا ؟
كانتْ عقوبةً
خرجتْ عن وسعِ ما تتحمّلهُ نفسٌ . . .
ما لساحرةٍ
سالتْ على أردافِها شهوةُ الاشتهاء
تدلّى ما يُشبهُ السّحرُ على أرضِ بابل . . .
ولا لهولٍ تقوّستْ لهُ هاماتُ الصّواريّ . . .
أنْ يسلبَ عشقاً لعيونِ امرأة
لتُرابٍ حفظَ حبلَهُ السِرّيّ . . .
هل للحنظلِ طعمُ سكرٍ على شفاهِ مَنْ عشِق؟
. . . . .
أجنحةٌ
تعبرُ فضاءاتِ كُلَّ الازمنة . . .
بماذا حدّثَ ابنُ الأحنف قلبَهُ وقد أغرقت فوزُ جميعَ سفائنِه ؟
كيفَ تناءتِ المسافاتُ في قلبِ صاحبِ الطّلْح ؟
والسّجنُ باتَ لهُ قصراً بغرناطة . . .
أيُّ شعرٍ تزاحمَ في رأسِ ذاكَ الدّمشقيّ أمامَ امرأةِ من بلادِ النّهرين ؟
تحترق . . .
وهي جنتهُ !
سكبَ كُلَّ قوافيهِ بكأسٍ واحدةٍ
اسمُها بلقيس !
ماذا يقولُ شاطرُ نفسَه
والرّكبُ يخفي عيون هُريْرتِه في وداعٍ
يرسمُ نهايتهِ بلونٍ لا يُرى ؟!
ليبقَ ابنُ الملوّحِ يُمارسُ طقوسَهُ العذراءَ بعيداً عن سَفَهِ قبيلةٍ
ما تبقّى في جماجمِها غيرُ هواءٍ
يهزُّ أروقةِ الخيام !
أيُّ جنونٍ يصبغُ خنجراً أعمى
يغرسُهُ ذلكَ المغربيّ الأسمرُ في قلبِ دزديمونتِه
ليتركَهُ محراباً لغسلِ الخطايا ؟
ليسَ عشقاً
إنْ لم يكن بهِ خيطٌ لجنون . . .
لِيعشِ الآخرونُ بغيرِهِ بطعمِ اللاّشئ !
. . . . .
أيُّها ذا الذي مازالَ تخفقُ في شريانِهِ الحياةُ
عشقاً لتُرابٍ
لمئذنةٍ
لقدّاسِ آحادٍ
تُقرعُ فيها الأجراس . . .
احملْهُ
لا إليها أوّلاً
بلْ لذاكَ العشقِ الكبير
آنَ تفنى
أصدقُ صفحاتِ الوجود
فهلْ يحتفظُ مُسمّى بحروفه ؟ !!
. . . . .
عبد الجبار الفيّاض
فبراير/ 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق