الاثنين، 23 أكتوبر 2017

قصة قصيرة........... أغتراب........../ امال السعدي / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,

قصة قصيرة...........
أغتراب..........
كان أول الصباح و الشمس تشرق من شرق سماء صافية.. هدوء غير معتاد أنا و جنيني نهيم في شرفة بها أستقر الحال في أول الاغتراب... كانت الرحلة مرهقة مشبعة الرعب.. لكن الرغبة في النجاة أخترقت كل رعب وبات فعل ماضي لا يقبل الاعراب... صحوت و انا أُطالع الى المارة أقيس فروقات ما رحل في الامس وكان أول الامس ما به تقر الحياة ... شرفات اخرى تطل بعض بها أسترخى على كرسيه يرتشف قهوته و البعض يسحب نفس أركيلة الصباح .. أصوات هنا وهناك مشبعة بحرير أول يوم عادي بِلا منغصات .. ..الكل يسير بهدوء لا زحمة ولا ارتعاب من ما به طاغية يلقي بهم مرض الفتات...هذا الى العمل و ذاك الى المدرسة وتلك تعد ما راق لها من الاطباق... أُبصِر الجميع للمرة الاولى كانت تمتلكني رغبة المراقبة لارى العالم الجديد الذي وطأت به الرحلة وما به القادم..... وضعت يدي على بطني احدث طفلتي الحمد لله نجوت بك و سأرى ولادتك في عالم اخر قد يكون أخر المطاف... هههه قهقهت، لكنه كان يبدو أضغاث أحلام أو فقر في تفسير ما تحمل احلام الحياة...
عدت الى داخل المسكن وقفت مستغربة، أناس أكتضت بهم الدار ، أشخاص جدد من نفس البلد لكن كلا من مدينة... كلا سارح في كينونته الصامته يرتشف القهوة مبصر او مبهم ما به الات.... كانت دهشتي ان تكون ال المعرفة ان شراب الصباح قهوة لا استكان شاي من يد أمي كما كان به المعتاد.... ضحكت و سعادة تغمرني في ما كان به الحال قبل الرحيل .. سؤال أخترق صمتي ترى هل نعود؟؟؟ أنتبهت وبدى لي أن هناك حوار يومي كلا يسأل عن موعد العودة...
عفوا هل تسالني؟؟؟
قال: نعم ما رأيك؟؟؟
قلت العودة الى أين؟؟؟
قال الى أرضنا؟؟؟
قلت و هل هناك عودة لمن أُكره على التجوال؟؟
رد أخر هل هذا تشاءوم صباحي!!!
قلت: بل هو واقع يومي وجب أن تتعوده ما اخترنا غربة لا قاعدة بها ولا استقرار...
قال: غريب !! قلت وما الغرابة؟؟ قال أنت وصلتي فقط في الامس؟؟
قلت نعم في الامس لكني مرتحلة قبل الامس بسنين أنتقل في ما تسميها أرضنا من مدينة: لاخرى و من بلدة لاخرى و هلم جرا...
قال: كلنا كذلك..
قلت: إذن وجب بك أن تعي أن الارض ضاعت في منسوب الذال و المذلول و من ذل لاتفه الاسباب....
قال: القصد؟؟
قلت: رضينا أن نُذل و أخترنا الرحيل، نعم كلا منا له سببه ما قدلا يقنع الجيل القادم لو وجه لنا السؤال، وضعت يدي على بطني مسترسلة هذه الطفلة التي لم تلد تراها ستحاكم عن عدم منحها هوية بها تقيم التعريف؟؟؟؟
قال لما خرجت؟؟
قلت لما أنت خرجت؟؟
دار صمت بين الجميع و سيد كبير با العمر يجلس على باب شرفة الغرفة قال : سيدتي أنت متمرده ، مكهكا و صدقا ستمري بالكثير من الصعاب...
قلت : وهل هذا غريب عن من عاش الصعاب طوال عمره سيدي!!!
أخذت فنجان قهوة و عدت الى شرفتي حيث هي كانت غرفة نومي لاحتشاد السكان... جلست على الارض و سمعت صوتا ينادي ، يا حلوة ، يا حلوة، ردي يا حلوة؟؟ ترى لمن النداء؟؟ وقفت أذ بسيدة على شرفة المنزل المقابل مبتسمة و هي تقول نعم أنت أنت !! قلت انا؟؟ نعم أنت يا حلوة... اجبت هل سبق و أن تعرفنا؟؟ قالت لا حاجة للمعرفة الكل عرفك منذ الامس و أنت تحاوري هذا وذاك... ضحكت و سلمت عليها وعدت لقهوتي و أنا ادندن فيروز سنرجع يوما بحرقة حملت وجع الفراق... كان ما حاورت به السكان كان بعض من الرغبة في التخفيف عليهم و وجع النفس في صمت محتضر ...مراليوم بين متابعة الجميع وما به سيكون الحال و ما به ساقوم من واجبات يومية في السكن...أتى الليل و سهرت مع القمر لاول مرة بعد غياب طويل...لم أنم الا فجر اليوم الثاني، و انا أتململ في فراش الغربة سمعت صوت نفس السيدة تقول ياحلوة ردي، صحيت يا حلوة!! وقفت و صبحت عليها و تعارفنا،
أسمي أم هيفا..
و انا أسمي أمال... قالت تعالي أدعوك لشرب القهوة.. ترددت و بقيت صامته لكنها عادت تنبهني ، هل سرحتي، أو لست عربية؟ تفضلي أنا أحببتك... دلتني كيف أصل الى بيتها وعرفت في أي طابق و ذهبت لها، أستقبلتني بترحاب كمن تلتقي من فارقت بعد غياب، دخلت و الصالون محتشد بعدد من النساء، قالت تفضلي كلهن جيران و حابين يتعرفوا على الحلوة الساكنة الجديدة ..... دخلت بخجل لم اعتده صباح الخير جميعا.. يسعد صباحك يا حلوة..
قلت ما قصة الحلوة؟؟
قالوا أول وصولك الى الحي تبادل الجميع الخبر هناك جميلة وصلت الحي!!! ضحكت و انا أقول و الله لم أعلم اني جميلة، فما حال بي منعني من التفكير يوم بأمر الجمال...لكنها بداية تغرب جميل.. كهكهت كل السيدات وجلست معهن...
نصب فطور لم أرى مثله كان أول فطور لي في الغربة ، بين حشود نساء طيبات الروح... أُعدت القهوة و الاركيلة و هامت الاسئلة من كل باب عن ما به كنت و سأكون... مرت ساعات وأنا معهم ثم أستأذنت وتركتهم مودعة على ان نلتقي كل صباح، وكانت أول الرفقة في أول يوم اغتراب، أحسست ببعض الاطمئنان لما به المصاب... لعل هو خير مما به كان الحال ..... لم يمر الكثير الا وكانت الحرب على الابواب و كان التغرب قد بدء نحره في مسار الحياة على كل أتجاه..... هدء الوضع وبدء المخاض ولدت أول أبنة لي في عالم الغربة لا أهل ولا أصحاب ، حملتها في حضني اشم بها ما بقي من ذاك الفرات ، ولدت بعد صراع أيام مخاض ما اختلف عن الحرب او اي ترحال، وسرت بها الى غربة تحملنا لا علم لي ما به سيكون جواب الكثير من الاستفسارات.....هي أول الغيض و أول المحطات في قاموس عالم الاغتراب ، سجلته في ذاكرة يوم بها ينفع ما به سيكون الحساب..... استمر الترحال و بقت السواحل حدود بها تترجم كل أغتراب....
22\10\2017
أمال السعدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق