هنا صبر العراق
هُمومي لها الطودُ المنيفُ بكىٰ معي
وزادَ حطامي مُنذُ أقْوَتْ شوارعي
شكوتُ أعاصيراً أصابتْ منازلي
فهدتْ بنائي ُمذْ غدتْ بمرابعي
وعانيتُ تيهاً في ركامِ تَفطُّني
وهاجتْ لهُ بينَ الدمارِ مواجعي
تأملتُ آهاتي وجِدتُ بصحوتي
ففيها الثُكالى قدْ أصمْنَ مسامعي
وحيثُ اليتامى والأيامى بدا لهمْ
أنينٌ كعيسى ضجَّ تحتَ المَقامعِ
حروبٌ ونيرانٌ تدكُّ لواعجي
وذاتي هوتْ في التيهِ حيثُ فواجعِي
ولي بينَ أوجاعي خِرابٌ أنيقةٌ
أزاحوا خِرابي واضمحلّتْ مواقعي
تشرّدتُ في آهاتِ حُزني كنازحٍ
يُعاني ضياعاً ناح بينَ المصارعِ
عصرتُ سنيني قدْ طلبتُ قَرَاحها
فسالتْ شجونٌ قدْ روتها مدامعي
ورغم صروف الدهرِ لنْ انحني لها
وكيفَ وعندي كربلائي بها أعي ؟
وعندي فُراتٌ قدْ أحاطَ بدجلتي
فكانَ ورودي سائغاً من مراضعي
هنا ثالثُ الأنهارِ حيثُ الجّواهري
وعندي نبيُّ الشعرِ منهُ مراجعي
زئيرٌ لجلجامشَ مهدُ ملاحمي
وإقدامُ أنكيدو هُنا في وقائعي
وعندي حضاراتٌ ومنها مشاربي
وحيثُ أقاصيصٌ لليلى وأصمعي
وعندي حمورابي وأولُ شرعةٍ
وعدلُ عليٍّ هٰهنا بودائعي
عرينُ أسود قد رأيتُ بعينهِ
وفي الراءِ راياتٌ علتْ كطوالعِ
وقافٌ قويٌّ , هكذا ألفٌ بدا
صليباً كما النشوانُ بينَ جوامعِ
وفيهِ من الأعراقِ توليفةٌ كما
أراها أنا في داخلي في طبائعي
وفي داخلي صبرُ العراقِ شموخهُ
و( لا )قالها سِبطٌ دعا لشرائعِ
تشيخُ السنونَ السودُ ,أزرعُ غيرها
وأحصدُ منها سنبلاً بمزارعي
وألوي سنينَ التيهِ إنْ خيّمتْ هنا
سأجعلها خضراءَ تُثري بلاقعي
خيري البديري ـ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق