السبت، 23 يونيو 2018

مائدة للشعراء / راقية مهدي../ العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مائدة للشعراء
راقية مهدي..
فتحت ابواب مدينتي ...
وأعددت الاطباق والصحون ،
للشعراء الملعونين،
المطرودين من الفردوس:
رامبو في مركبه التائه
عبر انهار عصية،
حاملا قمحا فلامنديا
وقطنا انگليزيا،
يجوب سماء مرصعة
بالنجوم تحلق فيها
ملايين الطيور
الذهبية وقوة المستقبل ,
يبحث عن فينوس
التي تحرك جسدها وتبسط كفيها..

بودلير باسمه المستعار
وعطوره، يتأبط
باقات من ازهار الشر ، والندم ،
يبحث عن سأم المدينة ،
وجنانها الاصطناعية،
يلقي بقلبه العاري
على الطاولة ،
ويلوذ بالصمت مبهورا
برائحة الطحالب.

بول فيرلين يترنم ببيانه:
الموسيقى قبل كل شيء،
وفِي سرادق عزاء...
تبكي الدنيا في قلبه
كما تبكي فوق المدينة،
أيّ شوق هذا الذي يتسلل اليه؟
إميليا روسيلي
الذي كان يقيم في
الجحيم يجهل
الابتسامة بين الصخور الشاحبة.

ولم يأتِ مالارميه
في ذلك المساء،
كان يلتمس النوم
في سرير لاأحلام فيه،
خوفا من الموت
حين ينام وحيدا،
فلربما كان ذلك العشاء الاخير.

"""""""""
هاهو أندريه بريتون ،
كما حلمت به في الليلة الفائتة
، يحمل سمكته الذوّابة،
يبحث عن نادجا
في طرق المصادفات
والجمال المتشنج، وبساتين تمد اذرعتها
الشقراء فوق الساقية العجيبة.

وهناك جاك بريفير
يحتمي تحت سقيفة من المطر ،
مطر من حديد ،
مطر من دم ونار،
مطر من حداد،
يرسم قفصا للطائر المغني،
لم يأبه بي...
أنا،
في مركبي الضيق
يجرجره النوتيون العراة.

حين غادروا ،
صحت وراءهم بصوتي المخنوق :
الى اين تمضي
هذه القصيدة
بهؤلاء الشعراء؟
فأجهشت بالبكاء...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق