السبت، 20 ديسمبر 2014

الزهايمر ..../ قصيدة ..../ الشاعر ..../ عادل الغرابي ..../ العراق ....

قصيدتي بعــنوان (( الزهــايـــمر ))
............................................
شُكرًا مِنَ القَلبِ حيثُ النُّطقُ يُحتَضَرُ
يَا مَنْ قَدِمْتَ مِنَ اللاوَعيِ تَنحدِرُ
شُكرًا مِنَ القَلبِ قَدْ أحييتَ مَقبرَةً
مِنَ الذُّنُوبِ بِصَدرِي لَيسَ تُغتَفَرُ
يَا أيُّهَا القُطبُ قَدْ دَارَتْ رَحَاكَ عَلَى
أعْوَامِيَ السُّودِ طَحْنًا فَالشَّقَا قَدَرُ
أيُوبُ رُوحِي بِلا صَبرٍ وَلا جَلَدٍ
وَالنَّارُ فِي مِحرَابِ جَنْبَيَّ تَستَعِرُ
مَنْ يُطفِئُ النَّارَ وَالنَّمرُودُ مُوقِدُهَا
إلا الخَليلُ وَمَا مِنْ هَدْيِهِ أثَرُ
حَيثُ المَلائِكُ لا تَأتِي لِتُنقِذَنِي
مِنَ العَذَابِ وَمَا مِنْ غَيْثِهَا خَبَرُ
هَجَمَ الخَرِيفُ فَلا مُوسَى لِيُوكِزَهُ
وَلا عَصَاهُ مِنَ الرِّعْدِيدِ تَنتَصِرُ
مِنْ أيْنَ أبْدَأُ يَا فِرْعَوْنُ ذَاكِرَتِي
وَبِأَيِّ سِفْرٍ جَثَا هَامَانُكَ القَذِرُ
مِمْحَاتُهُ هَرَبَتْ مِنْ فَعْلِهِ خَجَلاً
وَجُنُودُ حَمْلَتِهِ غَصَّتْ بِهِمْ فِكَرُ
الصُّورُ يَنفَخُ فِي رَأسِي لِيَبْعَثَنِي
فِي كُلِّ حِينٍ إذَا مَا رُمْتُ أنْتَحِرُ
رَفَّتْ لِيَأجُوجَ مِنْ مَأجُوجَ سَارِيَةٌ
فِي عُشْبِ قَلْبِي وَذُو القَرْنَيْنِ يَنْتَظِرُ
عَاثَا فَسَادًا بِهِ لَمْ يُثْنِهِمْ سَبَبٌ
وَالرَّدْمُ فِي زُبُرِ الأَحْشَاءِ مُنْصَهِرُ
بانـت علـى جُمَـلـي آلاءُ نقمتـهِ
فَلا أكـُونُ أنَا إنْ حـَلَّ بـِي أشِرُ
الدَّاعِـرُ القـَزَمُ لا تُـعْـيـِيـهِ نَافِلَةٌ
وَلا دُعــَاءٌ وَلا لَـحْـنٌ وَلا وتــَرُ
طُوفَانُهُ شَرِسٌ يَهْوِي بَأشْرِعَتِي
فَكَيفَ أنْجُو إِذَا مَا نُوحُ يَعتَذِرُ
مِنْ حُوتِ ذِي النُّونِ أسْتَجْدِي الخَلاصَ إِلَى
لَيْلٍ طَوِيلِ العَمَى مَا زَانَهُ قَمَرُ
يَا وَيْحَ ذَاكِرَتِي مِنْ آفَةٍ أكَلَتْ
ثُـلُـثـا سُـنـبُـلِهـا فَتَفَحَّمَتْ صُوَرُ
حَتَّى غَدَتْ أرْضُهَا صَحْرَاءَ قَاحِلَةً
ظَمْيَاءَ مُجْدِبَةً مَا زَارَهَا مَطَرُ
يَا أيُّهَا المَسْخُ مَا أبْقَيْتَ لِي أمَلاً
فالـنَّفـْسُ خَانِقَةٌ وَالقَلْبُ يَعْتَصِرُ
آنَ الأَوَانُ لِكَيْ تُخْزِيكَ قَافِيَتِي
مِنْ وَحْيِ مَا كَتَبَتْ فَمِدَادُهَا السِّوَرُ
لِتَقُولَ للنَّاسِ كَمْ أعْيَيْتِ ذَاكِرَتِي
وَكَمْ تَجَنَّيْتِ حَتَّى كَلَّتِ العِبَرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق