الثلاثاء، 8 مارس 2016

القصة رقم (٤) من سلسلة الحب في زمن الحرب خيبة.../ الكاتبة عروبة الحمد / سوريا ...

القصة رقم (٤)
من سلسلة الحب في زمن الحرب
خيبة...
وكأن كل ما كان ليس إلا حكاية خرافية من حكايات مضت مخلّفة ورائها أسماء خبئها التاريخ لنا عبرة... تتعبني تلك الافكار التي تحيط بي وكأنما أحد يراقبني من كل جانب وينتظر ثغرة مني ليكشر عن أنيابه معلناً بعد ذلك إنتصاره الساحق علي. فاجأني صوتها عندما اجتاح وحدتي ،لا زلت أجهل سبب بقائها بجانبي في زمن الخيبات المتتالية إنها هي...نعم هي... لقد ظننت أن صوتها فقط يتردد في مسامعي إلاأنها جاءت لزيارتي في يوم عاصف.. ومجرد تفكيري انها هي آتيه لزيارتي كنت أردد ماهو السبب الذي يجعلها تأتي في طقس كهذا؟؟! ففي هذا الوقت مجرد تفكيرك في أنه هناك صديق قد يبقى بجانبك في أقسى اللحظات الجوية ...والنفسية شيء من المعجزات. كانت نظراتها مثيرة للقلق وكأنها في حالة استغراب وتعجب واشياء كثرة جهلت تفسيرها كانت تحدق بي بصمت ،مما آاثار ريبتي الساعة التاسعة والنصف مساءً الغيث يملئ الشوارع والرياح تكاد تقتلع الأشجار ولايزال الصمت سيد الموقف بيننا حدثتني
-أتيت لأطمن عنك
-عني...الآن...وفي هذا الوقت وهذا الطقس؟؟؟ 
-لايهم ،قد قلت لي في الصباح نتحدث في المساء 
-لكنني لم أحدد أي مساء ربما قصدت مساء صيفي...وربما ربيعي ...وربما مساء خريفي. 
-اتعلمين مؤلمة هي الخيبة 
-عن ماذاتتحدثين؟!لاافهم؟>
-كفاكي مراوغة...إلى متى ستبقين تراوغين؟؟ 
-أنت الوحيدة التي خرجت من منزلي وعادت إلي في ظروف قاسية،ثمة أشخاص غادروني في طقس مشمس ولو أرادوا لعادو في ذات الطقس ولم يعودوا. 
-تباًلفلسفتك التي أجهل ماهيتها>
-أتشربين القهوة؟
-أعلم أنك لست بخير
تقرع والدتي باب غرفتي الموحشة التي أنيرها بشمعة واحدة فتسرع هي بلإختباء خلف الستارة بجانب نافذتي التي كانت تطرقها أيضاً حبات المطر تقول أمي(تصبحين على خير ابنتي)وأنت بخير أمي وتخلد أمي للنوم 
-لِمَ اختبأتي خلف الستارة
-ربما هكذا أفضل
-كما تشائين
-هل تودين النوم لترتاحي >
-بل أريد الراحة لأنام.
دعيني أرتاح 
-لترتاحي كفا حداد على خيبة مضى عليها عام وأكثر 
-دعيني أرتاح
-تقصدين أدعك لتسردي مجريات خيبتك ولتحكمي على نفسك بالضياع كل يوم أكثر 
-أخرجي ودعيني وحدي
-تنفخ نفخة طويلة على تلك الشمعة التي كنت أنير بها وحشتي لتطفأها وتخرج
-رقدت في مكاني أتأمل الأشياء من حولي هل هي على حق... لا أعلم وبينما كنت أحرض نفسي وأرغمها على النوم 
-ألم تكّفي عن محادثة نفسك 
-ظننتك غادرتي 
-بلهاء كل ما بإمكانك فعله هو التفكير 
-واكتب 
-وهل تجدين في كتاباتك حلاً لتفكيرك الدائم في خيبتك تستفزني جملتها فأخفي وجهي تحت لُحافي الرمادي متفاديتاً بذلك ماقد يصدر عن لساني السليط في لحظه الغضب 
-فإذ بها ترفع اللّحاف عني
-ماذا هناك 
-لا تقومي باستغبائي مرة أخرى
-عن ماذا أحدثك ولِمَ أناقشك في أمرٍ أنا أجزم أنني لن أخرج منه ،ولن يخرج مني 
-الماضي هو مجرد شيء مضى وسيبقى مجرد ذكرى 
-يااااااااه يالها من ذكرى، أخرجي الآن أود أن أرتاح 
-حسناً كما تريدين سأعود فيما بعد، أو ربما ذات مساء 
-أفضل ألا يكون ذات مساء هو غداً وغادرتني وغادر النوم معها أجفاني وبدأت أفكر هل سأتجاوز تلك الخيبة تناولت كتاب من مكتبتي كان يتكلم عم حب الذات وكن نفسك... وأشياء لم تكن تمد لي بأي صلة بدأت أتصفحه بشجاعة وكأنني سأواجه به خيبتي كنت أعبر صفحاته بثقة ظننت أنني سأواجه به خيبتي لكن ما إن أغلقته إلا أعلنت إنكساري أمام الذكريات وضعت الكتاب على الطاولة واستلقيت مجدداً علي أرتاح قليلاً ف بالرغم من هدوء المكان إلا أن الضجيج داخلي لم يهدأ حمدت ربي أن ساعة غرفتي لاتعمل وإلا لكانت حتى أصوات عقاربها ستزيد ضجيجي ضجيجا
-سألته يوماً هل سنفترق 
-لن يفرقنا إلا الموت 
-تأخر الموت وأفترقنا...
حضنت خيبتي بكل ما أوتيت من وجع وغرقت في النوم كالمعتاد......
عروبة الحمد 
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق