الثلاثاء، 8 مارس 2016

في يوم المرأة العالمي / هُنّ / عبد الجبار الفياض / العراق ...

في يوم المرأة العالمي
هُنّ
(1)
ليستْ كامرأةِ العزيز 
بغلالةٍ هنديّةٍ 
قنديلاً يتدلّى 
يضئُ مخدعَ العزيز . . . 
يُشعلُ الأخضرَ 
غزلاً 
يفتقهُ الثّناءُ أحرفاً 
تغورُ في أغشيةٍ 
لا تكتمُ صغائرَ ما تراه . . . 
تندسُّ في زوايا رغبةٍ جموح . . . 
. . . . .
ولآخرَ 
قارورةُ عسلٍ 
تندلقُ 
فيلعقُ الهواء . . . 
ويستفيقُ فوق نشوةٍ 
يلجمُها من بطشِ مخصيين خوف. . .
. . . . .
بخفِّها المثقلِ بدانٍ من قطوف . . .
يعصرُ الأطراءَ خمراً . . . 
تدوسُ عرشاً 
غارقاً في أبخرةِ معبدٍ غريق
ينغرسُ في أجسادٍ أتعبَها الإيماءُ 
والنظرُ لأرجلِ الملوك . . .
. . . . .
تغلق الأبواب
يهصرها حنين الأرتماء . . .
لا شئَ فيها لم يذبْ 
يتشظّى 
تهافتتْ أشياؤُها نداءً 
يتعرّى . . .
يتكوّرُ صفراً . . .!
في هامةِ القرار . . .
والشّقُ شاهدٌ لا يلفظُ الحروف . . . !
. . . . .
(2)
ليستْ كعبلة 
وهي تخرقُ من عَبَسٍ 
عباءةً غابرةَ الخيوط . . .
وما قد سلفَ تحرقُهُ 
بخوراً 
في أخبيةِ المضارب . . . 
تهزُّ عمودَ خيمةٍ 
وشيخٍ 
تُنسيه صحراءٌ حبلَهُ السّريَّ 
ومَنْ يكون . . .
تنكرُ شهراً 
يموتُ حتفَ انفَهِ 
لا يغزو . . . 
ولا يمرقُ من كنانتهِ الصّماءِ سهم . . .
. . . . .
إيّاهُ أحبتْ ! 
لا غيرُهُ 
يردفُها لِما تهواهُ عذراءٌ 
أترفَها دلٌّ . . .
وعلى أقدامِها 
تُراقُ خمرةُ القصائدِ الطّوال. . .
وهل عبسٌ عندها إلآ ريطةٌ 
وغاليةٌ 
تأتي بها الأيلافُ من قريش . . . 
. . . . .
برمانتين 
وبارقٍ لوزيّ 
يخطفُ الألبابَ 
في ساحاتِ كرٍّ وفرٍّ . . . 
تقاستْ سحرَهُ قافيةٌ طروب . 
وشاعرٌ غادرَ الدّيار 
ولم يغادرْ . . .
يلصقُ خدّهُ بجدارٍ 
لا يعرفُهُ 
ويعرفُهُ . . . 
ما بين هذا وذاك 
يتوارى خلفَ غاربةٍ حنين . . .
. . . . .
لوناً 
بأنْ يكونَ لتكون . . . 
تفتديه . . . 
ولو بآخر خيطٍ من حياة . . .
عابوهُ 
أنكروا فيه سوادَ ليلهم . . . 
لكنَّ ليلة 
يدخلُ بدرُها خيمةَ المحاق
ألتحفوهُ 
ركبوا زندَهُ بخفةِ القرود
فكان . . . !
وما سألتْ ابنةُ مالك . . .
فالحربُ تعرفُ بطنَها الولود. . .
. . . . .
(3)
ليستْ كليلى 
تملأُ الرأسَ جنوناً . . .
فالهوى هودجُ عُرسٍ 
صبحٌ 
يستفيقُ في عيونِ بطاحٍ وهضاب . . . 
ونؤومٌ في ضُحاها 
تستحم . . .
تسرقُ النّومَ وصالاً في متاهاتِ جنون . . . 
يا إليها 
كنْ أيُّها النومُ صديقاً 
لا يخون . . . 
فعند ليلى نصفُ قلب . . . 
. . . . .
كلُّ شئٍ باردٌ إلى حدِّ الموت . . .
لكنَّ ما يتّقـد 
تنبسطُ له فلواتٌ 
ولا تلمُّه إلآ لظىً . . . 
بقلبٍ 
باعدَ ضفتيهِ بُعد . . . 
ليتَ شيئاً من جنون 
يسكبُ الخمرةَ عشقاً 
هل يبيتُ الشيخُ مطويّاً على خنجرهِ ؟
. . . . 
لبسَ ثوبَ أبيه 
قبلَ أنْ يخرجَ من الجنّة . . . 
كلٌّ يخافُ أو تخافَهُ ثيابُهُ
خلفَ أشيائِهِ 
يتعرّى 
ولم يتعرَّ يوماً تحتَ مطر . . . 
لا يُريدُ يهوذا أنْ يتخلّصَ من صُفرةِ وجههِ . . .
. . . . .
أحتراقٌ 
بألوانِ ثيابِ ليلى ؟
وما تختارهُ ليلى يموت 
تدفنُهُ في عيون القبيلة . . .
ولا شئَ يدخلُ في جمجمةِ عصفور
كانَ لأمِّها ضجيعاً . . .
يعقرُ زمنَهُ 
ويمتطي غابرَ أولينَ مضوا . . .
لكنّها تعانقُ وهماً في كفِّ صبي
فبعدَ هواها 
ليقطفِ الحجّاجُ ما أينعَ 
وحان . . .
. . . . .
(4)
وشهرزاد 
تأتي 
بكرةٍ وصولجان . . .
جيشٌ لم ترَهُ إلآ عيونُ شهريار 
في جمجمتِهِ 
يخطو فيرتدُّ خاسراً خُطاه . . .
جبروتٌ 
بزنّارِ حريرٍ يُجر . . .
وتنحني 
أمامَ شقِّ لوزٍ ينفثُ سحراً
كبرياء . . .
. . . . .
حربٌ بدأتْ . . .
وانتهتْ 
بلحظةِ لحظ . . . 
وأسيرٌ 
لا يبرحُ سورَ خاتمِهِ . . . 
. . . . .
أمكرٌ هو 
وجبالٌ تزول ؟ 
رمشٌ 
وعفةُ راهب ؟
أهي التي 
حينما تختارُ 
أو تختارها ساحةُ النّزال ؟
القرارُ 
هي . . .
وليشعلْ سقراطُ سراجَهُ في رابعةِ النّهار . . .!
. . . . .
علبةُ كبريتٍ 
لا تخطأُها عينُ لصّ . . .
لكنْ 
مَنْ يُخرجُ عوداً 
يُحرقُ رداءَ ليل 
خاطتْ ستائرَهُ ظنون ؟ 
أناملُ 
جَمُلَ بها الحنّاءُ 
وانفتلَ لسبابتِها غضبُ ملك . . . 
هي . . . 
كذلك . . .
. . . . .
سقطَ من حدوتهِ عرش 
ليس في ساحةِ حرب 
بل في ساحةِ حُبّ . . .
تاجٌ يتدحرجُ 
يستقرُّ في حُضنِ امرأة . . . 
لا حاجبَ 
لا قائدَ جند 
لا بطانة 
اتخمتْها موائدُ شرابٍ وثريد . . .
يتلاشى 
أفُقٌ سادَ بسوادِه . . . 
. . . . . 
ويموتُ من الشهر 
يومُهُ الأخير
لتنتهي 
لرعشةٍ حمراء حكايةٌ 
تفتضٌّ ختومَ الياسمين . . . 
ولسيفٍ حكاية 
خرمتْ أذنَ زمنٍ
بغتْ . . . 
وتجرّدَ . . .
فكانتْ مطوّلة 
كلُّ ما فيها مُباح 
تملأُ جيوبَ الحكّائين . . .
. . . . .
ألفُ ليلةٍ وليلة 
ألفُ رقبةٍ ورقبة . . .
حجرٌ يُقذفُ في غيابةِ جُبٍّ 
في عمقِهِ 
يتقهقرُ شهريار . . .
وشهرزادُ 
هذه الليلة 
دونَ حكايةٍ 
تنام . . .
. . . . .
هناكَ تُغلّقُ الأبواب 
لطيرين . . .
وهنا تُفتحُ الأبوابُ 
لكلَّ الطّيور . . .
والدّيكُ 
يؤذّنُ في أذُنِ الكوْن 
كرهتمْ أم عشقتمْ
الحياةُ أمرأة . . . 
. . . . .
عبد الجبار الفياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق