الخميس، 10 مارس 2016

شِفاهٌ تَدعي الضحكَ./ عامر الساعدي / العراق ....

شِفاهٌ تَدعي الضحكَ.
::::::::::::::::::::::. 
مَساءٌ يفضحُ وَجهي الخائِفُ. أَعِيشُ ظِلٌ مُستعارٌ يَتخبطُ في الأَشجارِ الهزيلةِ. يقتاتُ على جسدي ، القلقُ، التشردُ ، سأَدعي أَنني مجنونٌ، وأَلعبُ معَ عقلي. ثمَ أُطاردُ الحصى على الشاطيء، أَتصورُها فراشاتٌ وأُخبئُها في قارورةٍ ، يتذمرُ السقف مِن دُخانِ سجائري ليعكتف في رِئتي ، فتطفحُ العناكبُ مِن حُزنٍ تُفتشُ عن جسدٍ في المرايا. سأَدعي الجنونَ، لأجمعَ أَشلاءُ الفصولِ حين تتشظى في المواسمِ. أَسرج الريح بلجامٍ وأُطلقُها فوقَ المُدنِ، لعلها تجرُ عربات الأَسى. أَتعرى لِأكشف عن شفتيّ الضحك، كالهواجسِ قبلَ مغيب الشمسِ. شحيحةٌ هيَ الأَماني، تحولُ اليومَ إلى رغبةٍ في الموتِ المُبكرِ. خطوةٌ خرساء في الظلامِ، بثقلِ حياةٍ أَعرِفُها، كحياةِ سيركٍ متجولٌ. حزينٌ قلبي الذي مِن لَحمٍ ودَمٍ، يُلملمُ ظِلالًا مِن الأَعالي. كطيرٍ يبحثُ عن قُوتهِ في شِتاءٍ مُثلجٍ. شِفاهٌ تَدعي الضحكَ، في موسمِ الخرابِ، فصلَا يستحيلُ هواءُ الصباحِ. شمسٌ صغيرةٌ، تختبىءُ خلفَ مجدِ الضبابِ، والأَشجارُ. مِن فرطِ التحديق في الطريقِ صرتُ أُرشدُ السحاليَ إلى أَوكارِهُن، حين تتضائل حيلتي، نجلسُ أَنا والريحُ حجراً ونُحصي الخسارةَ. ما زِلتُ أُراقبُ وجهي مِن خلفِ الدَمارِ، مُدعياً الضحكَ بصوتٍ أَجشّ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق