مجموعة شعرية " ليلٌ في مرايا البحر " للشاعرة السورية " سلوى فرح " قصائد
تتوغلُ في القِدم ، وتستنشق عبق التاريخ الشامي
في ظل الإنكسارت والتوحش والإنقراض ، تُظُهرالشاعرة السورية المغتربة في " كندا " كلَ مايُحطيها بشكل واضح للعيان ، ومنها إنشغالها بمشاعر حقيقية تجاه وطنها الأم ، وهذا الشوق والحنين الذي تظهره يمسنا جميعاً ويدخلنا في عالم " الهومسك ويدخلنا في دوامة القدر التي إبتلينا بها عبرأسباب مختلفة.
" بعد المنتصف ، تكمن الشهقة الأولى والأخيرة ، هي امتداد المرايا على أجنحة النوارس " ص 34
وكأننا نتحسس كل مفردة من مفرداتها التي تبوح بها ، وهي تستصرخ عبر صياغتها الشعرية التي جعلتها تبدو كالدروس والعبر للجميع ، موظفة اشكالها المعمارية في بنية قصيدتها المعاصرة التي إنطلقت منها لتؤكد حضورها الشعري ، وهي بالتالي تؤكد لنا ذلك التلاحم العضوي بين تجربتها الشعرية التي خطتها لها وشعورها المحبوس بين طيات قلبها المشتعل ، حتى تستنهض فينا كل مراسيم الحب والشوق لأوطننا البعيدة ،والتي ترتسم عبر بواباتها الواسعة كل اشكال الموت والدمار
" شفاهٌ متمردة ، تبعثر الزنابق السوداء ،ص52
وبالرغم من هذا لا يزال الأمل الواضح في مفرداتها الشعرية التي تعكزت عليها لتنسج عبر لغتها ذلك الجمال والخيال المقصود حتى تخرج لنا بنص شعري فيه من التناقض الكثير فيزيد تعبيرية نصا ً وعمقا ً ويمضي في دائرة التأويل عبر ديناميكية إشتغال تعمل على تجسيد المعنى بصور مختلفة .
" ما بعد انتصاف الجنون ، وبعد اشتياق الحقيقة لوجه النهار ، سيكون لي موعد مع اهتزاز أرجوحتك وخفق المطر " 35
عبر مشاعرها الجياشة والتي من خلالها يصبح الوطن في عيونها التي تربو إليه ، وأقصد هنا وطنها الأم ،الذي تنشغل فيه رغم برودة الأجواء الكندية وثلوجها التي لا تثنيها عنه ، وهي بالتالي تحوله إلى جسد إنساني متجرد ، تنوح عليه ليلاً ونهاراً ، وتستذكر فيه كل الخصال المادية متخذا ً مساراً جديداً هو سورة الوطن " الجسد"وكما يقولون ان الشعر هو محاولة مستمرة لاستيقاف الحياة لحظة ، محاولة منها لحصر تجربتها في اطارها المغلق كي تتمكن في تمثيل جدلية الفن والحياة ، وقد نجحت قصيدتها الى حد كبير في تحقيق ما تصبو إليه
" خذني إليك بلهفة الأرض للمطر ، لتستيقظ السًماء " ص30
والشاعرة فرح ركزت على الجانب المشرق وحده من الحياة عبر رومانسية عالية وغريبة وهي ترى الجانب السار لما يحطيها ، كل هذا تجدهُ في قصائدها التي تمتلك العديد من الميزات " يوم زفاف القمر ، سأولد ُ من رحم الحُلم "ص79
حتى لنزيدك معرفة بالشاعرة فهي إبنة الشاعر السوري الراحل " موسى فرح " رحمه الله الذي تخرجت من مدرسته ، وحين كتبت هذه القصائد السبع والعشرين ، والتي كتبتها في كندا ، وضمتها في مجموعتها الشعرية " ليل ٌ في مرايا البحر " وتقع في 905 صفحة من القطع المتوسط ، والصادر عن دار بيسان للنشر والتوزيع .
" وبنَى لي َ من نبضه وطنا ، فوُلدت ُ من أنفاس ِ الوجَد ، فجرا مُشرقا " ص22
يقول عنها الكاتب العراقي في مقدمة الكتاب " جاسم نعمة مصاول " وفكرتها أصلاً ذائبة في عملها الفني وهو بناء القصيدة ولانجدها بشكل مباشر ، وذوبان الفكرة في الصورة يخلق المثال في العمل الفني كما يقول الفيلسوف الألماني " هيغل " ص12
لقد حاولت الشاعرة الاشتغال على آليات جديدة في تفعيل سيماء القصيدة من خلال التأكيد على الصور الضاجة بالمعاني المختلفة والقابلة للتأويل وإنتاج المزيد من الدوال عبر الايقونة الصورية والجملة الشعرية المكثفة التي تتجسد كبرقيات سريعة تحمل مضمونها الفكري
وهنا استذكر مقولة " ويلبرس .سكوت " على المرء ألآينسى أن في بيت الفن مساكن عديدة " والشاعرة تشتغل وعبر دواوينها الشعرية التي اصدرتها عبر مسيرتها الشعرية ومنها " أزهر في النار " دار التكوين ،سوريا عام 2014 ، لا يكفي أن تجنبي ، دار الفرات بيروت عام 2015 ، سوار الصنوبر " مجموعة قصصية " بيروت عام 2015 ، والعديد من المقالات نشرت في المجلات والجرائد والمواقع الالكترونية ، هي طريقة التقمص لخواطرها ومايحطيها من مشكلات ، وهي تجسد عبر مسيرة حياتها تجربتها الأدبية ، ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء نجد الكثير من الشعراء الكبار ومنهم الشاعر " احمد سعيد أدونيس ، والبياتي ، وصلاح عبد الصبور وغيرهم .
" عندما يعطش ُ الماء ، ألثم ُ القصيدة حتى آخر ذرة ، عند الفواصل أستعير النار " ص49
بقي ان اقول لكن الحب بالنسبة للشاعرة انما هو جرعة تحذير ذاتها المعطرة التي تشاغل عليه وبالتالي هي ترسب احزانها المخزونه في القاع .
" ولادة عشق على أغصان السماء ، يزف بشارة الحنين ، يحبو نحو ارض لا تموت "
ويبدو الشاعرة متواصلة مع قاموس الحياة الجديد لتؤكد حضورها الإبداعي ، أوكد هنا قول الناقد العراقي " علي حسين فواز " كل شيء حولنا مهدد بالتوحش والإنقراض ، بالحروب النثرية جداً والصاخبة جداً ، والعودة للشعر قد تكون تطهيراً أو اعلانا عن عودة آخرى للحياة ، إذا يمكن للشعراء أن يرمموا بعض الخراب ، وأن يطلقوا لأحلامهم مجاز التحقق في الحرية .
قاسم ماضي – ديترويت
تتوغلُ في القِدم ، وتستنشق عبق التاريخ الشامي
في ظل الإنكسارت والتوحش والإنقراض ، تُظُهرالشاعرة السورية المغتربة في " كندا " كلَ مايُحطيها بشكل واضح للعيان ، ومنها إنشغالها بمشاعر حقيقية تجاه وطنها الأم ، وهذا الشوق والحنين الذي تظهره يمسنا جميعاً ويدخلنا في عالم " الهومسك ويدخلنا في دوامة القدر التي إبتلينا بها عبرأسباب مختلفة.
" بعد المنتصف ، تكمن الشهقة الأولى والأخيرة ، هي امتداد المرايا على أجنحة النوارس " ص 34
وكأننا نتحسس كل مفردة من مفرداتها التي تبوح بها ، وهي تستصرخ عبر صياغتها الشعرية التي جعلتها تبدو كالدروس والعبر للجميع ، موظفة اشكالها المعمارية في بنية قصيدتها المعاصرة التي إنطلقت منها لتؤكد حضورها الشعري ، وهي بالتالي تؤكد لنا ذلك التلاحم العضوي بين تجربتها الشعرية التي خطتها لها وشعورها المحبوس بين طيات قلبها المشتعل ، حتى تستنهض فينا كل مراسيم الحب والشوق لأوطننا البعيدة ،والتي ترتسم عبر بواباتها الواسعة كل اشكال الموت والدمار
" شفاهٌ متمردة ، تبعثر الزنابق السوداء ،ص52
وبالرغم من هذا لا يزال الأمل الواضح في مفرداتها الشعرية التي تعكزت عليها لتنسج عبر لغتها ذلك الجمال والخيال المقصود حتى تخرج لنا بنص شعري فيه من التناقض الكثير فيزيد تعبيرية نصا ً وعمقا ً ويمضي في دائرة التأويل عبر ديناميكية إشتغال تعمل على تجسيد المعنى بصور مختلفة .
" ما بعد انتصاف الجنون ، وبعد اشتياق الحقيقة لوجه النهار ، سيكون لي موعد مع اهتزاز أرجوحتك وخفق المطر " 35
عبر مشاعرها الجياشة والتي من خلالها يصبح الوطن في عيونها التي تربو إليه ، وأقصد هنا وطنها الأم ،الذي تنشغل فيه رغم برودة الأجواء الكندية وثلوجها التي لا تثنيها عنه ، وهي بالتالي تحوله إلى جسد إنساني متجرد ، تنوح عليه ليلاً ونهاراً ، وتستذكر فيه كل الخصال المادية متخذا ً مساراً جديداً هو سورة الوطن " الجسد"وكما يقولون ان الشعر هو محاولة مستمرة لاستيقاف الحياة لحظة ، محاولة منها لحصر تجربتها في اطارها المغلق كي تتمكن في تمثيل جدلية الفن والحياة ، وقد نجحت قصيدتها الى حد كبير في تحقيق ما تصبو إليه
" خذني إليك بلهفة الأرض للمطر ، لتستيقظ السًماء " ص30
والشاعرة فرح ركزت على الجانب المشرق وحده من الحياة عبر رومانسية عالية وغريبة وهي ترى الجانب السار لما يحطيها ، كل هذا تجدهُ في قصائدها التي تمتلك العديد من الميزات " يوم زفاف القمر ، سأولد ُ من رحم الحُلم "ص79
حتى لنزيدك معرفة بالشاعرة فهي إبنة الشاعر السوري الراحل " موسى فرح " رحمه الله الذي تخرجت من مدرسته ، وحين كتبت هذه القصائد السبع والعشرين ، والتي كتبتها في كندا ، وضمتها في مجموعتها الشعرية " ليل ٌ في مرايا البحر " وتقع في 905 صفحة من القطع المتوسط ، والصادر عن دار بيسان للنشر والتوزيع .
" وبنَى لي َ من نبضه وطنا ، فوُلدت ُ من أنفاس ِ الوجَد ، فجرا مُشرقا " ص22
يقول عنها الكاتب العراقي في مقدمة الكتاب " جاسم نعمة مصاول " وفكرتها أصلاً ذائبة في عملها الفني وهو بناء القصيدة ولانجدها بشكل مباشر ، وذوبان الفكرة في الصورة يخلق المثال في العمل الفني كما يقول الفيلسوف الألماني " هيغل " ص12
لقد حاولت الشاعرة الاشتغال على آليات جديدة في تفعيل سيماء القصيدة من خلال التأكيد على الصور الضاجة بالمعاني المختلفة والقابلة للتأويل وإنتاج المزيد من الدوال عبر الايقونة الصورية والجملة الشعرية المكثفة التي تتجسد كبرقيات سريعة تحمل مضمونها الفكري
وهنا استذكر مقولة " ويلبرس .سكوت " على المرء ألآينسى أن في بيت الفن مساكن عديدة " والشاعرة تشتغل وعبر دواوينها الشعرية التي اصدرتها عبر مسيرتها الشعرية ومنها " أزهر في النار " دار التكوين ،سوريا عام 2014 ، لا يكفي أن تجنبي ، دار الفرات بيروت عام 2015 ، سوار الصنوبر " مجموعة قصصية " بيروت عام 2015 ، والعديد من المقالات نشرت في المجلات والجرائد والمواقع الالكترونية ، هي طريقة التقمص لخواطرها ومايحطيها من مشكلات ، وهي تجسد عبر مسيرة حياتها تجربتها الأدبية ، ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء نجد الكثير من الشعراء الكبار ومنهم الشاعر " احمد سعيد أدونيس ، والبياتي ، وصلاح عبد الصبور وغيرهم .
" عندما يعطش ُ الماء ، ألثم ُ القصيدة حتى آخر ذرة ، عند الفواصل أستعير النار " ص49
بقي ان اقول لكن الحب بالنسبة للشاعرة انما هو جرعة تحذير ذاتها المعطرة التي تشاغل عليه وبالتالي هي ترسب احزانها المخزونه في القاع .
" ولادة عشق على أغصان السماء ، يزف بشارة الحنين ، يحبو نحو ارض لا تموت "
ويبدو الشاعرة متواصلة مع قاموس الحياة الجديد لتؤكد حضورها الإبداعي ، أوكد هنا قول الناقد العراقي " علي حسين فواز " كل شيء حولنا مهدد بالتوحش والإنقراض ، بالحروب النثرية جداً والصاخبة جداً ، والعودة للشعر قد تكون تطهيراً أو اعلانا عن عودة آخرى للحياة ، إذا يمكن للشعراء أن يرمموا بعض الخراب ، وأن يطلقوا لأحلامهم مجاز التحقق في الحرية .
قاسم ماضي – ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق