الأربعاء، 18 يناير 2017

سجَل / لابو امين ...........

سجل …
أنا أجنبي
لا …
لست بالعربي
ولا ..
من العرب
برغم سحنتي
مثل القمح
بلون بيدرنا
بعمر عروس
في عقدها الثاني
بأهزوجة العرس
ويد ..
بالحناء مخضبة
 ووجهي …
مثل طابونة الخبز
المغمسة …
بالآه
بالوجع
برغم صوتي
وهو يغني
باكورة الصبح
حِداءً
والف اغنية
وبرغم اسمي عبد الله
يا بني قومي
صدقا
وإيم الله
لا كذب
ورقمي مثل ختمي ترينهما
من عالٍ
وواطئ الورق
وهويتي الزرقاء آه
وآه منها
يا صاحبي
ومن حاكمي الأجنبي
عذرا ..
 حاكمي العربي ..
سمع صاحبي مقولتي
فقام منتفضا
كمن به مس
أو … غدا
به خبل
متوسفا
غضبانا
مشدوها
وحيرانا
مثل سكرانا
وتمتمة …
ورأرأة
على لسانه
و شفتيه ..
مبهمة
وبعد .. فمه
اكفهر وجهه
وبدا مثل الليل
سويعة أسود
بلون الفحم
وطوراً .. ترى
 أصفر
و تارة أحمر
و أزرق فينة
وحيناً
كأنه أخضر
مثل الجان
و ساعة ..
كمن أجاء
أو خرج
من نار
ومن لهب
صرخ بوجهي بملء صوته
أتقولها غير هياب
ولا متوجس خيفة تخشى
ولا خواف
ولا وجل
أتهذي يا صاحبي
أم جدّ ما قلته
ومنك سمعته توّي
فقلت ..
بلى والله
قد عنيت ما قلته
ففيها ( الجنسية الاجنبية )…
جيئتي وذهوبي
وحلي وترحالي
وتنقلي
أنّى أشاء
في بلاد الله بأجمعها
إلى بلاد العرب
كلهم
كذا للهند
كذا للسند
للحجاز
للقوقاز
للإفرنج ..
للعجم
فكل ..
مسموح به التجوال
حتى الحج إن شئت
والعمرة ..
فلا مكان للممنوع عندهم …
ولا في بلادهم
أو .. مثل شرعتنا
وفيها العلم والتعليم
والدواء ..
للأدواء
وفيها الأكل
كما الشراب ..
إلا الدين والأخلاق
ينقصهم ..
أتراه يا سيدي
عندنا ..
مفعم
زاخر
أو مترع مشبع
أو ترى زائد
و إن يك … يا صاحبي
فما جدواه
وأنت ..
ترى حال أمتنا فرقاً
و لغير قيل لحكام
وجعجعة لمشائخ
باعوا …
الأقصى و قبة الصخرة
فما رعوا فينا حرمة أبدا
حتى أضاعوا القدس
وأضاعوا
كنيسة المهد
وبعد القدس سوريا
والعراق ومصر
وليبيا
ولبنان
كذا اليمن
والشيشان والأفغان والبوسنة
وكيت وكيت
كلهم ذهبوا
أو كلهم
أفلوا
وبعدنا .. ضاعوا
أيا ليتهم صمتوا
أيا ليتهم سكتوا
أيا ليتهم ما أجاءونا
حتى ترى خوارنا
مثل هزائمنا
فلا كانوا تالله
ولا كنا
فكم راية ملونة
غدت فينا
وكم غدا فينا
من دينٍ
واسلام
حدث أُخَيَّ
ولا تخشى ..
على الذي بنا صار
برغم .. ما عندنا
أنفا
تشتتنا
تغربنا
حتى صار الكفر يحكمنا
فما نسّاني هويتي …
غير الذي كان
وصائرا
في مرابعنا
في بيوتاتنا
شوارعنا
حتى .. مساجدنا
فصيرنا غرباء
في أرضنا والله
و ديارنا حتى
فجد والله يا صاحبي
مقولتي
وما كانت بمهزلة
ولا لعبا
ولا كذبا
مخبول أنا
إن قلت …
ف
ل
س
ط
ي
ن
 ي
أو … أنا
ع ر ب ي ..
فوطني ضاع
مذ مئين
يا أخي
وقد أضحيت
بلا وطن
كمن لا أب له
ولا أم
ولا بيت
ولا حصير عنده حتى
 ولا مال ..
فضلا
بلا قلب
بلا رئة
بلا عصب
بلا امرأة
بلا ولد
 بلا نسب ..
وأقصانا
كم دعا فينا
حتى تماهت دعوته
في غياهب الدخان
واللهب
و كم ثكلى ..
بغزة ...
جأرن
بيا اسلام
يا عرب
يا خلاني
يا أهلي
لكأن صوتهن خبا
بين الدخان والأشلاء
وانحسرا
وغاب واندثرا
أو ..
بعد .. لم يصلا
أو .. تبدد بالعراء
حتى غدا مثلنا
بكل ناح
وساح
ومغترب
لم يبق لهن
غير نخوة أبي جهل
ومثله
أبي لهب ..
وبعد … يا أمة المليار
لم يرجع
وهويتي …
فقدتها
ولرب نسيتها
في وطني
واسمي نسيته
كذا جدي
وأمي
وأبي نسيتهم كل
ومثلهم
كأسي
ومقلاتي
وملعقتي
وسولافتي
وبدلة العرس
ووثيقة السفر
فما حملت على ظهري
غير كيس طحين
به وجعي
وشيَّ من حلمي
لم يبق لي
غير بطاقة التموين
واسمي لاجئ
ورقم الملف والبيان يردفه
ممهور بختم مدور
مثل سجني
من عل
ومن أسفل الورق
و شارات ..
ممنوع من
أو .. عن العمل
وممنوع من الموت
وممنوع من المرور
والاعمار
والتعمير
إن بالرأس
أو .. الأفق
والإخراج
والإدخال
فعلى الكل علامة
المنع ..
والحظر
وممنوع عن القبر
في الفلوات
والطرقات
والجبال تحدوها
وتردفها
و ممنوع
من السفر
إن في البر
أو في الجو
أو البحر
ألا يكفيك يا صاحبي هذا
أن أقول
ما قلته …
بأني أجنبي
ولست بالعربي
أو..
 من العرب..
لا يا صاحبي لا
فلست خؤونا
فأنا عربي
وليس حاكمي والله
صاحب القصر المنيف
ولا جيشه اللجب
وإن حرقوني
وأذروني رمادا
ما قبلت
لأن أكون
غير فلسطيني
وبأنني عربي
لكن وجيعا أصابني
يا صاحبي والله
فقلت ما قلت
لا هذرا
ولا كذبا
بل ..
من الوجع
فلا تشمت
بي الأعداء
ولكن
لجلل مصابي
و غور الجرح بخاصرتي
فعساك تنظرني
أني …
برغم عواري
وقلة حيلتي
وما أصابني من لأواء
وإبعاد
ومن عري
من العرب
وبرغم خريفهم
حين تناحروا
حتى بدا صيفا علينا
بل جحيما
بكل أرض
ومنقلب
فصرنا خرافا
تذبح
وتشوى أضاحي
قبل العيد
لأمريكا
وروسية
وغيرهمي
لترمى
لابن آوى من يهود
ومن شايع ووالى الكفر
وللضبع نصيب من لحومنا
وللكلب مثل نصيب
وللأسد
فما رضيت لنفسي
أن أكون غير ما كنت
بالعربي
فقال صاحبي ..
لهول ما سمع
لكأنه رأى حالي
سجل بأني
أجنبي مثلك
ولست …
من هاتك الساعة
 يا أخي
من ا ل ع ر ب … .
أبو آمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق