رأيت بلاداً تجوعُ وتنذر للثورة لقمتَها
ثم يأكلها الأوغاد والأغنياءْ
وتنذر للثورة أبناءَها
ثم يقتلها طغاتها وحاكموها— م.س
لم ابتسمت ...؟؟؟- مراد ساسي / تونس
ابتسمت مرات.. ومرات للثورة
حتى سقطت أسناني ..
بفمي الادرد ...أهفو للزهر ..
ولكن وجدتني ابكي الخبز
حين تتنفس الأفران من جدران خيبتي
حسرات.. في قلبي ..
كم تمنيت أن أكون سيد الحلبات في ساحات الثورة ..
اهديها اضاميم.. جرحي .
وسنابل عشقي ..
ولكن ما كنت إلا رقما ..طافيا ..
تائها في الزحام
أتساوى مع حجر نكبتنا ..
وقبو الوطن المائل في الصفر ..
وفي يدي مسبحة بالية ..
ورثتها عن جدي ..
مات مقهورا ..ذات حسوم ..
عندما زارتنا الثورة ..فرحا ..حزينا
تغيث فيه القلب وأصحاب الرس..
يبايعونه ..تحت
سروة الفجيعة ..
مسبحة ...أعايش صرفها في الكف ..
وأعد بها بقايا ..تقيء..عمري
على حصير ..أشاركه انطفائي
وصلواتي..نافلة أخيرة
مهربة من العدم ..
ليس لي الآن غير ابتهال يتيم
وبعض الرضوخ ..
ودربي المكتحل بالنواح
فلا عاصم من كبوتي ..وقلة حيلتي ..
سوى دعاء خجولا.. يحبو ..
كآخر من يجيء إلى دمي
ربما هجعت في الروح الرجيمة
وفي هرج ماكر ...
يبدو كفرح يعادل ما تناهى إلي من فجائع ..
أتذكر وجه أحبتي ..
تفترسني الذكرى ..ونبوءات المدى ..
صلصلة الصدى ..
وملح الياسمين ...
بريد الصدر ..يغادره شوقي المغتلم في
وولهي الحميم ...
يغادرني خشوعي ...
والليل القمري يخطف حنيني ..
يسلبني اخضرار القلب ..والوتين
أن يندلق في بيت زهدي القديم
فالجوع يجمح عن كل نبوة
حين تهمله ...
وها أني اترك الله وحيدا ..
في ركن عتيد من فقري ..
واحمل..دهشتي ...قهقهة السماء
من بؤس باذخ في ..
في وطني ..
أطارد طيف من ولاني النبض في زندي ..
اهديه خمس حجرات.في جيبي ...
وكجة سرقتها من سهو الرفاق ذات ربيع
.ومنديل شوق متهرئ ...
أمسح به جرحي ..وجهي الكالح
وأعاود الترحال...في قفزتي الأخيرة ..
إلى أراجيح الموت اللدودة ؟؟
وركضت ...وابتسمت ....
سقطت ...وسقطت سهوا وداعتي
ونذرت للثورة ..أغنية ..من عطش ظهيرتي
حين استحى..ظل الله مزدحما ..على شفتي ...
كي أعطي لهامش حزني كبرياء وحنينا
وها أني واضحا كزاوية منفرجة ..
ألجم جسدي على صوان البنادق ..الملقمة
لتحنو أصابعي إلي ...كزناد وبارود
في غمرة من عناق ..
خلف بيارقي الخائفة ..
أي بقية لثورة ذبلت مع الأوراد؟
قلت متى الإياب ؟
أين فرحتي ...وطفلا كان يشاركني لهوي وشقوتي
أذنوا في عذوبة أجلي :
حي بائع الأكفان ..
لا تسأل عن الإياب ؟
على نزق من الإسفلت أنهكتني أسقطتني
تجرني عربات .. الثورة .. كنعل مثقوب
تحرض كل حزني
تحزمه كحقائب موت ..يشهد ...قامتي الطاعنة في الوهم
كل الثوار..كغبار غيمة ..ممزقة الأوصال..
تراود البلد وما هطلت بغير النواح
في متنهى وداعتهم ...
شاهدوا ..سقوطي ...
ثم غادروا مشهدي الدامي
لم أكن نبيا شهيدا ...
حتى يخبروني لمرة واحدة كيف تحتفظ الجثة بدمِها ؟
ولم أكن سيد الحلبات لأخبرهم ...
أن الفمَ المتفتتَ بابتسامة خلاسية
يظل ينشد اقل من جرعةَ ماء....؟
في لحظة رهان .مؤجل
أشبه بسماء للإيجار .هطلت
و بينَ أجراسِ الدمع المخنوقة في..يبس عيوني
ابتسمت ..‼
وخطايا تدق على نوافذ مساء يخطفني
كزورق الوهم ..يؤنب في
تجاعيد ثأري القديم ..
ويهمس لي من ثقب نابي .بالغواية ..
بهسهسات كؤوس محطمة بين الضلوع ..
أن أول العمر خريف ..وآخره رصاصة مدوية ..
لم ابتسمت ؟؟؟- مراد ساسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق