لبؤة الأدغال بين الحكمة و الظلال
وحيدة شاردة تسير بالطبيعة ، تجوب الغابة ، و ناظريها على أبنائها الثلاث ، تارة تصعد قمة الجبال ، فتبصر الكون و الوجود اللامتناهي من قمة أفكارها و من أعالي شموخها، فتتبسم لدنيا الفناء و تحمد الله على سلامة فطرتها و سلامة أبنائها ...و تارة أخرى تنحدر أعماق الأدغال و الوجل يرقص ثناياها بين الضياع بفيافي الطبيعة و شتات الأبناء ، فترقص أحيانا و تبتسم لتتخطى الخوف أعماقها و تجابه الخوف أن يسكنها ، و أحيانا تخر مجهشة لضعف قواها أمام ضعف أبنائها ، و كلما غاص بها الضعف استمدت القوة و الخلاص بنظرة رأفة للسماء ، فتستعيد شيئا فشيئا الإستمرارية لواجب الحياة ...و كأنها مرغمة أن تعيش لتكوِّن هذه الأبناء...وحيدة تتخبط بين مدٍّ و جزر بمملكة هويَّتها والوحوش من حولها تترقبها و نِعَم الخالق التي اتاها فضلا و التي تجلّت لهم بما يروق لهم من بريق الدنيا متجاهلين أعماق اللبؤة و آفاق الواجب و الحتمية التي تحلت بها و المستقرة بها كما السماء على الأرض ...
فكانت تبدو لهم بعمق صمتها منهزمة فريسة سهلة المنال خاصة و انها وحيدة ... و رغم الشتات النفسي الذي آلمها إلا أنه كان منبع الوقار لها و ما كان عمق ذاك الصمت إلا حكمة لتوخي ضياعها و ضياع أبنائها بمحافل الوحوش خلف ستائر الإنسانية ...
هكذا باتت و أضحت سيدة الفكر بواجب الحفاظ على أصول فطرتها و إن خلَّفت لها الوجل بزمن فقد الوعي و العقول بغابة المجهول ... هكذا اقتنعت بأن الزمن يزول فهكذا كانت تقول ...
كلما تقدمت بالأدغال واجهت أقنعة بين أسود و ذئاب تسيل لعابهم لكل بريق ...و الخوف بادٍ بعينيها، مكشرة أنيابها و مخالبها جاهزة للمواجهة وخوض الحرب لتحفظ أصول فط
رتها، شخصها ،هويتها وكذا أبنائها الثلاث .. تحفظ الإستمرارية إلى أن تلقى المنية ...
بمسارها دائما حيرة تثير فضولها فتتسائل عن الحكمة بزمن لا يراعي للمروءة إلا شعلة زائفة أمام جوهر الحياة ، نعم جوهر الحياة الذي أضحى الأبناء به كنار إبراهيم عليه السلام حين وجل من عظمتها الجميع.. و كانت له بردا و سلاما ...
هكذا أنت لبؤة الادغال ... كوني كما إبراهيم عليه السلام يتنعم ببرودة و سلام اللهيب حين احترقت من لفحاته وحوش المعصية ، تحلي بأجمل ألوان الوقار حين تلطخت أثوابهم ببريق الجمار....
بقلمي : كريمة حميدوش
حقوق النشر محفوظة
وحيدة شاردة تسير بالطبيعة ، تجوب الغابة ، و ناظريها على أبنائها الثلاث ، تارة تصعد قمة الجبال ، فتبصر الكون و الوجود اللامتناهي من قمة أفكارها و من أعالي شموخها، فتتبسم لدنيا الفناء و تحمد الله على سلامة فطرتها و سلامة أبنائها ...و تارة أخرى تنحدر أعماق الأدغال و الوجل يرقص ثناياها بين الضياع بفيافي الطبيعة و شتات الأبناء ، فترقص أحيانا و تبتسم لتتخطى الخوف أعماقها و تجابه الخوف أن يسكنها ، و أحيانا تخر مجهشة لضعف قواها أمام ضعف أبنائها ، و كلما غاص بها الضعف استمدت القوة و الخلاص بنظرة رأفة للسماء ، فتستعيد شيئا فشيئا الإستمرارية لواجب الحياة ...و كأنها مرغمة أن تعيش لتكوِّن هذه الأبناء...وحيدة تتخبط بين مدٍّ و جزر بمملكة هويَّتها والوحوش من حولها تترقبها و نِعَم الخالق التي اتاها فضلا و التي تجلّت لهم بما يروق لهم من بريق الدنيا متجاهلين أعماق اللبؤة و آفاق الواجب و الحتمية التي تحلت بها و المستقرة بها كما السماء على الأرض ...
فكانت تبدو لهم بعمق صمتها منهزمة فريسة سهلة المنال خاصة و انها وحيدة ... و رغم الشتات النفسي الذي آلمها إلا أنه كان منبع الوقار لها و ما كان عمق ذاك الصمت إلا حكمة لتوخي ضياعها و ضياع أبنائها بمحافل الوحوش خلف ستائر الإنسانية ...
هكذا باتت و أضحت سيدة الفكر بواجب الحفاظ على أصول فطرتها و إن خلَّفت لها الوجل بزمن فقد الوعي و العقول بغابة المجهول ... هكذا اقتنعت بأن الزمن يزول فهكذا كانت تقول ...
كلما تقدمت بالأدغال واجهت أقنعة بين أسود و ذئاب تسيل لعابهم لكل بريق ...و الخوف بادٍ بعينيها، مكشرة أنيابها و مخالبها جاهزة للمواجهة وخوض الحرب لتحفظ أصول فط
رتها، شخصها ،هويتها وكذا أبنائها الثلاث .. تحفظ الإستمرارية إلى أن تلقى المنية ...
بمسارها دائما حيرة تثير فضولها فتتسائل عن الحكمة بزمن لا يراعي للمروءة إلا شعلة زائفة أمام جوهر الحياة ، نعم جوهر الحياة الذي أضحى الأبناء به كنار إبراهيم عليه السلام حين وجل من عظمتها الجميع.. و كانت له بردا و سلاما ...
هكذا أنت لبؤة الادغال ... كوني كما إبراهيم عليه السلام يتنعم ببرودة و سلام اللهيب حين احترقت من لفحاته وحوش المعصية ، تحلي بأجمل ألوان الوقار حين تلطخت أثوابهم ببريق الجمار....
بقلمي : كريمة حميدوش
حقوق النشر محفوظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق