الأحد، 21 يناير 2018

كتب من حلب ,,يحيى سمونة / خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ٢٣ / سوريا ,,,,,,,,,,,,

خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ٢٣ ]
[ أربعة منابر ترسم لنا علاقاتنا و خطواتنا المستقبلية و ترسم لنا ما يتوجب علينا فعله و نحن ننشئ و نسطر علاقاتنا كافة سواء مع ذواتنا أو مع خالقنا جل و علا أو مع البيئة و الناس عموما - تلك المنابر هي: الإعلامي، الديني، السياسي، التربوي - ]  يحيى 
وقفت أنظر نظرة تأمل في سلوكنا نحن افراد هذه الأمة فوجدت فيه ما يثير الريبة و القلق و مخاوف كثيرة و كبيرة! ذلك أننا جميعا نخضع لتأثير المنابر التي تزكي في حياتنا التطرف و المغالاة و تدفعنا لتسطير علاقات غير سوية و لا هي منطقية《 رغم أن مهمة المنابر أن ترسم للإنسان طريقا مستقيما لكنها تفعل خلاف ذلك 》و إنه من سوء حظنا أننا جميعا نخضع بشكل أو بآخر لتأثير واحدة من تلك المنابر أو كلها معا ثم تجدنا ننفعل و نتفاعل معها! و ربما لوح لنا أرباب تلك المنابر بسياطهم تحذيرا لنا من مخالفة تعليماتهم و إملاءاتهم!
و لكن قبل أن أبدأ معكم أيها القراء الأعزاء في مدى تأثير تلك المنابر على سلوكنا و أفعالنا أود التنويه إلى أن تلك المنابر لها جانب توجيهي و جانب بياني، فالذي يهمنا هنا الجانب التوجيهي و ليس البياني - و إن كان في كثير من الحالات يتضمن البيان التوجيه و يصار إلى حرف السلوك من خلاله - أي من خلال البيان -
فالمنبر الإعلامي يدفعنا أن نكون مغالين في عواطفنا و غرائزنا و شهواتنا و رغباتنا و في حبنا و كرهنا و موالاتنا و تمردنا و في سخطنا و في نفاقنا و تملقنا و تزلفنا و و و !
و المنبر الديني يريد أن يؤكد لنا دائما و أبدا أننا وحدنا و لا أحد سوانا سيدخل الجنة و سيحظى برضا و رضوان من الله!
و يريد هذا المنبر منا أن نقوم أعوجاج مجتمعنا قبل أن نقوم أعوجاج أنفسنا فهو يقوم بتوزيع الأحكام و نعت الأشخاص بمختلف النعوت و الصفات ثم يطلب منا أن نقف منهم موقفا مغايرا باعتبارهم غير أسوياء !!
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق