هبة الله (قصة قصيرة)
****************
قطرات مطر بدأت بالنزول، بعثت ببصري الى السماء أقرأ درجة السحب فإذا بها دكناء سوداء توحي بالهطل فأسرعت بخطايا أتعثّر في جلبابي الأسود الربيعي لكنّ ذلك لم ينفع و قد بدأت أستشعر أولى الزخّات على رأسي ما لبثت أن انهمرت بقوّة الرعد الذي يصدّع الآذان و البرق الذي يخطف الأبصار...
بيتي ما زال بعيدا و الطريق بدا أطول من عادته وهو يسبح في المياه التي تنحصر بين الأحياء فأصبحت مثل عصفور بلّله القطر جمّده بمكانه، لكنّني أنا لم أجمد بمكاني و واصلت طريقي و الماء قد بلّل كلّ جزء فيّ و التعب نال من رجليّ المنهكتين و الخفق قد زادت درجاته و البصر عجز على الرّؤية...
فكرت في التوجّه نحو متجر هربت اليه العديد من المارّة لكنّي أبدلت رأيي حين هدأ فكري و شعرت كأنّ جسمي تصالح مع المطر، تغيّر نسق المشي و انفتحت عيني أكثر في السماء و استأنس سمعي بدويّ الرعد و وجدتني أسير ببطء، نعم انخفضت درجة المشي لأدنى حدّ من درجاتها و واصلت سيري بكلّ ثقة فلماذا أخاف من المطر؟
قرّرت أن أغتسل كلّني من رأسي حتى اخمص قدمي، تراني مللت الأشياء الطبيعيّة؟
ربّما.
صالحة بورخيص
****************
قطرات مطر بدأت بالنزول، بعثت ببصري الى السماء أقرأ درجة السحب فإذا بها دكناء سوداء توحي بالهطل فأسرعت بخطايا أتعثّر في جلبابي الأسود الربيعي لكنّ ذلك لم ينفع و قد بدأت أستشعر أولى الزخّات على رأسي ما لبثت أن انهمرت بقوّة الرعد الذي يصدّع الآذان و البرق الذي يخطف الأبصار...
بيتي ما زال بعيدا و الطريق بدا أطول من عادته وهو يسبح في المياه التي تنحصر بين الأحياء فأصبحت مثل عصفور بلّله القطر جمّده بمكانه، لكنّني أنا لم أجمد بمكاني و واصلت طريقي و الماء قد بلّل كلّ جزء فيّ و التعب نال من رجليّ المنهكتين و الخفق قد زادت درجاته و البصر عجز على الرّؤية...
فكرت في التوجّه نحو متجر هربت اليه العديد من المارّة لكنّي أبدلت رأيي حين هدأ فكري و شعرت كأنّ جسمي تصالح مع المطر، تغيّر نسق المشي و انفتحت عيني أكثر في السماء و استأنس سمعي بدويّ الرعد و وجدتني أسير ببطء، نعم انخفضت درجة المشي لأدنى حدّ من درجاتها و واصلت سيري بكلّ ثقة فلماذا أخاف من المطر؟
قرّرت أن أغتسل كلّني من رأسي حتى اخمص قدمي، تراني مللت الأشياء الطبيعيّة؟
ربّما.
صالحة بورخيص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق