السبت، 7 يوليو 2018

باليت/ حين تمتزج الحياة بالالوان والحروب/ للمخرجة ايمان فارس / قراءة محرر ومراسل صحيفة فنون الثقافية / بشتويان عبد الله / العراق ,,,,,,,,,,

باليت حين تمتزج الحياة بالالوان والحروب
بشتيوان عبدالله
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏
ابهرني عنوان الفيلم ، ورسم في ذهني لوحة تشكيلية ، لانها ترمز لالوان ترسم الحياة في لوحات فنية . وابهرني ايضا بان الفيلم من اخراج نسوي وفنانة تشكيلية . مما دفعني لاشاهد الفيلم مرات عديدة. الفيلم يروى لنا في دقائق ولقطات سريعة ورمزية . امتزاح الالوان في الحياة كما هي في الباليت .. فتمتزج كل شى الجمال بلحروب ،والفن بلدمار. لكن يبقي الفن والجمال والروح الانسانية هي السائدة والمنتصرة رغم كل الاهوال والمأسي والحروب..فيلم رمزى بتكوينات صورية وتشكيلية تقودنا الي متاهات وافكار فلسفية احيانا . ويجعل من المتلقي ان يسرح بخياله ويفكر . ماهذا ؟ماذا شاهدت . فيلم ليس فية حوار او اداء تمثيلي مثل ما تعودناه علية . حتي الزمان والمكان غير معروفة. فقط تعبر عن الحياة بجمالها ومحاولات تدميرها من قبل الحروب.. غير ان صوت المذياع في الاخير يحسسنا بوجود جغرافية وموقع وتاريخ معين. المخرجة في الفيلم شاركت كممثلة لكنها لاتؤدي اداءا تمثيليا ،بل انها كتلة من التكوينات الصورية للفيلم .. انها الرسم بلكاميرا من خلال لقطات السينما وتجمعيها صوريا ،في باليت ممزوج بالوان الحياة الصارخة. الاشتغال الصوري والرمزى في فيلم باليت للمخرجة ايمان فارس تندرج ضمن الاعمال التجريبية في السينما ، وهي اسلوب منفرد و مميز لمخرجة تسلك هذا المنحي . انه فيلم نخبوي ويتضمن رؤية وقراءات عديدة . لهذا فاز الفيلم بجائزة النقاد في ملتقي السينما بعيون نسائية و جائزة لجنة التحكيم في مهرجان واسط السينمائي بدورتة الثالثة. انه عمل ممزوج بين السينما والتشكيل من خلال رموز صورية في دقائق معينة قليلة بهدف توصيل فكرة ورؤية رمزية لواقع مشحون . وكما يقول كاندنسكى رائد الفن التشكيلي التجريدى ، كلما كانت الحياة قسوة اصبح الفن اكثر تجريدا ورمزا. وباليت يروى لنا حياة قاسية ملئية بلحروب والدمار لكن الفن والجمال والروح الانسانية السامية هي التي يجعلها تسير بواقع تصطدم فيها الالوان لتصبح باليتا بيد فنان ليعيد لنا صياغتة من جديد في لوحة مبهرة.
١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق