سحر السرد في قصص ( بريد الاب ) للقاص فرج ياسين
فرج ياسين حكاء ماهر ، مقل لكنه مبدع وانيق ، كلماته يحسبها بدقة واناة وذوق لينسج منها عوالم من الوهج والاثارة ، وهو ينزع دوما الى الخروج عما هو معتاد في الفن والرأي والموقف ، لايمالىء المجتمع ، متواضع الى حد نادر ، وقد حاز على ثقة القارىء في هذا الزمن من عالم الكتابة الضاج بعشرات الاسماء واطنان الكتب ، فمنذ فترة لم اتمتع الا بالقلة من الكتب من بينها ( بريد الاب ) مجموعته القصصية الصادرة حديثا ، التي يبدو لي عالمها المكتظ بجماليات السرد كالانغام الجميلة وهي تتواتر بحكايات طافحة بالمعاني الانسانية وحب الناس ، الأماكن ، الأفكار ، الأشياء ، الطبيعة ، والطفولة خاصة ، ولعل اكثر ما استوقفني من بين قصص المجموعة الرائعة ، قصته (قمقم الرعب الفسيح ) التي ما زال رنين صداها وتاثيرها يتردد في نفسي ، واحسب انها تنتمي الى مايسمى بادب المقاومة مذكرة ايانا بالرواية الشهيرة ( صمت البحر) مع الفارق والاختلاف . . تلك الرواية التي جلبت لكاتبها ( فيركور ) وهو اسمه المستعار المجد والخلود . اما قصة ( قمقم الرعب الفسيح ) فهي قصة مقاومة الاحتلال بامتياز ، وهي تروي حكاية الجندي الامريكي المعاق ( رود ملفل ) الذي عاد الى وطنه بعد ان امضى ثلاثة اعوام محاربا في ارض العراق وعاش احداثا جسام ومخاطر جمة ، لكن من بين كل ذلك ، ثمة حادثة عابرة ظلت ماثلة في راسه وعالقة في وجدانه لتشكل له بمرور الايام وسواسا قاتلا لايجد له مخرجا . . ! فقرر اخيرا من دون اسشارة احد ان يبعث برسالة الى الرئيس ( باراك اوباما) يروي له فيها حكاية تلك اللحظة الغرائبية الصاعقة .. ! التي فاقت كل ضروب اهوال الحرب والمخاطر التي عاشها . . ! قائلا فيها ( كنا قوة مؤلفة من بضعة جنود وانا منهم بمهمة استطلاع لاحدى القرى الصغيرة ، وعزمنا على زيارة احد المنازل ، لم يكن لدينا اي مخطط عدائي ، بل على العكس تماما اردنا ان نأنس بقاطني المنزل ونحظى بمقابلة ودية ، كنا في لحظة فرح ، فتقدم بعضنا وطرق الباب ، بعد هنيهة فتح الباب واطلت صبية لايزيد عمرها عن السادسة او السابعة عشرة ، لم ارى في ( اوكلاهوما ) بلدتي كلها فتاة بمثل اشراقها وروائها ، ومع ان اقربنا اليها كان يقف على بعد مترين في الاقل ، ورحنا نصطنع الابتسامات ، لكنها حصبَتنا بنظرة احتقارمريعة ، وشاهدت وجهها وهو يتقبض ويتلون ويتفصد عرقا . . ؟ وكفيها وهما تهويان الى بطنها ، وجذعها وهو ينحني ، وفجأة كفت عن معاينتنا وانكفأت جاثية على ركبتيها وراحت تقيء .. ! قاءت لمجرد رؤية وجوهنا سيدي الرئيس .. ؟! ) . . ولاتقل بقية قصص القاص الكبير فرج ياسين التي احتوتها مجموعته الاخيرة ( بريد الأب ) جمالا ودهشة .. لانه حائك متمرس خبير في صياغة مرويات وقصص لها جاذبيتها الخاصة وتاثيرها الخاص ..
فرج ياسين حكاء ماهر ، مقل لكنه مبدع وانيق ، كلماته يحسبها بدقة واناة وذوق لينسج منها عوالم من الوهج والاثارة ، وهو ينزع دوما الى الخروج عما هو معتاد في الفن والرأي والموقف ، لايمالىء المجتمع ، متواضع الى حد نادر ، وقد حاز على ثقة القارىء في هذا الزمن من عالم الكتابة الضاج بعشرات الاسماء واطنان الكتب ، فمنذ فترة لم اتمتع الا بالقلة من الكتب من بينها ( بريد الاب ) مجموعته القصصية الصادرة حديثا ، التي يبدو لي عالمها المكتظ بجماليات السرد كالانغام الجميلة وهي تتواتر بحكايات طافحة بالمعاني الانسانية وحب الناس ، الأماكن ، الأفكار ، الأشياء ، الطبيعة ، والطفولة خاصة ، ولعل اكثر ما استوقفني من بين قصص المجموعة الرائعة ، قصته (قمقم الرعب الفسيح ) التي ما زال رنين صداها وتاثيرها يتردد في نفسي ، واحسب انها تنتمي الى مايسمى بادب المقاومة مذكرة ايانا بالرواية الشهيرة ( صمت البحر) مع الفارق والاختلاف . . تلك الرواية التي جلبت لكاتبها ( فيركور ) وهو اسمه المستعار المجد والخلود . اما قصة ( قمقم الرعب الفسيح ) فهي قصة مقاومة الاحتلال بامتياز ، وهي تروي حكاية الجندي الامريكي المعاق ( رود ملفل ) الذي عاد الى وطنه بعد ان امضى ثلاثة اعوام محاربا في ارض العراق وعاش احداثا جسام ومخاطر جمة ، لكن من بين كل ذلك ، ثمة حادثة عابرة ظلت ماثلة في راسه وعالقة في وجدانه لتشكل له بمرور الايام وسواسا قاتلا لايجد له مخرجا . . ! فقرر اخيرا من دون اسشارة احد ان يبعث برسالة الى الرئيس ( باراك اوباما) يروي له فيها حكاية تلك اللحظة الغرائبية الصاعقة .. ! التي فاقت كل ضروب اهوال الحرب والمخاطر التي عاشها . . ! قائلا فيها ( كنا قوة مؤلفة من بضعة جنود وانا منهم بمهمة استطلاع لاحدى القرى الصغيرة ، وعزمنا على زيارة احد المنازل ، لم يكن لدينا اي مخطط عدائي ، بل على العكس تماما اردنا ان نأنس بقاطني المنزل ونحظى بمقابلة ودية ، كنا في لحظة فرح ، فتقدم بعضنا وطرق الباب ، بعد هنيهة فتح الباب واطلت صبية لايزيد عمرها عن السادسة او السابعة عشرة ، لم ارى في ( اوكلاهوما ) بلدتي كلها فتاة بمثل اشراقها وروائها ، ومع ان اقربنا اليها كان يقف على بعد مترين في الاقل ، ورحنا نصطنع الابتسامات ، لكنها حصبَتنا بنظرة احتقارمريعة ، وشاهدت وجهها وهو يتقبض ويتلون ويتفصد عرقا . . ؟ وكفيها وهما تهويان الى بطنها ، وجذعها وهو ينحني ، وفجأة كفت عن معاينتنا وانكفأت جاثية على ركبتيها وراحت تقيء .. ! قاءت لمجرد رؤية وجوهنا سيدي الرئيس .. ؟! ) . . ولاتقل بقية قصص القاص الكبير فرج ياسين التي احتوتها مجموعته الاخيرة ( بريد الأب ) جمالا ودهشة .. لانه حائك متمرس خبير في صياغة مرويات وقصص لها جاذبيتها الخاصة وتاثيرها الخاص ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق