الثلاثاء، 31 يوليو 2018

خواطر فنية / محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الساعة ‏٣:٠٠ م‏
Mohamed Khassif
خواطر فنية
محمد خصيف
البراديغمات الثلاثة التي عرفها تاريخ الفن الغربي: الكلاسيكي، الحديث ثم المعاصر، اومابعد الحديث.
كل براديغم يشمل مدارس فنية. واتجاهات وحركات تتفاوت شكلا ومضمونا منها التي تموت وتنقرض لتفسح المجال للتي تاتي بعدها ومنها من تتعايش مع قرينتها، تؤيدها في بعض رؤاها او تعارضها بشدة وقوة.
وهكذا نجد البراديغم الكلاسيكي يتميز بكونه استمر لقرون طويلة، متشددا وفارضا قواعده واسسه على الاشخاص والمؤسسات، يتقلب بين الحقب التاريخية ويتخذ لنفسه صورا واقنعة مختلفة، يتقلب بين الخط واللون، يهتم تارة بالشكل وتارة اخرى بالمضمون، واحيانا يأخذهما معا.
فهو من المدارس الفنية البارزة التي تركت آثارا واضحة على اجناس ابداعية مختلفة مثل الرسم والصباغة والنحت والمعمار. وفي نفس الاتجاه تسير بعض تيارات براديغم الفن الحديث، كالتكعيلية التي تركت بصمتها على البناء المعماري وتصميم الاشياء والازياء وغيرها...
حينما يموت النوع الفني او احد فروعه (تيار او حركة او نزعة) يصبح من يسير على نهجه مقلدا له وليس مبدعا فيه، اذ تكون جميع طاقاته قد استنفذت، ولم يعد بامكان الذين يقتفون خطاه الاستدراك عليه، اي التجديد فيه. فمن ينهج اتجاها مثل الواقعية او التجريدية او السريالية او غيرها فهو مقلد ومنجزه بعيد عن الابداع والتجديد، اذ تجده يسير في سكة سبق ان خط مراسمها غيره.
ولكي يثبت المقلد ذاته داخل النهج الذي يسير عليه تجده يعطي لنفسه القابا من اختراعه او اطلق عليه نقاد اكثرهم لايفهمون واغلبهم مأجورون. وتحضرني هنا امثلة اقدرها من باب الطرافة الفنية: نظم احد الرسامين بالرباط خلال ثمانينات القرن الماضي معرضا ودعمه بحملة اعلامية يدعي لنفسه انه اخترع انطباعية جديدة Neo-Impressionnisme. انه الجهل بعينه. فصاحبنا يجهل تماما معنى الانطباعية والانطباعيةوالجديدة، ولو كان يفقه شيئا ماتجرأ على فعله. نسي ان الانطباعية تيار فني نظم اول معارضه عام 1874، واوقف نشاطه عام 1886.عندما تفتت مجموعته المكونة من موني، رونوار ، بيسارو، مانيه، سيسلي... نسي صاحبنا ان الانطباعية الجديدة انطلق نشاطها عام 1884وتوقفت عام 1891، وكان من روادها البارزين جورج سو، ا وبول سينياك هم ، وانها تعتمد على التنقيطية والتجزيئية، وقد استفادت كثيرا من دروس الرسام الرومنطيقي دولاكروا.
فمن اتى بعد ذلك ماهو الامقلد للانطباعية الجديدة،لان ماقيل وكتب عنها قد تم وجفت صحفها ولمت أقلامها.
وعلى ذكر الانطباعية يحضرني مثال عفيف بهنسي الذي يرى ان فنانا مصريا من الرواد جدد الانطباعية؟؟؟ والامثلة من هذا النوع كثيرة والتسميات المجانية التي لا اساس لها لاتاريخيا ولاجماليا تعج بها الصحف والمنابر الاعلامية. النقاد التشكيليون يثرثرون اكثر من غيرهم، وهمهم الوحيد محاولات الانتماء بالقوة الى الاتجاهات الغربية، عساهم يظفرون بالعالمية. فثرثرة التشكيليين ومن يدعمهم بالكتابة لانجد مثيلا لها لدى الموسيقيين والسينمائيين والمسرحيين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق