الأحد، 25 نوفمبر 2018

تغطيات ادبية / تونس / كتبت محررة ومراسلة صحيفة فنون الثقافية / الاعلامية والشاعرة / سليمى السرايري / تونس ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

"ما لم يقله الحلم"
********
"ما لم يقله الحلم" ديوان الشاعرة الرقيقة ريم القمري اليوم في بيت الشعر
السبت 24 نوفمبر 2018 .
كان لي شرف إدارة أمسية رائقة وراقية حضرها عدد كبير من الشعراء وعشاق الحرف افتتحنا اللقاء بكلمة مدير بيت الشعر الشاعر والاستاذ احمد بن ضيّة ثم بمداخلتين نقديتين لكل من الأستاذ الباحث والناقد محمد المي والكاتبة الشاعرة الأستاذة فاطمة بن محمود -
مراوحات شعرية لريم القمري تخللتها فقرات موسيقية لكل من غازف العو شادي المغنّي أمين وعازفة القيثار الفنانة رنيم ..
وكانت لي قراءة في اللوحة التشكيلية و قراءة عاشقة للديوان بعنوان :
"شفافية ملوّنة " جاءت كما يلي :
في ديوان الشاعرة ريم القمري ما لم يقله الحلم، هناك فعلا أشياء لم يقلها الحلم، وجدتها تختفي في طيات الصمت ووجدتها أيضا تتوارى في مدى الذات.
وعلى شراشف هذه الأحلام الكثيرة، شاعرة تكتبها حيرة الأنثى رغم ما يكتنف روحها من احساس نبيل وتلقائية خفيفة...
هذه التلقائية مليئة بالطفولة تلفّها شفافية ملوّنة ، خيال صبيّة تبحث عن الحب، تلوّن أحلامها في صور جديدة لا تشبه الروتين اليومي الممل ...
هي فعلا تتوق للمدى الذي لم يتوفّر في واقعها فصوّرت لنفسها لوحات عاشقة ملأتها بتلك الألوان... ألوان الأحلام التي لا تهدأ وليستْ لها ضفاف، الألوان التي تشتهيها هي فقط ولا أحد يصنع لها قصرا وكوكبا – فهي خبيرة بمكامن الكواكب بل صوّرت أحلامها كما ارادتها و خضّبت الأبواب بأسماء مختلفة كما أرادتها هي فقط ...
فصّلتْ أحلاما على مقياسها كتلك الفساتين الثائرة، ورتّبت شهوة الأنثى قصائد قصيرة ذات لغة عذبة رقيقة، فأصبحت تشبه الأصداف فتتركها تتشمس داخلها كلّما امتدت يد باردة إليها...
هي الطفلة الهادئة والغاضبة، العاشقة والمتمرّدة، تتمايل رقصا نثريا مثيرا وتُزهر بين السطور، كشجرة لوز... وفي المدى الفاصل بين أحلام البداية وأحلام القبلة الحارقة ، هناك رغبة الانطلاق من سجن الأنثى إلى أفق ملتصق بالسماء.
-
إذن نحن ، أمام شاعرة قدّمت لنا ما لم يقله الحلم أو ما لم تقله الأحلام لأني رأيت في هذا الديوان أحلام الأنثى الرقيقة بأسلوبها الجميل و الشفيف لتضعنا خارج الكتابة النمطيّة التي تُعنى بتفسير الصور والمقاصد التشكيليّة وبالتالي العبور إلى مسؤوليّة الإدراك لنصل في كل حلم إلى تموّجات القصيدة بين مدّ وجزر،بين شجن وبكائيّة خفيّة، إلى ولادة مشرِقة تعانقنا وتعانق تلك الشفافية أو تمرّد الأنثى حتّى في أحلامها لتستمرّ أغاريد الولادة فنسمو معها وبها إلى أماكن ، نبيلة و وجدانيّة
في قليل من الكلمات "فالكلام على الكلام صعب" كما يقول أبو حيان التوحيدي ،
نجد أن الشاعرة ريم القمري، قد اختارت أسلوبا نثريا جميلا محبّبا وقريبا من المتلقّي ،
طريقة ذكيّة لجعل هذا المتلقّي ينتظر معها تلك الولادة الجديدة. ولادة الأحلام التي مازالت بدورها تبحث لنفسها عن ضفاف....

سليمى السرايري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق