الكعب العالي لا يصنع شاعرة
والوسامة والابتسامة الجذابة لا تصنع شاعراً
هاشم خليل عبدالغني - الأردن
والوسامة والابتسامة الجذابة لا تصنع شاعراً
هاشم خليل عبدالغني - الأردن
بادئ ذي بدء نشير إلى طبقات الشعراء كما صنفها الجاحظ : شاعر ، شويعر ، وشعرور ... الشاعر:- هو للصفات الحسنة في الشعر .. شويعر:- تصغير شاعر .. أي شاعر ضعيف لا يتمتع بمكانة سامية في الشعر ..شعرور :- شاعر رديء سخيف النظم ، وهو دون الشويعر ..
نسوق هذا التصنيف كمقدمة لموضوع حديثنا عن منتحلي صفة الشعر والشعراء .
عدد لا يستهان به ممن يدعون أنهم شعراء في هذا الزمن الرديء ، مصابون بهوس جنون الشهرة والمجد الكاذب ، هذا الجنون أعمى بصرهم وبصيرتهم معاً، فأفقدهم اتزانهم وانتماءهم ، ودفعتهم أنانيتهم العمياء لارتكاب جرائم بحق أمتهم وثقافتهم ، دون التفكير بعواقب فعلتهم الشنيعة ... وهم في حقيقة الأمر أكثر الناس بعداً عن جوهر الإبداع . ونُذَكِرَ هؤلاء بقول الشاعر دعبل الخزاعي :-
يموت رديء الشعر من قبل أهله
وجيده يــبـــقـى وإن مــات قائــله .
مع هذا ففي دوحة الشعر العربي ,( أصوات جميلة تجيد التغريد ، لكنها لا تعرف التسويق الإعلامي ، لذلك بقيت في دائرة الظل ولم تنتشر كما يجب ) .. مع الاحترام لبعض الأدباء الذين تغلبوا على العناصر المضادة وصنعوا ذواتهم في عالم يسوده الضجيج والشللية والمحاباة !!
لعل من أكثر الأسباب التي أدت لترهل وتسطيح المنتج الأدبي وخاصة الشعر ما يلي :
1- وسائل التواصل الاجتماعي: في زمن تسويق وتيسير الكلام والأشخاص ، صار الإبداع مستسهلا وصار مُدَّعو الإبداع أكثر من " الهم على القلب " كما يقول المثل الشعبي .. حيث صار المقيم للإبداع ( عدد اللايكات ) والتعليقات القصيرة مثل .. جميل ، جيد ، عظيم . وهذا ما أكده الكاتب المغربي الكبير "لحسن ملواني " في صحيفة رأي اليوم . ( على المبدع الحريص على الإجادة والإفادة الاحتراز من وهْم اللايكات، فهي تحمل من الإغراق أكثر مما تحمله من النجاة و التأهيل والبناء والإرشاد إلى مواطن الضعف والقوة في العمل الإبداعي ، فلا يجب أن يغتر بلايكاتهم ، عليه بذل جهود وجهود من أجل الارتقاء بإبداعه إلى مدارج النضج والإشراق بدل الافتخار بالتفوق الوهمي الذي لن يفيده ولن يفيد جمهورك الذي يستحق منه الاحترام ) .
نسوق هذا التصنيف كمقدمة لموضوع حديثنا عن منتحلي صفة الشعر والشعراء .
عدد لا يستهان به ممن يدعون أنهم شعراء في هذا الزمن الرديء ، مصابون بهوس جنون الشهرة والمجد الكاذب ، هذا الجنون أعمى بصرهم وبصيرتهم معاً، فأفقدهم اتزانهم وانتماءهم ، ودفعتهم أنانيتهم العمياء لارتكاب جرائم بحق أمتهم وثقافتهم ، دون التفكير بعواقب فعلتهم الشنيعة ... وهم في حقيقة الأمر أكثر الناس بعداً عن جوهر الإبداع . ونُذَكِرَ هؤلاء بقول الشاعر دعبل الخزاعي :-
يموت رديء الشعر من قبل أهله
وجيده يــبـــقـى وإن مــات قائــله .
مع هذا ففي دوحة الشعر العربي ,( أصوات جميلة تجيد التغريد ، لكنها لا تعرف التسويق الإعلامي ، لذلك بقيت في دائرة الظل ولم تنتشر كما يجب ) .. مع الاحترام لبعض الأدباء الذين تغلبوا على العناصر المضادة وصنعوا ذواتهم في عالم يسوده الضجيج والشللية والمحاباة !!
لعل من أكثر الأسباب التي أدت لترهل وتسطيح المنتج الأدبي وخاصة الشعر ما يلي :
1- وسائل التواصل الاجتماعي: في زمن تسويق وتيسير الكلام والأشخاص ، صار الإبداع مستسهلا وصار مُدَّعو الإبداع أكثر من " الهم على القلب " كما يقول المثل الشعبي .. حيث صار المقيم للإبداع ( عدد اللايكات ) والتعليقات القصيرة مثل .. جميل ، جيد ، عظيم . وهذا ما أكده الكاتب المغربي الكبير "لحسن ملواني " في صحيفة رأي اليوم . ( على المبدع الحريص على الإجادة والإفادة الاحتراز من وهْم اللايكات، فهي تحمل من الإغراق أكثر مما تحمله من النجاة و التأهيل والبناء والإرشاد إلى مواطن الضعف والقوة في العمل الإبداعي ، فلا يجب أن يغتر بلايكاتهم ، عليه بذل جهود وجهود من أجل الارتقاء بإبداعه إلى مدارج النضج والإشراق بدل الافتخار بالتفوق الوهمي الذي لن يفيده ولن يفيد جمهورك الذي يستحق منه الاحترام ) .
2- التملق والمجاملة المجانية لمدع الأدب " بغض النظر عن مستواه الإبداعي " ، بل لوسامة الوجه وحلاوة الابتسامة ، وطريقة تصفيف الشعر ، والمعرفة المسبقة به أو بها .. معتقدا أنه بتملقه ومداهنته وماله أو معارفه وصداقته، سيصبح شاعراً لا يشق له غبار ، أو معتقدة أنها وبأقدامها الكاذبة كأقدام الأمبيا ستلتهم الجو الأدبي من غير منازع ، ( بعلاقاتها الخاصة أو بعريها متظاهرة بأنها إنسانة عصرية أو بالتقاطها صورا مع المشاهير من الشعراء والفنانين ) ... ستصير" خنساء " زمانها.. أو" فدوى طوقان "عصرها ، أو رائدة القصيدة الحديثة " نازك الملائكة " .
لهن نقول : أنتن ( كالراقصة التي تأكل بجسدها ) وكمتسولة تجلس على " جاعد " في عرض الطريق تستجدي حسنة وعطاء من عابري السبيل ، بنشرها صوراً لها في أوضاع مختلفة ومغرية ، ولا يعني أن تقدمي أو تقدم ندوة أدبية أو أمسية شعرية ، أنك أصبحت مبدعاً وشاعراً ، يحب أن تفتح أمامك المنتديات ويحتفي بك وترفع لك القبعات .... ومن الجدير بالذكر هناك أشياء " ترفع المرأة غير الكعب العالي " ... كل ما تقومون به (منتج خالٍ من المبنى والمعنى ) .
وبعد ذلك بكل صلف وغرور ترفع أحداهن انفها في الفضاء، دلالة على الشمم والمجد والسؤدد الأدبي الفارغ .
صدق نزار قباني بما قاله عن شعراء هذا العصر " شعراء آخر الزمن " ( شعراء هذا العصر جنس ثالث ، فالقول فوضى والكلام ضباب ، يتهكمون على نبيذ معتق وهم على سطح النبيذ رضاب ) .
3- المنتديات والبيوت والجمعيات الثقافية :-
لا شك أن للمنتديات والصالونات الثقافية دور كبير في دعم وإثراء الحركة الأدبية والثقافية ، فهي كما قالت الأدبية والكاتبة فوزية مهران :- ( شريان حياة وحيوية تحقق التواصل بين المثقفين والمبدعين ، إذ يتم فيها تبادل وجهات النظر وتوجيه الفكر والرؤى الجديدة وحلق نوع من التناسق الفكري وإحياء الضمير الجمعي بين المثقفين ) كما أكدت مهران على .. ( أن المنتديات الثقافية مركز فكري مشع على المجتمع والرأي العام ، ففيها ثراء للحوار وجذب لقوى المبدعين وخاصة من الشباب ) .
فبقدر ما خلقت المنتديات الثقافية حراكاً فعلياً في المشهد الثقافي فإن هناك سلبيات ( لبعض هذه المنتديات والجمعيات ) كما أشار لذلك الكاتب ( عبد الله وافية ) في مقال له بعنوان" الواقع والمأمول " مما ورد فيه :- ( تباين مستوى المواضيع والمواد الثقافية والأدبية للمنتديات الثقافية من حيث رصانتها، وعدم توفر الشروط الإبداعية في معظم المواد المنشورة وافتقارها للمعايير الفنية مع تأرجح مستوى بعض موادها الأدبية ) .ومن أوجه السلبيات أيضاً ...
- اعتماد بعض المشرفين والإداريين لهذه المنتديات ، على مبدأ المحاباة والمحسوبية في نشر بعض المواد الأدبية بالرغم من معرفتهم لبساطة وسطحية بعض المواد المنشورة.
- تكرار بعض الأسماء في المنتديات نفسها وتراجع أقلامها وضحالة منتجها الأدبي .
- تكرار نشر المادة المنشورة نفسها بعد يومٍ واحدٍ أو في اليوم نفسه في منتديات ثقافية أخرى مما يؤثر سلباً على مكانة المنتدى ثقافياً والى فقدان مصداقيته كواجهة ثقافية تقوم بمهمة ثقافية عبر نقلها لجوانب من القيم والمضامين.
لهن نقول : أنتن ( كالراقصة التي تأكل بجسدها ) وكمتسولة تجلس على " جاعد " في عرض الطريق تستجدي حسنة وعطاء من عابري السبيل ، بنشرها صوراً لها في أوضاع مختلفة ومغرية ، ولا يعني أن تقدمي أو تقدم ندوة أدبية أو أمسية شعرية ، أنك أصبحت مبدعاً وشاعراً ، يحب أن تفتح أمامك المنتديات ويحتفي بك وترفع لك القبعات .... ومن الجدير بالذكر هناك أشياء " ترفع المرأة غير الكعب العالي " ... كل ما تقومون به (منتج خالٍ من المبنى والمعنى ) .
وبعد ذلك بكل صلف وغرور ترفع أحداهن انفها في الفضاء، دلالة على الشمم والمجد والسؤدد الأدبي الفارغ .
صدق نزار قباني بما قاله عن شعراء هذا العصر " شعراء آخر الزمن " ( شعراء هذا العصر جنس ثالث ، فالقول فوضى والكلام ضباب ، يتهكمون على نبيذ معتق وهم على سطح النبيذ رضاب ) .
3- المنتديات والبيوت والجمعيات الثقافية :-
لا شك أن للمنتديات والصالونات الثقافية دور كبير في دعم وإثراء الحركة الأدبية والثقافية ، فهي كما قالت الأدبية والكاتبة فوزية مهران :- ( شريان حياة وحيوية تحقق التواصل بين المثقفين والمبدعين ، إذ يتم فيها تبادل وجهات النظر وتوجيه الفكر والرؤى الجديدة وحلق نوع من التناسق الفكري وإحياء الضمير الجمعي بين المثقفين ) كما أكدت مهران على .. ( أن المنتديات الثقافية مركز فكري مشع على المجتمع والرأي العام ، ففيها ثراء للحوار وجذب لقوى المبدعين وخاصة من الشباب ) .
فبقدر ما خلقت المنتديات الثقافية حراكاً فعلياً في المشهد الثقافي فإن هناك سلبيات ( لبعض هذه المنتديات والجمعيات ) كما أشار لذلك الكاتب ( عبد الله وافية ) في مقال له بعنوان" الواقع والمأمول " مما ورد فيه :- ( تباين مستوى المواضيع والمواد الثقافية والأدبية للمنتديات الثقافية من حيث رصانتها، وعدم توفر الشروط الإبداعية في معظم المواد المنشورة وافتقارها للمعايير الفنية مع تأرجح مستوى بعض موادها الأدبية ) .ومن أوجه السلبيات أيضاً ...
- اعتماد بعض المشرفين والإداريين لهذه المنتديات ، على مبدأ المحاباة والمحسوبية في نشر بعض المواد الأدبية بالرغم من معرفتهم لبساطة وسطحية بعض المواد المنشورة.
- تكرار بعض الأسماء في المنتديات نفسها وتراجع أقلامها وضحالة منتجها الأدبي .
- تكرار نشر المادة المنشورة نفسها بعد يومٍ واحدٍ أو في اليوم نفسه في منتديات ثقافية أخرى مما يؤثر سلباً على مكانة المنتدى ثقافياً والى فقدان مصداقيته كواجهة ثقافية تقوم بمهمة ثقافية عبر نقلها لجوانب من القيم والمضامين.
- ندرة الحوارات الثقافية وضعف حضورها والمشاركة فيها.
- عدم مناقشة قضايا ثقافية، أو إعداد محاور ثقافية ترتقي بالمشهد الثقافي أو أية مسائل ثقافية حيوية أخرى تستلزم رأي النخب المثقفة وإبداء رأيهم بشأن تلك المحاور المطروحة في الساحة الثقافية.
إن القائمين على المنتديات الثقافية تقع عليهم مسؤولية تحقيق الدور الفاعل في نقل ونشر الثقافة وعدم تسطيح الوعي وحصر المنتديات في نشر الآراء والأفكار التي لا تضيف جديداً للحياة الثقافية في مجتمعنا .. لكي تكون تلك المنتديات متميزة من حيث المحتوى والرؤية، وأن تتوفر فيها المقومات الأساسية من أجل تحقيق أهدافها.
إن القائمين على المنتديات الثقافية تقع عليهم مسؤولية تحقيق الدور الفاعل في نقل ونشر الثقافة وعدم تسطيح الوعي وحصر المنتديات في نشر الآراء والأفكار التي لا تضيف جديداً للحياة الثقافية في مجتمعنا .. لكي تكون تلك المنتديات متميزة من حيث المحتوى والرؤية، وأن تتوفر فيها المقومات الأساسية من أجل تحقيق أهدافها.
4- غياب النقد البناء :-
إن المعيار الحقيقي للإبداع هو النقد البناء الهادف ، فعلى الناقد الحقيقي ، تقع مسؤولية الإضاءة على مكامن الجودة ومكامن الرداءة في العمل الإبداعي .
إن المعيار الحقيقي للإبداع هو النقد البناء الهادف ، فعلى الناقد الحقيقي ، تقع مسؤولية الإضاءة على مكامن الجودة ومكامن الرداءة في العمل الإبداعي .
الكاتب الحقيقي لا يضيق بالنقد البناء ، لأنه يعلم علم اليقين أن النقد هو سبيله للاستفادة من الثغرات و الهنات ، التي يمكن أن تعتري عمله الإبداعي ، فيدفعه النقد البناء لبذل جهود كبيرة من أجل الارتقاء بإبداعه إلى مدارج النضج والإشراق بدل الافتخار بالتفوق الوهمي الذي لن يفيده ولن يفيد جمهوره الذي يستحق منه الاحترام.
ولكن الواقع يؤشر لغير ما تقدم ، فقد تراجع النقد المتزن البناء ، لصالح نقاد العشوائيات في ضواحي مدن الإبداع ،( فأستفحل الانتقاد في زمن خفوت النقد ) .
لذا يجب علينا أن نفرق بين " الناقد والمنتقد " كما قال الناقد والشاعر المغربي " لحسن ملواني " (فالناقد ) : (يقوم بتحديد جوانب السلب والإيجاب في العمل الإبداعي، مستهدفا التصحيح والتوجيه إلى الأسلم والأجمل ،غايته التشجيع والتصحيح في ذات الوقت، فلا يجعل المنقود يفقد الأمل في التقدم وإعادة المحاولات ، ولا يجعله يغتر فيركن إلى السكون بدل الحركة ) .
أما (المنتقد) : (فهوالذي يتصيد الأخطاء ويتجاهل جميل النصوص ، فيما يبدي رأيه الحامل للمثبطات والمصطلحات الكريهة من قبيل ” تافه ، ضحل ، هراء ، مضيعة للحبر ، إتلاف للأصباغ….” فهو المتفنن في صياغة العبارات الحاملة للعيوب ،ليذيل بها أعمالا لا يدرك كنه الجودة ولا النقص فيها ، فهمّه الطعن والانتقام بلا حق و لا سبب ظاهر) .
نذكر أصحاب النقد المجاني بما قاله الشاعر الكبير محمود درويش بكل وعي وتواضع: ( إن كل ما قاله لا يوازي شطر بيت المتنبي “على قلق كأن الريح تحتي" ).
(على قلقٍ كأن الرّيح تحتي... أوجّهُها جَنُوباً أو شمال)
5- محررو الصفحات الأدبية والثقافة في الصحف الورقية والإلكترونية :-
بعض الصحف تفتقر للمحرر الأدبي المتخصص ، الذي يمتلك التقنية التي تتيح له أن يزن النص الأدبي ، بميزان المعرفة النقدية المحايدة والواعية ، فالمحرر المتميز يقوم بالمراجعة والصقل والتشذيب والتصحيح والتصويب ، إلى جانب التدقيق وإعادة التدقيق ، والمواءمة التي تقتضي قرض قدر من الانضباط على الكتابة الإبداعية .
خلاصة القول جهات عديدة تتحمل مسؤولية تردي أوضاعنا الثقافية والأدبية ، فلا فرق بين السياسي الفاسد والمفسد ، وبين المثقف الذي يروج ( للشعرور) من مرتزقة الأدب والفن ، كلاهما معول هدم لمنجزات الوطن وحجر عثرة في طريق تقدمه وتطوره . لهم نقول "السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا " ، عودوا لرشدكم ، واتقوا الله بأمتكم ، وتخلصوا من أنانيتكم ومصالحكم الأنية ، التي لا مبرر لها .
هاشم خليل عبدالغني
ولكن الواقع يؤشر لغير ما تقدم ، فقد تراجع النقد المتزن البناء ، لصالح نقاد العشوائيات في ضواحي مدن الإبداع ،( فأستفحل الانتقاد في زمن خفوت النقد ) .
لذا يجب علينا أن نفرق بين " الناقد والمنتقد " كما قال الناقد والشاعر المغربي " لحسن ملواني " (فالناقد ) : (يقوم بتحديد جوانب السلب والإيجاب في العمل الإبداعي، مستهدفا التصحيح والتوجيه إلى الأسلم والأجمل ،غايته التشجيع والتصحيح في ذات الوقت، فلا يجعل المنقود يفقد الأمل في التقدم وإعادة المحاولات ، ولا يجعله يغتر فيركن إلى السكون بدل الحركة ) .
أما (المنتقد) : (فهوالذي يتصيد الأخطاء ويتجاهل جميل النصوص ، فيما يبدي رأيه الحامل للمثبطات والمصطلحات الكريهة من قبيل ” تافه ، ضحل ، هراء ، مضيعة للحبر ، إتلاف للأصباغ….” فهو المتفنن في صياغة العبارات الحاملة للعيوب ،ليذيل بها أعمالا لا يدرك كنه الجودة ولا النقص فيها ، فهمّه الطعن والانتقام بلا حق و لا سبب ظاهر) .
نذكر أصحاب النقد المجاني بما قاله الشاعر الكبير محمود درويش بكل وعي وتواضع: ( إن كل ما قاله لا يوازي شطر بيت المتنبي “على قلق كأن الريح تحتي" ).
(على قلقٍ كأن الرّيح تحتي... أوجّهُها جَنُوباً أو شمال)
5- محررو الصفحات الأدبية والثقافة في الصحف الورقية والإلكترونية :-
بعض الصحف تفتقر للمحرر الأدبي المتخصص ، الذي يمتلك التقنية التي تتيح له أن يزن النص الأدبي ، بميزان المعرفة النقدية المحايدة والواعية ، فالمحرر المتميز يقوم بالمراجعة والصقل والتشذيب والتصحيح والتصويب ، إلى جانب التدقيق وإعادة التدقيق ، والمواءمة التي تقتضي قرض قدر من الانضباط على الكتابة الإبداعية .
خلاصة القول جهات عديدة تتحمل مسؤولية تردي أوضاعنا الثقافية والأدبية ، فلا فرق بين السياسي الفاسد والمفسد ، وبين المثقف الذي يروج ( للشعرور) من مرتزقة الأدب والفن ، كلاهما معول هدم لمنجزات الوطن وحجر عثرة في طريق تقدمه وتطوره . لهم نقول "السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا " ، عودوا لرشدكم ، واتقوا الله بأمتكم ، وتخلصوا من أنانيتكم ومصالحكم الأنية ، التي لا مبرر لها .
هاشم خليل عبدالغني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق