السبت، 17 أغسطس 2019

ماخلقتُ الجن والأنس إلا ليعبدون / مقال الشخ كريم حسين / العراق ,,,,,,,,,,,,

بسم الله الرحمن الرحيم 
" ماخلقتُ الجن والأنس إلا ليعبدون"
إن مباحث هذه الايه الكريمه كثيره، ولكني إريد أن أشير الى معنى يريدهُ الله من الأنسان.
إن الله خلق مخلوقات كثيره، منها الجن والأنس كما أشارت لهما الآيه الكريمه، وهما مكلّفان بالعباده وأيِّ عبادةٍ يريدها الله في هذه الايه الكريمه ؟ إن الله يريد عبادة التفكّر، أن يتفكر الأنسان بالله وبمخلوقاته وبنفسه التي خلقها الله وسوّاها، يفكّر في هذا الوجود الجميل والبديع، وعن التفكّر قالوا أهل البيت صلوات الله عليهم " ساعة تفكّر خير من 

 من عبادة سنه" وبالتفكير الصائب يصبح الأنسان مبدعاً فهو سيد المخلوقات وبالعلم والمعرفه والأيمان يرتقي ويكشف أسرار الوجود، ويكون بحق خليفة الله في أرضه، فالعالم عندما يجتهد ويأتي بجديد ويعالج مستحدثات العصر فأنه بعمله هذا أصبح مفكّراً وأنار الطريق، والخطيب عندما يلقي محاضره عليه أن يفكّر جيداً في توعية الناس، ويوصل لهم الفكره عن طريق القرآن مثلاً أو سنة النبي(ص) أو العقل، ويقول لهم إن الأسلام هو إسلام الرحمه لاإسلام القتل والجرم والأغتصاب، وإن الأسلام يواكب العصور، وجاء من أجل أن يكون الأنسان متطوراً وواعيّاً ومتحضّراً وينبذ العداوة والبغضاء وأفكار البدع والخرافة والأنحراف، نقول عنه إنهُ مفكّراً، والفلاح عندما يزرع الارض يهيئُ مستلزمات الزراعه، كتنظيف الأرض من الأشواك وغيرها وحفر النهر وتحسين مجاريه وشراء البذور، وكم من مساحةٍ سيزرعها، وما مقدار الأجور التي سيدفعها وبعد ذلك يزرعها بتعبه وجهده وعرق جبينه نقول عنهُ إنه مفكّر، والأديب والشاعر والفنان عندما يكتب مقاله أو قصيده أو لوحه فنيه يعبّر فيها عن معاناته وألمه ومعانات الناس ويسطّرها أو يشدوها أو يرسمها من دمه إنه مفكّر، والفقير عندما يسعى ويدبّر أمورهُ ويطالب بحقه نقول عنهُ إنه مفكّر...إذاً خلق الله الأنسان ويريد منه إن يكون مفكّراً ومبدعاً وغيرها، فلنفكّر كيف نبني إنفسنا وأجيالنا وأوطاننا ونشيّد حضارتنا ؟ وكيف نسعد أجيالنا؟ ولنفكّر كيف يعم السلام بيننا؟ يعمُّ على أرضنا، أرض العراق، والعرب والمسلمين، والأنسانيه جمعاء...تحياتي
------------------------------------------------------ 

كريم حسين/ العراق
١٥ ذو الحجه ١٤٤٠هج 
١٧/ ٨/ ٢٠١٩ م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق