الأحد، 20 سبتمبر 2015

إنهم يرحلون/ قصيدة الشاعرة / جليلة مفتوح / المغرب ....

إنهم يرحلون
هذا قدري يبتسم مراوغا..
وذاك سؤالي هازئة ...بدهاء
هل من قدر أقوى 
من وجعٍ يصرخ بوجه العاصفة ؟
يرحلون حاملين صخورا بالقلوب
زرع سقاه الدمع تذروه الرياح
كأنهم عصف مأكول وحيات رقطاء
ألا فارحلوا...فقد رحلت قبلكم بأزمان
يوم وثقت بالدم
مقايضة عمري بغريب الأعمار
إرحلوا وأنتم بحقيقتي جاهلون
كم دست وريقات الورد ..
فتلقفتها الأتربة باستياء..
كيف أطلقت عند المغيب
الغربان و الحمائم الورقاء
كم كرهت حوار الصمت
جبان لا يشاغب إعلانا ولو بالبكاء
ولم أدمنت التوشح بالألوان
فنبذت وشم الرموز على وجهي
وألغيت كل طقوس الرثاء.
رفضت حمل الثأر وبقايا الأنفاس ..
ما مات أحد بداخلي غرقا
ولا دفن حيا في الخفاء.
هذه سفني مخلدة تقلع
من مرافئ الظلم نحو شطآن البهاء
لا صنما نصبت لتحاصرني الأمكنة
والخرافات والخطب البتراء
إن مات العشق بالرحيل والغياب
فأنا إلاهة عشق عمياء
يرحلون خبثا ويجهلون وصفتي للخلود
كيف عجنت الهم بالأفراح
و زينت خلطة العمر بالزغاريد والعواء
أرقص معربدة في قلب الليل البهيم ...
حول نيران روحي الملتهبة باستعلاء
انتفض من كل رماد بعد حرقي ..
بعظمة ..وسحر وغطرسة العنقاء
في هذه الحلكة الخانقة...
إن لم أحترق مرة ومرات ...
فمن سينير الكون بأروع الضياء ؟؟
جليلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق